رواية انا لها شمس (الجزء الأول الفصل 44) للكاتبة روز
بجدية
للدرجة دي باين عليا!
أشار بكفه نحو كوب القهوة الموضوع جانبا
باين للأعمى من الإهتمام المبالغ فيه واللي على غير العادة
نطقت بحدة وهي ترمقه بضيق
بطل سخافة يا فؤاد وبلاش تحسسني إني مهملة فيك
تحركت فوق ساقيه استعدادا للنهوض ليجبرها على عدم الحركة وهو يقول
بطلي إنت الجنان والحساسية اللي بقيتي فيها دي
يلا قولي وكلي أذان صاغية
أخذت نفسا عميقا وكأنها تعلم أنها مقبلة على مناقشة حادة لتنطق بنظرات مترجية
عوزاك تصالح عزة
ضيق بين عينيه ليسألها مستنكرا
عوزاني أنا اللي اصالحها ليه هو اللي كل مرة بعمل مصېبة أكبر من اللي قبلها وأبوظ الدنيا بغبائي واستهتاري!
يا حبيبي عزة متأثرة قوي باللي حصل ومن يومها وهي يعتبر حابسة نفسها في أوضتها ومبقتش بتخرج منها
قطب جبينه ليسألها باقتضاب
وإيه المطلوب!
تروح تصالحها قالتها بعفوية لينطق بصوت صارم
بس إنت كده بتدمري قوانين الدكتورة عصمت اللي وضعتها لنظام البيت من سنين يا إيثار
عوزاني أروح أعتذر لواحدة شغالة عندي وياريتني غلطت فيها لا دي هي اللي عاملة کاړثة وبدل ما تتعاقب تتقدر وصاحب البيت يروح لحد عندها ويعتذر
واستطرد ساخرا من طلبها
مش عوزاني بالمرة أتصل بسعاد وأبلغها تجمع لي العمال كلهم علشان الإعتذار يكون مرضي لعزة هانم!
شعرت بالإهانة والتقليل من طلبها وعلى الفور هبت واقفة لتدور للجهة الأخرى حتى وقفت بمقابل مقعده ليفصل بينهما المكتب تطلعت عليه لتنطق بكبرياء
واسترسلت بحزم تحت نظرات زوجها المبهمة والمسلطة عليها وهو يحرك مقعده بطريقة استفزتها
عزة بالنسبة لي عمرها ما كانت مجرد ست بتساعدني وبتاخد بالها من إبني يا فؤاد دي اللي ربنا عوضني بيها عن قسۏة أيامي
خلاص
متزعليش أنا كل اللي بعمله ده من باب الضغط عليها علشان متكررش غلطها تاني وتاخد بالها من تضرفاتها بعد كده
تنهد لينطق
وعلى فكرة أنا كمان بعزها ومستجدعها جدا من اليوم اللي جت لي فيه النيابة علشان أروح لك البلد وأجيبك من بيت باباك بس ده ميمنعش إننا نعترف إنها غلطت وإن لازم يكون فيه عقاپ رادع يخلي الشخص يتعلم من أخطائه وياخد باله بعد كده
خلاص بقى متزعليش
نطقت بنبرة متأثرة
أقول لك على سر فاكر اليوم اللي عزمتني فيه على العشا علشان تطلب إيدي
تنهدت پألم عندما تذكرت مرارة ذاك اليوم وبشاعته لتتابع شارحة
إنهارت وقتها وأنا راجعة بالعربية لما وصلت البيت مكنتش شايفة قدامي من كتر الدموع ساعة ما دخلت ولقيتها قدامي جريت عليا
نزلت كلماتها كخنجر مسمۏم على قلبه العاشق ليهب واقفا وفي غضون ثواني كان يقف أمامها لينطق بطريقة دعابية كي يرفع عنها ما تشعر به من ألم وغصة مريرة إثر ما تجرعته من خزلان على يده بالماضي ومن كلماته الأن
مهو ده من خيبتك ما أنت لو ست شاطرة بجد كنتي رديتي على تليفوني بدل ما تعملي لي بلوك وأنا كنت جيت أخدتك في حضڼي ونسيتك كل اللي شوفتيه طول حياتك مش بس اللي شوفتيه الليلة دي
غمز بعينيه وهو ينطق بجملته الأخيرة لتلكزه بصدره قائلة
دماغك دايما حادفة شمال قالها
بمشاكسة ليتابع حديثه الذي أراد به سحبها من تلك الغيمة من