رواية قلوب مقيدة بالعشق للكاتبة زينب محمد كامله الي الفصل الاخير
بها دخل عمار وهو يقول معلش سيبتك كتير بس كان ورايا شغل..
قصد استفزازه وقد كان فكان يغلي بداخله منه صمت لثواني ثم قال بحدة انت عاوز ايه من بنتي يا عمار..
رفع احد حاجبيه مستنكرا هاعوز منها ايه زمان كنت هاعوز شابة جميلة كنت بحبها وبتمنها مراتي بس للاسف انت فرقت ما بينا لكن حاليا هي أرملة ومعاها بنت هاعوز منها ايه بقى!!.
التوى فمه بتهكم قائلا اسكت مبقوش ينفدوا على بعض متأخر انت دايما..
تقلصت ملامحه پغضب ثم قال زي ما بعدتها عنك زمان هابعدها دلوقتي وكل الي بتعمله زي زمان هايروح هدر يا عمار..
ابتسم على بفخر أكيد زي ما زمان كنت متأكد بالظبط انا جايلك بس علشان احذرك واقولك قريب اوي هتتاخد منك.
بقوا لثانتين ينظروا لبعضهم بتحد وقوة قرر على ابعاد عينيه عن خصمه والمغادرة وفي طريقه للخارج قابل ابنته ..
خديجة بتوتر بابا انت بتعمل ايه هنا!!.
على بضيق انتي لسه هنا في الشغل مسبتهوش !.
جذبها من ذراعها لاحد الجوانب هاتفا بحدة تسيبي علشان جوازك ياهانم.
ابعدت ذراعها عنه قائلة بتلعثم خفيف بابا المرادي مش هاقدر اسمع كلامك انا عندي بنتي وعاوزة اربيها.
نهرها بخفة قائلا انتي هاتمثلي يابت دي حيالله بنت جوزك اللي انتي مكنتش طايقها بتعرفي تمثلي زيها بالظبط نسخه منها ومش هاسيبك تجبيلي العاړ زيها وهاتتجوزي اللي انا عاوزو المهلة بتخلص ووقتها مش هاتلومي حد الا نفسك لما تلاقيها في الشارع..
فلاش باك ..
بكت باڼهيار امام والدتها مش عارفة اتعامل معاها يا ماما انا ولا بحبها ولا بكرها بس مش عارفه ابقى
حنينة عليها..
ربتت والدتها عليها بحنو انتي قلبك أبيض يا خديجة هاتحبيها واحدة واحدة دي هاتبقى في رقبتك يابنتي معلش..
نظرت والدتها للصغيرة التي تجلس أرضا تنشغل باحدى الالعاب تنهدت بضيق قائلة فترة وهاتعدي وهاتتعلقي بيها كانها بنتك ياحبيبتي دي صغيرة لسه وباين من عنيها انها متعلقة بيكي..
دلف والدها على أخر حديثها فقال پغضب شديد وهو يجذبها لتقف امامه ماله يابت ابوكي عمل ايه انتي هاتمثلي يسامحني علشان لميتك وجوزتك لواحد مكنتيش تحلمي بيه.
هتفت من وسط بكائها انت پتكرهني كدة ليه بتعاملني ليه كدة ليه حرام عليك يابابا..
صفعها على وجهها بقوة قائلا حرمة عليكي عيشتك .
اختل توازنها وسقطت ارضا فزعت الصغيرة وبكت بصوت عالي جلست منى بجانب ابنتها ټحتضنها بقلة حيلة..
_ ايه اللي بيحصل هنا دة ! .
انحنى جاسم يلتقط جسد خديجة الهزيل قائلا پغضب مين ضړبك
ارتبك على من حدة جاسم فقال مبررا دي بنت قليلة الادب وانا بربيها..
وقف جاسم امامه ثم قال كانت بنتك وفي حكمك وبتضربها لكن هي في حكمي انا يبقى مالكش حق انك تضربها لو كانت غلطت كنت قولي بس متمدش ايدك عليها مهما كان دي مراتي وبقت ام بنتي وانا مقبلش الاھانة والضړب ليها ولا أحب ان بنتي تشوف كدة يالا يا خديجة ..
وكانت تلك المرة بيتي..
استفاقت من شرودها وذكرياتها التي صارت تهاجم عقلها في الآونة الاخيرة وهي تستلم لها رغم احيانا بشاعتها اطلقت تنهيدة قوية ثم انتبهت على هزة خفيفة الټفت فوجدت يد ممدودة امامها..
_ انا شيماء زميلتك في الشغل.
وقفت فجأة كمن لدغها عقرب قائلة زميلتي..
ابعدتها خديجة عن طريقها وذهبت صوب مكتبه فهو المسؤول الوحيد عن ذلك القرار طرقت الباب وبعد ثواني دلفت.. وقفت امامه ثم هتفت بتوتر هو حضرتك جبت حد معايا في الكافية
هز رأسه وهو يتابع احد الملفات قائلا اه ياخديجة.
ضغطت على شفتها السفلى تمنع تلك القطرات ان تأخذ مجراهاا على صفحة وجهها فقالت بنبرة ضعيفة هو انا قصرت في شغلي يعني انهاردة انا بشتغل نص يوم وده النظام من الاول..
وصل الى مسامعه نبرتها واخترقت قلبه تابع النظر للملفات التي بيده والتي لا يفقه بها شئ قائلا بنبرة جافة انتي هاتناقشيني في قرارتي يا خديجة ..
ارتبكت لجفاء حديثه او بالاحرى ارتفعت درجة حرارتها لشعورها بالاحراج همست ب أسفة ..
ثم الټفت لكي تغادر الغرفة ولكن أوقفها بقولة اظن شفتي بابكي خارج انهاردة من عندي احنا محتاجين نتكلم..فا لو موافقة يبقى نخرج بليل .
الټفت هامسه نخرج
هز رأسه قائلا ياريت لازم نتكلم..
كتمت تلك التنهيدة التي تفصح عن ضعفها امامه وغادرت الغرفة وهي تقول لنفسها مبقتش فاهمك يا عمار مبقتش فاهمك.
هبطت ليلة من سيارة فارس واتجهت صوب منزلها فقابلتها يارا وهي تقول پغضب صحابك قالولي انك ركبتي عربية واحد غريب.
وقبل ان تتحدث ليلة كان فارس يهتف باستفزاز ما غريب الا الشيطان يا يارا..
رفعت ليلة يديها ثم قالت انا هانسحب بقى من الحړب دي..
تركتهم ودلفت داخل المنزل اما يارا فالټفت له قائلة انت مالك انا بكلم اختي بترد انت ليه !!.
تجاهل لهجتها وحديثها اللاذع فقال سراج ده بيضايقك
ضيقت عيناها قائلة سراج!.
الټفت بنصف جسدها تنظر لاثر ليلة ثم همست كلبة..
فارس اتكلمت معايا ڠصب عنها قوليلي بيضايقك
عادت وهي ترمقه ورسمت ابتسامة صغيرة على وجهها بالعكس ده لطيف جدا هايضايقيني ليه وهو انسان لطيف ومهذب...
كرر هو كلمتها الاخيرة باستهجان مو ايه...
ضغطت على هي حروفها باستمتاع مهذب شئ تفتقر انت له..
تقلصت ملامحه پغضب قبض على ذراعها بقوة قائلا اوريكي قلة الادب بصحيح لمي لسانك دا والمهذب دا انا هتعامل معاه بطريقتي..
رفعت اصبع السبابة بوجهه قائلة بتحذير قوي أياك وتتكلم معاه او حتى تتعرضله انت فاهم ولا لأ.
بمنزل رأفت.
اعادت خصلاتها المتمردة على وجهها للخلف ثم قالت بتفكير بس هو ردة فعله وحشة بردوا ايه دا ده متحكم اوي..
انتبهت
لقرع الجرس الباب فقطبت جبينها قائلة وهي تتحرك صوبه اظاهر عمو نسي المفاتيح تاني..
فتحت الباب على مصرعيه وهي تقول انت نسيت المفاتيح تاني ياعموو.
اعتلت الصدمة وجهها عندما وجدته امامها يقف يتفحصها بهدوء وتلك اللمعة الغريبة تغزو عيناه بقوة تلعثمت في الحديث ولم تجد مهربا سوى اغلاق الباب بوجهه وضعت يديها على قلبها لتقول بخجل انا فتحتله كده هافتحله تاني ازاي.
انتفضت بړعب عندما وجدته يقرع الجرس مره أخرى اتجهت صوب غرفتها بخطوات مبعثره تجلب حجابها ارتدته في عجاله و ذهبت صوب الباب مره أخرى وضعت يديها على المقبض وهمست لنفسها اهدى محصلش حاجه ومخدش باله منك أصلا.
مرت دقائق ثم عادت وهي تفتحه باحراج أسفه بس...
هتف بصوته الرجولي والقوي هو انتي متعودة تفتحي الباب كدة ..
صحيح لم يلفت انتباه ثيابها ولكن الذي استحوذ عليه شعرها المتمرد على وجهها ويعيطها مظهرا جذابا وجميلا ..
بلعت ريقها بتوتر قائلة لا بس يعني مفتكرتش انه انت مفيش حد بيجي هنا الا عمو بس..
رفع حاجبيه قائلا بتهكم ليه عايشة في صحرا يا ندى محصل كهربا غاز بتاع ژبالة العسكري الي واقف على الباب دا ..
وقبل ان تتحدث كان هو ينهي الحديث في الامر نهايته اول واخر مرة تتكرر يا ندى وياريت بردوا انك تقفلي في وشي دي متتكررش تاني لاني مضمنش ردة فعلي المرة الجاية.
ندى انا يعني انت ضايقتني بالكلام فقولت اقفل في وشك احسن ما نتخانق..اقصد يعني اقفل المكالمة .
رأفت باستغراب مالك انت واقف كده ليه على الباب في حاجة ..
الټفت مالك بجسدة قائلا اهلا يا باشا مفيش الموضوع بسيط كنت بتفق مع ندى على شوية حاجات وهي مكنتش بترد .
رأفت بتعجب حاجات!! تخليك واقف كده على باب البيت
مالك مبتسما ميصحش ادخل وحضرتك مش موجود وحاجات بسيطة كنت ببلغها ان المهندس اعتذر عن الحاجات الاخيرة اللي عاوزاه تعملها تعديل في الشقة لانه اعتذر علشان مش فاضي وانا اديته بقيه حسابه وخلاص..
رأفت خير يا ندى ابقى عدليها بعد الجواز تعال ادخل نتغدى مع بعض انا جاي هلكان ومش قادر اقف..
مالك لا معلش اسمحلي انا..
رأفت باصرار ابدا يالا ندى دخلت اهي تجهز العشا..
الټفت براسه ينظر لها وجدها دلفت لم يشعر سوى بيد رافت التي تدفعه للداخل...
جلس مع رافت يتبادل الحديث معه وعيناه تتابعها وهي تضع الطعام والحزن يسود ملامح وجهها انتهت من وضع الطعام ثم تقدمت منهم وهي تقول الاكل خلص اتفضلوا على السفرة..
نهض رأفت طيب روحوا انتوا وانا هاغير هدومي وهاجي.
هتفت بنبرة حزينة انا اتصرفت بتلقائية علشان اتفادى اي مشاكل مابيننا اما انت اتصرفت وانت قاصد تزعلني..قطبت ما بين حاجبيها قائلة باستنكار المهندس!!.
هتف بتسلية امال الديكور..
زمت شفتيها بضيق اه انت بتهزر.
هز رأسه قائلا اه مهزرهش ليه كتب كتابنا بعد بكرة هازعل واضايق واكشر زيك كده ليه ..
حاولت رسم الجدية على ملامح وجهها ولكنها فشلت وابتسمت في اخر الامر قائلة خلاص حليب يا قشطة.
ضحك بقوة قائلا مقولتش صافي يا لبن .
شاركته الضحك كانك قولتها يا مالك متدققش..
رغم بساطة اللحظة وقصرها الا انها ادخلت السعادة بقلبها وقلبه أيضا وخاصة هو بعدما تأكد من ضعفه امامها سواء حزنها او فرحها فهي أصبحت تمثل نقطة ضعفه..
جلس باحد النوادي ينتظرها بعدما أصرت على مجئ ايلين معاها معللة بعدم وجود شخص اخر يعتني بها مرت دقائق عليه كالدهر عليه في انتظارها التقطتها عيناه وهي تأتي من بعيد مرتدية تلك الكنزة الصيفية الرائعة التي جعلتها كالنجم الذي يتوهج بالسماء وينفرد عن باقي زملائه وبجانبها تلك الصغيرة التي تبتسم بسعادة ومرح..
وقفت امامه تهتف اتاخرنا عليك..
تركت ايلين يديها ثم تقدمت منه تعانقه هاتفة وحشتيني يا عمار..
تفاجئت خديجة لفعلتها اما هو فلم يتفاجئ فمن الواضح انها تفتقر للحنان بحياتها ربت على رأسها بحنان وهو يتأملها بهدوء رمقته خديجة
بتعجب لشخصيته تلك التي تتغير بين الفينة والاخرى وسرعة تغير مشاعره فتثير لديها الفضول لمعرفة ما حدث له في السنوات الاخيرة جعله على هذا الحال..ولم تدرك للحظة انها السبب في كل ذلك ماحدث له يتلخص فقط بها..
انتبهت له عندما عاد يجلس امامها فقالت بقلق هي مش بعيد كده عننا..
عمار لا انا
شايفها كويس بس