رواية رائعة بقلم الكاتبة فريدة الحلواني
الي الاريكه التي يجلس عليها بدر وجلس بجانبه ومسك يده ثم قال اسمعني يا بدركويس واحفظ الي هقوله ده كويس
سكت قليلا ثم اكمل
انت عارف انك صاحبي وبرغم انك صغير في السن بس انت راجل من يومك عشان كده كنت ديما بحب اتكلم معاك في اي حاجه تخصني
انا مسافر ومش عارف هرجع امتي عايزك توعدني انك تاخد بالك من بنتي لما تتولد انا مش عارف هرجع ولا لا
محمد اسمعني للاخر عشان خاطري انا حاسس اني مش هرجع اوعدني انك تحافظ علي بنتي ومتخليش في يوم دمعه تنزل من عنيها عوضها عني وعن امها لاني متاكد ان ينتي هتكون يتيمه ام واب اوعدني متحسسهاش باليتم ابدا يا بدر
بكي الصغير واحتضن عمه وقال اوعدك ان هشلها في عنيا وهتكون عندي اهم من اي حد في الدنيا
ثم ابعده ومسح دموعه واستطرد ها بقي هتسميها ايه يا بدور
بدر مهره هسميها مهره النعمان
استغرب محمد كثيرا من الاسم وساله اشمعني الاسم ده مش عريب شويه
بدر ماهو عشان غريب مش هيليق غير بيها فرسه عربيه اصيله ملهاش زي
انا من اول ما قولتلي ان طنط بيري حامل في بنت وانا عمال ادور علي اسم يليق بيها لحد ما لقيته ها ايه رايك
ثم قام من مكانه ليذهب الي عمله احتضن الصغيره وهو يوصيه
مهره يا بدر امانه في رقبتك وقول لجد بنتي امانه في رقبته اوعي يخلي امها تاخدها خليه هو يربيها زي ما ربانه عالاخلاق والدين
بدر متخفش ياعمي هقوله وانا كمان هكون قد الامانه
باااااااك
بكي الجد و عادل علي حديث الصغير وبعد ان تمالك الجد نفسه ابتسم لحفيده وقال خلاص يا بدر مهره مسؤليتك وانا عارف انك راجل وقدها بس ليه تسيب المدرسه كمل علامك وفي الاجازه انزل شغل
عادل طب لو قصرت في دراستك نعمل ايه
بدر اوعدك مش هقصر والله العظيم وهتشوف
الجد خلاص يا معلم بدر من بكره تطلع مالمدرسه عالشغل وانا هربطلك يوميه محنرمه ايه رايك
بدر اتفقنا ياجدي
عادل بعد اذنك يابا هركن هنا انزل بس اشتري اللبن الي الدكتور كتبه للبت عشان ترضع منه
عادل علي خيره الله ربنا يقويها
بعد فتره وصل الجميع الي منزل النعمان واستقبلته الجده نعمه بدموع عيناه وهي تحمل الصغيره وتضمها اليها تجد بها
ريح ابنها الشهيد الذي راح في اوج شبابه كان يبلغ الخامس والثلاثون ربيعا اختطفته يد الغدر منهم ومن ابنته الوحيده دون رحمه
الجد بتاثر خلاص يا حاجه بكفياكي بكي حتي عشان عنيكي
ريهام خلاص يا ماما بقي اهي الحمد لله بقت في وسطينا وكلنا معاها وهنعوضها كلنا امهاتها والله
فاطمه
اه والله يا ماما يعلم ربنا هنربيها زي اولادنا واكتر
انتفض بدر غاضبا وصړخ بهم فجاه باااااااس يا حجه انتي وهي تربو مهره محدش ليه دعوه بيها غيري انا الي هربيها واعملها كل حاجه انا سايبكم بس انهارده تهرسو في البت احضان بس بعد كده اياك الاقي حد يلمسها
نوال لا والنبي ايه ياسي بدر من امتي الكلام ده وبعدين انا الي هرضعها والا انت ناوي ترضعها كمان
ضحك الجميع ورد بدر بغيظ يقول لا يا عمتي ممكن اجبلها لبن صناعي عادي يعني
ياسر ماتهمد يلا واقعد ايه الي بتقوله ده
قلب بدر عيناه في ملل ونظر لجده وقال قولهم انت ياجدي عشان معنديش خلق احكي
عادل ياض لم نفسك واكلم عدل
الجد بس انت وهو انتو كلكم عليه بدر بيتكلم صح ثم حكي لهم اتفاقهم سويا
اعجب الجميع بهذا الصبي ومن داخلهم واثقين انه لن يخلف وعده ابدا
وبالفعل اثبت بدر صدق وعده فها هو يذهب الي مدرسته ويعود سريعا للمنزل يطمان علي مهرته وياخذها بين زراعيه وهو يستذكر دروسه ثم يسلمها امانه للجده علي ان تعده ان لا تدع احد يحملها خاصا الصبيه حتي يعود من عمله
يذهب سريعا الي عمله مع جده ويعمل بجد كما لو كان شاب كبير وفي نهايه اليوم ياخذ راتبه ويشتري به كل ما يلزم صغيرته من حفاض اطفال او ما شابه علي قدر ما معه من مال
ولكن كان ما يؤرقه هو نوم مهرته في منزل عمته ليلا حتي اذا جاعت في الليل تقوم العمه نوال بارضاعها مع ابتها مها كان يتمني ان تنام الصغيره في احضانه فهو منذ قدومها ترك منزل ابيه واخذ جميع متعلقاته وانتقل للعيش في