احفاد الچارحي الجزء الخامس من الفصل الأول حتي الثالث
خرج ليقف قبالتها وهو يرفع يده باستسلام
_حبيبتي انتي تعملي اللي تحبيه.. المهم انك حررتي الطاقة السلبية اللي جواكي ولا لا
ابتسمت بسعادة وهو تخبره براحة كبيرة
_لا أنا انبسطت جدا جدا.
حك رأسها بأصابعه وكأنه يداعب طفلا صغيرا
_وهو ده المهم.
اتجهت من خلفه للفراش كالصغير الذي يتتبع خطى أبيه فجذب احمد الغطاء حتى تمددت لجواره ثم فرده عليهما وهو يستمع لباقي حديثه الحماسي
اخفى وجه الصديق المرحب بسماع أقرب صديقاته للنهاية ثم أستحوذ على جانب الزوج المحب لمعشوقته فدنا بوجهه منها وهو يتساءل بعتاب
جحظت عينيها پصدمة لما خاڼها لسانها على قوله فقالت بضحكة ظنتها ستنهي الأمر
_أنت احسن ابتلاء.. ثم إن ربنا سبحانه وتعالى مش بيبتلي العبد الا لما يكون بيحبه فأكيد بيحبني عشان يبتليني بيك ولا أيه!
تجعد جبينه من فرط دهشة وجهه فأشار لها بسخرية
_بلاش تحللي الأمثال تاني يا أسيل.
_أنا بقول كده برضه.
هز رأسه بابتسامة ساحرة وقال بخبث تشكل بنبرته الجادة
_انتي كنتي بتقوليلي حاجة مهمة أول ما دخلت وأنا مخلتكيش تكملي كلامك.
رمشت بعينيها الساحرة كمحاولة للتذكر
_أمته ده!
رفع الغطاء فوق رؤؤسهما ثم جذبها اليه وهو يهمس لها بخبث
_هفكرك.
الظلام يملئ الغرفة الا من طاقة نور صغيرة تأتي من المصباح الصغير الموضوع جوار الفراش انتظام أنفاسها جعله يتيقن بغفلتها الغير مصطنعة فأبدل عمر ملابسه ثم تمدد لجوارها على الفراش وهو يراقبها بابتسامة هادئة وسرعان ما غفى سريعا ولم يطول بنومته فبدأ بفتح عينيه على صوتها المتقطع فوجد العرق يغمر وجهها بغزارة حركاتها المنفعلة جعلته يخمن ما تراه بنومها وخاصة حينما همست بخفوت
لا يريد أن تعود لذلك المطاف الشاق الذي بذل كل ما بوسعه ليجعلها تنسى ما خاضته بتلك الفترة لذا حركها برفق وهو يناديها
_نور.. افتحي عيونك ده مجرد حلم.
لم تنصاع ليده لذا لم يكن هناك سبيلا أخر سوى جذبها عن الوسادة إليه ففتحت عينيها الباكية وهي تمتم پألم مزق نياط قلبه
_حلا.. بنتي!
_اهدي.. حلا كويسة وفي أوضتها.
اغرقت عينيها بالدموع وصوتها الباكي يخبره
_هاتها.
أشار لها بتفهم وسرعان ما تود الحديث معه ولكنها تخشى أن ېعنفها مثلما تفعل كل مرة فمنحها نظرة حنونة واحتواء جعلها ټنفجر بالبكاء وهي تردد
ضمھا إليه ومازالت تضم الصغيرة فعاد نفس جملته التي يخبرها بها كلما تصمم على قولها هذا ولكن تلك المرة قالها بهدوء
_ قضاء الله نافذ يا نور.. ربنا اختارها واختارلها الطريقة اللي ماټت بيها.. عشان خاطري بلاش تلومي نفسك على حاجة انتي مالكيش ذنب فيها.
رفعت وجهها تجاهه وبانفعال تفاجئ به عمر قالت
_أنت السبب.. أنت اللي صممت تسمي بنتي حلا... كأنك مصمم تفكرني باللي عملته.
جحظت عينيه في صدمة ألجمته عن الحديث فتثاقلت كلماته وهي تحاول الخروج عن منطقها
_معقول يا نور شايفاني كده!! انتي معترضتيش على الاسم لما ولدتي جاية دلوقتي وتتهميني الاتهام ده!
صړخت به مجددا وكأنها تحاول التنفيس عما يجوب بداخلها
_كنت مجبورة اسكت لاني كنت حاسة انك حابب تعاقبني.. سكوتك نفسه عن اللي حصل كان عشان كده.
صړاخها أفزع الصغيرة التي بكت بين يدها حملها عنها عمر ثم نهض وهو يربت على ظهرها بحنان حتى غفت على كتفيه مجددا ومازالت نظراته الصامتة تحيط بها فقال وهو يتجه لغرفة ابنته
_سكوتي كان رضا بقضاء ربنا وابتلائه..أنا مقدر الحالة اللي أنتي فيها عشان كده مش هحاسبك على اللي قولتيه ده وأنتي أكتر واحدة عارفة حسابي عامل ازاي..
وتركها وغادر في صمت فأغلق باب غرفة ابنته من خلفه ثم تمدد جوار الصغيرة پألم استهدفته كلماتها في مقټل فلم يعاتبها يوما على ما فعلته لانه لا يرى بأنها مخطئة أبدا عكس ما ترى هي ذاتها به..
استندت نور برأسها على الفراش وأغلقت عينيها بقوة وهي تحارب ذكرى هذا اليوم التعيس فعادت لترى من أمامها شبح الماضي المجسد كتسجيل لا يخص سواها فما مر على معرفتها لحملها سوى أسبوعا واحدا حتى بدأت أعراض الحمل تسيطر عليها بشراسة فمنذ الصباح ويهاجمها دوار وصداع استهدف رأسها فظلت طريحة الفراش منذ الصباح استمعت لطرقات باب الغرفة فخرج صوتها شاحب كحال وجهها الأصفر
_ادخل..
ولجت آية للداخل بابتسامتها الرقيقة ثم اقتربت من الفراش وهي تسألها بلهفة
_مالك يا حبيبتي.. من الصبح مخرجتيش من أوضتك
اتكأت بمعصمها على الفراش ثم حاولت الاستقامة بجلستها وهي تجيبها بإعياء شديد
_من امبارح مش عارفة أنام من التعب ومش قادرة ارفع دماغي..
جذبت آية كوب العصير عن الطاولة التي تضم طعام الافطار كاملا
_عشان مبتكليش كويس.. اشربي العصير ده وأنا كلمت عمر عشان نروح للدكتور ونطمن وزمانه على وصول .
منحتها ابتسامة صغيرة ثم جذبت منها الكوب وهي تخبرها
_حاضر هشربه.
خرجت احدى الخادمات من حمام الغرفة ثم اقتربت لتخبر نور
_الحمام جاهز يا هانم.
أومأت برأسها فغادرت الاخيرة بينما تساءلت آية وهي تبحث عن الصغيرة بدهشة
_أمال فين حلا
أجابتها نور وهي تفرك رأسها بۏجع
_لسه نايمة.
هزت رأسها وهي تشير لها
_خلاص قومي خدي حمامك واجهزي وأنا كمان هروح البس عشان أول ما عمر يوصل هنتحرك بإذن الله..
جذبت نور المنشفة ثم اتجهت للحمام بتعب شديد فوجدت الخادمة قد ملأت البانيو بالمياه الدافئة ومغسولها المفضل خلعت مئزرها ثم استرخت بالمياه وهي تحاول انعاش جسدها الهزيل وما ان انتهت من حمامها البطيء حتى اتجهت للخزانة في محاولة للاستعداد شعرت نور باختلالها وعدم قدرتها على الوقوف لذا تركت الفستان الذي بيدها واتجهت للفراش وما أن تمددت على الوسادة حتى غفاها النوم بعد ليلة قاسېة مرت نصف ساعة ومازالت تغفو بعمق إلى أن شعرت بابنتها تحرك يدها وهي تمتم بكلمات غير واضحة سحبت نور يدها وهي تردد بإنزعاج
_سبيني يا حلا أنا تعبانه ومش قادرة أقوم.. روحي العبي بألعابك.
انكمشت تعابير الصغيرة بحزن واخذت تعبث بما تتلاقفه يدها وسرعان ما تحول حزنها الطفولي لفرح وهي تلعب بأغراض نور مرت الدقائق ومازالت الصغيرة تستكشف كل إنشن بالغرفة حتى تسللت لحمام الغرفة استندت على الحائط
وهي تخطو خطوات غير منتظمة حتى وصلت للبانيو الذي يملأه المياه راقبت الطريق من خلفها لعلمها بأن والدتها لن تسمح لها بالتواجد بذلك المكان وحينما لم تجدها خلفها مثلما كانت تفعل جذبت الورود التي تملأ المزهرية الموضوعة جانبا ثم وضعتها بالمياه وهي تلهو بمرح ومن ثم وضعت ألعابها لعبة تلو الأخرى وكلما طفت على سطح المياه كانت تضحك بطفولية احتلها انزعاج غفير لحظة غوص احدى ألعابها فحاولت جاهدة الحصول عليها وحينما فشلت بالامساك بها لعمق البانيو جذبت أحد المقاعد ثم صعدت فوق سطحه واخفضت ذراعها بالكامل حتى غلبتها رأسها وسقطت من خلفه فاختفى جسدها الصغير بداخل البانيو تحركت ساقيها وذراعيها بانفعال وهي تحاول التقاط أنفاسها سلبت منها روحها ومازالت تحاول وتعافر حتى توفت غرقا واستسلمت لمۏت محتوم لم تشعر به من ازهقها تعب حملها وغفت كمن ارتشفت مخدر قوي جعلها لا تستوعب ما يحدث من حولها فايقظها صوت هاتفها بعد ساعة كاملة من النوم تحسست نور الوسادة والكومود باحثا عن الهاتف وفتحت عينيها بارهاق وهي تتفحص المتصل رفعت الهاتف على أذنيها وهي تجيب بنوم
_أيوه يا عمر..
اتاها صوته المتلهف
_طمنيني عليكي لسه تعبانه
قالت بنعاس يغلبها
_أيوه بس مش هروح غير بليل مصدقت أعرف أنام.
اجابها بحب
_خلاص يا حبيبتي لما تفوقي ابقى رنيلي.
وقبل أن تغلق الهاتف تساءل سريعا
_حلا صحيت من النوم
صحيت من شوية.
_خليني أكلمها كانت نايمة الصبح وانا نازل..
نادتها ومازالت عينيها مغلقة
_حلا.. حبيبتي تعالي كلمي بابي.
وحينما لم تجبيها رفعت صوتها مجددا تناديها
_يا حلا..
قال عمر بدهشة
_يمكن نزلت تحت..
نهضت نور عن الفراش وهي تجيبه
_لا الباب مقفول.
واسرعت لغرفة ابنتها وهي تناديها
_يا حلا انتي فين
أي ردا سيأتيها وقد فارقت ابنتها الحياة تاركت من خلفها ألعابها التي تطفو لجوار جثمانها فوق سطح المياه!
تعلقت عين نور بباب الحمام لثوان وهي تحاول الا تستوعب ما يمليه عليها قلبها وعقلها وما قيد حركتها نسيانها أن تسرب المياه بعد حمامها اتجهت بخطوات ثقيلة للمرحاض والهاتف مازال معلق على أذنيها حتى باتت تقف بالقرب من ابنتها رمشت بعينيها عدة مرات وهي تحاول استيعاب ما تراه وفجأة انطلق صوتها پصرخة هزت أرجاء القصر بأكمله
_حلا... بنتي!!!!
أفاقت من ذكرى يومها المؤلم سريعا فاختنق تنفسها وكأنها هي من ټصارع الموجات مازالت تتذكر الليالي المؤلمة التي قضتها بعد ۏفاة ابنتها الاولى حتى رزقها الله بابنتها الثانية فمنحها عمر نفس الاسم حلا وهي الآن حامل بابن يضم ثمار حبهما للمرة الثالثة نعم قست عليه بكلماتها وهو الوحيد الذي ساندها واخبرها مرارا بأنها مشيئة الله عز وجل ليس بيدها شيئا وهي الآن تقسو عليه نهضتنور عن الفراش ثم اتجهت للغرفة الملتصة بغرفتها ففتحت الباب الجانبي وهي تبحث عنه وجدته مازال مستيقظا ويبدو عليه الحزن الشديد انتبه لوقوفها على باب الغرفة فاجلت احبالها المنقطعة وهي تهمس پبكاء
_أنا آسفة يا عمر.
وجد عينيها قد تورمتان من فرط بكائها فنهض من جوار ابنته ثم وضع الوسادة ليحميها من السقوط أرضا وأسرع إليها.. ضمھا اليه وهو يربت على ظهرها ويهمس لها بحنان
_قولتلك اني مزعلتش منك أنا زعلان عليكي يا نور.
بصوت متحشرج من فرط البكاء قالت وكأنها لم تسمع لما قال
_انا في اليوم ده نمت من تعبي ومحستش بيها وهي داخلة الحمام.
ابعدها عنه وهو يعاتبها
_عشان خاطري انسي.. بطلي تفكري في اليوم ده.. ربنا عوضنا بحلا وبابننا اللي في بطنك.. انتي ممكن تأذيه باللي بتعمليه في نفسك هتقدري تتحملي ذنبه يا نور
رددت بارتباك وهلع
_لا.. لا.. ابني مش هيجراله حاجة.
واحتضنت بطنها بحالة من التوتر فلعب عمر على أوتار خۏفها الذي سيعاونه بما يريد
_يبقى تبطلي تفكري في اللي فات.
هزت رأسها ثم قالت بتعب وهي تشير على فراش الصغيرة
_هنام جنبها.
منحها ابتسامة هادئة وهو يدنو من الفراش
_معديش مانع تشاركينا في نومتنا.
ضحكت على مزحه رغم ما تعرضوا له معا ومن ثم حملها للفراش ليستقر ثلاثتهم فوقه.. وأخيرا تخطت اوجاعها وضمت صغيرتها اليها علها تبرد أوجاع قلبها..
صعد متغندغا لغرفته على احد المقاعد وتحتضن بطنها المنتفخ خشية على جنينها من شراسة هذا الولد الذي فشل هو بتهذيبه اولا رأه حازم يمر من جواره فجذبه من قبعة البيجامة وهي يصيح به بتحد
_جرى أيه يالا هو محدش عارف يلمك ولا أيه... حد قالك اننا جايبن