رواية "داليا وسليم" ((كاملة جميع الفصول))
فكرت يبقي ليا بس.. من أول ما بدأت أفهم الدنيا والناس.. وأفهم يعني أيه حب وأحس بمشاعر جوايا.. كان
يمكن عندي ١٢ سنه وقتها.. يعني من ١٣ سنه.. حبيت واتعلقت وبقيت عاوزه الشخص ده ميفارقنيش ولما أكبر يكون
هو شريك حياتي ومنسبش بعض أبدا.. الشخص الي كنت براقبه من ورا الحيطان لما ييجي عندنا.. ولما الاقي نفسي قدامه اتوتر واتلخبط ومعرفش اقول كلمه واحده ولما اسمع صوته.. افرح.. مجرد ما سمع اسمه كان بيفرحني ويخلي قلبي يرقص.. الشخص ده هو الي منعني أبص لأي شاب غيره أو اسمح لأي حد يقرب مني رغم أنه عمره ما اتكلم معايا ولا قالي كلمه حلوه.. وأنا عارفه أنه يمكن مش شايفني أصلا.. بس كنت دايما أقول فرصه.. فرصه بس تجيلي وآنا هخليه يشوفني ويحبني كمان.. ولما جتلي الفرصه اتعلقت بيها.. الشخص ده كان أنت ياسليم..
_كنت دايما أقول هخليه يحبني من حبي له.. بكل الحب الي في قلبي هتعامل معاه بكل الحب الي شيلته السنين الي فاتت ههتم بيه وهخاف عليه بكل الحب.. هخليه يحبني.. وبكل الحب.. اتنازلت عن اي شئ وقبلت عرض باباك واتجوزتك.. وبكل الحب وقفت احارب عشان مسبكش لغيري والي ياريتها تستاهلك.. أنا مش وحشه ياسليم ولا عديمه الكرامه.. أنا واحده فقدت كتير وأنت كنت آخر شخص فاضلي بعد بابا.. لو كنت فقدتك أنت كمان.. كنت.. كنت خسړت كل حاجه..
_جايبلي واحده تطلع عقدها عليا..! فقدت كل الي اتعلقت بيهم فمسكت فيا أنا بقي!..
وكأنه أخذ سهما وغرزه بقلبها ليدميه!.. عقد! أهذا كل ما استنتجه من حديثها! أهذا رده! استدار ينظر لها وكاد يكمل حديثه حين توقف فجأه ينظر لعيناها.. آلمته نظرتها لأبعد حد.. كانت نظره معاتبه لائمه.. متألمه بشكل أثار الاضطراب بنفسه لكنه ابتلع ريقه وأكمل
_سليم هي وافقت لما عرفت أن ريهام مش كويسه ومش اختيار صح ليك..
رد پغضب عاصف
_وهي مالها! هي أمي! هي مالها اختيار صح ولا لأ ملهاش تدخل نفسها في حياتي...
التف لها يكمل
_مكنش من حقك تتدخلي بين اتنين المفروض مرتبطين وبيحبوا بعض وغرضك تفرقينا وتفوزي بيا لمجرد أنها مش كويسه
ولا مش مناسبه ليا! أنت مش من بقية أهلي عشان تدخلي نفسك في أموري الشخصيه..! عارفه لو كنت قولتيله أنا مش موافقه أبعد إبنك عنها الأول من غير ما تدخلني طرف وبعديها لو عاوزني أحاول أقرب منه وأظهر في حياته يمكن يحبني أنا موافقه كنت أحترمتك.. تحاولي تقربي مني ها.. مش تتجوزني وكمان وهي موجوده في حياتي!.. كنت خاېفه تخسريني فتتعقدي أكتر..طب اهو خسرتيني روحي اتعقدي بقي أكتر ما أنت معقده أقولك أقفلي علي نفسك ومتتعرفيش علي اي حد لأحسن تخسريه هو كمان بعد ما اتعلقتي بيه... أو اقولك روحي اقعدي في مصحه وهما هيعرفوا يقفلوا عليك كويس او يعالجوك وتطلعي كويسه..
كانت صړخة محمد بأسمه وهو يري ابنه يجرح فيها دون أي حسبان متجاوزا كل الحدود..
نطقت بخفوت هادئ وكأن صوتها يأتي من بعيد
_سيبه ياعمي معاك حق.. أنا معقده.. معاك حق والله
مبتريقش.. آنا آسفه أني دخلت حياتك.. وآسفه أني اعتبرت نفسي ليا الحق في الي مليش حق فيه.. آسفه أنك بسببي اختلفت مع باباك وصاحبك.. عارفه أن أكتر حاجه مضايقك الفيلم الي عملوه عشان نتجوز أكتر من الي حصل في موضوع ريهام.. كنت عارفه أن اليوم ده هييجي. وكنت دايما بتخيله بنفس النهايه دي بس أكيد مش بنفس الكلام..دايما فرحتي كانت ناقصه.. كنت عايشه في ړعب بسببه.. واهو جه.. وقلت الي عندك.. وعرفت الي عندنا.. هسألك سؤال أخير يا سليم..
_ممكن في يوم تسامحني ويكون لينا فرصه تانيه
نظر لها بصمت وملامحه لم تتغير..ظاهريا... أما داخليا كل شئ ينتفض الآن.. لا يعلم بما يجيبها.. القلب يرفض البعد والعقل يحتمه القلب يطلب الغفران لها والعقل يرفض المسامحه والتفاوض القلب يؤلمه ضعفها واڼهيارها الوشيك والعقل يراها تستحق وما بينهما وقف هو حائرا... وبالأخير نطق بجمود
_لأ..
أغمضت عيناها وكأن كلمته سکين ذبحها ببطئ آلمها أكثر.. ظلت علي وضعها للحظات وهو يطالعها ويتمعن النظر بها.. يعلم أنه سيشتاق لرؤيتها...
سارت خطوات بطيئه کسير السلحفاه حتي مرت بجانبه وتخطته وقفت بعد خطوات قليله والټفت له فقالت
_عنوان قصتك في حياتي مش الفقد يا سليم..
التف لها يطالعها بهدوء فأكملت!
_أنت وشخص كمان من الي ذكرتهم عنوان قصتكم
في حياتي مش الفقد... عنوانها التخلي.. أنتوا اتخليتوا عني بإرادتكوا مش القدر الي جبرنا.. وللأسف أنتوا أكتر اتنين كنت محتاجكوا.. بس متقلقش مش هكرهك زي ماكرهته.. لأن تخليك عني من حقك.. لكن تخليه مكنش من حقه.. والنهايه واحده.. عمي لو سمحت بلغ السواق يجهز العربيه هلم حاجتي وانزل..
الټفت.. وهذه المره اختفت من أمامهم بسرعة البرق..
هتف معتصم بحذر
_سليم أنت هتسيبها تمشي
صړخ به بصوت جهوري
_أنا مش عاوز اسمع كلمه واحده.. متفتكروش أنكم عديتوا.. أنا
بعزكوا صحيح.. بس حتي هي بعزها.. وزي مامقدرتش أسامحها.. معتقدش أني هقدر أسامحكوا..
نظر لوالده وأكمل
_بس للأسف متأكد أنه هييجي يوم وأسامحك أنت.. عشان أنت في الآخر أبويا..
صمت قليلا وقال بجمود لأبيه
_ياريت تبدأ ترتب أمورك وتشوف ازاي هتدير ممتلكاتك أنا مسافر ومعتقدش أني هرجع دلوقتي.. وقبل ما تعترض المره دي مش أنت الي هتقررلي أعمل ايه.. أنا هسافر دبي أدير فرع الشركه الي هناك..
وهل كان حبي يستحق هذه النهايه القاسيه !
بارت 12..
فتحت باب الفيلا الخاصه بها والتي كانت تسكنها مع أبيها.. اضائت الأنوار ليظهر المكان بوضوح والاتربه قد طغت عليه بشكل كبير.. أغلقت الباب واستندت بظهرها عليه.. عادت وحيده كحالها دوما ولكن وحدتها هذه المره قاسيه.. فهي وحيده تماما كحالها الآن بين أرجاء الفيلا الواسعه.. وهنا سقطت أرضا ودموعها تسبقها في السقوط.. تتذكر كل حرف قاله.. تتذكر كيف آلمها حديثه.. كم كان قاسېا عليها.. لم يضع لها عزرا أو مبرر لم يشفع لها حبها له الذي أبدته بكل وضوح.. لم يفرق معه أي شئ! حديثه يتردد بأذنها فيزيد ۏجعها..
وآه من ۏجعا يأتي من أحب الناس إلي قلبك.. تشعر وكأنه اكتشف موضع جرحها فظل يضغط عليه يدميه أكثر ويؤلمها أكثر.. وكأنه أتي بحفنه من الملح ووضعها بكل قسوه علي چرح قديم ظنته التئم لكن اكتشفت أنه مازال حيا.. تشعر أن أحدهم يمسك بآله حاده ويشرح في جسدها بكل قسوه كلما تتذكر حديثه لها ...
وفجأه .
______ ناهد خالد _____
جلس في غرفتهما ينظر أمامه بشرود ولكن ملامحه ظهر عليها الألم بوضوح بين يده استقرت ساعه يدويه أنيقه تخصها يبدو أنها سقطت منها دون أن تنتبه خفض بصره لها وهو يضغط عليها برفق وكأنه يخشي أن تنكسر فيزول آخر تذكار بقي منها ...ارتسمت ابتسامة ساخره علي شفتيه من رآها سيظنه غير مهتم لما حدث ولم يفرق معه ...لكن لم تدم تلك الابتسامه لأكثر من ثوان انمحت تماما وظهر الألم جليا علي وجهه و...ظهر طيف لأدمع قريبه لتغزو عينيه أخذ نفس عميق شعر وكأنه خرج من أضلعه تحدث للساعه وكأنها شخص ما ! بنبره متألمه خافته يسكنها الحزن
عارف أني وجعتها بس أنا كمان اتوجعت لو كنت عرفت الي عملوه قبل شهرين من دلوقتي مكنش ده هيبقي رد فعلي كنت هزعل وهغضب بس
مكنتش هقف قدامها وأنا بغلي كده فالبتالي مكنتش هوجعها كده بيقولوا علي قد المحبه بيكون الزعل وأنا حبيتها ...
أغمض عيناه بشده يعتصر جفنيه يمنع تجمع المزيد من الدموع بهما زفر پعنف يشعر بشئ ثقيل يقف بحلقه وشئ أثقل يجثو فوق صدره يكاد يمنع تنفسه !
حبيتها هو أنا كان ممكن محبهاش أصلا ! ضعفت قدامها ..قدام حاجات رجعتهالي بعد ما
فقدتها قدام روحها الي خلت البيت أجمل وكأنه مش بيتي ! قدام احتوائها ليا وأنا نايم علي رجلها وبحكيلها عن حاجه وهي بتسمعني بكل شغف عمرها ما قدرت تداريه قدام قلبي الي بيرتاح معاها وبوجودها قدام عنيها الي بتقفل لما بتضحك وفرحتها الي بتلمع فيها لما اعمل حاجه تفرحها قدام ليا لما ارجع من بره قدام صوتها الي حاسه بيرن في ودني دلوقتي نبرتها كانت بتدخل في قلبي كأنه هو الي بيسمعها مش ودني قدام حاجات كتير أوي بعترف أنها يأجمل بنت قابلتها في حياتي ومش جمال شكل وبس جمال مضمون أكتر عارف أنها عملت الي عملته بدافع حبها ليا وعارف أن عمري ما هلاقي حد يحبني وېخاف عليا زيها والحقيقه أنا عمري ما هعرف أعيش من غيرها ولا أحب غيرها ...هما شهرين بس بس حاسس أن حبها في قلبي من سنين مش من كام شهر ! أوقات بستغرب نفسي هو أنا ازاي حبيتها للدرجادي في الفتره القصيره دي ! بس برجع وأقول الحب مش بالمده ...
تنهد وهو يكمل حديثه
عارفه أنا قولتلها الي قولته من ڠضبي وحزني أنا كنت ناوي أعترفلها بحبي بكره وكنت بخطط لسهره حلوه حسيت أنهم هدوا كل خططي للمستقبل الي خطط له أني أعيشه معاها حسيت نفسي قليل أوي بينهم وكأني عيل بيتحكموا في حياته ! فرحت بخفوهم عليا واهتمامهم بيا وعارف أني مش هلاقي ناس زيهم بس كمان اټصدمت واتغاظت من الي عملوه من غير علمي ڠضبي وحش ومبسامحش اي حد بيستغفلني او يلعب بيا وبحياتي أيا كان المبرر بس
هم مش هقدر مسامحهمش بس برضو لازم أخد موقف واطلع عينهم شويه عشان ارتاح ولما ارجع لهم هبقي ناسي اي حاجه عملوها معتصم عبيط وطيب وبيحبني وأنا عارف أنه عمره ما فكر يضايقني بالي عمله صاحب وأخ جدع وعمري ما هلاقي زيه وعمري ما هسيبه وبابا ... رغم كل الي عمله معايا في حياتي إلا أنه أبويا في الآخر ...يمكن لما ابقي مكانه في يوم أخاف علي ابني