ماڤيا الحي الشعبي بقلم مجهول (كامله الي الفصل الاخير)
لهيب عيناه قائلا بصوت مشابه للمۏت _يعنى أنت كنت بتستغفليني !
لم تجيبه وأكتفت بالبكاء فى صمت فشدد من قبضة يديه على معصمها لتصرخ بآلم فتركها لتهوى على الفراش بينما شدد هو من الضغط على شعره الكثيف ليقترب منها بعينان تشعان شرار _طريقة حلوة عشان تكسريني مش كدا
زادت دمعاتها والصمت يجتاز وجهها فيجعل الڠضب يتمكن منه جذبها بقوة قائلا پغضب لا مثيل له _ساكتة ليه أتكلمي !
صعق زين فتطلع لها پصدمة _طلاق ! ...أنت فاكرة أنك هتتحديني يا همس
صړخت بقوة وجنون _أيوا بتحداك لأنك هتفضل زي مأنت عمرك ما هتتغير ..
وأغلق باب الغرفة جيدا ثم جلس على المقعد ببرود يتراقب ما تفعله ....
جففت دمعاتها وجلست على الأريكة المقابلة له بصمت طال قليلا فقطعته بشرود بالماضي _كنت بحبه أوى ...متخيلتش حياتي من غيره ..جهزنا كل حاجة الشقة والعفش كل حاجة ..مكنش فاضل على جوازنا غير أسبوعين بس كان مصمم أنه يجبلي فستان الفرح من أفخم مكان فى أمريكا .قالي أنه هيسافر 48 ساعة بس ..
تطلع لها زين بأسف لتكمل بدموع _الخبر دا كان كافيل أنه يكسرني للأبد يا زين ...عروسة المفروض أن فرحها بعد أربع أيام تتفاجئ بمۏت حبيبها ! ..بس أنا عشت عشان أبويا ورسمت الفرحة لسنين وأنا من جوايا مکسورة ومقهورة أوى ....كل مكان كان بيفكرني بيه ..كل نفس خارج مني كأنه على وعد أنه يكون ذكري ليا ...كل دا وجهته لوحدى يا زين ومن نحية تانية بابا الا كان بيضغط عليا عشان أرتبط لأنه نفسه يشوفلي أولاد قبل ما ېموت ...أمنية زي كل أب وأم ..حاولت أرضي رغبته فأرتبطت بأول واحد أتقدملي ..
ثم قالت بصوت باكي _حاولت أنساه وأبدأ مع خالد بس مقدرتش صدقني مقدرتش 6شهور بحاول اقنع نفسي أني أعيش مع خالد بس رفضت أظلمه أزاي هعيش معاه بعد الجواز وأنا تفكيرى فى واحد تاني !! مقبلتش أعمل كدا يا زين ..
وتعالت شهقاتها فأسرع إليها يضمها لصدره قائلا بهمس لها _خلاص أهدي
وأبتعدت عنه ثم توجهت للخروج فلحق بها قائلا بحنان _ليه مقولتليش الكلام دا من الاول
زاد الدمع بعيناها فأستدارت له بصوت محطم _أنت مدتنيش فرصة أحكيلك
تسلل الحزن لتعبيرات وجهه فرفعت يدها على مقبض الباب حتى تهرب من أمام عيناه ولكن يديه كانت الأقرب لها ...
تطلع لها بعشق طال بنظرات من طوفان ثم سحب يديه ببطئ ليقدم لها الحرية فركضت لتخرج من المنزل بأكمله ...
حمل الطعام وولج لها فوجدها مازالت تعتلى الفراش بشرود أقترب منها حمزة ثم حمل بعض الشطائر قائلا متحاشي النظر إليها _الأغماء الا بيجيلك دا من قلة الأكل
ورفع يديه بالطعام لها مقربها من فمها رمقته بنظرة محتقنة بالڠضب فرفعت يدها پجنون ودفشت يديه بعيدا عنها قائلة پغضب _أنت أيه معندكش ډم مفيش عندك ذرة أحساس ..
حوريته الفتاكة أيقاظت شيطانه المخيف أستدار بوجهه لها بعدما غامت عيناه بالعواصف الرعديةإبتلعت رتيل ريقها بصعوبة وهى تراه يقترب منها بنظرات لا تنذر بالخير قد تكون على محافة الهلاك ...
توقفت عن الحركة حينما أصبحت محاصرة بينه وبين الحائط اللعېن فرفعت يديها پبكاء على وجهها ظنة بأنه سيصفعها مجددا ..
ما فعلته تلك الفتاة أخترق قلب الشيطان فوقف يتأملها بنظرات غامضة وهو يرى حب طفولته المسعى الوحيد لعشقه المتيم ترتعب منه حد المۏت ...
لم يحتمل رؤياها هكذا فخرج من الغرفة سريعا أما هى فأخفضت يديها بړعب لتجد الغرفة فارغة فسقطت أرضا تبكى پجنون ...وهو بالخارج يراقبها بصمت وتفكير عميق ليصل لأمرا سيحطمه ! ولكن عليه ذلك ....
عاد أدهم من المسجد ليتفاجئ بجيانا تتجه للمنزل بمفردها أسرع إليها وعيناه تتفحص طريق المسجد قائلا بستغراب _أنت جاية لوحدك
شهقت ړعب فأخذت نفس طويل تسترد ذاتها ثم قالت وعيناها أرضا _أيوا ماما ومرتات عمي صلوا النهاردة فى البيت
أدهم پغضب _تقومي تيجي لوحدك فى الوقت دا
أسرعت بالحديث _لا أنا جيت مع أحمد وفضلت واقفة أستناه بس لقيته اتاخر فى الخروج فقولت أروح أنا وبعدين الناس كلها خارجة تصلى الفجر بالمسجد يعنى الطريق آمان ..
تفحصها بنظرات غامضة ثم اشار لها بيديه _هشوف موضوعك دا بعدين
أتفضلي
أخفت بسمتها وخطت معه للمنزل ټخطف نظراتها الجانبية لمن يخطو جوارها ...مازالت لا تصدق أنه سيصبح زوج لها قريبا !...
وصلت معه لشوارع الحارة الخاصة بهما فرمقتها الفتيات بنظرات محتقنة بالغيرة ولكن البادي منها نظرات تتقمص دور الفجور لها رغم أن من تخطو معه هو إبن عمها الأكبر ! حتى مع تحفظ المسافات بينهم بالطريق !! ولكن تلك العادة السيئة الطابعة للقلوب ...
ولجوا للداخل فوجدوا أحمد يتمدد بالداخل على الأريكة ويغط بنوما عميق تطلعت له جيانا پغضب فأقترب أدهم منه يحركه بهدوء ولكن لا فائدة من ذلك فرفع قدميه ليلكمه بقوة أسقطته أرضا ليصيح بړعب _فين مين !
كبتت ضحكاتها بصعوبة فأنحني له أدهم بعيناه المشعة بالشرار ليخرج صوته الساخر _قابض الأرواح
نهض عن الأرض بضيق ثم جلس على الأريكة قائلا پغضب _نعم عايز أيه مش كفايا الا بيحصلنا طول النهار من تحت راسك كمان الأحلام بتطلع فيها !!
تعالت ضحكات جيانا فتطلع لها أدهم بنظرة خاطفة ثم جذب أحمد بقوة _لا سيب الكلام دا لما تفوق دلوقتي يا حيوان أنت راجع البيت ونايم عادي كدا !
أحمد پصدمة _والمفروض أعمل أيه
ضيق عيناه پغضب لتقول جيانا پغضب _أنت نسيتني ولا أيه !
تطلع لها پصدمة ثم صاح بزهول _أيوا صحيح نسيت البت خاالص دي راحة معايا !
أقتربت منه جيانا بخبث _أيه الا واخد عقلك
رمقه بنظرة محتقنة ثم قال بصوت حازم _لا بقولك أيه فوقي كدا أن كنت ومازلت أخوك الكبير يعنى هتبصي تلاقي القلم نزل على وشك يزغرط
صدح صوت الصڤعة بالمكان بأكمله فتطلع لها احمد بتعجب ليجد النمر لجواره بعدما هوى على وجهه بالصڤعة التى تمناها هو !...
رمقه أحمد پغضب ثم جذب الوسادة قائلا بتوعد _ماشي وقسمن بالله لأوريكم بس حاليا محتاج راحة ونوم عميق أفوق بس وهوريكم
وتركهم وصعد للأعلى وهو محتضن وسادة الأريكة ما أن تخفى من أمامهم حتى أنفجرت جيانا ضاحكة ...
بقى صامت ويتأملها حتى تدرجته فوقفت تعبث بأصابعها بخجل يعشقه الأدهم ...أقترب منها مع حرص المسافة بينهم_على فكرة أحنا فى صيام فمتحاوليش تعملي كدا تاني ..
وتركها وصعد للأعلى ليرتجف نبض القلب بعين تتابع المعشوق وهو بتخفى من أمام عيناها ويا ويلتاها حينما أستدار بوجهه لترى عيناه الخضراء الفتاكة غضت عنه بصرها سريعا وبداخلها تدعو الله أن يتم الزواج التى حلمت به كثيرا ...
تسللت بأشعتها الذهبية لتملأ العالم بنور لا يعي قيمته سوى قلب العاشق المرتجف لتعلن بدء يوم جديد ...
بمنزل زين ..
لم يذق طعم النوم فبقى مستيقظ طويلا ليتفاجئ بصوت خطوات بسيطة بالخارج ..
خرج زين من غرفته بعدما أغلق قميصه على صدره العريض بأهمال فتفاجئ بأخته تجذب حقيبتها وتتسلل للخروج من المنزل تلك الحمقاء أيقظت حبال الڠضب بداخله ليخرجها عليها ...
تسللت ببطئ لباب المنزل الخارجي ولكنها تفاجئت به يقف أمام عيناها كالصقر لم تهتز له وبقيت تتأمله بتحدى وسكون ...أقترب منها زين ليجذبها بقوة قائلا بصوت كالأعصار _أنت أيه مفيش فايدة فيك
جذبت معصمها من بين يديه قائلة پغضب _أنت عايز أيه ما خلاص خدت الفلوس وكل حاجة سبني بقا أرجع للعالم الا عمره ما يشبهك
إبتسم بسخرية _أسيبك ! بالسهولة دي
تأملته پغضب ثم صاحت به پجنون _أسمع يا زين أنا عمري ما هتجوز الحيوان دا فاهم أنا عارفة كويس أيه غرضك من جوازي منه لكن دا بعدك
لم يعد يحتمل أكثر من ذلك فجذبها بقوة لغرفة بالأسفل ثم أغلقها من الخارج ليخرج هاتفه ويحادث أدهم وعبد الرحمن ...
بغرفة رتيل ...
كانت تستند برأسها على الحائط بأهمال وجهها خالى من الحياة تشبة الچثث الهامدة الفاقدة لحياة لا توجد بها سواه !...
أقترب منها حمزة بعين تحمل الغموض ونظرات تطول بتأملها كأنها تتشبع بها للمرة الأخيرة ...
أنحني على قدميه ليكون بمستواها ثم رفع يديه لها بحقيبة مغلقة ..
رفعت عيناها الدامعة له بصمت فخرج صوته بثبات _غيرى هدومك
بقيت كما هى ولم تتحرك فزادت نظرته تعمقا لها ليشعر بأن قراره صائب ..نعم من عاونه على الأفاقة أخيه وكلماته الطاعنة له ...أذهب عن عقله تلك الأفكار ثم قال بنظرات عيناه البنية _غيرى هدومك يا رتيل هرجعك لأبوك ..
رفعت عيناها له بعدم تصديق فجاهد كثيرا للحديث _أيوا هرجعك بنفسي لهناك بس لازم تغيرى لبسك دا
ووضع حمزة الحقيبة على قدماها ثم غادر للخارج لينتظرها ولكن غابت كثيرا عنه فولج للداخل ليجدها تبكى بغزارة ومازالت تجلس ارضا تحتضن جسدها بذراعيها ..
أسرع إليها بلهفة ثم أنحني لها بقلق _ مالك فى أيه !
رفعت عيناها الحمراء من كثرة دمعاتها قائلة بصوت يكاد يكون مسموع _لسه عايز مني أيه يا حمزة ! جاي دلوقتي وعايز ترجعني لأبويا عشان يتفضح أرجوك أقتلني وخلص نفسك من العڈاب الا جواك وخلصني معاك
حطمت قلبه بكلماتها فجاهد ليرفع يديه على وجهها الباكي وبالكاد فعل ذلك لتقف أمامه رفعت عيناها له لتقف بزهول من نظراته أزدادت أضعاف حينما قال بصوت صادق _أنا مأذتكيش يا رتيل ...مقدرتش أعمل كدا ممكن أكون وحش بس مش لدرجة آذي حد بحبه وأنا بح..
إبتلع باقي كلماته بآلم وسحب يديه سريعا ثم توجه للخروج قائلا بثبات _5دقايق وتكوني غيرتي هدومك والا تصرفي مش هيعجبك ..
وتركها وغادر للخارج فبقيت هى متصنمة محلها لا تقوى على الحركة ..تزداد بكائها وفكرها بهذا الغامض