السبت 23 نوفمبر 2024

رواية هواها محرم (كاملة جميع الفصول) بقلم اية العربي

انت في الصفحة 5 من 13 صفحات

موقع أيام نيوز

الوسيمة وهي تضع له القليل من مخمرية الزهور الاستوائية التي تفضلها عن العطور . 
تفردها على بشرته بحب قائلة 
إيه رأيك 
أطرق يطالعها ثم قال بخفة في جانبيها 
رائحتها شهية مثلك .
انتفضت ضاحكة وهي تبتعد عنه قائلة بسبابتها كتحذير 
بس يا خالد بغير جدا .
ضيق عينيه بمكر وخطى نحوها خطوات مدروسة كأسد احتجز فريسته وعلم نقطة ضعفها وهي تبتعد محذرة تخشى حتى الالتفات الذي حاولت تجربته ولكنه أسرع ينقض عليها فصړخت ضاحكة وهو يحملها بين يديه بوزن خفيف يساعده على العبث معها .
تتلوى لتحرر نفسها منه ولكنه وضحكاتها تتعالى لثوان مرت مستمرا في فعلته حتى كادت ضحكاتها ټخنقها وهي تصرخ في محاولة منها ليفلتها بعدما باتت أنفاسها تبتعد فشهقت وبدلا عن القهقهات أصبحت تسعل وشحبت ملامحها فتوقف يطالعها پصدمة ثم أسرع إليها بقلق يدلك ظهرها ليسعفها قائلا 
حسنا خديجة اهدئي .
ظلت تسعل وتضع كفها على صدرها منحنية تلتقط أنفاسها 
أنا آسف يبدو أنني بالغت ولكنني أحببت ضحكاتك .
حصل خير .
تبدلت حالتها فقد شعرت أن أنفاسها ستتوقف لذا تحركت تغادر الغرفة وتركته في حالة ضيق تستحوذ عليه .
طوال حياته حرم من اللهو واللعب والمرح والقهقهات العالية .
حرم من أم تدلله وحرم من أب يرشده عاش محروما للشغف والحب .
حتى بعد أن شب وبات يسترق العبث واللهو والملذات بنفسه وبرغم ذلك لم يشعر بأي سعادة
سعى في الأرض ليحصل على شعور ېقتل حرمانه فلم يجد .
لم يجده سوى معها فقط منذ أن دلفت حياته بدأت تعطيه من نهر حنانها ولطافتها وتصب في أرض حرمانه القاحلة فيرتوي شيئا فشيئا.
يعلم أن عبثه كثيرا عليها وأحيانا مبالغا فيه ولكنه ينسى قسۏة زمانه معها ينسى كل شيء معها .
زفر پاختناق فقد تمادى للحد الذي يمكنه إصابتها بالأڈى لذا نهض من فراشه يخطو نحو الخارج ليراها ويطمئن عليها .
كانت قد توجهت للغرفة المجاورة تقف في شرفتها تستنشق القليل من الهواء لتنعش رئتيها مجددا بعدها التقطت غطاءا لرأسها
.
ناداها وهو يخطو في الردهة فتحمحمت وتحدثت وهي تلتفت بطرفها 
أنا هنا يا خالد .
تتبع صوتها حتى وصل إليها فوجدها تبتسم له بهدوء ثم عادت تنظر من الشرفة نحو مدخل الفيلا والحرس الذين يوالون ظهروهم للمكان فاتجه يعانقها ويلف يده حولها ثم انحنى نحو أذنها يردف بهمس مكررا اعتذاره 
آسف خديجة لقد بالغت كثيرا لم أقصد أبدا
إصابتك بأي أذى .
مالت تستند برأسها على صدره وربتت على يده قائلة بحنو لتخفف من وطأة حزنه ولوم نفسه 
بالطبع أعلم ولكني أعاني من ضيق التنفس أحيانا لذا شعرت بالاختناق ولكن أنا بخير لا تقلق .
ها هو ذنب جديد يلتهمه ويجعله غاضبا أكثر من نفسه لذا زفر ولم يتحدث وظل صامتا يعانقها ولكن قطع وصلة عناقهما فتح البوابة ودخول سيارة والدها التي جعلتها تنتفض من بين أحضانه وتتناسى حالتها بحماس وهي تتركه وتركض نحو الداخل كطفلة في السابعة من عمرها أتى والدها الحنون من سفر طويل قائلة من بين حالتها المفاجئة وقد وصلت إلى خارج الغرفة 
جم يا خاااالد .
وقف مصډوما لبرهة من الزمن على هذه التي تبدلت حالتها تماما من مجرد رؤية عائلتها ثم تحرك يتبعها بضيق وڠضب أخرجاه من حزنه عليها .
وصل إلى أعلى الدرج بينما كانت هي عند الباب تفتحه وتستقبل والدتها التي سبقت والدها وقد استقرت في أحضانها ونسرين تبادلها بشوق وحنان وابتسامة تحت أنظار هذا الواقف في الأعلى .
ابتعدت حينما رأت والدها يتقدم لتسرع إليه في عناق حار مشتاق والآخر يبادلها بشغف وحنين على مرمى بصر وحش كاسر .
يعانقان من هي ملكا له هو فقط وأمام عيناه وكم هي مستمتعة بعدما كانت في حالة واهنة منذ قليل !! .
مكانه يطالعه بتعجب والتفتت هي تطالعه بعيون متسائلة بينما هو يحدق بهم بملامح قاتمة لا يرغب في إخفائها وقال بنبرة جلفة 
في إيه كأنكوا مشفتوش بئض من إشرين سنة 
تجهمت ملامح بهجت وكاد أن يرد عليه فأسرعت نسرين تلكزه في يده في إشارة منها أن يهدأ بينما تحدثت خديجة پصدمة متعجبة 
في إيه يا خالد سيب إيدي .
ترك معصم يدها ليتمسك بكفها بدلا عنه ويضعه داخل كفه بتملك ووقف يلتصق بها يستقبلهما قائلا ببرود 
أهلا وسهلا اتفضلوا .
نظر بهجت لزوجته التي تعجبت من غيرته المبالغ بها ولكنها ابتسمت لتمرر الأمور قائلة بهدوء 
شكرا يا خالد .
أفسح لهما المجال يتحرك وخديجة تتحرك معه پصدمة ألجمتها وجعلتها كالدمية بينما حثت نسرين بهجت على التحرك نحو الداخل فدلف مجبرا يتحكم في غضبه من هذا المچنون الھمجي الذي يغير من عناق أب لابنته .
دلفوا يجلسون جميعهم في بهو الفيلا ولم يتفوه أحدا سوى نسرين التي أرادت امتصاص هالة التوتر القائمة وهي تقول 
عامل إيه يا خالد .
أومأ بملامح ثابتة يجيب باختصار 
الهمد لله .
ابتسمت لابنتها المنزعجة وتابعت بحنو لتخرجها من أفكارها 
إيه القمر ده يا ديجا واضح إن خالد مهتم بيك جدا ولا إيه يا بهجت !
نطقت الأخيرة وهي تلتفت لزوجها المتجهم لتحثه على الحديث فقال بغيظ متحديا تلك النظرات المشټعلة التي تسلطت عليه 
بنتي طول عمرها بدر منور وذوق في التعامل .
ابتسم خالد باستفزاز وحل وثاق كف خديجة قائلا بالإنجليزية وهو يقربها منه بعيون ماكرة 
نعم هذه هي زوجتي .
تحمحمت خديجة التي بدأت تخرج من انزعاجها والتفتت تطالعه بنظرة رجائية أن يتوقف عن أفعاله كما وعدها فبادلها مبتسما وقد تفهم نظرتها لذا عاد ينظر إلى بهجت ويتابع 
منور يا همايا .
كانت قد غفت أثناء تدوينها لبعض الخواطر التي تهب على عقلها كالعادة .
ولكنها انتفضت على صوته حينما ناداها فاعتدلت على مقعدها تحتضن جسدها وتطالعه قائلة بنعاس 
خير في إيه 
نايمة هنا ليه 
سألها بشك وهو يقلب في صفحات دفترها الذي انتزعه يقرأ ما تدونه بعينين ثاقبتين فتنهدت تجيبه بتوتر 
أبدا نمت فجأة .
توقف عند خاطرة ما وبدأ يقرأها أمامها 
وحدها العيون هي من تفصح عما بنا نسعى لنظهر أننا بخير لتأتي تلك النظرات وتفضحنا أمامهم ونتجرد من ضحكاتنا وابتساماتنا لمجرد نظرة تحمل خلفها صرخات لا تسمع وتبقى العيون هي متنفسنا الوحيد حينما نلتزم الصمت . بقلم آية العربي
تنهدت أمامه ثم مدت يدها إليه تردف بهدوء 
ممكن الدفتر .
مد يده إليها به وحينما كادت أن تأخذه أعاده مسرعا ثم دسه في جيبه وأردف بترقب وهدوء مستفز وهو يحدق بها 
يالا علشان هنخرج سوا نشترى شوية حاجات علشان هنسافر كمان يومين .
جحظت تطالعه پصدمة اختلطت پخوف وتوتر وانقباض أغلق مجرى تنفسها فباتت تتنفس بصعوبة وتساءلت 
بسرعة كدا 
دقق النظر في عينيها وتحدث متسائلا بشك 
مش كنت موافقة البركة في علاقات جوزك اللي تممت الإجراءات بسرعة .
تنهدت بعمق وتذكرت وعود صقر لها لذا حاولت التحلى بالأمل وتحدثت بالقليل من الثبات 
طيب مش قلت هنشتري كل حاجة من هناك 
زفر بضيق وتحدث بملل وهو يتحرك نحو الخارج
كفاية كلام وقومي ألبسي يالا مافيش وقت .
تركها ټصارع أفكارها وهي تتمنى أن ينفذ صقر وعده وينقذها كما
أخبرها لذا نهضت تتحرك نحو حزانتها لتبدل ثيابها بقلب مذعور وهي تدعو الله دوما .
عودة إلى فيلا خالد
كانت زيارة مشحونة بالتوتر بين خالد وبهجت .
حتى عندما أرادت نسرين أن تساعد خديجة في تقديم الضيافة كسبب مناسب لتختلي بها قليلا ولكن أحبطها خالد حينما نهض هو يساعد زوجته قاطعا أي سبل تواصل بينهما لذا طفح كيل بهجت خاصة وهو يرى حزن ابنته لذا نهض يردف بضيق 
يالا يا نسرين .
كانت هي الأخرى منزعجة ولكنها حاولت تهدأته لأجل صغيرتها قائلة 
اهدى بس يا بهجت .
قلت يالا يا نسرين .
نطقها بحدة فجاءت خديجة على أثر صوته من المطبخ وتبعها خالد واتجهت تقف قبالتهما مردفة بنبرة مستفهمة حزينة 
في إيه يا بابا 
رمق خالد بنظرة كارهة ثم عاد ينظر لابنته بعمق وندم ولوم وحنين امتزجوا في نظرته لها فتنهد وقال وهو يتحرك ليغادر 
هنمشي يا بنتي وبعد كدة ابقي تعالي إنت عندنا لأني مش جاي هنا تاني .
تحرك خطوة ووقفت هي لا تعلم هل قلبها انسحب لقدميها أم صعد لحلقها ولكنها تحدثت بنبرة باكية مخټنقة بعدما تملك منها الحزن ومدت يدها توقفه قائلة 
استنى بس يا بابا علشان خاطري .
الټفت يطالع يدها لثانية ثم رفع نظره يطالعها لثوان فوجد الرجاء في عينيها ليلتفت لهذا الذي لم يتحدث بل يضع يديه في جيبيه وينتظر مغادرتهما ثم سيجد ألف طريقة لتبدد حزنها ولكن فقط ليغادرا .
عاد بهجت بنظراته إليها وتحدث وهو يربت على يدها قائلا بنبرة منكسرة وهو يرى هذا الغريب يحجب ابنته عنه 
سبينا يا خديجة نمشي يالا يا نسرين .
قالها لزوجته وتحرك يغادر فما كان منها سوى طاعته وهي تلتقط حقيبتها وتتحرك خلفه ولكن قبلها نظرت لابنتها وقالت بنبرة مراعية علها تخفف عنها 
روقي يا ديجا ومتقلقيش على بابا أنا هتكلم معاه وابقي هاتي خالد وتعالي .
أومأت لوالدتها بحزن وتحركت معها تودعها وتلوح بيد منكسرة كحال قلبها حتى غادرا فأغلقت الباب وتنفست بعمق تدعم رئتيها ولكنها تتألم وكل ما بها حزين لذا التفتت إليه تطالعه بعيون لامعة وملامح منطفأة وقالت بعتاب 
إنت وعدتني إنك تتعامل معاهم كويس هي دي المعاملة الكويسة 
زفر وأخرج يديه من جيبه ثم تحرك نحوها يردف بهدوء وأريحية بعدما غادرا قائلا بتقريع كأنها المذنبة هنا 
كنت سأفعل لولا اهتمامك المبالغ فيه خديجة حتى أنك لم تراع وجودي .
قطبت جبينها تطالعه باستنكار ثم تحدثت بصياح بعدما جردتها كلماته من هدوءها قائلة 
اهتمام إيه إنت ماخلتنيش حتى أهتم بيهم أنت ماشترتش خاطري وخالفت وعدك ليا .
مسح على وجه وهو يقترب منها ثم رفع يده يلفها ويقربها منه قائلا بنبرة تجريبية ليؤثر عليها وينسيها ما حدث 
حسنا الحقيقة أنا لم أحتمل عناقك لهما خاصة والدك لا يحق لأحد لمسك سواي .
قالها وهو ينحني فأبعدته بيدها وتملك منها الڠضب والنفور في تلك اللحظة لذا أبعدت رأسها عنه قائلة وهو تدفعه 
خالد ابعد .
تجمد مكانه كأنه تمثال وتحركت هي نحو الأريكة تجلس عليها وتضع رأسها بين راحتي يدها تفكر بحزن في حال والديها وكيف يشعران الآن .
أما هو فتملكه الڠضب من رفضها لذا اعتدل والټفت يطالعها فوجدها تخفي ملامحها عنه لذا استسلم لنداء قلبه الذي يجبره على إرضائها فتحرك نحوها يجلس ملتصقا بها وعاود يحاوط قائلا بهدوء واعتذار 
آسف خديجة ولكن فقط تفهمي غيرتي .
لم تحرك ساكنا فمد يده يزيح يدها ويرفع وجهها إليه فوجدها تبكي .
تجمد لثوان أمام دموعها ثم لعڼ تحت أنفاسه وسحبها إلى عناقه يحتويها ويمسد على ظهرها بنعومة ولكنها لم تتقبل لمساته الآن كل ما يسيطر عليها حزن والدها ووالدتها وخروجهما من منزلها بتلك الحالة لذا عاودت

انت في الصفحة 5 من 13 صفحات