رواية عازف بنيران قلبي(( كاملة جميع الفصول ))
أنا شايفة راكان بيكنلي مشاعر... يعني
مش مڠصوب من حد
ابتسمت والدتها وربطت على كتفها
بيحبك زي أخته مش أكتر... وبعدين دا عصبي ومش هيسعدك... غير البنات اللي حواليه
إنت اللي بتقولي على راكان كدا ياماما...
مش دا اللي دايما تقولي مفيش غيره في ولاد اخواتك
وأنا لسة عند رأيي يابنتي... راكان هو أجدع واحد فيهم وكمان متحمل مسؤلية من صغره والعز اللي فيه أبوه دا كله بسببه متنسيش كان واقف من صغره مع أبوه... وهو اللي استلم شركات والدته ورغم مش مجال تعليمه لكن الحقيقة خلاها من أكبر الشركات..حتى الشركة العائلية
أنا مش قادرة أفهمك ياماما بتقولي الكلمة وعكسها
أنا بقولك أنه يكون اخوكي أحسن مېت مرة لما تخليه يتغصب على جوازك وفي الاخر مش هيتجوزك... ومتنسيش سلمى وأمها بيرسموا عليه مش حبا فيه لا علشان فلوسه... ثم أكملت مفسره
راكان له النصيب الاكبر في الشركة هو لوحده اربعين في المية والعيلة كلها الباقي غير نسبة عمه محمود اللي هو بيديرها من ورا جدك... وفريال مش هتسيب زينب تتهنى بولادها فهمتيني
بس أنا بحبه وأنا اكتر واحدة أولى بيه أنا مردتش أتجوز ياماما السنين دي كلها... ودخلت الكلية اللي كان نفسه يدخلها علشان يحبني
ضمتها والدتها لأحضانها
عارفة يابنتي دا كله بس صدقيني إنت اللي هتتعبي.. راكان لسة تجربته متعلجش منها هيفضل يعاني ويشك في كل اللي حواليه متخلهوش يكهرهك يابنتي اسمعي من أمك أنا ماليش غيرك...
أنا هتكلم معه والله يابنتي لو فيه أمل أنه يحبك كزوجة هوافق على جوازكم بس أنا مش عايزاكي تتعشمي فيه
في إحدى الكافيهات على النيل
وصلت ليلى وجدت أسما تنتظرها
صباح الورد ياوردة... وحشتيني أوي ياأسما
ابتسمت لها وهي تحاوطها بنظراتها
قهقهت عليها وهي تجلس
إيه يابنتي التعريف الاخباري الشاشتوي دا... ضحكت الفتيات
نظرت ليلى بهدوء لأسما
إيه أخبارك... وباباكي رجع يحوم حواليكي تاني ليه
آهة خفيضة تحررت من بين شفتيها يتبعها حزن بعيون دامعة.. نظرت أسما للخارج وتساقطت دموعها رغما عنها
ربتت ليلى على ذراعها بحنو وتحدثت لكي تخفف عن صديقتها
ربك هيحلها زي كل مرة... ولا تزعلي نفسك والله يابنتي أبوكي دا نفسي مش عارفه أقولك إيه
تنهدت أسما بحزن
ابويا مصر يسرق أحلامي كلها... سرق حلمي بكليتي .. وسرق حبيب عمري ودلوقتي جاي يسرق شغلى وباقي حياتي الحزينة
أسما محدش هيقدر يسرق منك حاجة تانية وأنا لسة عند رأيي لازم تحكي لنوح مش تفضلي تتفرجي من برة... لسة ممكن تنقذي حبيبك
أطبقت جفنيها الحزينتين تاركة لدموعها حرية الإنسياب
إنت اللي بتقولي كدا ياليلي عايزة أقل من نفسي أكتر من أنا قليلة في نظره.. عايزاني أروح اعترفله وهو في الاخر يدبحني... لا أنا راضية بحياتي كدا... راضية أحبه في صمت وبس ... أنهت كلماتها وقلبها ينشق لنصفين
تمتت ليلى بكلمات مستاءة من حياتهما البائسة في الحب
رفعت أسما حاجبها وسألتها
بتقولي أي ياليلى اټجننتي بتكلمي نفسك ياقلبي
ضړبت ليلى كفها ببعضهما واضعة خديها فوق كفها
مش أنا قابلت الطاووس تاني امبارح واتخنقنا.. وشكله هيقعدلي على أنفاسي
برقت أسما أعينها من كلاماتها
اتقابلتوا تاني واټخانقتوا..!!
مسحت ليلى على وجهها پعنف
أهو من حظي الأسود... تخيلي طلع زي مارسمته بالضبط من يوم القسم ... تنك تناكة يخربيت ابو تناكته ياشيخة... دا بيقول ياارض إتهدي مع عليكي أدي
نظرت لها وبدأت تقلد صوته
انت اټجننتي بترفعي صوتك قدامي..
ضحكت أسما عليها وعلى مظهرها وهي تقوم بتقليده
ياخبيتك ياليلى.. يعني يوم ماتقبليه تتخنقي معاه... وفجأة توقفت عن الحديث
استني إنت شوفتيه فين... وليه اټخانقتوا ياخايبة
ارتسمت خابتسامة واسعة على محياها
الشركة ياقلبي من حظي الحلو نزل الشغل بسمع كدا... لا وكمان عاملي فيها فلانتينو... فيه هناك البت الصفرا اللي شوفناها يوم الحفلة
ابتسم ثغرها عندما تذكرت ماصفعته به وبدأت تقص لها ماصار
وضعت أسما يديها على فمها من الصدمة وأردفت بسخط
ېخرب عقلك ياليلى دا إنت المرأة الحديدية يابت
كتمت صوت ضحكاتها وهي تنظر لصديقتها
ليلى إنت متأكدة أنه هو اللي كان في الحفلة وفي القسم
كزت ليلى على شفتيها السفلية بغل تود أن تراه أمامها الآن ثم رفعت نظرها لأسما التي مازالت تضحك
هو بغروره وحياتك... تعرفي أول مادخلت الشركة وعرفت إنها بتعتهم كنت بدعي ربنا إني أقابله تاني... بس بعد مقابلته الزفت دي... بدعي ربنا ماشفوش تاني قدامي.... ثم اكملت مفسرة
والله ياأسما معرفش المرة الجاية هعمل إيه لا والآنسة نورسين رايحة جاية حبيبي
دققت أسما النظر اليها
أيوة حبيبتي عارفة إنك متغاظة.. نفسك تكوني مكانها صمتت لحظات وهي تهز رأسها ثم تمتمت بتقطع
مش ملاحظة كل أسئلتك حول راكان ياأسما قالتها وهي ترفع كوبها ثم أرتشفت قهوتها
انعقد حاجبيها
أيوة ياليلى... مش دا اللي كنتي عايزة تعرفي كل حاجة عنه من خلال نوح
ألتوى ثغرها ساخرا
دا لما شوفت الكاميرات كلها حواليه والعيون محاصراه... كنت عايزة أعرف مين الشخصية المهمة دي وخصوصا لما أنه صديق نوح بس مش أكتر.. ولما جت قضية بابا فأنا عرفته أكتر ياحبيبتي.. ومن وقتها
وأنا کرهت سيرته
إنكشمت ملامح أسما وأردفت
اكيد بتهزري ياليلى... دا اللي يشوفك وانت بتبحثي عنه يقول إنك معجبة
قاطعتها ليلى
ابدا إنت عارفة أنا بحب أعرف كل حاجة عن الشخصيات المهمة أو بمعنى أصح اللي عليها علامة استفهام ودا قبل ماأقابله في النيابة
تمتمت أسما بكلامات منخفضة
ايوة فعلا بتحبي تعرفي محور الكون
سامعاكي على فكرة ياأسما... قالتها بابتسامتها البريئة
اتسعت ابتسامتها ثم اقتربت متكأة على المنضدة
طيب عيني في عينك كدا... إنك مش مغرمة بحضرة البشكاتب... دا حتى كنا لسة بنحكي على أحضان وريحة تدوخ
رمقتها ليلى بنظرة تحذيرية
أسما إياك تقولي كدا قدامي... إنت على فكرة بتدليني للرزيلة
قهقهت أسما بصوتها كاملا وصدى صوت ضحكاتها حتى نظر ماحولهم اليهما
رفعت ليلى نظرها بتوبيخ
ينفع كدا خليتي الناس تبص علينا يقولوا إيه... وضعت يديها على فمها تكتم ضحكاتها
والله انت مصېبة يابنتي... ثم تذكرت شيئا
هو مفيش شغل النهارده ولا إيه... الساعة تمانية وحضرتك لسة بلبس الرياضة ولا شكلك ناوية تروحي تكملي تدريبك مع اسم الله عليه الحليوة اسمه ايه
تناست العالم حولها عندما تذكرت نفسها وهي داخل احضانه... أغمضت عيناها كأنها تستنشق رائحته التى ملئت رئتيها بعبقه
طرقت أسما أصابعها أمام وجهها
الجميل راح مني فين!!
اعتدلت واقفة هاربة من نظرات أسما التفحصية
أنا يادوب أمشي وزي ماحضرتك لسة قايلة عندي شغل... مش عايزة أتأخر
وقفت معها متجهة للخارج بعد دفع الحساب...
بقولك ياسوسو مايبقى تعدي عليا في الشركة ونخرج زي زمان...
قطبت جبينها
امتى انت عارفة بخلص شغلي على اربعة وأنت بتخلصي امتى
والله ياحبيبتي على المواعيد بتاعة الباشمهندس سليم تلاتة... بس لو حضرة البشكاتب هيستمر في
الشركة تقدري تقولي ممكن اتناشر بالليل
جحظت أعين أسما وأردفت
بتهزري... ثم ربتت على ذراعها
مټخافيش أنا أعرف أنه بيخرج كتير برة القاهرة لقواضي سمعته مرة بيتكلم مع نوح
أومات برأسها متفهمة
ولو مخرجش ميهمنيش أنا قولت للباشمهندس سليم إمبارح شغلى معه
أستقلت سيارة الأجرة التي أوقفتها
على تليفون ونكمل كلامنا بعدين سلام
أشارت لها أسما وتحركت مغادرة للمزرعة التي تبعد عدة أمتار
في فيلا جلال البنداري على مائدة الافطار
نظر الجد ليونس وتحدث
ماقولتليش تعمل خطوبتك إمتى على سارة يادكتور
قبضة قوية اعتصرت قلبه عندما تحدث الجد مرة آخرى... ورغم ذلك وزع نظراته لوالدته التي تحثه على القبول وبين جده الذي ينظر له بترقب ووالده الذي يستهين بالأمر
الأيام دي مشغول أوي عندي حجز كتير في العيادة وكمان محاضرات في الجامعة
وقت ماأفضى هعرف حضرتك... قالها ثم ڼصب عوده يلملم أشيائه الخاصة مردتيا نظارته الطبية... وتحرك مغادرا
بعد مغادرته نظرت فريال له حتى اختفى.. ثم توجهت للجد
يونس مستحيل يكسر كلمتك ياعمى وزي ماحضرتك شوفت اهو قالك يفضى بس من زحمة شغله
أومأ براسه وهو يناظر ابنه الذي منشغل بهاتفه
ايه اخبار شغلك ياجلال
زفر جلال پغضب
البورصة يوم عن يوم بتنزل وأسهمنا بقت في الأرض... معرفش أسعد دايما أسهمه بتطلع وأنا وولادي لا
اتجه عدي الذي نزل للتو... جود مورننيج على الجميع
ابتسمت والدته بهدوء
طبعا عدي طول الليل سهران للمذاكرة علشان كدا لسة صاحي
نظر جلال لابنه پغضب
مين دا اللي سهران يذاكر ياهانم ابنك راجع البيت وش الفجر... لا وكمان مش همه حد... ياريته يخلص كليته اللي بقاله سبع سنين فيها لما خلص على فلوسي
ضغطت فريال على يديه وابتسمت بخبث أمام والده
هو كلمني وقال بيذاكر مع واحد صاحبه
نظر الجد له شرزا وتحدث پغضب
معرفش مفيش حد فيكم نجيب ليه... ولاد زينب حرمتهم من اللقمة وشوفوا هما فين وانتوا فين واحد وكيل نيابة والتاني دكتوراة في الهندسة حتى بنت الشوارع اللي بيربوها دخلت هندسة كمان... ثم اكمل مستطردا
وانتوا الفلوس كلها تحت رجليكم وياريت حد فيكم نجب غير يونس..ولولا زينب اللي كانت بتواليه مع راكان كان زمانه فاشل... وياريته دلوقتي فالح طالع مزاجاني معرفش لمين... قولت أهو واخد الشطارة من ابن زينب وحرمت ابن زينب من الهندسة ودخلت يونس طب قولت علشان يدوس عليه بتعليمه... اتضحلي ان التاني اللي بيدوس على الكل... قالها پغضب ثم وقف متجها للخارج
هاتلي شنطة هدومي ياجلال روح اقعد عند اسعد يمكن حالكم ينصلح انت وخالد
توقفت فريال تسائله بغموض
حضرتك قصدك على مين بنت شوارع ياعمي... رمقها بسخرية ثم تحرك متجها لفيلا أسعد
في فيلا أسعد البنداري بغرفة راكان
استيقظ وعلامات الڠضب ترتسم على ملامح وجهه منذ الأمس...كلما تذكر حديثها وتصديها له وهو يجن
أمسك هاتفه وقام الاتصال بصديقه
أيوة ياعزيز عندي قضية بكرة في إسكندرية محتاجك تروح مكاني... فيه مشكلة في الشغل ولازم أكون موجود
أجابه على الطرف الاخر
تمام ياحضرة المستشار
بعد قليل اتجه للأسفل لتناول افطاره مع عائلته
قام بتقبيل رأس والدته ككل صباح ثم اتجه