الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية هواها محرم (كاملة جميع الفصول) بقلم اية العربي

انت في الصفحة 1 من 13 صفحات

موقع أيام نيوز

الله المستعان يجلسان في الحديقة يتحدثان بعدما تصالحا .
يحدق بها وهي تتحدث عن شيء ما لا يميزه بل يصب اهتمامه بالنظر إليها وهي تشير بيديها والهواء يأخذ خصلاتها ويعود بهما تحت أنظاره العاشقة .
ملامحها تشع براءة وأنوثة معا وتتحدث تارة وتقهقه تارة وهي تميل عليه وقد تناست تماما ما أحزنها منه .
كان يشعر بانتعاش روحي يتوغله خاصة وأنه إلى الآن لا يصدق أن هذه الحورية الصهباء ملكا له وحده .

لم ېكذب عبد الحليم حينما قال عيناها سبحان المعبود وفمها مرسوم كالعنقود ما طعم هذا العنقود ياترى 
عمر 
أجفل حينما أخرجته بندائها من أفكاره وتحمحم يجيب بتساؤل 
فيه إيه 
تعجبت تقطب جبينها وتحدثت موبخة بحنق لذيذ 
فيه إيه إيه بقالي ساعة بسألك نعمل الفرح هنا ولا برا 
تعجب من نفسه حتى أنه لم يستمع لها لذا زفر يهدئ من سطوة مشاعره وتحدث وعيناه تسافر على خاصتها 
في المكان اللي إنت تختاريه .
ابتسمت له وكادت تتحدث ولكن فجأة اعتصرت عيناها حينما لفحها شيئا ما واتجهت يدها تلقائيا نحوها تدلكها وتردف 
آه عيني دخل فيها حاجة 
رفع يديه يتفحصها بهدوء ويوقف يدها عن تدلكيها قائلا 
استني بس أكيد دخل فيها عفراية .
باتت تقفز كالأطفال فثبتها يقول بصرامة حنونة 
اهدي يابنتي هطلعهالك .
استكانت وأزاحت يدها وقربت وجهها منه بثقة وهي تردد بدلال مفرط لا تقصده 
براحة يا عمر بتوجعني أوي .
هز رأسه بيأس على تلك المدللة أتتوجع من مجرد ذرة لفحت عيناها 
تمام براحة خالص أهو .
استكانت حينما شعرت بلمسته الحنونة فوق جفنها المغلق ولكنه لم يستكين بل تفاقمت داخله مشاعر 
تماما منه وكأنه يخشى عليها من أي هجوم حتى لو كان عشقا نقيا تبادلها هي بتصنم كأنها قطعة جليد ولم تستوعبها بعد أما هو فكان مغمض العينين بعدما تحركت يداه تستند على المقعد الخشبي للحظات قبل أن يعي لقد قبلها لأول مرة .
ابتعد يطالعها بتعجب من نفسه ولكن صوتا داخله يحثه على العودة وقضم المزيد والمزيد حتى يرتوي فلم يكد يشعر فقط بملمسها الناعم الشهي .
تمنع بصعوبة عن عودته إلى شفتيها حينما وجدها متجمدة لذا شعر بالتوتر وابتلع لعابه يناديها قائلا 
مايا 
فتحت عيناها ببطء تطالعه پصدمة ولا تصدق أنه قبلها نعم تمنت ذلك كثيرا ولكنها باتت تتعامل معه وفقا لشخصيته ولكن من المؤكد أنها إلى الآن لم تكتشف كامل شخصيته لذا رفعت يدها بتمهل تتلمس مكان قبلته وتساءلت بهمس و بوجنتين تشعان احمرارا 
عمر إنت عملت إيه 
طالعها بصمت لثوان ثم سافر إلى ملامحها وهو يقول بانجذاب يأخذه في رحلة إليها 
المفروض كنت اصبر صح ! بس هي جت كدة بقى بسبب العفراية .
توغلتها سعادة قوية هجمت عليها ولم تستطع إخفاءها لذا أسرعت تلقي بنفسها داخل أحضانه فبادلها متعجبا من ردة فعلها ولكنها أرادت أن تخفي خجلها وبعثرة مشاعرها وسعادتها في عناقه إما أن تهرب من أمامه أو تعانقه وقد اختارت الأكثر متعة وشغفا .
بادلها بسعادة أنبتت زهور الربيع في حياته هذه الصغيرة الضئيلة المدللة والمشاكسة كان لها وقعا قويا على حياته البور .
يحبها كثيرا وبات يتمنى اجتماعه بها في أقرب وقت لذا تنهد تنهيدة قوية وتحدث بم جال بعقله 
مايا إيه رأيك نعمل الفرح الشهر الجاي .
ابتعدت عنه تطالعه پصدمة مختلطة بالسعادة ثم أومأت مرارا تبتسم وتقول 
موافقة طبعا .
بس أوعديني ماتهمليش جامعتك .
أوعدك .
جاء رنين هاتفه ليقطع سبيل أفكاره لذا زفر بقوة ومد يده يلتقط هاتفه ليتفاجأ بنفس الرقم بعدما نسى وضعه على قائمة الحظر .
تجهمت ملامحها وامتدت يدها على حين غرة تنتشل الهاتف منه بعدما راودها الشك لتجد بالفعل أن المتصل هي نفس الفتاة .
لم تتمالك نفسها إلا وهي تجيب وتردف موبخة 
خير عايزة إيه وإيه قلة الأدب والذوق اللي عندك دي ابعدي عن جوزي يا بتاعة إنت احسنلك .
أغلقت الهاتف ولم تنتظر ردها لتنظر نحو عمر الذي تبدلت نظرته سريعا وأصبح يطالعها پغضب يجاهد ليلجمه فتابعت بعصبية بعدما تعكر صفوها 
بتبصلي كدة ليه يا عمر تستاهل كل اللي قولتهولها دي إنسانة معندهاش ذوق ولا أدب وبعدين ممكن أفهم إنت ليه ماعملتش لرقمها
بلوك 
لم يجبها بل يحاول أن يهدأ بينما هي عادت تعبث بالهاتف لتضع رقمها على قائمة الحظر وتتنهد بارتياح ثم تناوله الهاتف قائلة بتملك 
كدة مش هتعرف توصلك تاني عمر إنت حبيبي أنا جوزي أنا إنت تقبل إن أي شاب يحاول يتكلم معايا 
كانت تتحدث بتخبط نسبة لملامحه التي تجهمت ولكنها ضغطت على نقطة محظورة لذا طالعها بعيون حادة ونطق محذرا 
اهدي علشان هتبدئي تلغبطي في الكلام وتاني مرة ماترديش على مكالمة جيالي .
غلف الحزن نظرتها وهي تراه يحتد عليها بسبب غيرتها عليه لتقول بنبرة محبطة حزينة 
ليه هو مش إحنا واحد يعني لو جه على موبايلي دلوقتى مكالمة من رقم مجهول مش هترد عليه 
مسح وجهه پعنف ثم تنفس بقوة ليهدأ وعاد يطالعها متحدثا بنبرة صارمة 
تصرفاتك غير تصرفاتي إنت لما تردي عليها
معناه إنك بتلغي وجودي لكن أنا لو رديت على شاب بيحاول يكلمك معناها إني بحافظ عليكي وبصونك .
لم تستوعب حديثه بعقلها لذا قالت مدافعة 
الكلام ده غلط إحنا الاتنين بنكمل بعض وزي ما ليك حق ترد على موبايلي أنا كمان ليا حق أرد وأدافع عن أي حاجة ملكي خصوصا لما أحس إن البنت دي بتحاول تقرب منك .
هو لم يعترض على ردها بل على اندفاعها في الحديث وتخبطها وإلغائها لوجوده بشكل غير متعمد خاصة وأنها لا تعلم بخلفية الأمر لذا تنهد بعمق وحاول أن يتروى ثم تحدث بنبرة رخيمة 
اسمعيني يا مايا علشان نبقى بنحط النقط على الحروف أنا جوزك يعني ليا قوامة عليك والقوامة هنا إنك مسؤولة مني راحتك وسعادتك وطلباتك وأمنك كلهم على مسؤولتي وسيبك بقى من مجتمع النسوية والند بالند ومن المجتمع الذكوري اللي القوامة عنده إهانة ومنع وتعدد كل الكلام ده مش بتاعي يا بنت الناس أنا عندي طريق معتدل عايزك تمشي معايا فيه تمام يا برتقانة بسم الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين .
اللهم إنا نستودعك أهل غزة وكل فلسطين اللهم
كن لهم عونا اللهم إنا لا نملك لغزة وفلسطين إلا الدعاء
فيارب لا ترد لنا دعاء ولا تخيب لنا رجاء وأنت أرحم الراحمين.
الفصل الثاني والعشرون من هواها محرم 
ثري العشق والقسۏة 2
لا أحد يمكنه دفع ثمن تذكرتك سواك
أنت من اخترت رحلتك وبيدك أشرت نحو مقعدك وأنت حددت وجهتك لذا لا يمكن لأحد أن يدفع سواك 
إن أردت أن تغادر قبل انطلاق القطار فعليك أن تسرع وتحل وثاق رباط عزيمتك وإلا فأنت متجه نحو اختياراتك ولا سبيل للعودة 
بقلم آية العربي
منذ دقائق وهي تستقر في أحضانه حتى ظن أنها غفت لذا تحمحم يبتعد قليلا ليراها ولكنها قبضت بكفيها على ظهره فعاد لوضعه متعجبا وتحدث بم يجول في عقله 
خديجة إنت كويسة اهكيلي هلمتي بإيه 
كانت تتحشرج ولم يزل أثر الحلم من عقلها بعد تخشى إصابته بمكروه خاصة وأنه قد غرق ولم تستطع إنقاذه لن تحتمل شعور فقدانه بعدما تعلق قلبها به تعلق به برغم أنه سبب متاعبها .
بعد دقائق أخرى ابتعدت ببطء عنه تطالعه بعيون باكية فوجدته يحدق بها منتظرا أي حرف تنطقه وأصابعه تعمل على تجفيف دموعها فالتقطت يده بين راحتيها ورفعتها إلى فمها تقبل باطنها ثم عادت تطالعه وتردف بنبرة هادئة مترقبة 
ممكن تيجي تصلي معايا 
حتى وإن لم يعجبه الأمر ولكنه لا يستطيع رفض طلبها خاصة وهي في تلك الحالة وبهذه الهيئة لذا أومأ بجدية يجيبها 
تمام بس أنا نسيت أصلي إزاي .
التفتت تنظر يمينا لتلمح هاتفها فمدت يدها تلتقطه ثم نظرت به لتجد موعد أذان الفجر قد اقترب لذا عادت تطالعه قائلة 
الفجر قرب يأذن هنقوم نتوضى سوا وبعدها هقولك تعمل إيه .
أومأ لها وبالفعل نهض معها واتجها نحو الحمام لتريه كيف يكون الوضوء .
بعد دقائق وقفت ترتدي إسدالها ووقف يطالعها وينتظر تعليماتها فهو لا يعرف ماذا عليه فعله ولكنه بات يراوده القليل من الحماس لهذه التجربة معها .
تناولت هاتفها وتلاعبت به ثم ناولته إياه قائلة بترو وهي تشرح له 
ده برنامج هيعرفك إزاي تصلي بس علشان التأكيد أنا هقف قبلك بشوية وهقرأ وإنت تقول ورايا وبعدين هتعمل نفس الحركات اللي هنا زيه تحب تتفرج عليه مرة قبل ما نبدأ 
أومأ ووقف يشغل المقطع ويتابع بتركيز إلى أن انتهى فعاد يطالعها ويقول بهدوء غير معتاد 
حسنا خديجة هيا نبدأ .
ابتسمت تومئ واتجهت تشرع في فرد سجادتها في ركن ما ثم حثته على الوقوف ووقفت خلفه على بعد شبر منه بينما هو وقف تائها لثوان قبل أن يعيد تشغيل المقطع ويستمع بتركيز ثم فعل مثلما يفعل الرجل ورفع يديه
بالهاتف قائلا 
الله أكبر .
لتبدأ بعدها في قراءة الفاتحة بتمهل ويردد خلقها بوداعة لا تمت له بصلة
إيه مالك خۏفتي كدة ليه .
حاولت التحرك ببطء لتبتعد عنه حتى وصلت لطرف السرير وتوغلها التوتر قائلة وهي تعيد خصلاتها خلف أذنها وتتذكر خطة صقر لها 
ماخوفتش ولا حاجة أنا بس فكرتك هتنام برا .
عاد يقترب منها وامتدت يده تقبض على خاصتها ليسحبها إليه قائلا بنبرة آمرة 
طب تعالي .
تعالت نبضات قلبها حتى كادت عظام صدرها تتهشم وهي تستشعر خطړا قادما وتحاول سريعا إيجاد ذريعة تتمسك بها قبل أن يحطمها حقا وأخيرا اهتدت قائلة باستنجاد 
أنا لسة في فترة نفاس مش هينفع .
قطب جبينه يطالعها بتعجب كأنها نطقت شيئا لا يستطيع فهمه لذا تساءل بضيق وعلو 
يعني إيه 
ابتلعت لعابها وجاهدت لتتحلى بالثبات وهي تجيبه بهدوء 
إنت عارف إني أجهضت قريب مش هينفع تقرب مني دلوقتي .
قلب عينيه بملل وتجلى الڠضب فوق ملامحه وهو يطالعها لثوان قبل أن ينهض منتفضا ويغادر من حيث أتى ويتركها تتنفس الصعداء وتحمد ربها أنه
ابتعد ولكن إلى متى .
انتهيا من صلاتهما ركعتا فجر أتماها ليشعر خالد بشعور جديد يتوغله كحال صحراء قاحلة بدأت المياه تعرف طريقها إليها وتسري بين دواخلها كنهر حديث يشعر بالراحة التي لم يتذوقها قط طوال حياته .
ابتلع لعابه والټفت يطالعها فوجدها تحدق به وتبتسم وتساءلت كأنها استشعرت 
حاسس بإيه 
ظل محدقا بها لثوان وهي تنتظر إجابته بحماس يحاول ترجمة إحساسه ثم زفر وتثاءب يجيبها بمراوغة 
آيز أنام .
زفرت بالقليل من اليأس ولكنها أومأت ثم اعتدلت في جلستها تتربع وأشارت له على ساقيها قائلة بحنان ولطف 
تعالى .
أسرع كالطفل يلبي ندائها وتمدد يضع رأسه بين ساقيها ويغمض عيناه وبدأت هي تدلك خصلاته بنعومة أصابعها وتتنفس پسكينة ثم قالت باعتراف صادق 
لما سألتني

انت في الصفحة 1 من 13 صفحات