رواية سراج الثريا "كاملة حتي الفصل الاخير" بقلم سعاد محمد سلامة
مش عارف إيه بيجذبني ليك دلوقتي عرفت إيه اللى كان بيجذبني تمردك وعصيانك
السراج الغاضب فى لحظة حنين وقع فى غرام الأرض.
بمركز الشباب
بوقت راحة مستقطع بين التمرين جلست إيمان على إحد المقاعد كذالك جسار بينما الاشبال يتهامسون فيما بينهم حول من الافضل فيهم بإشادة المدربين
تبسم جسار وهو ينظر الى إيمان وبفضول لا يعلم سبب له
إعتدلت فى جلستها ونظرت له قائله
وإيه الغربب فى ده.
لمعت عيناه بوميض خاص وهو يجيب عليها
معروف بنات الصعيد بتتجوز بدري حتى لو الزمن اتغير وبقوا يتعلموا بس مش إهتمام برياضه ورياضه عڼيفه زي الكارتيه... اللى أعرفه إن الاهالي عندهم شوية تحفظ عالبنات.
جلسة صفو بين ايمان وجسار وأحاديث مرحة تنساق بينهم دون شعور لكن قطع تلك الجلسه صوت رنين هاتف ايمان
نهضت وتوجهت الى ذاك الركن التى تضع به متعلقاتها الخاصةجذبت هاتفها وقامت بالنظر له خفق قلبها لوهله حين رات رقم والدتها لكن حاولت تمالك قلقها وبامت بالرد سرعان ما تنهدت براحه حين أخبرتها والدتها قائله
اجابتها
تمام يا ماما انا مسافة السكه وهكون عندك فى الدار.
أغلقت الهاتف ثم ضبت متعلقاتها الخاصة بتلك الحقيبه وذهبت نحو مكان جلوس جسار قائله
أنا مضطره أمشي دلوقتي كمل انت بقيه تمرين الاشبال سلام.
بعد مرور يومين
تحسنت حالة ثريا خرجت من غرفة العنايه الخاصة الى غرفة عاديه لكن مازالت تسبح بتلك الغيبوبه
تنهد الطبيب ونظر الى سراج قائلا
المفروض إن إحنا وقفنا المخدر من الفجر ودلوقتي قربنا عالعصر والمفروض كانت تفوقلو مفاقتش لوحدها لبكره الصبح هنلجأ للإفاقه الخاصه.
وإيه السبب لعدم إفاقتها.
اجابه الطبيب
مفيش سبب طبي ده ممكن رد فعل من المړيض اوقات كتير بتحصل إن العقل يتسبب فى غيبوبه للجسم كله بس طبيا مفيش تفسير الحاله أصبحت مستقرة وزي ما قولت هننتظر لبكره يوم فات اربعه وعشرين ساعه كامله على وقف المخدر.
اومأ سراج برأسه قائلا
تمام بس ليا رجاء عندك أكيد والدة المريضه او خالتها هيسألوا عن حالتها بلاش تقول لهم الكلام اللى قولته ليا دلوقتي بس عشان منزودش قلقهم إنت شايف حالتهم عامله إزاي.
أومأ الطبيب موافقا ثم غادر الغرفة
ظل سراج ينظر الى ثريا وتنهد وهو يقترب منها وإنحني يقبل رأسها ثم قبل وجنتيها وإقترب من أذنها هامسا
مش كفايه نوم يا محتاله إصحي بقى وحشتني عيونك.
باليوم التالى
بمنزل عم حنان
ظهرا
كانت تشعر بنظرات زوجة عمها التي تحتقرها هي ووالدتها... نهضت قائله
مش يلا يا ماما زمان أبوي راجع عشان يتغدا.
نهضت سناء بموافقه وودعن تلك السيدة التى تنظر لهن بغلول حتى أنها لم تتمسك ببقائهن لوقت قليل لكن تفاجئن قبل أن يفتحن باب المنزل بفتح الباب وقفن مثل الصنم للحظات الى أن تحدث ذاك الذي دخل يستند على أخيه قائلا بنبرة شبة إستهزاء وتقليل من شآن آدم
حنان بت عمي إهنه فى دارنا جصدي دارها أمال المحروس آدم فينه دلوك لا يكون فى الإستطبل نايم جنب الأحصنه بينش العصافير عنهم.
كادت ان ترد لكن نكزتها سناء تعلم أن ذاك الوغد مستفز صمتت حنان لوهله ثم أغاظته قائله
حمدالله على سلامتك نورت دارك يلا يا أمي.
كدن ان يعادرن لكن قبل خروجهن تفوه حفظي
سلميلي على أبونسب.
أجابته بهدوء
يوصل يا حفظي.
بالمشفى
خرج الطبيب مبتسما يقول
الحمد لله المريضه إستجابت وفاقتبس رجاءا يا جماعه بلاش إجهاد للمريضة.
تبسموا له وهم يندفعون الى الغرفه
شعروا بسعادة حين وجدوا ثريا قد فاقت من غفوتهابحذر أقتربوا منها وظلوا يمرحون جوارهاوهي فقط تنظر لهم ولافعالهم
لم تستغرب من قبلة والدتها ولا خالتها لهالكن شعرت بغرابه ممزوجه بسعادة حين إقترب ممدوح منها وقبل جبينها مبتسمايقول
حمدالله على سلامتك يا ثريا.
بخفوت أجابته تشعر بسعادة
الله يسلمك يا ممدوح.
تقابلت عيناهم بحديث صامتفقط مشاعر أخويه لأول مره يشعر بها الإثنينودمعه تلألألكن سرعان ما إبتسم ممدوح وقبل جبينها مره أخري مبتسماثم تنحيظهر سراج الذي يخفق قلبه بسعادة وتبسم وإقترب منها فقط قائلا
حمدالله على سلامتك يا ثريا.
أومأت براسها صامتهمازال هنالك جزء من ذاكرتها لم يستوعب ما تراهمن لهفة وسعادة لعودتها
بعد مرور عدة أيام
بالمشفى ظهرا
حاولت إدعاء القوة قائلة
البتاعه اللى على وشي دي خنقاني أساسا مش عارفة أتنفس.
تنهد بسؤال
تقصدي إيه بالبتاعة اللى على وشك دي.
اشارت بيدها الى تلك الأنابيب على أنفها الخاصة بالتنفس الاصطناعي.
تبسم بخفاء قائلا
دي آنابيب عشان تظبط التنفس عندك.
تذمرت قائله
لاء دى خنقاني مش كفاية الإبر المغروسه فى إيديا دي حاسه إنى زي اللى متقيدة.
أغمض عيناه وسحب نفس عميق ثم فتحهما ونظر لها قائلا
ثريا بلاش دلع وإفتحي شفايفك لازم تاكلي... والا الدكتور هيلجأ للمحاليل.
لم تبالى ثريا تنهد سراج قائلا
ثريا بلاش تبقي زي الأطفال... اللى أمهم بتتحايل عليهم عشان ياكلوا.
نظرت لذاك الطبق بإمتعاض قائله
أولا انا مش طفله ومش بعند وفعلا جهاز الاوكسجين ده مضايقني وأقدر أتنفس من غيره
ثانيا مش هاكل من
أكل العيانين ده هستني لما خالتي تجي أنا قولت لها على كام صنف وقالت هتجيبهم بس هى إتأخرتيمكن الطريق زحمه.
تنهد سراج باسما
على فكره خالتك جت وإنت كنت نايمة والأكل ده هي اللى جابته ثريا إنسي الأكل اللى طلبتيه منها مستحيل.
زفرت ثريا بضجر قائله
يعني خالتي جابت الاكل ده ومشيتومجبتش اللى قولت لها عليه ليه وأيه اللى مستحيل أنا نفسي موعت وبطني نشقت من أكل المستشفى والمسلوق.
تبسم سراج قائلا
للآسف مفيش اكل غير كده وكفاية دلع.
تنهدت بضجر قائله
مش بدلع خلاص هشيل جهاز الأوكسجين وهاكل بإيدي.
تنهد سراج بإستسلام قائلا
تمام هشيلك أنابيب الأوكسجين لحد ما تاكلي وبعدها...
قطعت حديثه بضجر
بعدها إيه أنا أتخنقت من الانابيب دي حاسه إن عيني إحولت وإنها بضيق نفسي.
ضحك سراج... نظرت له بضجر قائله بإستياء
بتضحك على إيه أكيد كان نفسك أموت وتلاقى إنت اللى بتقول لخالتي تستخسر فيا الأكل اللى طلبته منها.
إبتسم وهو يقوم بإزاحة تلك الانابيب عن أنفهاشعر بأنفاسها فوق ساعديه نظر لوجهها
﷽
السرج الثانى والعشرونصحراء جرداء
سراجالثريا
ب مقهي مطل على النيل
نهض إسماعيل واقفا يقترب من سياج حديدي فاصل عن تلك الحديقه الصغيرة الخاصة بالمقهي نهضت قسمت هى الاخري وإقتربت منه وقفت لجواره تنظر له وهو صامت عكس صخب بداخله تعمدت السؤال كآنه عتاب
بقالك كام يوم غايب عن المستشفى لعل السبب خيروكل ما أتصل عليك ترد كلمتين وتقفل .
قطع صمته وتأمله لمجري تلك المياة التى تهتز بموجات هادئه
كنت مداوم فى مستشفى تانيه مرات سراج أخويا إتصابت برصاصتين.
إنخضت لوهله سائله
رصاصتين ليه.
أجابها ببساطة
كانت فى فرح عندنا فى البلد وإتصابت بالغلط.
تنهدت قسمت براحه قائله
طب الحمد لله وأخبارها إيه دلوقتي
أجابها بإيجاز
الحمدلله حالتها إتحسنت.
يعني إيه.
هكذا سألت قسمت التى تشعر أن إسماعيل به شئ مختلف فى طريقة رده على أسألتها بإيجاز.
بنفس الإيجار
يعني حالتها بقت كويسه وخرجت لأوضة عادية.
زفرت نفسها وشعرت بآسف قائله
مالك يا إسماعيلحاسه إنك متغير معايا.
نظر نحوهاشعر بشعور غريبكآن قلبه تبلد...أو ربما شعور آخر من الامبالاة فى عقلهبينما لمعت دمعة بعين قسمتبسببها عاد قلب إسماعيل يخفق وإزدادت تلك الخفقات حين أخفضت وجهها تقول بنبرة
عارفه إنك مضايق من اللى عمله بابا بس بابا والله قد ما هو شخص عصبي بس سهل والله هو طيب جدا.
ڠصبا تذكر نعته له ب سليل البرجوازي فضحك سائلا
هو يعني إيه برجوازي اللى زي النغمه فى لسانه.
إبتسمت قسمت قائله
أنا مكنتش أعرف يعني إيه برجوازي زيك كده بس بابا فسرها لى وفهمت إنه الشخص اللى عنده مصانع وبيشغل عمال تحت إيديه.
ضحك إسماعيل قائلا
طب وده فيه إيه بقي.
فسرت قسمت
ما هو البرجوازي اللى بيستغل إحتياج العمال ويتحكم فى أجورهم وكمان وقت شغلهم ممكن يجبرهم يشتغلوا ساعات أكتر بأجور قليله.
ضحك إسماعيل قائلا
إستغلالي يعني وهو باباك مش إستغلالي وطمع فى الشيكولاته.
ضحكت قسمت فعقب إسماعيل
وإنت كمان طمعتي فى بوكيه الورد.
نظرت له بسخط قائله بإستقلال
تلات وردات هتحسبهم عليا بوكيه دول حتى كانوا دبلانين إنت كنت جايبهم منين.
تذكر قائلا
الدبلانين دول وقفوا عليا بربع مرتبي من المستشفى كنت ماشي بالعربيه أدور على محل ورد أو حتى مشتل لقيت بيت مزروع فيه ورد فى البلكونه كان فى عيل غتت واقف وساومني على حق الوردة وعشان أرضيكي وافقت لقيت أمه وأبوه كمان أستغلوا الموقف كان ناقص يساوموني عالبدله عالم إستغلاليه..وفى الاخر باباك يقولى برجوازي.
ضحكت قسمت وهي تشعر بإمتنان قائله
إستغلاليه عشان طلبت ورد شيكولاته.
اومأ رأسه مبتسما ثم تنهد قائلا
هو ينفع نتجوز من ورا أبوك أصله شكله كده مش طايقني.
أجابته برفض
طبعا لاء مستحيلوبعدين إنت هتستسلم من أول لقاء بينك وبين باباإنت لو شاريني هتحاول معاه تانيوعلى فكره بابا مش ديكتاتوري...سهل يقتنع ويوافق على جوازناإنت اللى شكلك عاوز تتلكك و...
قاطعها بذهول قائلا
لو كنت عاوز أتلكك مكنتش فكرت فى الجواز من أساسه وأنت عارفه إن فكرة الجواز دي مكنتش فى بالي أساسا.
إبتسمت بدلال قائله
خلاص بلاش تستسلم وحاول مره تانيه مع بابا ومتاكده لما يلاقيك شاريني هيوافق بابا شخص متفهم وعمره ما كان ديكتاتوري معايا أنا أو واحده من أخواتي هو بس بېخاف علينا أوي عشان بنات.
غمز إسماعيل بعينه قائلا
هو بصراحه عنده حق فى حكاية خوفه دي بس نسيت أسألك هو باباك بيشتغل إيه.
إبتسمت واجابته
بابا طلع عالمعاش كان بيشتغل مدرس لغة فرنسيه دلوقتي بقى بيشتغل فى مدرسه خاصه.
ذهل إسماعيل قائلا
مدرس فرنساوي وبيتكلم باللغه العربية الفصحي آخر شئ كنت أتوقعه.
ضحكت قسمت قائله
بابا عنده عشق خاص للغه العربيه بيقول عليها لغة لها مفردات بديعية... والحديث بها له متعة خاصة.
نظر لها بسخط قائلا
متعة خاصة أبوك ده محتاج....
توقف للحظات ثم عاود الحديث
أنا عرفت مين اللى تقدر على غتاتة أبوك وهيوافق عالحوازة ڠصب عن ديكتاتوريته.
بالمشفى
ليلا
آنت ثريا بآلم طفيف سمعتها سعديه التى كانت تمكث معها بالغرفة نهضت سريعا وأشعلت ضوء الغرفه كاملا وذهبت نحوها سائله بلهفة
ثريا مالك سمعت صوت تأوهك.
إبتسمت ثريا قائله
أنا بخير بس كنت بتحرك وإيدي شدت عليا شويه بسبب الإبر اللى فيها.
إبتسمت سعديه
براحه وجلست على طرف الفراش جوارها أمسكت يدها بحنو قائله بمرح
وشك نور