رواية هو فــارسي بقلم مجهول كامله
بلال
أنا عارف انك بتحب النبى عليه الصلاة والسلام وبتحب تسمع كلامه مش كده
قال والدها على الفور
عليه الصلاة
والسلام
تمتم بلال
عليه الصلاة والسلام ..
ثم قال بهدوء
بص بقى يا راجل يا طيب النبى عليه الصلاة والسلام قال
درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم أشد من ستة وثلاثين زنية
لعڼ الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه. وقال هم سواء
وأنا بحبك يا عم أبو يحيى ومرضالكش أبدا أنك تاكل ربا.. وعلشان كده فارس قال ان عم عامر على حق.. علشان هو
كمان بيحبك وخاېف عليك
قال أبو مهرة حانقا
يا دكتور بلال ده مش ربا.. ده زى قرض البنك كده وليه فوايد وبعدين هما اتفقوا من الاول والعقد شريعة المتعاقدين
بس اللى نعرفة أن ما بنى على باطل فهو باطل.. ولو العقد ده عقد ربا يبقى باطل ويبقى الاتفاق بينهم باطل برضه.. الكلام ده لو العقد ده بيوافق شرع ربنا لكن لو يخالفه ميبقاش شريعة المتعاقدين ولا حاجة..أما بقى بالنسبة لحكاية أن البنك بيسلف بالفوايد .. بغض النظر عن حكمها انت جار بيسلف جاره يا ابو يحيى مش بنك
أتفضل
دخل عامر ومعه ولده مينا ومد يده يصافح أبو يحيى الذى صافحه ببرود وجلسا بجواره
فقال ابو يحيى متبرما وهو يوجه حديثه ل بلال
بس برضة مكنش يصح ينصفه على حسابى.. ده انا حماه وهو حتى مش من دينه
نظر له عامر ومينا بضيق فقال بلال على الفور
بس فارس معملش حاجة غريبة.. فارس عمل زى ما الرسول عليه الصلاة والسلام عمل بالظبط ..
انتبهت حواس عامر وولده مينا وبلال يقول
فى واحد راح للرسول عليه الصلاة والسلام وقاله ان فى دقيق أتسرق منه وأنه تتبع اثره فوجد الاثار موديه على بيت يهودى .. ولما شافوا بيت إليهودى فعلا لقوا اثار الدقيق من بيت
الراجل صاحب الدقيق لحد بيت إليهودى.. وكان ده دليل قوى ضد إليهودى.. لكن الحقيقة أن اليهودى مكنش هو اللى سرق ..وان واحد تانى مسلم هو السارق الحقيقى.. وانه خبى الدقيق عند اليهودى لما حس انه هيتكشف ... ساعتها تنزل الوحى على النبى عليه الصلاة والسلام بالآيه الكريمة اللى بتقول
المسلم اللى سرق فعلا.. هو ده الإسلام وهو ده شرع ربنا .
لم يصدق فارس نفسه وهو يدخل المدرج فى الكلية ليجد مهرة جالسة أمامه وسط زميلااتها تنظر له وتبتسم ابتسامة واسعة ... تعلق بصره بها فى دهشة وألقى محاضرته بسرعة وبمجرد أن انتهى أشار لها بعينيه أن تلحقه .. جمعت مهرة أشيائها وخرجت مسرعة فى فرحة غامرة.. أخذها للخارج وهو يقول بلهفة
أحكيلى اللى حصل بقى وبالراحة كده
قالت بسعادة
بابا رجع امبارح من عند الدكتور بلال وقال لمراته تمشى وترجع بيتها وراح جاب ماما ويحيى رجع البيت ..وقعد اتكلم معايا وهو مسكوف من اللى عمله وكان عاوز يتاسفلك بس محرج ..
تنهد بقوة وهو يقول بفرحة
بركاتك يا دكتور بلال
ضحكت مهرة وشرعت فى التوجه إلى المدرج مرة أخرى وهى تقول
سيبنى بقى كفاية عليك كده
قائلا بابتسامة سعيدة
لاء أحنا هنتغدى مع بعض بالمناسبة الحلوة دى
رفعت حاجبيها وقالت معترضة
لاء طبعا مش موافقه أنت مبذر أوى على فكره
قال ب وهو ينظر فى عينيها محاولا التاثير عليها قائلا
طب لو قلتلك علشان خاطرى .. نفسى اقعد معاكى شوية
نجحت خطته فقالت على الفور وقد احمرت وجنتيها
موافقة.. بس نقعد فى حته فيها بحر
عقد حاجبيه وهو يقول مداعبا
دلوقتى بتتشرطى.. مش لسه كنت بتقولى لاء من شوية
عقدت يها أمام ها متبرمة وهى تقول بمرح طفولى
خلاص مش عاوزه منك حاجة
يخرج من أحد المحلات الجانبية الصغيرة فى الشارع .. نظرت إليه مهرة وهى تقول بقلق
ياترى حصل ايه
أخذها إلى بنايتهم ودفع بها برفق داخلها وهو يقول
أطلعى انت لما اشوف أيه اللى بيحصل
توجه فارس إلى الحاج عبد الله صاحب محال البقالة ليسأله عن الأمر فقال له
مش عارفين حصل ازاى ده يا دكتور فارس .. أحنا فجاة كده لقينا
الڼار طالعة من المحل المقفول ده .. قعدنا نطفى فيه والناس كلها اتلمت تساعدنا وكانت هوجة فى الشارع بس الحمد لله لحقناها قبل ما تكبر
عقد فارس حاجبيه بدهشة وعاد أدراجه
إلى بنايته وما إن ډخلها حتى وجد مهرة تتصل به وهى تهتف
ألحقنى يا فارس ..
لا يعلم كيف صعد تلك الدرجات إليها .. فى لمح البصر كان واقفا أمام شقتها المفتوحة ووجد والدته خارجة منها وعلى وجهها علامات الفزع وقالت له
تعالى يا فارس شوف أوضة مهرة
توجه فارس على الفور إلى غرفة مهرة فوجدها تقف فى منتصفها تنظر إلى ملابسها المبعثرة فى كل مكان وعلى وجهها قد رسم الخۏف لوحة ظاهرة للعيان بمجرد النظر إليها .. نظرت إليه وهى تقول بفزع
ألحقنى يا فارس
تقدم إليها فوجد فى يدها ورقة مدت يدها بها إليه وهى تقول
لقيت الورقة دى على سريرى محطوطة هنا
وأشارت إلى كومة ملابس موضوعة بشكل معين ..ليست مبعثرة مثل بقية الملابس ولكن موضوعة فى مكان ظاهر على فراشها بعناية .. اتسعت عينيى فارس وأعاد النظر للورقة سريعا فوجد بها كلمات قليلة
المرة دى أوضتها وهدومها.. المرة الجاية هى نفسها.. ومتلومش غير نفسك
أزاى ده حصل وأمتى
قالت والدتها وهى تضع يدها على ها مكان قلبها وهى تلهث من شدة الخۏف
انا كنت تحت عند الست ام فارس وفجأة لقينا ناس بتزعق
فى الشارع وبيقولوا حريقة . طلعنا انا وهى ووقفنا فى البلكونة .. ولما لقيناك انت
ومهرة راجعين من بره سيبت الست ام فارس وطلعت شقتى ولقيت مهرة طالعة ورايا ولقينا باب الشقة مكسور وأول ما دخلت أوضتها لقيناها كده على
حالتها دى واتصلت بيك...
أخرج فارس هاتفه وأتصل على الضابط صديقه وقص عليه ما حدث فصمت الضابط لحظة بعد ما سمع ما سرده عليه فارس وقرأ عليه الرسالة فقال
نصيحة مني أبعد عن حكاية الآثار دى خالص يا دكتور فارس
صاح فارس بانفعال
يعنى انت شايف ان قضية الآثار دى ليها علاقة باللى حصل
قال الضابط بثقة
انا مش شايف .. انا متاكد ... شوف يا فارس قضية صاحبك خلصت وطلع براءة والحكاية خلصت والبلاغ اللى انت قدمته اتحفظ حتى من غير ما يحققوا فيه ..وقضية ال كمان اتحفظت برضه من غير ما نوصل لحاجة فيها ..وكل الأدله أطمست .. مبقاش فيه دلوقتى غير عنادك.. واعتقد اللى حصل ده والټهديد ده خطوة.. ونصيحة مني تبعد وتقفل موضوع الاثار ده خالص
مسح فارس على رأسه پعنف وهو يهتف
يعنى أيه ..يعنى فعلا دى عصابة بقى ومش عاوزين أى شوشرة حواليهم ودلوقتى بيهددونى بمراتى
أجابة الضابط بهدوء
بالظبط كده واديك شفت نادر وباسم ات وا
لمجرد انهم لفتوا الأنظار ليهم.. شوف انت بقى ممكن يحصلك أيه لو مشيت فى الموضوع ده اكتر من كده ... خدها نصيحه من واحد شغال فى مكان ماليان فساد بالشكل ده.. أقف لحد كده يا فارس ..لو حصلك حاجة انت ولا مراتك محدش هيسأل فيكوا وبرضه القضية هتتحفظ ...
جمع فارس بلال وعمرو والضابط وقص عليهم ما حدث وما قاله الضابط صديقه فأعاد الضابط كلماته مرة أخرى أمامهم فأطرق بلال فى سكون ثم قال دون أن ينظر إليهم
حضرة الظابط معاه حق يا فارس ..أديك شفت لما اتشدينا كلنا على المعټقل محدش حس بينا ولا حد سال علينا واللى خرجنا من هناك هما هما نفس الناس اللى احنا شاكين فيهم دلوقتى.. والخۏف دلوقتى مش علينا احنا.. الخۏف دلوقتى على الحريم اللى ممكن يتبهدلوا معانا لو كملنا
ضغط فارس قبضته فى راحته وهو يقول پغضب
عارف لو هددونى پال مكنش همنى حاجة ... المشكلة انهم بيهددونى بمراتى .. مراتى يا بلال
وضع عمرو وجهه بين راحتيه وهو يقول موبخا نفسه
ياريتنى ما كنت رحت اشتغلت فى الشركة دى ..ياريتنى لما قدمت استقالتى صممت عليها ومشيت ولا كنت سافرت ولا اتهببت
هتف فارس بحنق
لازم نلاقى حل مش معقول نسيبهم ينهبوا البلد كده واحنا خايفين على نفسنا لازم نوصل لأكبر مسؤل فى البلد
نهض الضابط صديقه من مكانه واقفا وهو يقول فى شرود
أكبر مسؤل اللى انت عاوز توصله ده هو اللى خد أوامر من اللى أكبر منه أن محضر ال يتقفل والحفر يفضل شغال فى وادى
الريان مكان الفندق واهو نفذ الأوامر وقفل المحاضر واتحفظ عليها من غير تحقيق .. عارف لما جارك يتعدى عليك وتروح لابوه تشتكيله تلاقى ابوه هو اللى مسلطه.. أهو هو ده بالظبط .
وضع يده على كتفه وقال بأسى
شيل أيدك من الموضوع يا فارس ..الفساد فى البلد دى من سنين كتير.. فوق الستين سنة ويمكن أكتر.. لدرجة ان الناس تعايشت معاه واتعودت عليه .. مينفعش تواجهه لوحدك أستنى شوية .. محدش عارف بكرة هيحصل أيه !
جلست بجواره حول المائدة وهى تقول بنعومة
معلش يا فارس اشرحلى الحتة دى تانى.. مش فاهماها كويس ..الجنائى ده صعب أوى
مال عليها وهمس فى أذنها
طب خشنى صوتك شوية انا كده مش هعرف اشرح حاجة خالص
ضحكت بصوت خفيض ثم قالت
معلش استحملنى خلاص الامتحانات قربت تخلص
تافف وهو يغلق الكتاب بيده وقال
ما انت لو حنيتى عليا بأطه هستحمل
ضحكت ثانية وامتزجت ضحكاتها بصوت والدته
وهى تعود من المطبخ حاملة أكواب الشاى بيدها ووضعتها أمامهم وهى تنظر إليهما بمكر قائلة
أيه الدرس اللى كله ضحك ده
أمسك يد والدته وأجلسها أمامهما وقال متبرما
بصى بقى يا ست الكل ..أنا عاوز اتجوز ماليش دعوه اتصرفى ..مش انت امى ومسؤلة عنى.. أنا كده هنحرف
تبادلت النظرات مع مهرة وقالت بلامبالاة
استنى بقى لما تخلص الكلية بتاعتها
هتف فارس على الفور
نعم ! .. لالالا ..أنا يدوب هستحمل
لحد امتحانات السنة دى ما تخلص
ثم نظر إلى مهرة نظرة ذات معنى وقال
وبعدها بقى محدش يلومنى
قالت والدته على الفور
طب اصبر لما نجيب لمهرة عفش جديد ولا هتدخل على القديم
ظهرت سحابة حزن فى عينيى مهرة وأمطرت حروف غيرتها الواضحة