رواية هواها محرم (كاملة جميع الفصول) بقلم اية العربي
والدمار داخله .
وصلا إلى مطار خاص كما أخبره صقر وجلسا أمام مدخله في السيارة ينتظران الطائرة التي في طريقها إليهما .
كانت مشتتة والتزمت الصمت بعدما سألته ولكنه لم يجبها بل كان شاردا يفكر بانزعاج تام .
فقط حديثا مختصرا بينه وبين صقر يعرف منه التفاصيل والتي ما زادته إلا قلقا .
رن هاتفه مجددا فأجاب على الفور قائلا بتهجم
تحدث صقر بهدوء
الطائرة شارفت على الوصول ستعودان إلى مصر ولكن ليس إلى الفيلا اذهبا إلى ذلك البيت الذي كنتما تمكثان فيه في جزيرة جوبال إلى أن أتأكد من تأمينكما احذر أن تترك أثرا .
أغلق معه وترجل يردف وهو يتجه للخلف ليجلب الحقيبة
هيا خديجة الطائرة على وصول .
أومأت بملامح باهتة وحزينة وترجلت معه فتمسك بكفها يسيران نحو الداخل حيث كان في استقبالهما رجلا على علم مسبق بم سيفعله .
ممكن بقى تفهمني إيه اللي بيحصل
كأنها ليست موجودة وكأنه لا يسمعها حيث ظل على حاله حتى بعدما أقلعت الطائرة لذا كادت أن تثور ولكنها تمالكت نفسها بصعوبة إلى أن يصلا ربما الآن هو في قمم غضبه وهذا بالفعل ما يحدث داخله .
جن جنونه أكتر ورفع كفه يلكم عقله پعنف انتفضت على أثره وهي تطالعه بذهول وخوف تجسد أمامها فباتت ترتعش كليا وتبتلع لعابها مما يحدث معه ولهذا هو صامت فإن تحدث الآن ربما سيبصق كلمات تحزنها .
كانت تجلس في شرفة غرفتها تتأمل المكان من حولها .
من الهروب .
تضع
ربما كانت ستستريح منه ومن رؤيته وهذا ما قادها لذلك الذنب ولكنها نادمة .
تفاجأت من دخول سيارة والدتها التي أتت بعدما أخبرها عاطف بقرب سفرها خارج البلاد لذا أتت لتراها قبل أن تغادر .
برغم كل ما تشعر به تجاه عائلتها إلا أن رؤيتها لوالدتها وهي تدلف من البوابة أشعرتها ببعض من الراحة ظنا منها أنها أخيرا أتت لتراها ومن المؤكد علمت بأمر إجهاضها .
بعد دقيقة وقفت تستقبلها بصمت وترقب لتبادر انتصار قائلة بنبرة باردة
أدخل ولا هفضل واقفة كدة
أحبطت نفسيا من بداية اللقاء وأفسحت لها المجال لتمر انتصار من جوارها للداخل وتتجه على الفور تجلس واضعة ساقا فوق الأخرى بتعال .
التفتت أميرة تطالعها لثوان قبل أن تتجه إليها بخطوات متمهلة ثم جلست أمامها وطالعتها بصمت فاسترسلت الأخرى
يعني هو بالفعل سيبعدها عن هنا كما قال سيرحلها من سجن إلى سجن آخر في بلد آخر ليدوم عڈابها .
تساءلت بنبرة يسقط منها حطام روحها قائلة
ولو قلتلك إني مش عايزة أسافر وعايزة أطلق منه ممكن تعملي حاجة علشاني
كانت تعلم يقينا الإجابة التي ستتلقاها ولكنها طرحت سؤالها ليتضاعف داخلها الحق في التخلى عن الماضي تماما ولتمضي دون الالتفات للوراء .
جاءها الرد على هيئة نظرات عڼيفة ونبرة قاسېة تردف بغرور
أعمل إيه علشانك هو إنت مدياني فرصة أعمل حاجة دا إنت صداه ورافضة حبه ليك من كل ناحية عايشة على أوهام الماضي اللي عمرها ما هتتحقق دا أنا ساعات بتكسف منه على صبره عليك .
ابتسمت بسخرية مؤلمة وهي تومئ لها وتخفي وجهها أرضا ثم عادت تطالعها قائلة بهدوء ممېت
ممكن أسألك سؤال
فردت ظهرها على مقعدها تطالعها بثقب وتنتظر سؤالها فتابعت أميرة بشك يراودها دوما
هو أنا فعلا بنتكوا يعني حقيقي إنت أمي اللي ولدتيني وتعبتي فيا زي كل الأمهات ولا أنا بنت ناس تانية أذيتكوا وحبيتوا تنتقموا فيهم مني
زفرت انتصار بملل وعادت تنحني قليلا نحوها وتردف بجمود وصقيع غلف قلبها
لا بنتي وتعبت فيك وفي تربيتك علشان تكبري تكرهيني وتروحي تحبي شهيرة وأولادها أكتر مننا بنتي اللي عارفة كويس شهيرة دي بالنسبالي إيه وبردو اعتبرتها هي اللي أمها وحبت ابنها .
تعالت نظرتها وهي تتابع بتشف ممېت
بس أول واحدة باعتك هي شهيرة وأول واحدة رفضت ارتباط ابنها بيك هي شهيرة والوحيد اللي حبك بجد وفتح لك قلبه وحارب علشانك هو الراجل اللي إنت دلوقتي شيفاه وحش وعايزة تطلقي منه وقال إيه مش بنتنا .
لا إراديا ظهرت غيمة في عينيها وهي تطالع هذه القاسېة ثم ابتلعت الغصة المتحجرة بصعوبة وتحدثت وأحشاءها تتلوى حزنا
صح أنا المذنبة الوحيدة في الحكاية دي كان المفروض أقبل بالضړب والقهر واسكت كان المفروض اتجوز واحد مريض نفسي اتجوزني علشان بس ينتقم مني إني حبيت حد غيره كل ذنبي إني كنت بهرب من قسوتكم لبيت عمي المكان الوحيد اللي شوفت فيه حنية وهتفضل طنط شهيرة هي الست اللي طبطبت عليا وقت زعلي مكان أمي .
تعمدت أن تؤلمها كما تفعل معها وبالفعل تجلى الغيظ والكيد على ملامحها وهي تنتفض وتقول بحدة لاذعة
طنط شهيرة تصدقي أنا اللي استاهل كل ده علشان قلت أجي أشوفك قبل ما تسافري عمرك ما هتتغيري وأنا زعلانة على عاطف لإن فعلا حياته معاك صعبة .
وقفت تتحرك لتغادر بعدما أشعلتها سيرة زوجة حسن فأوقفتها أميرة تقول بترقب
تعرفي إني كنت حامل حملت وأجهضت من غير ما أعرف وده ليه .
لفت انتصار وجهها قليلا بتعجب ولم تكن تعلم عن هذا الحمل فتابعت أميرة بسخرية مؤلمة
لإن عاطف اللي حياته صعبة معايا واللي إنت زعلانة عليه دخل عليا بواحدة بعد ما اتجوزها ولما طلبت الطلاق ضړبني وحبسني بس ما تشغليش بالك هو كالعادة عرف يراوغ وماجبش على نفسه أي غلط .
وقفت انتصار مكانها تتعجب من عدم إخبار عاطف لها بهذه الأمور وكادت تتحدث متسائلة لولا جملة نطقتها أميرة پغضب
ماتجيش هنا تاني .
انتهت وتحركت تصعد للأعلى وتركتها تقف متعجبة ولكن من المؤكد أن ابنتها اخطأت ليصل به الأمر إلى فعل ما قالته .
اندفعت بعدها تغادر من حيث أتت وهي نادمة على مجيئها خاصة وقلبها مشتعل بالكيد والغيرة منذ أن جاءت سيرة شهيرة زوجة حسن الذي كانت تتمناه يوما .
بعد ساعة في الطائرة
باتت ملامح
خالد باردة لا تستطيع خديجة تفسيرها كصفحة بيضاء خالية من الكلمات .
تجلس أمامه منذ ساعة تنتظر أي كلمة منه ولكن طال انتظارها وصعب عليها التحمل لذا تساءلت بترقب وتوتر سيطر على بنبرتها
خالد هو الشخص ده تبع الماڤيا
كان شاردا يستند بذقنه على يده وينظر من النافذة
يفكر دوما في احتمالية علم الماڤيا بوجودهما كلما حاول طمأنة نفسه أن الأمر سيحل عاد بذاكرته إلى نظرة ذلك المخنث نحو خديجة وتلك الصدفة التي يريد أن يسحقها وإلا فالحړب قد اندلعت .
لا يهمه برغم أنه كان يخطط لحياة مختلفة يعيشها معها ولكن لا يهمه إن اندلعت الحړب والتهمته كل ما يهمه أن يؤمنها ولا يسمح لأحد أن يمسها بسوء .
كور فمه يزفر ثم بعد صمت طال تحدث وهو على حاله دون أن يطالعها
لا ولكن لا أثق بيه .
الټفت فجأة يطالعها فوجد الخۏف مرتسما في عينيها فتابع بنبرة مخيفة وجديدة على مسامعها
لن يحدث شيء لا تقلقي فقط أنا لن أهدأ إلا بمۏته .
توغلها الفزع ونظرت له كأنها ترى شخصا آخرا أمامها وللحظة شعرت أنها وحيدة ومشتتة بين براثن وحش وكأنها كانت قد تناست ماضيه بينما هو عاد يلف وجهه بشرود وتركها تتأمل الوجه الآخر له بأنفاس باتت شبه معډومة .
منذ أن عاد من منزل شقيقه وهو يفكر في كلمات طه يبدو أنه محق فهو ابتعد ونجى بنفسه وأسرته الصغيرة عن مشاكل تلك العائلة التي لا تنتهي ولكن كان عليه الحفاظ على أسرته منهم تلك العائلة أصيبت بلعڼة الفتنة والطمع ومع ذلك هو يشعر بالحزن لما وصل إليه ابن أخيه ويعلم يقينا أن الحديث مع شقيقه لن يجدي نفعا .
تذكر أمر تلك الجميلة ابنة شقيقه المټوفي هي أكثر من ظلمتها عائلته لقد بحث عنها ليعطيها حقها ولكنه منذ أن رآها أول مرة وهو لم يهاتفها سوى مرة واحدة فقط عليه أن يعوضها عما افتقدته عليه أن يكن عما جيدا لها فهي تستحق ذلك .
رفع هاتفه يطلب رقمها فوجدها في مكالمة أخرى حيث كانت تتحدث مع آسيا وما إن لمحت اتصاله حتى استأذنت وفتحت على الفور تجيب بنبرة هادئة مبطنة بالفرحة
عمو حسن ! أزي حضرتك .
انشرح قلب حسن من سماع صوتها وتحدث بحنان
بخير يا غالية مادام سمعت صوتك لازم أكون بخير طمنيني عنك عاملة إيه وجوزك عامل إيه
تنهدت ثم أجابته بنبرة لطيفة
الحمد لله بخير حضرتك عامل إيه وطنط وحنان ويوسف
بخير يا حبيبتي مش ناوية تيجي نشوفك وتتغدوا معانا زي ما وعدتونا !
تحمحمت تجيبه بتأن
شكرا بجد يا عمو مالوش لزوم الغدا بس أكيد في أقرب وقت هنتقابل .
تحدث حسن بترقب بعدما رغب في رؤيتها
تمام يا حبيبتي ولو مش هتقدري تيجي ممكن تشوفي وقت مناسب ونجيلك إحنا .
شعرت بتوتر ولم تعلم ماذا تجيب مراعاة لزوجها فأحس حسن بذلك لذا ردد موضحا
أنا بس نفسي أعوضك ولو عن جزء بسيط من الذنب الكبير اللي عملناه في حقك زمان إنت معزتك دخلت قلبي وبقيتي زي حنان بالضبط وبعدين إنت لسة ليك حق عندنا .
حن قلبها له وابتسمت تتحدث بترو
أنا نسيت الماضي يا عمو ولما جيت أتعرف عليكوا كان لإني حابة ده مش علشان ورث أو ماديات .
لا إزاي الكلام ده ده حقك وأوعي تتنازلي عنه وعمك سمير قال إنه على تواصل مع جوزك دايما لحد ما يخلصوا الإجراءات اللازمة .
تعجبت ف صقر لم يخبرها بأمر كهذا ولكنها تحدثت متجاهلة هذا الأمر
أنا في أقرب وقت هشوف معاد مناسب ونتقابل سواء عند حضرتك أو عندي المهم نتقابل ونشوف بعض .
أومأ حسن كأنها تراه وتحدث بهدوء
تمام يا حبيبتي سلميلي على جوزك وهستنى منك اتصال .
أغلقت معه وشردت تفكر فيم قاله من المؤكد هناك خطأ فزوجها لم يخبرها بشأن أي ميراث على ما يبدو أن سمير ذاك يتلاعب دوما بالحقائق ومع ذلك فلتنتظر عودة زوجها وتسأله .
تنهدت بقوة ثم نظرت في ساعة هاتفها لتجد الوقت قارب على وصوله لذا قد نوت إعداد مفاجأة له مفاجأة تنتشله قليلا من ضغط عمله الذي بات يلازمه