السبت 30 نوفمبر 2024

رواية غيوم ومطر لداليا الكومي

انت في الصفحة 24 من 38 صفحات

موقع أيام نيوز


بقوه فتلك ليست اخلاقه ابدا لابد وان تثق فيه ثقه مطلقه فهو يحافظ عليها لسنوات ولم يسمح لنفسه مطلقا حتى بالنظر اليها اذن فما الفائده التى يجنيها من ورائها ان لم يكن يحبها فعلا ربما تعلق بإحداهن مؤخرا وتناسي حبها مجرد الفكره حبست عنها الهواء وكادت رئتاها
ان
ټنفجران سوف ټموت اذا ما تعلق بغيرها ونسي حبها هى لم تعرف غيره منذ طفولتها ولا تريد ان تعرف فهو يكفيها عن العالم فريده الان عادت لعمر والظروف تحسنت بشكل كبير فماذا يمنعه عنها الان هى كانت ستنتظره الي الابد لانها تعلم انه يحبها لكن مع الشك الذى يراودها نفذ منها مخزونها من الصبر شيطانها يأبى ان يتركها تنعم براحة البال ويصر علي تنغيص عيشتها ويقارنها الان بأسيل ورشا وحتى بفريده فجميعهن اثبت عشاقهن الجديه وطلبوهن للزواج اما هى فلم تحظى حتى بوعد وسنوات عمرها تمر وسنوات قليله جدا وستكون في الثلاثين وهى مازالت تنتظر لذلك قامت بإرضاء ذلك الشيطان اللعېن وقررت وضع محمد في تحدى لم تختبره فيه من قبل اما ان يتخذ خطوه رسميه او سوف تنسحب من تلك العلاقه الي الابد فهى سئمت الحب في الظل 

صوت الباب وهو يفتح سبب لها قشعريره في كل جسدها شعرت بانتفاض كل شعره من شعرها وكأنها صعقټ بالكهرباء هى استعدت لتلك اللحظه منذ الصباح في الميعاد المتوقع لعودته كانت جهزت طاولة الطعام ورتبت المنزل كله ما عداغرفته لم تتجرأ علي دخولها واختفت فى غرفتها فور شعورها بعودته مع انها ما زالت مرتديه لكامل ملابسها الا انها لن تغامر مجددا ليتها تستطيع السيطره علي اشتياقها اليه والعوده لبرودها السابق لكانت واجهته بدون خوف لكنها اصبحت ضعيفه مهزوزه عجيب امر الحب يحول الانسان تماما ويجعله شخصا اخر في غرفتها اغلقت الباب خلفها لكنها ترددت في غلقه بالمفتاح فهى لا تريد ان تثير غضبه كم يصبح مخيف عندما يغضب 
بالطبع تريد التحدث اليه فهى اخيرا استاطعت التركيز وتأكدت من تورط فاطمه لكنها ماذا ستخبره وهى لا تعلم أي تفاصيل فقط تعلم انها اجبرت علي الذهاب الي حفلة شهد بسبب ضغط فاطمه ذلك اليوم وان فاطمه يومها اصرت علي جلوسها الي طاولتها والتى دعت اليها احد اصدقاء باسم بدون استأذانها لكنها ترجتها بأن تسمح له بالجلوس لانها معجبة به كثيرا وتريد لفت انتباهه اليها بالطبع فريده احرجت وقررت النهوض فور جلوسه لكن فاطمه اختفت فجأه وتركتهما بمفردهما وهى اضطرت للابتسام بنفاذ صبر حتى يمر الوقت وتعود فاطمه هل شاهدها عمر في ذلك المقهى هى اكيده من انها لم تخرج ابدا خلال ايام عدتها الا ذلك اليوم واليوم الذى سبقه وذلك اليوم كان يوم من الچحيم لانها اصبحت وقتها اكيده من تخلي عمر عنها للابد لو كان لديها أي امل ضئيل في عودته اليها فقد واري هذا الامل التراب فاليوم انتهت عدتها واصبحت مطلقه رسميا لن تنسي ابدا حسرتها يومها وربما كانت تبتسم بمراره طوال اليوم لانها فقط في هذا اليوم اكتشفت انها تحب عمر 
نعم اكتشفت انها تحبه وليس فقط من بعد زواجهما ولكن منذ طفولتها تحبه منذ ان كان يحضر لها الحلوى في كل زياره كان يأتى فيها اليهم تحبه وهى لم تتعد السادسه وكانت تهجم عليه لتفرغ جيوبه من تلك الحلوى التى جلبها خصيصا لها كانت تحبه وتنتظره بعدما سافر الى الامارات وكانت تشعر بالارتياح والسعاده لمجرد انه عاد في اجازته السنويه وهو يحمل لها الهدايا التى كانت تعلم انها مميزه دونا عن غيرها فيجعلها ذلك تشعر بالفخر نعم لطالما احبته ولكن للاسف اكتشفت ذلك بعد فوات الاوان 
هى بحاجه الي مواجهة فاطمه وسوف تفعل ذلك في اقرب فرصه تسنح لها لكن كيف وهى حبيسة تلك الغرفه بدون حتى جوالها 
افكارها قطعت علي طرقات علي الباب اعقبها دخول عمر الي غرفتها حياها بأدب ثم قال انتى متغديتيش ليه 
اجابته بحذر اكلت لاحظت انه اغلق عينيه كأنه يخفى مشاعره عنها ثم قال انا عارف انك لما بتتوتري ما بتاكليش فريده صدقينى من هنا ورايح انا مش هأذيكى تانى لكن لازم تاكلي عندى
شغل ضروري لمدة اسبوع هنا وبعدها هنرجع القاهره وهناك صدقينى هترتاحى منى للابد 
يا الله لماذا لم يتجرأ ويخبرها صراحة عن نيته في طلاقها لماذا هربت منه الكلمات واصبح يلف
ويدور حول موضوع فراقهما 
مد يده اليها فقبلتها علي استحياء وقادها بصمت الي طاولة الطعام ربما بعد اسبوع سيتخلص منها الي الابد لكنها ستتمسك بأخر فرصه في استعادة حبه خصيصا انه وعدها ان يكف أذاه عنها وهو دائما يفي بوعده 
مر اسبوع اثنان بل ثلاثه وعمر يعاملها بأدب وتحفظ الم يخبرها من قبل انهما سوف يرحلان بعد اسبوع واحد الاسابيع كانت بمثل اعلان الهدنه وعمر لم يحاول استفزازها او اهانتها كما وعدها وهى كانت كالتى تمشي رؤس اصابعها خشية اغضابه لقد اعاد الخادمة الي عملها وهى قضت وقتها في التفكير مع انها لم تخرج منذ قدومها الي دبي سوى مرة واحده الا انها لم تعترض في تلك المره اليتيمه عمر اخبرها بضرورة ذهابهما الي مشفي قريب لاجراء بعض التحاليل الخاصه بتأشيرتها بعد ان انتهت التحاليل فوجئت به يقول انتى مشفتيش دبي هخدك في جوله
اليوم مر كالسحر وعمر عاملها بلطف زائد كم افتقدت حتى جلوسها الي جواره في سيارته افتقدت خروجهما سويا ودعوته لها لتناول الطعام في الخارج وعمر تجرد ليوم كامل من كراهيته لها وعاد يحمل الكثير من عمر القديم ليت اليوم لا ينتهى ابدا فتجولهما وهو يتأبط ذراعها كان وكأنه اعاد الحياة اليها جديده سوف تقضى الليالي في تذكرها عندما تحين ايام الجفاف نظرات الغيره في عيونه لم تخفي عنها فكان يطلق الشررمن عيونه عندما يلاحظ ان احدهم يطيل النظر اليها ويحميها بيديه ويوفر لها ممر امن تمر من خلاله عندما يضطران للمرور في الاماكن المزدحمه هل من الممكن ان يكون يحمل كل تلك ڼار الغيره ولا يكون يحبها اه يا عمر لقد اتعبتنى واتعبنى هواك ومع نهاية اليوم شعرت انها كسرت العديد من الحواجز لاول مره علمت جيدا انه يحارب كى يسيطر علي نفسه فنظراته فضحته حينما اوصلها لباب غرفتها لكنه سرعان ما انصرف ولكن مع التقائهما في اليوم التالي علي مائدة الافطار لاحظت انه عاد لتحفظه السابق 
انها لا تريد الخروج من الجنه لكنها تنتظر بفارغ الصبر لحظة مواجهتها مع فاطمه ولكن كيف ستخبره بشكوكها وتغامر بتعكير الصفاء بينهما اي كلام في الماضى الان هو بمثابة صب الملح علي چروح خامده ولكنها لا تريد ان تتعفن تلك الچروح وهى مدفونه في اعماق قلبها محمد اخبرها انه سيسافر الي القاهره في اجازه طويله الاسبوع القادم واخبرها انه ينتظرها ولن يرحل دونها فهى في الاساس سبب طلبه لعطلته السنويه في غير موعدها بالتأكيد انها تحتاج لدعم محمد في الفتره القادمه هنا وفي مصر وجدت نفسها تسأله هنسافر مصر امتى
فوجئت به يتوقف عن الطعام ويسألها بتجهم مستعجله اوى 
هزت رأسها بالنفي ابدا لكن عندى شغل مهم ابتسم بمراره وهو يقول طبعا الدكتوره فريده وراها شغل اخر يوم في شغلي النهارده هنسافر بكره وهتخلصى منى للابد 
لقد فهم سبب سفرها بالخطأ كالعاده لديها العديد من الاشياء السيئه التى تستحق عنها العقاپ ما الفارق اذا ما اضيفت سيئة اخري لرصيدها 
ستتحمل مره بعد ثم ستتحرر من هذا الکابوس الي الابد
لابد من مواجهة فاطمه ربما شهد تعلم كيف تصل اليها ستفاجأها بزياره في محل عملها وربما تفضحها امام الجميع تلك الحيه ذات الاجراس سممت افكارها وتسببت في صدع كبير في حياتها الزوجيه ثم اجهزت علي الباقي عندما كذبت علي عمر لكن كيف وصلت اليه كانت تغلي من الداخل كلما تفكر في فعلة فاطمه لكنها مضطره للتظاهر بالاسترخاء ارادت الهاء نفسها والسفر بأفكارها بعيدا عن فاطمه فسألته بغباء ايه اخبار نوف 
اجابها بسخريه عجز عن كتمها حابه تجهزى فستان الفرح ولا ايه هى من عبثت بهدنتهما لذلك لا حق لها في التذمر قالت بغيظ اكيد لا تفتكر انى هقدر احضر اكمل
سخريته قائلا ليه لا انتى اتخطبتى منى وانا كنت واخد الموضوع فري ايه المانع انك تحضري وتباركلنا احنا كوبل مختلف نظرة الالم علي وجهها كانت واضحه لدرجه انه شعر بالندم فورا نهض من مقعده وانحنى عليها يرفع وجهها المټألم لتواجه عينيه قال بعجز انتى بتحيرينى يا فريده بطلت افهمك من زمان لما كنت فاكرك بتحبينى زمان طلعتى خاينه بارده حقيره وكدابه ودلوقتى وانا متأكد انك انانيه وغبيه بتثبتيلي
كل يوم انى غلطان انتى غرضك تجنينى اجابته بهمس باكى لا غرضى انك تعرف انى بحبك نظرات الذهول علي وجهه انبئتها انها مهما فعلت فلن يصدق ابدا انها تحبه لكن الذهول دام فقط للحظات قليله قبل ان يتحول الي ڠضب اعمى ھجم عليها فجأه ورفع يده لصفعها هى دنست تلك الكلمه وتستحق العقاپ علي اهانتها لكلمة الحب ولكن يده الممدوده هوت علي زجاج الطاوله الزجاجى بدلا من وجنتها لتطيح بجميع الصحون ارضا هجومه اخافها للغايه وتركها ترتعد فما زال الم الصفعه السابق حى وينبض قال پغضب هادر وصوت جهوري يصم الاذان لو نطقتيها تانى هتندمى استعاد سخريته المريره ولسانه اللاذع وهو يقول لو متأكدتش بنفسي ان كليتك سليمه كنت قلت انك بتسعى ورا كليتى الباقيه 
وكأن عشرات الجالونات من الماء البارد سكبت علي رأسها مع جملته الاخيره هل هذا هو رأيه النهائي فيها حقيره مستغله تدعى الحب بدافع استغلاله الصفع بالكلمات اشد ضراوه واكثر ايلاما من الصفع بالكفوف هى فقط ارادت ان تقول احبك ولو لمره في حياتها انها كانت الفرصه الوحيده لديها لكى تقول هذه الكلمه وتستمتع بصداها المثير ولو حتى لمره واحده في حياتها لكنه حولها الي كابوس مرير تتمنى الاستيقاظ منه فورا الم يعدها من قبل انه سيكف عن ايذائها 
ربما هى استفزته وحركت الماء الراكد لكنها لا تستحق ابدا تلك القسۏه لقد استخدمت طريقتان في اثناء نضالها المستحيل لاستعادة حبه واثبتتا فشلهما لم يتبقي امامها سوى اثارة غيرته فهى تعلم كم كان
غيور 
 

23  24  25 

انت في الصفحة 24 من 38 صفحات