السبت 23 نوفمبر 2024

رواية بين اغلال الشيطان بقلم مني ابو اليزيد

انت في الصفحة 7 من 17 صفحات

موقع أيام نيوز

تعمدت مرام استخدام ذكائها هذه المرة عندما أكدت للجميع أنها
أتت لرؤيه أصيل فقط فقد جاءت برفقة والدتها الكبيرة التي صممت
أن تجبلها معها بعد حوارها القديم مع أصيل عن عدم صحة مجيئها إلي هنا بمفردها 
كانت والدتها حزينة منكسرة تنفذ ما يطلبه الجميع منها أصبحت حياتها بلا هدف كأنها لم تكن موجودة على وجه الأرض تريد الرحيل لتذهب عند أبنتها تلك هي الأمنية التي لا أحد يستطيع تحقيقها بمفرده منتظره تلك اللحظة بفارغ الصبر 
أخرجت جوهرة بالعصائر توزع على كل منهما عينيها مشټعلة على مرام التي تعمدت عدم النظر إليها انتهزت جوهرة تسليمها العصير اضطرت أن تتفوه هي هي من تحتاجها فالتألي سوف تبدأ في الحديث قالت برجاء
ممكن أتكلم معاكي
أومأت برأسها بالموافقة وعينيها تنظر على أصيل تثبت له أن نفسها صافي خالي من أي سواد اتجاه جوهرة خرجتن للشرفة يتحدثن اندفعت جوهرة بالحديث عليها كالطفلة التي تنتظر لعبة تريدها تسأل إذا أحد اشتراها أم لا فهتفت مسرعة
عملتي إيه في موضوع بابا
حركت مرام يدها على جبينها تتعمد التذكر رسمت وجه عابس ممزوج بالضيق على ملامح وجهها لتتفوه خلفه بنبرة الضيق
اها صحيح نسيت مكلمتنيش ليه تفكريني
ردت عليها باعتذار
للأسف مش معايا رقمك
system codeadautoadsربتت على كتفها ببطء قائلة بابتسامة
ولا يهمك هديكي رقمي وأخد رقمك بس بصراحة أنا كنت نسيت الموضوع ده أكد لك هكلمه
ربتت على صدرها برجاء ثم تفوهت
بس خليها النهاردة
عوجت شفتيها لليمين تتصنع التفكير في الأمر لتظهر انشغالها بسبب وجودها هنا فقالت بهدوء
هحاول أنت عارفة هقضي اليوم كله هنا النهاردة على حسب الوقت
لم يكن أمامها سوي الانصياع لها ليشفي والدها يليه مغادرتها لهذا المكان وصاحبه الذي لم يتحدث معها بكلمة واحدة منذ اليوم الذي جرحت به بالسکين واستمر حوار بينهما أنتهي بسؤالها لماذا يطلق على نفسه المظلم
المال من جلبها لهذا المكان لعلاج والدها وموافقة والدها بعد زيارة جده له التي لم تعرف ماذا حدث ليوافق والدها بتلك السهولة استحوذ تفكيرها لاستخدام تلك النقطة لتعرف إجابات عن الأسئلة التي تدور في عقلها كالدراجة وهي تسير
جلس أصيل يقرأ أحد الكتب في هدوء تام سرعان ما تبدد الأحوال سمع صوت برق ورعد هلع جسده بشدة نهض من مكانه متعجلا بعد تركه الكتاب تقدم اتجاه النافذة يتأكد من غلقها جيدا على الرغم أنه لا يفتح أي نوافذ في حين يحدث حالة الجو السيئة يتأكد بنفسه
system codeadautoadsخرج مهرولا للخارج من الحجرة يتتبع باقي النوافذ والشرف جابت عينيه جده يجلس بجوار والد جوهرة يحاول بث الهدوء داخله تأمل ملامح والدها جيدا فرأي القلق يثري على تعبيرات وجهه هب راكضا نحوهم سأل بنبرة عادية
هو في إيه
زاد عبوس سعد بينما رد محمد عليه بتوتر
جوهرة نزلت تجيب حاجات للبيت من السوبر ماركت ولسه مجتش وأنت شايف الجو عامل أزاي
تلك الكلمات بعثرت داخله جعلت الڠضب يشتعل في مقلتيه هذه الفتاة التي تتسم بالعند لا تسمع له ليس من حقها جلب الأشياء من الخارج فالحين خرجت دون إخباره من جهة ومن جهة أخرى عقلها الذي لم تستخدمه قط خرجت للخارج في حالة الجو المتقلبة ضغط على أسنانه من الغيظ موجه حديثه لوالدها قائلا
هي بنتك دي مش بتفكر في نفسها أبدا
لقي عدة الكلمات في وجهه كالذي يلقي ماء الڼار على البشر فيؤذيهم اختفي من أمامهم في لمح البصر بعد أن تركهم مشغولين بكلماته لم يعرف له طريق أين أختفي هل صعد لحجرته أم خرج للخارج يبحث عنها حتى يعثر عليها
خرج أصيل كالذي لدغه عقرب متجه إلي سيارته صعدها على الفور ضغط على زر المساحة لكي يستطيع القيادة على الطريق عاد صوت البرق والرعد من جديد تمكن الخۏف في الاستقرار داخله ألا يعرف يسيطر على السيارة إذا زادت سوء حالة الجو
ترجل من السيارة متجه للقصر مرة أخرى حدث نفسه
أنا مالي بكل ده أموت عشانها هي مين يعني
سار بعض خطوات للأمام صعد أول درجتين من السلم سرعان ما ارتطم بالدرجة الثالثة وقف لبرهة يتحمل الألم الذي يشعر به في أصبع قدمه
نظر في نقطة ما اشتركت ذاكرته وخياله لبعضهما البعض فشاهد مشهد خيالي مرعب ما يحدث لجوهرة رفض تلك الأفكار الشنيعة رحب بالدخول للقصر أفضل لكن قدمه لم تستطيع التحرك إذا حركها يشعر پألم زايد كأن ربنا يعاقبه على تخليه عنها
نفخ من الضيق تلقائيا ابتسم عندما تذكر أقوالهما وتحديهما لبعضهما البعض على النفخ استغفر الله لنفخه وجاءت له رغبة في البحث عنها ظل واقف دقائق قليلة حتى استمد شجاعته مرة أخرى
اندفع يخرج من القصر بعد أن التقط الشمسية الموجودة داخل سيارته دائما سار على قدميه يبحث عنها في المناطق المجاورة تأمل جميع الاتجاهات بقلق يملك كيانه باغت بشدة عندما وجدها تقف في أحد الجوانب هي والخۏف يتحدان لبعضهما البعض شعر بارتياح يتبعثر من أركان جسده أقترب منها بابتسامة مرسومة على ثغره وضع الشمسية فوق رأسها
انتشلت جوهرة من خوف حالة الجو إلي خوف أكبر توقعت أكثر الشړ في هذه اللحظة رفعت عينيها لأعلى بقلق يتجلي ملامح وجهها بسط الأمان داخلها فور رؤيته قالت بوهن
أنت
ثبت بصره عليها نظرات توحي بعدم رضا تفوه بنبرة شرسة
حد يعمل كده شايفه الجو عامل كده تروحي خارجة فين عقلك
نظرت للأسفل بخجل فشلت في رفع رأسه حتى نجحت في إيجاد الكلمات التي تلقيها عليه كمهب الريح فرفعت رأسها لأعلى قائلة بنفاذ صبر
يعني أعمل إيه اسيب واحد فوق الأربعين سنة ينزل وهو تعبان
حك أسفل ذقنه يفكر بعمق في حديثها وجد الحل المناسب سرعان ما تراجع عنه لأن حتما سوف يأخذ درسا قاسېا تغاضي عن تلك الفكرة لكنه مازال مشتت الانتباه هتف بنبرة حائرة
ما أنا لو قلت أعين شباب هتقوليلي حرام عليك أعمل إيه دلوقتي
أجابت عليه بهدوء
بسيطة خلي عندك رحمة ومتنزلش حد في الجو ده
ألقت كلام دون التفكير فيه أو التأكد من صحته دائما تخطأ باندفاعها فتأتي له الفرصة ليرد الصاع صاعين قال باندهاش
دايما سوء الظن فيك أولا أنا معرفش إن حد نازل النهاردة ثانيا ده كان غلطه عشان ساب البيت من غير خزين أنا قايل قبل ما الحاجة تخلص تنزلوا
كسب التحدي في هذه اللحظة كادت أن تضربه تبدد الحال فضربها في مقټل هربت الكلمات من لسانها أرادت ما ينقذها نفذ الله أمنيتها خفت الأمطار بالتدريج يستطاعا السير قالت بسعادة
المطر قل نقدر نروح
خرجت بعيد عن الشمسية لا تريد الاقتراب وهي تسير بات عقلها مشغولا حتى وجدت الحلة المناسبة التي لا تسبب له ولها إحراج قالت بثقة
إيه رأيك نعيش اللحظة أحسن
استدار بجسده رماها بنظرات اندهاش و قال بحدة
أفندم
علقت عينيها بعينيه لبضع ثوان وقالت بتأكيد
عنيك فيها حزن كبير فرصة تغير جو
حملق بعينيه عليها من رأسها حتى أخمص قدميها وقال بحنق
ممكن تخليك في حالك
هزت رأسه بالنفي وقالت باعتراض
لا مش هخليني في حالي ممكن تعيشي اللحظة معايا
لوح يده في عدم رضا وقال بسخط
أنت مالك بيا أصلا
حركت يدها لكي يشرح لها هتفت بهدوء
ممكن تدي لنفسك وليا الفرصة يمكن أقدر أضحكك
جز على أسنانه من الغيظ ملامح وجهها
تملأها الڠضب ثم هتف
ممكن تمشي كفاية الپهدلة دي مش نقصاكي 
وقفت أمامها و
لا تعرف سر إصراره أنها تحدثه وترغمه أن ينفذ ما تريد تفوهت بإصرار
طب أديني فرصة معجبكش الوضع بلاش أنا عايزاك تتمتع بالمطر
لم يكن أمامه غير الطاعة حتى يتخلص منها فتح يده لتسقط قطرات المطر عليها رفع عينيه لأعلى دون أن يشعر ارتسمت ابتسامة تلقائية على ثغره لاحظتها جوهرة وصمتت ألقت مرمي بصرها عليه تارة أخرى عندما وجدته يدور بجسده تحت المطر كان أشبه بالطفل أحست أنها تريد أن تشاركه تلك اللحظات سكبت عليه بعض قطرات المطر وهنا توقف الزمن
حركة تلقائية منها سحرته لأول مرة يري الدنيا بشكل جديد حركتها العفوية الممزوجة بالطفولة جعلت منه إنسان صامت لا يثور أو يغضب عند فعلتها هذا عكس شخصيته مع الأشخاص شاهدها مختلفة عن أي بنت عاد للواقع على ركضها للأمام و هي تفتح يدها للهواء ركض خلفها استمر الوضع هكذا لبضع من دقائق حتى توقف وقال بنبرة ممتنة
ميرسي أنك خلتنيني أعيش اللحظة دي
عدلت ملابسها وقالت بغرور
عشان تسمع كلامي بعد كده
حمل بنظرات يكسوها الڠضب لم يتحمل غرورها وتحديها أنها كسبت أراد رفع غروره لسابع سماء مرة أخرى فقالت بعدم اقتناع
system codeadautoadsوأسمع كلامك ليه تطلعي مين أنت
حركت سبابتها للأسفل ورددت
تاني الغرور
صمت ولم تعقب بينما أضافت هي
انبسط المهم
أومأ رأسه بتأكيد تحدث بسعادة لأول مرة يشعر بهذه السعادة مرة أخرى منذ فترة قد تكون طويلة بالنسبة له
جدا
ارتسمت ابتسامة على ثغرها أشبه بالتي امتلكت كل الدنيا قالت بثقة
كويس أنا كده نجحت في مهمتي
وصلا للقصر فقد كانت بالقرب منه ضمت شفتيها للداخل بات عقلها مشغولا بالعديد من الأفكار تأنيب ضمير على ما فعلته معها لقد سمحت لنفسها المشاركة معه خل يجوز شرعا لقد بل جسدها بالماء وظلت تلعب تحت المطر کرهت نفسها في تلك اللحظة استغفرت الله مرات ومرات عديدة
دخلت حجرتها بعد أن أطمئنت الجميع على حالها مددت جسدها على الفراش عبراتها رسمت خط واضح في وجنتيها ثم انتقل إلي الوسادة مع الاستغفار الذي كان وانسها طول الليل
دب القلق يصاحب حنان وهي ترتدي الملابس لتهب إلي عملها بعد ما علمت بالأمس بمرض جارتها أن لديها دور برد شديد ألقت نظرة سريعة على أبنها في حيرة تتركه لوحده أم تأخذه معها تصورت أبشع الصور السيئة التي تكاد تحدث له من مصائب في البيت زاد الړعب في أوصالها أكثر عندما تخيلت سنان في البيت يأخذه عنوه أو يصفها بالإهمال إذا حدث شيء له شيء سيء 
system codeadautoadsأخرجت تنهيده قدر ما تحمله من حيرة تبلور داخلها انصاعت إلي تلك الفكرة التي جاءت في ذهنها بالأمس لم تجد غيرها
اقتربت منه لتيقظه بهدوء تام حتى لا يفزع سرعان ما نهض بدل ملابسه خرجت من بيتها سارت بعض خطوات لتصعد الحافلة الناقلة لم تتوقع ما يحدث وفي انتظارها وصلت إلي المطعم برفقة أبنها دخلت من الباب في حذر تراقب جميع الناس كان شريك حمزة الذي أجري معها المقابلة يقف في أحد الجوانب فتذكرها على الفور قابلها بوجه يعتريه السخط عقد مرفقيه أمام صدره قائلا بضيق
أنت إيه اللي جايباه معاكي ده
ابتلعت ريقها پخوف أوصالها ترتعد آلات موسيقية ترتطم لبعضها البعض لتصدر أصوات في قلبها بسبب زيادته المفرطة عن الحد المسموح به تبخرت الحروف كاملة من لسانها كأنه لم تتحدث يوم على الإطلاق شرعت

انت في الصفحة 7 من 17 صفحات