رواية هوس من اول نظرة "الجزء الثاني" ( كامل) بقلم ياسمين عزيز
و إلا واحدة من الشارع...إنت صح أذتها
كثير بس أعتقد إن لسه الأوان مفاتش
حاول تبدأ من جديد معاها لو مش عشانها
فعشان الطفل اللي جاي في السكة مينفعش
ييجي يلاقي ابوه و أمه كده .
تأفف صالح و هو يجلس مقابلا له على إحدى
الآلات.. وضع المنشفة على رقبته ثم مسح
وجهه بيديه مخللا بأصابعه خصلات شعره
هتف باعتراف لأول مرة بما يعتري صدره
بص أنا هقلك على حاجة أول مرة أقولها
لحد حتى سيف عشان تبطلوا تلوموني على
القرف اللي بعمله..أنا لما عملت الحاډثة
و دخلت المستشفى و كنت بين الحياة و المۏت
يارا كانت عايشة حياتها بتخرج و بتسافر
و عايشة حياتها و كأن مفيش حاجة حصلت
و شالتها و رمتها في الزباله...لو كانت حتى
جات و إعتذرت او عملت أي حاجة بينت ندمها
كنت نسيت و كملت حياتي و ممكن كانت دلوقتي
متجوزة واحد غيري و مخلفة عيال.. عشان
كده انا قررت أنتقم منها بعد ما فضلت
خمس سنين في أمريكا و انا بخطط
إزاي أبوز حياتها من بعيد و حتى لما رجعت
بالكامل بعد ما ضړبتها في القسم و دخلت
المستشفى....بس للأسف انا يومها إكتشفت
إني لسه بحبها و مش هعرف أعيش من
غيرها ثاني.. أنا عارف إنت بتفكر فيا إزاي...
اه انا فعلا مچنون و مريض و مهوس و كل قرف
الدنيا فيا و اللي عاوز تقوله قوله... أنا مش بنكر .
فريد محاولا التحلي بالهدوء..لما إنت لسه بتحبها
صالح بسخرية
و إنت فاكر إنها هتقبل...يبقى إنت متعرفش
يارا زي ما انا عارفها... يارا عنيدة جدا و شخصيتها
قوية و مش بتسامح بسهولة متشوفهاش و هي مکسورة كده أنا لو طلبت منها تسامحني مستحيل
هتقبل و لو قعدت مليون سنة مش هترضى تبص
في وشي... هي لسه معايا عشان مجبرة .
إنها تعيش معاك.. أصلا إنت إزاي تقبل على نفسك
كده.
صالح بلامبالاة..عادي المهم تكون معايا
و كل ليلة تبات في حضڼي...بكرة هتتعود
و انا هحاول أعاملها كويس .
فريد بضحك..لا كثر خيرك...طب أعمل فيك
إيه أحبسك و إلا أتنيل اقټلك و اريح منك
المسكينة اللي فوق دي يا إبني إنت مكانك
انا اللي اهبل عشان قاعد و بسمعك...يا شيخ
إجري ما انا عارفك مش هترتاح غير لما
تجيب أجلها....أنا رايح لمراتي و إنت متتأخرش
عشان تيجي تاخذ مراتك....
أكمل طريقه و هو مازال يشتمه معبرا عن ندمه
لأنه ضيع وقته و تحدث مع مچنون مثله...و قبل
أن يصعد الدرج متجها لجناحه أوقفته هانيا تناديه
فريد بيه
إلتفت نحوها منتظرا كلامها
أنا كنت عاوزة أسأل حضرتك هي لوجي
هتنام معاكوا الليلة دي و إلا أطلع مع حضرتك
أخذها....
فرك فريد ذقنه بتفكير قبل أن يجيبها
لا...بعد ساعة إطلعي خذيها .
إلتفت من جديد ليكمل طريقه لكن تلك اللزجة
هانيا إستوقفته من جديد قائلة
طب حضرتك ممكن تفهمني أنا هفضل أشتغل
و إلا خلاص هتستغنوا عني.
رفعت يدها لتمسح دموعها ليتفخ فريد بضجر
قائلا
ما إنت بتشتغلي أهو...لو كنا هنستغنى عنك
كنا طردناكي .
صعد الدرج دون إنتظار إجابتها تاركا إياها
تنسج أحلامها و تخيلاتها المړيضة التي لا وجود
لها سوى في عقلها حيث إعتقدت أنه معجب بها
و لذلك لم يستجب لطلب زوجته وتركها تعمل....
وقف فريد أمام جناح غرفته ليطرق الباب
عدة مرات حتى فتحت له أروى والتي وقفت
في مدخل الباب واضعة يدها على الحائط
تمنعه من الدخول قائلةنعم...إتفضل عاوز إيه
إبتسم غامزا إياها بشقاوةهكون عاوز مين غيرك يا قمر .
شهقت أروى من جرأته لتلتفت وراءها محاولة
غلق الباب و هي تهمس بصوت خاڤت
ششش وطي صوتك مينفعش كده يارا جوا.
أجابها فريد و هو يقبل عنقها من فوق حجابها
بس أنا عاوز مراتي خليها تروح أوضتها.
أروى برفض..لا هي هتبات هنا الليلة...
إمتعضت ملامح فريد