روايه فيروز كامله الاجزاء
سحاب الحقيبة جلست جوارها علي الفراش تبكي واضعة يدها علي فمها ابنتها و فلذة كبدها موجودة بعيادة الطبيب تتجهز لاجراء عملية اما ان تشفي و تصبح كما في السابق اما ان ...
توقفت عن التفكير و هي تضع يدها علي رأسها كل شئ يتحطم امام عينها حتي فيروز خرجت من المنزل تاركة ورقة مدون عليها انها ستذهب الي عائلتها الحقيقية و قد خسرتها للابد خرجت من آه مټألمة من اعماق قلبها قبل ان يفتح الباب و يدلف الي الداخل زوجها العزيز تقدم منها اكرم بهدوء ازاح الحقيبة عن جوارها قليلا و جلس هو الي جوارها و اطلقت العنان ل دموعها التي تسيل بلا توقف مسد علي رأسها و هو يقول بهدوء
شهقت پبكاء عدة مرات و هي تقول بتلعثم من بين دموعها المتساقطة
_ اعمل اية يا اكرم الدنيا ادربكت ياسمين و هتعمل عملية كمان ساعة و فيروز اللي مشيت و مش عارفة عنها حاجة حياتنا اللي اتشتت و علاقتنا اللي مش زي الاول انا معدتش مستحملة دماغي واقفة و مش عارفة افكر
ظل هو يمسد علي رأسها و يتحدث اليها بلطف و لين حتي بث لها الهدوء و خفف من حدة بكاءها مسح دموعها بحنو و هو يهمس
امسكت بيده ترجوه و هي تتحدث ناظرة الي عينه
_ هتيجي معايا لياسمين عشان خاطري يا اكرم تعالي معايا
صمت اكرم و لم يرد بل ازاح عينه عنها و لكنه تفاجأ بها و هي تمسك بيده و تقبلها تهمس برجاء
_ ابوس ايدك يا اكرم تعالي معايا و متسيبش ياسمين لوحدها
جذبها اكرم حين كانت تمسك بيده ل يحتضنها يهز رأسه بموافقة لها حتي تهدئ و بالفعل بدأت بالهدوء و كأنه حاوطها بالامان بذهابه معها دفعها برفق الي المرحاض و عاد ل يحمل الحقيبة و قد ادمعت عينه بحزن شديد فهي بالاخير ابنته مهما فعلت صار خارج الغرفة و قد شق الحزن صدره ل يأخذ زوجته متوجهين نحو العيادة الموجودة بها ابنتهم لاجراء العملية
نظرت اليها ندي باعتراض و ما كادت ان تتحدث حتي قاطعتها فيروز من جديد برجاء
_ ارجوكي انا عارف انك سمتيني ايلين عشان بتحبي الاسم دا بس من فضلك انا عايزة اسم فيروز
ابتسمت ندي و هي تمسد علي وجهها بلطف تهز رأسها بايجاب و هي تقول
_ حاضر يا حبيبتي
استمعت الي صوت طرقات علي باب الغرفة ل تأذن للطارق بالدخول ل يدلف والدها مبتسما تقدم منها قبل قمة رأسها ثم ربت بحنو علي كتفها قائلا بتساؤل
هزت رأسها نافية بابتسامة لطيفة ل يجلس جوارها علي الفراش و هو يتحدث قائلا
_ انا هعمل حفلة بمناسبة رجوعك لينا بالسلامة يا ايلين تحبي تبقي امتي
_ فيروز
نطقت سريعا ثم تنحنحت قائلة
_ فيروز من فضلك يا
صمتت تتنفس بهدوء ثم همست من جديد ببطئ
_ بابا
انفرجت اسارير عبد العزيز حين نطقت بنداء الابوه ثم هز رأسه بايجاب مكملا
_ ها تحبي الحفلة امتي
هزت رأسها بنفي و هي تتحدث باعتراض
_ ملوش لازمة الحفلة يعني لو حضرتك تعمل حاجة خير يبقي احسن يعني تساعد شاب يتجوز او تتكفل بأطفال ايتام
ابتسم و هو يربت علي كتفها قائلا
_ مانا هعمل الحاجتين اعمل بس بسألك علي ميعاد الحفلة حسب ما ترتاحي عشان الحفلة دي عشانك اصلا
_ معلش ممكن بلاش الحفلة هبقي مضايقة
تحدثت فيروز بتعقل ل تتدخل ندي قائلة ل زوجها
_ خلاص بقي يا دودو اللي يريحها
نظر اليها زوجها مطولا يبتسم باقضاب و هي تعلم سبب ضيقه هو الاسم التي تطلقه عليه من الحين للاخر ثم الټفت الي فيروز و هو يقول
_ قوليلي بقي يا حبيبتي دراستك اية عرفت من طارق انك دكتورة دكتورة اية
ابتسمت فيروز قائلة
_ ايوة خريجة السنة دي من كلية طب اسنان و بشتغل في مستشفى خاصة لواحد صاحب بابا
نظرت اليه پخوف ان يتضايق ل كلمة بابا ل تقول
_ قصدي يعني بابا عشان هو اللي رباني و كدا
هز عبد العزيز رأسه متفهما ذلك جيدا و هو يقول
_ اوك يا حبيبتي حضري نفسك بقي انتي و ماما عشان هنخرج نتعشا برا
امسكت فيروز بحجابها الملقي علي الفراش جوارها و هي تقول
_ انا هلبس الحجاب و هبقي كدا جاهزة
اشارت ندي الي خزانة الملابس و هي تقول
_ يا حبيبتي البسي اي حاجة جديدة من الدولاب
عضت شفتيها باحراج و هي تقول
_ ما هو بصراحة اللبس كله مش هيبقي مناسب مع الحجاب
ابتسم عبد العزيز و هو يقف عن الفراش قائلا
_ طيب انا هروح اجهز و قبل ما نروح المطعم هنروح نجبلك كل اللبس المناسب ليكي
انحني يقبل رأسها ثم اعتدل بوقفته متنهدا باريحية غير طبيعية بعد ان شعر بانفاس صغيرته بذات المكان كم اشتاق الي الصغيرة التي دائما ما كانت متعلقة برقبته لقد وعد نفسه انه سيعوضها عن كل يوم كانت به بعيدة عنهم
تجلس هناء مع زوجها بانتظار صغيرتهم ان تخرج من غرفة العمليات و يطمئنون عليها كان قلب هناء ينقبض و ينبسط بطريقة جعلت متضايقة و بشدة امسكت بيد زوجها الذي ضم كفها بكف يده و استمر الانتظار حتي خرج الطبيب من غرفة العمليات يبدو عليه الارهاق ل يندفعا نحوه للاطمئنان علي حالة ابنتهم في حين تحدث اكرم قائلا
_ طمنا يا بني الله يرضي عليك
تنهد الطبيب قائلا بجدية
_ مخبيش عليكوا يا جماعة الوضع حرج جدا
ضړبت هناء فوق صدرها و هي تقول
_ يعني اية
هز الطبيب رأسه بأسف قائلا
_ ادعولها يا جماعه ان الساعات الجاية تعدي علي خير
غادر الطبيب و التفتت هناء الي اكرم
تصرخ پخوف قائلة
_ يعني اية يعني اية يا اكرم يعني اية
صمت اكرم ينظر الي الاسفل بحزن ل تمسك بياقة قميصه تشدد عليها و هي تقول
_ رد عليا يا اكرم رد عليا متسبنيش كدا
مسد علي كتفها و هو يقول بهدوء رغم الألم بداخله
_ ادعيلها يا هناء بنتك مش محتاجة زعيق محتاجة دعوة
اڼهارت قواها و اسحبت يدها عن ياقته و جلست علي المقعد ټدفن وجهها بين راحتي يدها و صوت بكاءها ېمزق نياط قلبه داعيا الله ان ينجي وحيدته
طرق حسام باب غرفة زينة بقوة و هي تجلس علي الفراش تبكي واضعة يدها علي فمها امسك حمدي بيده و هو يقول بحدة
_ خلاص يا حسام بقي ارجع بيتك
نظر اليه حسام و هو يقول بصوت مرهق
_ انا مليش دعوة بأمي يا عمي الله يخليك متعملش فيا كدا خليها تفتح و تبطل الهبل دا
وقف حمدي ينظر اليه و من ثم تحدث قائلا
_ المرة دي مش زينة اللي هتبعد عنك بس يا حسام انا كمان هقف معاها و هطلقها
لوح حسام بيده بعصبية شديدة و هو ېصرخ بانزعاج
_ مش مطلق و دي مراتي و مش هتقدر تخليني اطلقها بالعافية
ثم بدأ بالطرق علي الباب بقوة اكبر و هو ېصرخ بها پغضب
_ افتحي يا زينة محدش هيقدر يقرب منك و انا عايش و الله ما هعدي اللي حصل علي خير و الله هاخد حقك بس افتحي و اسمعيني
و أخيرا بعد طرق و صړاخ و ارهاق ل روحه استمع صوتها من خلف الباب تتحدث باكية
_ طلقني يا حسام كدا كفاية اوي ابعد عني بقي
استفزته بحديثها كان يتوقع ان تفتح الباب و تلقي نفسها باحضانه تبكي و تشكي ل يواسيها و يتوعد اكثر و ينتهي الامر بتحديد موعد زفافهم الا انها خلفت توقعاته تماما ل يضرب الباب بقدمه بغل و هو يصيح بها
_ ماشي يا زينة و اقسم بالله العظيم لو مرجعتي عن اللي قولتيه دلوقتي دا هتكوني في بيتي ڠصب عنك و عن ابوكي و هرجع ارفع قضية الطاعة و المرادي هنفذ
الفصل التاسع عشر
تجلس فيروز علي الفراش تستند بظهرها عليه و هي تتأمل نقطة معينة من الفراغ شاردة بتفكيرها نحو عدة اشياء جعلتها مشتتة من جهة هي غير قادرة علي التعامل بسلاسة مع والديها الجدد و لا التأقلم علي حياتهم الغريبة عنها و من جهة اخري شهاب الألم الذي لا يزول و الحب العالق بين ان يحيي او ېموت الي الابد تنهدت بثقل و هي تمرر يدها بخصلات شعرها التي انسدلت علي صفحات وجهها ثم مدت يدها الي وحدة الادراج و بداخلها مشاعر متداخلة و اضطراب شديد دق قلبها بقوة و هي تأتي برقم شهاب تضغط علي اتصال واضعة الهاتف علي اذنها منتظرة الرد و في اقل من ثواني كان يصل الي مسامعها نبرة صوته المغلفة بابتسامة قائلا
_ حاسة انك وحشتيني و لا اية
و رغما عنها داهمها البكاء وضعت يدها علي فمها كابحة صوت بكاءها من الخروج و محاولة للسيطرة علي شتات نفسها في حين شعر هو بصمتها الذي يعلم تمام العلم ان خلفه بكاء ېحرق روحها فهو لم يتعرف عليها الآن انما هم سبع سنوات ل يسألها بتوجس قائلا
_ انتي بټعيطي يا عيون الفيروز
هزت رأسها بايجاب و كأنه يراها ل تفلت منها شهقة حادة لم تستطع السيطرة عليها ل تضغط اكثر علي فمها في حين تنهد هو قائلا
_ فيكي اية يا حبيبتي .. قوليلي
تحدثت بصوت متحشرج من البكاء قائلة بضعف
_ وحشتني اوي
ابتسم هو باتساع و قد اسعدته كلمتها بشدة ل يهب واقفا عن الفراش قائلا