الأربعاء 27 نوفمبر 2024

روايه فيروز كامله الاجزاء

انت في الصفحة 32 من 48 صفحات

موقع أيام نيوز

بحبي علي ايدي و رجلي يعني طفلة هتبعد عن اهلها مسافة اد اية و هي بتحبي و مش هيلاقوها
شعرت بيد هناء ترتجف فوق كتفها و من ثم سحبت يدها بتوتر ل ترفع فيروز كفي يدها تمررها علي وجهها تمحي تلك الدموع المتساقطة علي وجنتيها و من ثم التفتت بجسدها تضع قدمها اسفلها و هي تقول 
_ يعني انا مكنتش تايهة زي ما قولتي
نظرت اليها هناء بحزن شديد و خزي من نفسها ل تنظر الي الاسفل و هي تتحدث بشهقات عالية و بكاء ندم علي ما فعلت قائلة 
_ انتي فعلا بعتي عن اهلك و جيتي عن رجلي لقيتك جميلة اوي عيني بتلمع و بتضحكيلي بصيت علي اهلك لقيتهم محدش واخد باله لأنهم كانوا بيشتروا حاجات و انتي نزلتي من العربية اللي مامتك حطاكي فيها اخدتك و جريت جريت بسرعة جريت علي اخر نفس كل اللي كنت عايزاه اني اخدك منهم و تبقي بنتي
وقفت فيروز عن الفراش و شفتيها مذمومة بطفولية تريد ان تكبح صوت بكاءها تريد فعليا ان تصرخ باقوي ما لديها ل تخرج ما داخل صدرها من ضيق و ألم حاد ينهش قلبها هزت رأسها بنفي و هي تتجه الي كأس الماء اعلي وحدة الادراج ترتشف منها بعض قطرات و هي ترتجف تحركت هناء نحوها تمسد علي خصلات شعرها بحنان و هي تقول پبكاء و ندم 
_ انتي بنتي يا فيروز حتة من قلبي .. انا خاېفة تكرهيني يا فيروز و انا مش هقدر استحمل دا يا قلب امك
التفتت اليها فيروز تنظر الي عينها بعتاب و كأنها تشكو لها ما في قلبها بلغة العيون بللت شفتيها بطرف لسانها و هي تقول باڼهيار 
_ انتي اخديني من امي و انا لسة حتي معرفش شكلها مفرحتش لسة بيا معشتش حياتها محضنتهاش معرفش عندي اخوات و لا لا مش يمكن هي كمان مخلفتش لية عملتي كدا لية و في الاخر عيشت اسوء ايام حياتي بسبب بنتك
ما كادت هناء ان تتحدث الا ان اوقفتها فيروز تتحدث من جديد 
_ انا عمري ما اقدر أنكر اللي عملته معايا و لا حنان عليا و لا اي حاجة بس جوايا زعلانة اوي
جلست علي الفراش تحني رأسها الي الاسفل قائلة بشرود و قلب مفتور 
_ قلبي وجعني من كل حاجة و اي حاجة
رفعت رأسها اليها تنظر اليها برجاء قائلة 
_ لو سمحتي سيبني لوحدي انا محتاجة نفسي اكتر
تنهدت هناء بقلة حيلة و قد احمر وجهها من كثرة البكاء ل تهز رأسها بايجاب بهدوء و ابتعدت الب الخلف حتي خرجت من الغرفة غالقة الباب خلفها ل يكون في انظارها زوجها الذي تقدم منها حين استندت علي الباب و اڼفجرت بالبكاء بحدة كانت تستمع فيروز الي صوت بكاء و تبكي اكثر منها قلب مټألم و مشاعر مبعثرة بين
هنا و هناك دوامة تدور بها و لا تعلم مكان الخروج ل تبقي باحثة عن الطريق بين ظلمات الازقة و انطفاء انوار المدينة ل تقف بضعف تتوجه نحو خزانة الملابس تأخذ منها ثيابها للخروج و الذهاب الي ذلك العنوان الذي اخبرها عنه طارق متجاهلة رنين الهاتف المتواصل الذي لم ينقطع و المتصل واحد هو شهاب الذي لم ينقطع عن الاتصال منذ ان أخبرته انها لا تريد الحديث تريد ان تكون بمفردها تجمع شتات امرها ل يبقي هو الملح علي الحديث بكثرة و عدم الكلل او الملل منها و لكن قوبل كل ذلك بالرفض من قبلها
عدلت من وضع حقيبتها علي كتفها و هي تخرج من البناية و ما ان تحركت خطوتين الي الخارج حتي فتح باب سيارة جوارها بحدة و خرج منها شهاب يبدو عليه الڠضب الشديد نظر اليها بغيظ و هو يتحدث بضيق 
_ مبترديش علي الفون لية يا فيروز
ادخلت خصلة خرجت من اسفل حجابها و هي تقول بهدوء اثار حفيظته 
_ مش قادرة اتكلم يا شهاب معلش
صاح هو غاضب فهو لم ينم منذ البارحة ل يطمئن عليها و لو بكلمة واحدة فقط الا انها فضلت الابتعاد رغم انها كانت تبوح له انها اطمئنت بوجوده لما فعلت 
_ نعم !!! يعني سيباني قلقان عليكي كل دا و في الاخر تقوليلي مش قادرة اتكلم لا كان لازم تتكلمي عشان تريحي البني ادم اللي هيتجنن عليكي و مبطلش رن و انتي مطنشة
تحدثت باعتذار و هي تنظر الي عينه و عينها تصيح بالألم التي تشعر هي به 
_ اسفة
تنهد بضيق و هو ينظر اليها يمرر انامله بخصلات شعره قائلا بلطف 
_ فيروز انا اضايقت لان المفروض كنتي تطمنيني عليكي مش ارن كل دا و انا مش في دماغك
صمتت تتنفس بهدوء حتي تحدث هو قائلا 
_ طيب راحة فين دلوقتي
_ عند اهلي انا عرفت المكان من طارق امبارح انا عايزة اشوفهم
تحدثت و قد ادمعت عينها متأثرة بالكلمات التي تخرج منها ستذهب ل رؤية عائلتها الحقيقية بعد ان عاشت عمرها بداخل عائلة بديلة تعلم أنها كان بيت دافئ محب لها دائم الدلال لها و لكن دفعت ثمن ذلك اغمضت عينها متنهدة في حين تحدث قائلا 
_ طب اركبي هوصلك
هزت رأسها بايجاب غير قادرة علي الرفض او الاعتراض علي اي شئ الآن ل تصعد الي السيارة و ينطلق هو نحو ذلك الوصف الذي ادتله عليه فيروز ...
توترها و خۏفها ېقتلاها ببطئ دون ان تدري اغمضت عينها تستغفر بصوت خاڤت و لكنه مسموع حين وصلا امام مبني هائل تعتقد انه قصر زاد ذلك من خۏفها ل تنظر اليه و هي تقول 
_ هي دي فيلا ١٢
نظر شهاب نحو الرقم من جديد ثم هز رأسه بايجاب قائلا 
_ ايوة هي انزلي مټخافيش
تحولت الي طفلة صغيرة فجأة و هي تضم يدها الي بعضها البعض تنظر اليه برجاء و اعين الجرو الصغير و هي تقول 
_ مش هنزل لوحدي انزل معايا عشان خاطري متسبنيش لوحدي
نطق معترضا 
_ بس يا حبيبتي دول اهلك و دي اول مرة تشوفيهم و ....
قطعته تهز رأسها بنفي سريعا قائلة 
_ لو منزلتش معايا مش هنزل و مش هشوفهم
نظر اليها مطولا يفكر و من ثم اشار لها بالنزول ابتسمت باتساع و هي تنزل من السيارة تركض نحوه و هي تقول بطفولية 
_ خليك معايا متسبنيش
_ دا انا مصدقت ان في فرصة تانية ارجع اسيبك تاني انا اللي عايز اقولك متسبينيش
صمتت و داخلها يتحدث مجيبا عليه هي لم تعود اليه كي يتحدث بهذا الشكل هي لم تعطيه تلك الفرصة الذي يتحدث عنها خشت ان تقول ذلك ل يغضب تاركا اياها تواجه والديها بمفردها ل تبعد عينها الفضاحة عنه فهي امام منذ زمن ك كتاب مفتوح موضح كل ما داخله نظرت اليه بعدم فهم ل صمتها ل تتحدث هي قائلة 
_ طب ممكن ندخل جوا
ل يتقدما من البوابة الا ان اوقفهما الحارس حين سد عليهم الطريق بذراعه قائلا بصوت غليظ 
_ انتوا رايحين فين
تحدث شهاب قائلا بهدوء 
_
داخلين لاستاذ عبد العزيز الفخراني
_اقوله مين
تسأل الحارس ل ينظر شهاب نحو فيروز الذي ابتلعت ريقها بتوتر ل يعود برأسه نحو الحارس مجيبا 
_ قوله ناس جاية و جيبالك هدية معاها
تفحص الحارس هيئتهم و رفع يده اشارة بالانتظار ل يدلف الي حجرة خشبية صغيرة بها لاسلكي موصل بالداخل و اخبر السيد عبد العزيز بما قاله شهاب ل يعود إليهم بعد ان انهي مكالمته قائلا 
_ الباشا امر بتفتيكشوا الاول
ابتسم شهاب بجانب شفتيه هامسا اليها بمزاح 
_ ابوكي داخل فينا شمال من اولها
ابتسمت هي بتوتر و بدأ الحارس بفحص كل ما يحمله شهاب حتي انتهي تقدم نحو فيروز ل ينتشل منها شهاب الحقيبة يمدها الي الحارس قائلا بصوت حاد 
_ فتش الشنطة و بس عشان مش عايزين مشاكل مع بعض يا حاج
امسك الحارس بالحقيبة و قام بتفحص كل ما داخلها احمر وجه فيروز حين اخرج احد الحلويات المصنعة التي تدعي مصاصة و هو يضحك قائلا 
_ انا بعد ما شوفت دي مش محتاج افتش تاني .. ادخلوا ادخلوا
نظر شهاب اليها و هو يضحك بقهقة عالية قائلة لها بمزاح 
_ دكتورة دكتورة يعني مفيش كلام .. ادخلي يا ڤضحاني
امسكت بحقيبتها مرة اخري و هي تقول متأففة 
_ شكرا علي الڤضيحة دي يا عمو نجيلك في ڤضيحة تانية باذن الله
دلفت من البوابة بعد امر الحارس البواب بفتحها حاولت قدر المستطاع ان تسبق شهاب بخطوة حتي لا تري ابتسامته المرحة التي تعلمها جيدا بكل مرة يري منها اكثر طفولتها الباقية و لكنه اسرع متقدما عنها يلتفت اليها و هو يقول 
_ مصاصة يا فيروز مصاصة شوية دا و تجري ورا الراجل اللي بيبيع شعر البنات
حاول التهوين عنها ل شعوره بارتباكها و هي تعلم ذلك جيدا ظل سبع سنوات يخفف عنها اي حزن ظلت سبع سنوات تتحامي به من اي شئ محزن او مؤلم و لا تتحمله بمفردها ظل وجوده لها نعمة من الله ابتسمت له بحب رغما عنها و داخلها يترجي العفو و الصفح و العودة كما في السابق و لكن غصة بقلبها لا يسامحه أغمضت عينها تتنفس بهدوء حتي اقتربت اناملها المرتجفة من جرس الباب ضغطت عليه بضعف مرتين و ما هي الا ثواني حتي فتحت لها الخادمة ابتلعت ريقها بصعوبة و هي تهمس بارتباك 
_ عايزة اقابل استاذ عبد الله الفخرانى
انزاحت الخادمة عن طريقها و هي تشير إليها تدلف الي الداخل ل تتقدم نحو الداخل بجسد يرتجف و هو يخطو خلفها اشارت الخادمة الي المقاعد و هي تقول 
_ ثواني و هدي خبر للبيه
ذهبت الخادمة ل تنظر فيروز نحو شهاب الذي شجعها بابتسامته الهادئة المطمئنة رن هاتفها ل تخرج الهاتف من حقيبتها تفتح الاتصال قائلة بصوت يخرج خاڤت 
_ الو
ل يظهر صوت طارق قائلا بسرعة 
_ ايلين انا كلمت عمتي اني لقيتك و انك عرفتي العنوان و
ل تقاطعه فيروز و هي تنظر حولها 
_ انا في البيت اللي ادتني عنوانه
صمتت قليلا ثم اضافت بضعف 
_ انا خاېفة
_ مټخافيش يا ايلين قوليلهم انك بنتهم هما ما هيصدقوا فرحيهم اصلا انتي مش هتحتاجي تقولي هما هيعرفوا لوحدهم
مسحت دمعة سقطت منها و هي تسأل 
_ هيعرفوني ازاي
استمعت الي صوته الباسم و هو يتحدث قائلا 
_ هتعرفي بعدين انا لازم اقفل عشان الممرضة عايزة الفون
_ ماشي سلام
اغلقت الهاتف متنهدة
31  32  33 

انت في الصفحة 32 من 48 صفحات