رواية المــافيـــا والحب (الفصل الرابع والعشرون) منال سالم
عادتا إلى ميلانو.
فاق رده كل ما هو متوقع فانتفض واقفة في التو وسألته في ذهول
ماذا تقول كيف ذلك
ترنحت من وقفي المفاجئ فأمسك بي فيجو بقبضته القوية ليمنعني من الاهتزاز نظرت إليه في تعب ثم أجبرني على الجلوس وهو يأمرني
اجلسي لا داعي للوقوف وأنت تشعرين بالدوار.
حاولت النهوض من جديد لكن قبضته حالت دون وقوفي سألته في صبر نافد
حاد ببصره بعيدا عن نظراتي المتابعة له وقال
وجودهما ضروري فنحن بحاجة لتسوية بعض الأمور المعلقة.
سألته بقلب يدق في جزع
أيعني ذلك أنهما في خطړ
مال ناحيتي واستطرد في هدوء لكنه نجح في مضاعفة مخاۏفي
حلوتي كلنا في خطړ ما لم نتخذ حذرنا على الدوام.
هذا ليس برد.
هيا بنا أنت بحاجة للراحة.
علقت بتذمر
أريد أن اطمئن عليهما من فضلك أنا لا أطلب الكثير.
لم ينظر تجاهي وهو يخاطبني
لاحقا.
أدركت أن استمرار الضغط عليه لن ينفع بشيء فتوقفت عن إلحاحي ولذت بالصمت لكن ظل الصخب دائرا برأسي مسببا لي المزيد من الصداع المؤلم كنت بحاجة لإسكاته بالمسكنات القوية ويا ليت كل شيء مؤلم معنويا يزول بها مثله!
ظل هذا السؤال المحير يراود عقلي بعد أن وضعني فيجو على الفراش وتراجع عني بضعة أمتار لينشغل بالحديث هاتفيا لم أسمع غالبية ما يقوله فقد كانت نبرته إلى حد كبير مقتضبة وخاڤتة. راقبته من موضعي بنظرات شبه حذرة كان يوليني ظهره يتطلع عبر نافذة الشرفة يقف شامخا منتصبا هادئا لا يبدو عليه الخۏف أو الفزع على عكسي أنا التي أخشي إطباق جفني على بعضهما البعض لأرى شبح چثة الخادمة وهي تتطلع إلي في لحظة بعجز قبل أن تتمدد أمامي مېتة في اللحظة التالية.
هل هناك خطب ما
رمشت بعيني قائلة
لا.. لا شيء.
أبلغني أفراد التأمين أن الطبيب قد جاء سيأتي إليك فورا.
هززت رأسي هاتفة في إيجاز
جيد.
ترددت قبل أن أكرر طلبي عليه
أريد أن أطمئن على أمي وشقيقتي.
نظر ناحيتي معقبا وهو يدس يديه في جيبي بنطاله
لاحقا.
جلست مستقيمة على الفراش وأخبرته بإصرار
ولكني لن أشعر بالارتياح إلا بعد رؤيتهما أو على الأقل سماع صوتهما.
كلتاهما بخير.
لم أكن مقتنعة برده فأضاف كنوع من الإيضاح
كما أن لوكاس معهما فلا داعي للقلق مطلقا.
غمغمت بغير صوت وقد انقلبت سحنتي
اللعڼة هذا ما كان ينقص شقيقتي.
على ما يبدو لاحظ ما انتشر على قسماتي من انزعاج فاستطرد
يبدو من ملامح وجهك أنك غير راضية.
بررت له سبب مخاۏفي فقلت
أنت تعلم ابن عمك وشقيقتي ليست من النوع المتساهل.
أصغى إلي باهتمام فواصلت كلامي بصيغة متسائلة
لماذا أرسلتهما بعيدا إن كان سيظل لصيقا بها
راوغني حين أجاب وقد أخرج يديه ليكتف ساعديه أمام صدره
قلت لك طرأت بعض المستجدات هناك وأردت ذهابه بنفسه لتسويتها.
ظلت ملامحي متجهمة وأنا أخاطب نفسي بخفوت
لا أظن أنها ستمر على خير بوجوده فهو كآلة قتل متنقلة.
يبدو أنه رأى ما ينعكس من أمارات الضيق على كامل تقاسيم وجهي فقال
لم أسمعك.
تنحنحت معقبة بارتباك
لم
أقل شيئا.
نظراته ناحيتي
عنت أنه لم يصدقني فأشحت بعيني بعيدا