روايه جنة (كامله الي الفصل الاخير) بقلم مجهول
قال أولا احنا مش اتفقنا بلاش تديني الفلوس قدام الموظفين .
ردت جنه أعمل ايه ما هو حضرتك مش راضي تاخدهم .
قال إياد تقومي تحطيني قدام الأمر الواقع و تحرجيني قدام اللي بيشتغلوا عندي .
قالت جنه معتذره آسفه بس ملقتش طريقه غير كده عشان تاخدهم .
قال إياد متأففا ما أنا قلتلك أنا مش محتاج الفلوس دي و متفرقش معايا.
قال إياد بحنق طالما هي مسألة مبدأ تقدري تقوليلي جبتي المبلغ ده كله منين
أجابت جنه بتلعثم أنا استلفت الفلوس دي
من سماح و هابقى اردهم براحتي .
لسبب لا يفهمه إياد أزعجه أن تكون مدانه لأحد و إن كان لا بد من استدانتها للمال فليكن منه هو و ليس من غيره حتى لو كانت صديقتها.
ردت جنه سماح زي أختي بالظبط و مفيش فرق بينا.
قال إياد على الفور أنا كمان بعتبرك زي أختي نسرين بالظبط.
نطق إياد بتلك الكلمات التي ربما تعتبر أكبر كذبه قالها في حياته فمشاعره تجاه جنه و إن كان لم يجد لها مسما بعد فهي بالتأكيد بعيده كل البعد عن مشاعر الأخوه.
شعرت جنه مره أخرى بالاطمئنان تجاه إياد و نفضت عنها المخاۏف التي زرعتها سماح هذا الصباح بداخلها فهو يراها كأخته ربما إن كانت صادقه تماما مع نفسها لقالت أن ذلك أزعجها و لو قليلا و لكنها تغاضت عن هذا الصوت فإن كان يريد أن يلعب دور الأخ في حياتها سترحب بذلك وبشده بل ستسعد بأي صفه منطقيه تبقيها قريبه منه .
لم يدر إياد أيشعر بالغبطه لأنه جعلها تطمئن له مره أخرى أم بالضيق لسعادتها من فكرة الاخوه بينهما .
قال إياد محاولا إخفاء ضيقه طيب بما إننا اخوات يبقى تاخدي الظرف ده و ترجعيه لصاحبتك.
أخذت جنه الظرف و قالت باضطراب اوك بس حضرتك ضروري تاخد أول قسط.
و أخرجت بعضا من الجنيهات و قالت اتفضل .
لاحظ إياد ارتباكها فأكمل ليحثها على الموافقه أصلي مقدرش آخد فلوس من بنت و في نفس الوقت مش عايزك تزعلي لو مخدتهمش فده حل هيرضيني و يرضيكي .
قالت جنه بتردد بس ...
قال إياد مفيش بس.. و أضاف مازحا بعدين ميغركيش مكتبي و الشركه أنا انهارده مفلس و مفيش جنيه واحد فجيبي و هينوبك فيا ثواب لو قبلتي تعزميني .
سأل إياد بقلق ايه في حاجه دايقتك هناك
هزت جنه رأسها بالنفي و قالت لا مش كده بس أصله ..
أصله ايه ...
أجابت جنه بحرج أصله ..غالي اوي و كده مش هقدر على تمن العزومه .
ضحك إياد بسبب عفويتها الشديده في الاجابه ثم استدرك نفسه عندما رأى الاحمرار يغزو وجهها و قال طب خلاص انتي اختاري المكان اللي يعجبك.
أجابته جنه ما أنا لسه معرفش الأماكن هنا مش بخرج الا عالمكتبه أو جنب البيت.
قال إياد خلاص أنا عندي الحل ..هنروح مطعم واحد صاحبي و هو دايما دايما بيعملي تخفيض.
أنهت سماح مهامها الاشرافيه على فتيات المصنع و بعد أن تأكدت من إغلاق جميع الآلات خرجت من البوابه بعد أن ألقت التحيه على الحارس.
ثم انضمت إلى جموع المنتظرين على الرصيف للحصول على مواصلة العوده للبيت و تساءلت متى ستعود و في انتظارها ابنتها الحبيبه و بمجرد تذكرها لابنتها ملأت الدموع عينيها و لكن على الأقل الآن لديها جنه ألم تكن هذا الصباح كسيده في الخمسين من عمرها تسدي النصح لابنتها الشابه ضحكت لتلك الفكره و مسحت دموعها و تذكرت اتفاقها مع جنه على العوده لبيت جارتها القديم و السؤال عن زوجة طليقها ..و لكنها طلبت من جنه أن يؤجلا هذا البحث .. اه يا سماح مم تخافي ..أتخافي أن تعودي للأمل مره أخرى لتلقي نفس النتيجه ..كانت غارقه في أفكارها عندنا لاحظت عينان تراقبانها و مره أخرى تقدم باتجاهها حتى وقف لا يفصل بينهما سوى بضعا من السنتيمترات و قال ازيك يا آنسه سماح
ردت سماح باقتضاب الحمد لله ..ثم أشاحت بوجهها عنه.
قال عبدالله بتلعثم الآنسه جنه قالتلي إنك كنتي تعبانه.
قالت سماح و
قد عادت تنظر إليه مره أخرى بس دلوقتي بقيت كويسه الحمد لله.
ابتلع عبدالله ريقه ثم نظر إلى الأرض و قال بصوت مرتعش إنتي متتخيليش أنا قلقت عليكي ازاي و كنت هآجي بنفسي اطمن عليكي بس كنت خاېف لتدايقي.
ثم أضاف آنسه سماح ..... أنا ...
عبدالله ..ازيك يا عبدالله...
كانت تلك إحدى الفتيات العاملات بالمصنع و إن لم تخطىء فهي قريبة عبدالله استغلت سماح انشغال عبدالله بالقادمه لتحيته و ابتعدت لتستقل أول
مواصله سنحت لها فلا جدوى لتعريض نفسها لنظرات اللؤم من تلك الفتاه.
شعرت ماهيتاب بالضجر الشديد و تساءلت إلى متى ستمنع نفسها عن الاستمتاع بحياتها و الخروج للهو مع أصدقائها أرادت أن تثبت لإياد أنها تغيرت و لكن يبدو أن انتظارها سيطول و فكرت ما الضير إن خرجت الليله و استمتعت قليلا فإياد بالتأكيد لا يراقبها أو تصله تحركاتها طوال الوقت.
أمسكت هاتفها و طلبت صديقتها جيرمين التي أخبرتها بعدم استطاعتها الخروج
الليله بسبب زيارة بعض الأقارب لهم.
تأففت ماهيتاب قليلا ثم تذكرت ذلك الشاب الذي قابلته في أحد النوادي الليليه و الذي ما انفك يلاحقها و الغريب في الأمر أنه توقف منذ فتره عن الاتصال بها ترى هل فهم لعبتها فلطالما انتشت ماهيتاب على ملاحقة الرجال لها فذلك يرضي غرورها و بالطبع لا تسمح لهم بالنيل منها فهي ليست بالغبيه و لكنها توقفت عن ذلك طمعا في نيل رضا إياد مره أخرى حسنا ربما عليها الاتصال بذلك الشاب لن تسمح له بأن ينتصر عليها ستكون الكلمه الأخيره لها .
استيقظ هيثم على صوت هاتفه معلنا وصول رساله جديده تناول الهاتف و فتح الرساله و قرأ
فينك يا بنتي مش بتردي ليه ده في ريستورانت فتح جديد و بيقولوا أكله كله دايت و تحفه تحبي أمر عليكي و نتعشى سوا
كانت الرساله من تلك الفتاه اللعوب ماهيتاب لو لم يفطن لألاعيبها لظن أن تلك الرساله وصلته بالخطأ كما يدل محتواها و لكن نظرا لخبرته بها قرأ ما بين السطور فهي دعوه مبطنه له شخصيا يبدو أنها شعرت بإهماله لها فمنذ ليلة راي السنه أصبح مهووسا بتلك الفتاه و لكن ما الضير الآن سيبدأ سهرته الليله مع ماهيتاب و يوما ما سينال منها فتلك اللعوب تحتاج إلى النفس الطويل .
فرك عينيه ليزيل عنهما آثار النوم ثم أرسل برساله إلى ماهيتاب .
رب صدفه خير من ألف ميعاد أنا كمان كنت ناوي اتعشى فالمطعم ده يارب تقبلي عزومتي
جاءه الرد سريعا اوبس ... اسفه بعتهالك بالغلط
و بعد حوالي ربع ساعه تدعي فيها التمنع قبلت أن يمر و يصطحبها للعشاء.
ركبت جنه في المقعد الأمامي بجوار إياد الذي تولي قيادة سيارته و سألته امال فين عبدالله
أجابها إياد قلتله يروح حابب أسوق بنفسي و لا انتي مش عجباكي سواقتي
ابتسمت جنه و قالت لا ابدا بس هو عبدالله بيشتغل عند حضرتك ايه بالظبط
قال إياد أولا بلاش حضرتك دي احنا مش اتفقنا إني زي أخوكي و بعدين يا ستي عبدالله تقدري تقولي عليه دراعي اليمين يعني مفيش مسمى معين لوظيفته.
سألت جنه يعني هو حد بتثق فيه
رد إياد بعصبيه ايه هو احنا هنفضل نتكلم عن عبدالله طول الطريق !
لم ترد جنه بأسئلتها سوى الاطمئنان على صديقتها سماح و التأكد أن عبدالله شخص ثقه و لكن يبدو أنها تعدت حدودها و الآن سيظن إياد أنها شخصيه فضوليه تتدخل فيما لا يعنيها .
و حدثت نفسها دلوقتي هيقول دي ما صدقت أقولها أنا زي اخوكي و هتفتكر نفسها واحده من العيله.
أصرت ماهيتاب على اختيار مائدتهما في نهاية المطعم حتى تكون بعيده عن الأنظار و تتمكن من ممارسة لعبتها المفضله بدون أن يراها أحد من معارفها فلربما وصلت أخبارها إلى إياد.
قال هيثم متأففا مش كنا قعدنا ع الطربيزه اللي فالنص دي.
ابتسمت ماهيتاب و قالت بدلال ايه ده احنا يدوب وصلنا و بالسرعه دي ادايقت من طلباتي .
أمسك هيثم قائلا ايه الكلام ده في حد يدايق و القمر جنبه أنا كنت أقصد إن الاضاءه هناك أحسن و أقدر أملي عنيا منك.
ضحكت ماهيتاب و قالت هو القمر محتاج إضاءه .!
شعر إياد بالاستياء من نفسه و عدم مقدرته عل التحكم في أعصابه فلقد أزعجه اهتمام جنه و أسئلتها عن عبدالله ...
عظيم ..فا هو الآن يشعر بالغيره من الموظفين تحت إمرته و لكنه سرعان ما نفض تلك الفكره من رأسه ليست غيره و لكنه خوف و إحساس بالمسئوليه تجاه جنه خاصه لو دخل في المشهد رجل آخر فمن خلال تعامله معها أحس بطيبتها الشديده و براءتها التي تثير فيه غريزة الحمايه و خير دليل على تلك البراءه هو سهولة اقناعها بالخروج معه هذه الليله.
عكس الليله الماضيه كانت تشعر بالقلق و كأن ما تفعله خطأ و لكن الليله بعد أن طمأنها بأنها في مقام أخته نسرين أخذت كلامه محل ثقه و صدقته.
و لثوان أحس بتأنيب الضمير و لكنه سرعان ما عذر نفسه فهو يفعل ذلك ليجعلها تطمئن له و تخبره لم هربت من بيت أهلها و بالتالي يستطيع أن يقدم لها المساعده الملائمه لوضعها.
قال إياد محاولا كسر الصمت الذي خلقه بعصبيته مش هتقوليلي رحتي فين
سألت جنه مش فاهمه ..تقصد ايه
أجاب إياد أقصد المكان اللي رحتيه زي ما حصل مع جدي.
أجابته جنه بصدق حقيقي مش عارفه آه أنا فاكره المكان كويس و لو شفته هاعرفه بس للاسف معرفش هو فين و لا حتى ايه بالضبط .
أوقف إياد السياره بعد أن وصلا إلى وجهتهما و قال بس كده هتتعبي لغاية أما تلاقي نصك التاني زي ما حصل مع جدي.
و كما توقع فقد احمرت وجنتاها خجلا فقال ليريحها من احراجها وصلنا .
همت لتفتح الباب و لكنه استوقفها و قال لا استني و ترجل من سيارته و التف ليفتح
لها الباب قائلا بطرقه مسرحيه اتفضلي يا أميرتي الصغيره .
ضحكت جنه برقه و قالت متشكره يا