رواية المطارد (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم امل نصر
وخرج صوته بإجفال وعدم تركيز بعد أن اخرجته من شروده بصيحتها
عايزة ايه يانجية خضتيتي وقطعتي خلفي في ايه يامرة
ردت بتعجب
وه انت هاتخليني اعدلك تاني الكلام اللي بكلمك
فيه بقالي ساعة بخصوص واد اخوي سعد اللي
عايز يتجوز بتك
استشاط سالم غاضبا من زوجته فهدر فيها بنفاذ صبر
الله ېخرب بيتك ياشيخة وبيت سالم اللي ابتلى بيكي انت وواد اخوكي المحروس سعد صدعتيني وقلبتي مخي وعلى ايه انا مش فاهم ماترفضه البت براحتها ياستي هو شربة ملح هاتشربهولها بالعافيه
صاح عليها پجنون وڠضب وقد افقدته بإلحاحها اتزان حديثه المعتاد معها
وأمر من شربة الملح كمان ممكن يا نجية بقى تنقطيني بسكاتك دلوك عشان انا دماغي تعبت منك ومن زنك ولو زودتي في الحديت هافرغ بندقيتي فيكي عشان اخلص منك ومن سيرة الزفت اللي فالقاني بيها دي
اومأت نجية اليه برأسها خوفا من غضبه فتابع كلماته بأمر
نهضت مذعنة لأمره كي تذهب من امامه على الفور اوقفها قائلا بحدة
خدي الصنية وكبابي الشاي معاكي ولا هاتنزلي كدة فاضية
تناولتهم تركض مسرعة من أمامه نظر هو في أثرها مغمغما
واما اشوف انا كمان حكاية الأغراب دي ربنا يستر وما يكونش اللي في بالي !
قالت وهي تعتدل بجذعها جالسة فوق السرير فانفتح البال ودلفت اليها شقيقتها بابتسامة متسعة على وجهها تردد
عرفتيني على طول كدة من غير ما حتى اطلع صوت
مش لازم تتكلمي ياست سمر انا اساسا عرفتك من خبطتك
قالت يمني فازداد اتساع ابتسامة سمر وهي تجلس بجوار شقيقتها على التخت تسألها وبفضول
اومأت يمنى ممازحة
هو مش لدرجة مميزة ياعسل بس الحكاية انك لما بسمعك وانتي بتخبطي عليا بيجيني احساس انك خاېفة تزعلي الباب من رقة خبطتك
رددت سمر خلفها بضحكة مجلجلة
ازعله يايمنى! دا ايه الخيال الواسع ده دا انت فظيعة وربنا
استجابت يمنى ضاحكة معها ثم أردفت
توقفت قليلا عند ذكر الأسم ثم تابعت
ندى خبطتها قوية وصريحة زيها أما محمد بقى فدا بيزوق الباب بغباء هههه لا ويبقى مضايق كمان اني قافلة بالقفل الواد غبي مش عارفة افهمه ازاي
سمر وهى تضحك مقهقهة مثلها
مش عارف يقدر انك انسة وليكي خصوصية ههههه
تصدقي في مرة قولتله نفس جملتك دي فلقيتوا تنح كدة وسهم وبعدها سألني يعني إيه خصوصية ههههه
زادت ضحكاتهم حتى ادمعت عيناهم وبعد أن هدأو قليلا نظرت لسمر شقيقتها قائلة بجدية
بلاش تزعلي من ندى
________________________________________
قطبت يمنى مندهشة من جملتها وقبل أن تسأل أكملت شقيقتها
اختك دماغها مطرقعة وصحوبيتها لبنات البندر خلتها بتفكر بس في المظاهر والدنيا المزهزة قدامها وانت
عارفة البنات بقى في المدارس دي بيبقى معظمهم دماغهم بس في الجواز والعريس المستريح قليلين منهم اللي بيكملوا للجامعة أو المعهد واختك بتغير من البنات اللي بيتخطبوا
ويفتخروا بالهدايا والحاجات الهبلة اللي بيعملوهالهم خطابهم
بس انا ماوقفتش في طريقها ياسمر ولا اعترضت حتى على العريس عشان تشيل مني كدة وتزعل
قالت يمنى بۏجع شعرت به شقيقتها فردت قائلة
عارفة والله يايمنى وهي كمان عارفة بس بقى متغاظة من موقف امك وابوكي المتشددين وبنفس الوقت مش لايقة حيلة معاهم
فتحط بقى غلبها فيا انا الغلبانة
قالت يمنى بمقاطعة اثارت ضحك شقيقتها التي شاكستها
ماانت الكبيرة يا منمن والكبير لازم يتحمل بقى
لكزتها يمنى قائلة بغيظ
كبيرة مين ياما دا انتوا الاتنين في طولي وكمان اعرض
ربنا يخليكي يأاحن واطيب قلب فينا
تقبلت يمنى عناق شقيقتها برحابة وارتياح فهذه الصغيرة رغم فرق السنوات بينهم دائما ماتصل بعقلها الكبير والذي تعدي لسنوات عمرها القليلة الى تفهم ما يشغل يمنى ويقلقها بالنظر فقط داخل عيناها دون أن تتكلم وتخبرها
في اليوم التالي
استيقظ صالح على دفعة خفيفة بقبضة احدهم على ذراعه السليمة فتح جفنيه بتثاقل
من اثر النوم العالق بها بفعل الادوية التي يتعاطاها لإصابة رأسه قوية المفعول رفرف بروشه قليلا يستقبل الضوء القوي للشمس التي على غير العادة رأى انعكاس ضياءها أمامه غلى حائط الغرفة القابع بها استفاق يلتف برأسه نحو النافذة فوجدها كما توقع مفتوحة على اخرها
وبالقرب منها ظل طويل لشخص اصبح يعلمه حديثا رغم رؤيته لمرة واحدة ولكنها كافية لتعلمه عن مدى عڼف هذا الرجل وكرهه له واقفا أمامه بتحفز وهيئة غاضبة
هاتفضل تبصلي كدة كتير ناوي تاخدلي صورة
تفوه بها يونس من تحت أسنانه فخرج رد صالح بهدوء
واتكلم انا ليه مش انت اللي مشرفنى النهاردة في المقر بتاعي
المقر بتاعك !
اردف بها يونس بلهجة مستنكرة قبل ان يتابع
دا انت ليك نفس كمان تهزر وتستظرف على اول الصبح كدة طب حتى اعملي قيمة لډخلتي عليك وانت عارف اني مش طايقك ولا طايق البص في وشك حتى
حقك !
إيه إيه بتقول
أردف بها يونس يتبين صحة الكلمة التي سمعها اكدها صالح وهو يعتدل بجذعه قليلا مستندا على وسادة خلفه
بقول ان حقك تكرهني وما تطيقش تبص في وشي بصراحة أنا لو مكانك هابقى اعفش كمان من كدة
ارتسم على وجه يونش التشكك وعدم التصديق فقال بسخرية
يااراجل والنبي يعني على كدة بقى انا احترمك واحبك كمان مدام مقدر موقفي وكرهي ليك
أسبل عينيه صالح يعلم ان يونس يحق له عدم التصديق والشك والرد بسخرية أيضا من كلماته التي لا تليق بما فعله معهم
أجفل على صيحه باسمه واسم اباه ايضا من يونس
صالح برهان ولا اقول ابن الشهيد برهان احسن
بزاوية فمه الموفوعة بشبه ابتسامة ساخرة كان يحدق بوحه صالح وكأنه يتبين رد فعله ووقع الأسم على أسماعه والاخر صامتا ينظر اليه بملامح مغلفة لا تنبئ بشئ
إيه يابن الشهيد مابترودش ليه
سأله بنبرة ساخرة وكان رد صالح
وايه اللي يخليني
مارودش يعني هو الشهيد برهان حاجة عفشة مثلا
لأ طبعا دي حاجة تشرف اي حد ان ابوه يكون شهيد العفش بقى انه يخلق من ضهر العالم فاسد وخسارة والف خسارة كمان لما تبقى الراجل سمعته زينة كدة ويجي ولده اللي من ضهره يعكر بعمايله الشينة سيرة الرجل العطرة
اومأ صالح برأسه مرددا باحباط وتفهم لما يقصده يونس
اااه يبقى انت عشان كدة جاي تصحيني على اول الصبح
ايوة ياحبيبي جاي اصحيك عشان انبهك دا انا بمجرد ما سمعت اسمك امبارح من سالم اخوي وعرفت البلد اللي انت جاي منها اتصلت فورا بناس اصحابي ساكنين في بلد صغيرة قريبة من بلدكم وسبحان الله يااخي سمعتك الشينة خلتهم يعرفوك على طول حضرتك ياباشا مشهور وسمعتك مسمعة زي الطبل هناك
وطبعا لو انا قولتلك اني مظلوم والتهمة اتلفقتلي زور مش هاتصدقني
اكيد طبعا مش هاصدقك ما هو انا مش مغفل يعني ولا دق عصافير عشان اصدق واحد زيك خان اقرب ماليه الناس اللي ربوه واكل من خيرهم
قاطع استرساله صالح في الحديث سائلا
طيب بما انك ماعندكش استعداد تسمعني واصدرت عليا حكمك زي ناس كتير ممكن اعرف بقى ايه سبب تشريفك ليا
اقترب يونس من صالح مائلا اليه برأسه مرددا بحدة
صړخ بكلماته الاخيرة والتي لم يجد الرد فيها من صالح سوى الصمت فخرج مغادرا دون سلام
أغمض عينيه صالح ومسح بكفه على
وجنتيه وذقنه وهو مطرق الرأس يتجرع پألم مرار الظلم الي اعتكف بداخله منذ سنوات طويلة من وقت ان التصقت
به هذه التهمة الشائنة وهو البرئ والضحېة هي اقرب الأحباء لديه !
شهق يرفع رأسه لأعلى يريد نهاية لهذه النيران المشټعلة بقلبه حتى بعد ان تمكن اخيرا من الإنتقام لكن ومالفائدة وقد تلوثت سمعته وضاع منه كل أمل للعودة للحياة الكريمة شعر بقبضة تعتصر قلبه لعدم وجودها معه في هذه اللحظة كي تخفف عنه بطيبتها وحنانها الذي ليس له مثيل حتى لو ادعت الڠضب وتصنعت الحزم بوجهها أمامه يكفيه فقط النظر اليها والى ملامحها البريئة كي ينسى الام الماضي والحاضر بل وينسى نفسه
كفاية خلاص يايمنى سيبيه كفاية بقولك
هتفت بها صفاء فجأة اجفلتها عن ماكانت تفعله لتجدها اقتربت تتناول منها الحقنة من بين اصابعها وتبعدها عن الطفل الصغير حدقت بها يمنى لعدة لحظات وكأنها لا تستوعب مايحدث راقبتها وهي تلتقط بسرعة البرق إحدى الأوردة لتغرزها به وهي التي ظلت لفترة لاتعلم مدتها تبحث عنها بيأس بذراع الطفل المنفجر من البكاء والدته التي انصرفت على الفور لا تصدق انتهاء هذه اللحظة العصيبة عليها وعلى طفلها
زفرت مطولا صفاء زميلة
يمنى وصديقتها وهي تنظر بأثر المرأة التي انصرفت مهرولة قبل ان تلتفت الى يمنى التي جلست بتعب على احد المقاعد في الحجرة الطبية داخل الوحدة الصحية الخاصة ببلدتهم لتضع كف يدها على رأسها وتغمض عيناها بإرهاق
ايه اللي حصل دي مش عادتك يايمنى دا انت ايدك تتلف قي
حرير يابنتي
اقتربت صفاء لتجلس امامها قاطبة الحاحبين تسألها باستفسار
يعني ايه كلامك دا طب انت سرحتي في ايه يايمنى بالظبط
أشاحت بوجهها عنها بحرج تريد الهرب من اجابة السؤال ولكن صفاء ألحت عليها به فاضطرتها للإجابة مضطرة
بصراحة قلبي اتقبض كدة ومخي راح على الراجل اللي حكيتلك عليه قبل كدة
ارتفع حاجبيها بالجفنين وانخفضوا مرة أخرى تحاول الإستيعاب فلوحت لها بسبابتها قائلة
الراجل اللي حكتيلي انك دايما بتحلمي بيه
اومأت برأسها صامتة فضړبت الأخرى كفها بخفة على سطح المكتب القريب منهم قائلة
ازاي يعني دا غريب عنك