رواية المطارد (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم امل نصر
وانت يدوبك تعرفي اسمه دا غير اللي حكتيه عنه وعن اللي عمله ايه يايمنى دا انت حتى طول عمرك خط مستقيم زي السيف وكلام العشق والحب بتاع البنات بتعتبريه تفاهة وخفة عقل
هتفت بتعب
وانت مين قالك بس اني بحبه
امال تسمي الحالة اللي انت فيها والتوهان دا إيه
انفتح ثغرها وانغلق لعدة مرات تفكر بجملة مفيدة ترد بها على صديقتها ثم مالبثت ان تقول بيأس
خرجت كلماتها الاخيرة باڼهيار اثار شفقة الأخرى فاقتربت تربت على ذراعها بتهوين
خلاص طيب هدي نفسك وماتزعليش واكيد مع الوقت هاتلاقي تفسير للي محيرك ده
تنهدت بالم ناظرة للأعلى
أومات لها صفاء بتأييد تمسح بكفها على ذراع يمنى بدعم انتفضت يمنى فجأة لتقف على أقدامها وقالت
بقولك إيه انا تعبت وعايزة اروح كدة كدة التركيز ضايع مني وشكله كدة مافيش أمل لرجوعه النهاردة هاخدها من قاصرها واستأذن بقى وامشي أحسن
تحركت يمنى على عجل قائلة بقلق
أومات لها صفاء باستسلام
خلاص روحي
وفي مكان اخر خارج المدرسة الثانوية الفنية خرجت ندى وقت الأستراحة اليومي تذهب إلى آحدى المكتبات لتبتاع منها ادوات فنية تلزمها في الدراسة وفي طريق عودتها لمتابعة يومها الدراسي انتبهت على نداء خاڤت لأحد الأشخاص بإسمها وحينما الټفت توسعت عيناها بالذهول وهي ترى نفس الشخص الذي تتبعها منذ يومين حتى بلدتها وتقدم لخطبتها!
نعم حضرتك انت بتندهلي ليه
بدأ حديثه معتذرا
انا اسف ان كنت ازعجتك بس انا بصراحة كان لازم اكلمك
تكلمني في إيه بالظبط مش فاهمة
سالته بتوجس رغم شعور الفرحة الذي انتابها برؤيته وحديثه لها نظر هو يمينا ويسارا حولهم قبل ان يجيبها بسؤال
حتة تانية هادية عن كدة
احتدت عيناها نحوه فا
أكمل هو
اظن انت عارفة اني غرضي شريف بأمارة اني اتقدمتلك دوغري من قبل ما اكلمك حتى وأهلك رفضوني
انتبهت على تلميحه
من تشديده في النطق بالكلمة الاخيرة فقالت
ايوة صح كلامك بس انا لايمكن اطلع مع حد غريب حتى لو كان غرضه شريف انا اساسا ما بطلعش في اي حتة هنا خارج المدرسة
اردف يها ثم تابع
ودا اللي شجعني امشي وراكي عشان اعرف عنوان بلدكم واطلب ايدك اظن انت عارفة اني ساكن هنا في اخر الشارع لأني على طول بقف في بلكونتي اللي هناك دي وبشوفك وانت معدية تحت بيتنا في الرايحة والجاية لمدرستك بيتهيألي انك خدت بالك مني
نظرت نحو مايشير اليه
________________________________________
بيدها لتفهم مقصده فاهتزت كتفاها بتصنع عدم الفهم
لا بصراحة ماخدتش بالي بس انت تقصد إيه بكلامك ده
اقصد انك عجبتيني وانا دخلت الباب من بابه واهلك رفضوا ممكن اعرف ايه السبب عشان لو فيا عيب اصلحه
صمتت قليلا مندهشة من جراته في فتح حديث معها كهذا وعلى قارعة الطريق فخرجت إجابتها خاڤتة بخجل
بصراحة هو الرفض مكانش عشان عيب فيك لا سمح الله لا دا عشان اكمل تعليمي وكمان عشان ماتخطهاش اختي الكبيرة يعني
هي الأسباب تبدوا منطقية لكن ونفسي اعرف رأيك
انت
بهت وجهها ونظرت اليه بحيرة تسأله
وانت مالك برأيي مدام اهلي رفضوا الجواز من أساسه
أجابها بتصميم
عشان انا مش متقبل الرفض ده ونفسي احاول من تاني وعشان احاول لازم اعرف رأيك ومكررش غلطتي الأولى ها قولتي إيه
الفصل ١٠
فور أن عادت يمنى لمنزلهم عيناها أتت على الغرفة المعروفة على الفور ولكنها لم تجرؤ
على الدلوف اليه وتوجهت مباشرة الى داخل المنزل تهتف باسم والدتها التي ردت عليها من داخل المطبح
تعالي يايمنى انا هنا يابنتي
وصلت اليها تلقي التحية وتشاكسها كالعادة
مساء الفل على احلى ست الكل عاملة آيه ياست ابوها
رفعت نجية حاجبيها بدهشة مشوبة بالسعادة بعد أن ذكرتها ابنتها بالأسم المحبب على قلبها وهي تقلب في الإناء الموضوع أمامها على الموقد فقالت
وه وه يايمنى دا انت باين الغزالة رايقة معاكي مدام جاية تفكريني باسم الدلع اللي كان يناديني بيه ابويا
تبسمت يمنى بتصنع كما مازحتها بتصنع كي تداري ما تشعر به من قلق وسألتها
بتحبي انت قوي الأسم ده ياما
ومين ماتحبش دلع ابوها يابتي بس اه الله يرحمك يابوي ويبش بش الطوبة اللي تحت راسك
قالت نجية بتأثر واضح على ملامح وجهها الشاردة قبل إن تستفيق عائدة لابنتها تسألها
هو انت إيه اللي رجعك بدري النهاردة كدة مش عوايدك يعني
ارتبكت قليلا قبل أن تتماسك في الرد
ولا حاجة اصل الحركة كانت خفيفة في الوحدة فقولت اروح احسن
خفيفة كيف والنهاردة التلات يوم تطعيم الأطفال في الوحدة
سألتها بتشكك زاد من توترها وجعلها تتلعثم قليلا قبل ان تخرج جملة مفيدة
ااا ياما انا كنت مصدعة وماكنش فيا دماغ لتطعيم اطفال ولا ۏجع قلب
طب وما تقولي انك مصدعة من الأول هو انا كنت هاحاسبك يعني
توقفت قليلا صامتة بعد أن أحرجتها والدتها بكلماتها وخرج صوتها اخيرا بخجل
اهو اللي حصل بقى اتلخبطت
قالت نجية بمغزى
سلامتك من الصداع واللخبطة يايمنى ربنا يصلح حالك
شددت على كلماتها الاخيرة وهى تنظر لابنتها التي ادعت عدم الفهم وسألتها
أبويا واخويا محمد يعني مش شايفاهم هما راحوا فين
ابوكي واخوكي شغالين في الجنينة جوا بيعزقوا في حوض الخضار
اومأت برأسها وهي ترتد للخلف لتخرج تكبح السؤال الملح عنه بصعوبة ولكنها أجفلت على هتاف والدتها فور ان استدارت
صح يايمنى اما اقولك الجدع اللي جوا ده مارديش يفطر النهاردة وكان مصر ياخد العلاج على بطن فاضية بس انا مارديتش اتبعه في جنانه
الټفت اليها تسألها بقلق
كيف يعني على بطن فاضية هو عايز يضر نفسه ولا إيه
والله ما انا عارفة يابنتي إيه اللي جراله وخلاه مقلوبكدة دا الكلمة بيطلعها بالعافية باين يونس شد عليه بكلام واعر ماتحملوش
ردت يمنى على كلماتها بجزع
عمي يونس كان عنده جوا ودا ايه اللي دخلوا أساسا
ارتفعت كتفاها وانخفضت بقلة حيلة
والله ما اعرف يابتي أهو فجأة كدة لقيته داخل على اؤضته يفتحها ويدخل عنده من غير استئذان
وبداخل الغرفة وامام النافذة الخشبية المفتوحة على مصراعيها من وقت ان فتحها يونس قبل أن يوقظه ويتحدث معه لقد استطاع للمرة الثانية ان يتحامل على قدميه والام رأسه حتى يصل اليها ويجلس أمامها يتنفس الهواء النقي من الخضرة والأشجار المزروعة بهذه الحديقة المتواضعة بمساحتها الصغيرة وانواع الخضروات واشجار الفاكهة محدقا بسالم وابنه محمد الصغير وهم يعملون في الأرض بكل جد ونشاط ابتسم من قلبه وهو يرى محمد المشاكس الصغير وهو يقلد أبيه في كل خطوة يقوم بها حتى في وقفته والأفعال الصغيرة له مااروعه من مشهد قد لا يشعر به سالم في ظل انغماسه طوال الوقت في
الكد في العمل ومشاغل الحياة هو نفسه لو مر أمامه هذا المشهد منذ سنوات أمامه لم يكن يراه بهذا الجمال بل لم يكن يراه من الأساس مع هذا الثراء الفاحش والحياة المرفهة التي كان يعيشها فنحن لا نشعر بقيمة الأشياء والمعنى الحقيقي للحياة
سوى عندما نتعرض للضغط الشديد أوالقسوة والخېانة من اقرب الأشخاص
انتبه على طرق خفيف على باب فعلم من الطارق هتف عليها لتدخل وحينما دلفت بطلتها التي تثير بقلبه الراحة والسعادة رفرف قلبه بين اضلعه مع رؤيته لنسمات الهواء التي ضړبت وجهها وطيرت طرف حاجبها بلمسة ساحرة فلم ينتبه لما تقوله حتى كررت بصوت اعلى
بقولك عامل ايه النهاردة مابترودش ليه
اجفل من شرده ليعود لواقعه ثم اشاح بوجهه نحو النافذة مرددا بصوت خاڤت
الحمد لله كويس متشكر
انتبهت يمنى على نبرته الحزينة والخالية من العبث كعادته في الحديث معها فقالت
امي قالتلي انك مارديتش تفطر وكنت عايز تشرب علاجك على معدة خالية ودا مضر
ظل صامتا ولم يرد اردفت هي
هو عمي يونس قالك إيه بالظبط وخلاك تزعل بالشكل ده معلش هو عصبي شوية وكلامه كمان شديد زيه
عمك معاه حق يايمنى
اجفلتها كلماته ونظرت اليه باستفسار وعدم فهم فتابع
عمك راجل بيدافع عن ابوكي وبناته بدافع الأخوة المشكلة فيا انا وفي المصېبة اللي وقعت فيها وبعدها جرت كل البلاوي اللي وقعت فوق راسي وكله كان بسبب غبائي
قطبت بحيرة تسأله
غباء ايه ده اللي يوقعك في المصاېب والبلاوي
أطرق برأسه لحظات قبل أن يجيبها
ممكن يايمنى تكلمي عمي سالم وتقوليه اني عايزه في موضوع ضروري
اومات له بالإيجاب وقالت
تمام هاقوله بس انت لازم تاكل دلوقت عشان علاجك ماينفعش يتأخر أكتر من كدة
حدق بها صامتا لبعض اللحظات قبل أن يسألها
هو انت
ايه اللي رجعك بدري النهاردة مش برضوا ميعادك على ٣ العصر
اذهلها تركيزه
الشديد بمواعيد عملها ودراستها خجلت من سؤاله فقالت وهي تشغل نفسها في النظر على بعض عبوات الدواء التي وجدتها على الطاولة القريبة امامها كي تفحصها ثم ترتيبها ورفع المنتهية منها
عادي يعني حسيت بشوية صداع في دماغي فاستأذنت ومشيت
لو قولتلك ان دخلتلك عليا دلوقت كانت من ساعة تقريبا امنية في قلبي واتحققت في وقتها هاتصدقي
تركت مابيدها والټفت اليه مستفسرة
يعني ايه
أجاب وعيناه تأسر خاصتيها
يعني يايمنى انا لما اتخنقت قوي اتمنيت اشوفك في اللحظة نفسها عشان برؤيتك بحس بأمان كبير وهم بنسى حمله على كتفي هل دا بقى طبيعي
هل هذا طبيعي وماالرابط الذي يربط بينهم ليحدث
وفي الحديقة الصغيرة وبعد أن انتهى سالم من العمل في
يابن الكل مش تاخد بالك كنت هاتفطستي دلوقت
رد محمد الجالس على إحدى اغصانها المتينة