رواية قلوب مقيدة بالعشق للكاتبة زينب محمد كامله الي الفصل الاخير
جانبا وتحدث بخفوت كنت بجهز شقه في إسكندرية علشان لما اخلص موضوع ندى اخدها على هناك.
هز سمير رأسه متفهما طيب دخلت ل مالك.
نظر رأفت صوب مكتب مالك لا لسه هادخله اهو .. ربنا يسهل والموضوع يخلص على خير انا متفائل.
سأله سمير باهتمام انت كلمت ندى الفترة دي!.
أجابه رأفت اه وكان باين على صوتها انها زعلانة ادعيلي يا سمير الفترة دي تعدي على خير .
تقدم رأفت بخطوات واسعة نحو غرفة مالك طرق الباب ثم دلف ...
_ اخبارك يا مالك .
نهض مالك يستقبله ورسم على وجهه ابتسامة صغيرة الحمد لله مبروك يا باشا.
جلس رأفت قائلا الله يبارك فيك.
عم الصمت المكان ف توتر رأفت في بداية حديثه وايجاد كلمات مناسبة انت طبعا عارف طلبي وعارف انا هاقولك ايه واظن انت نفذت نص اتفاقنا ياريت تنفذ الباقي وتطلق ندى..
قاطعه رأفت بضيق مالك انا مقدر انك خاېف عليها ومش عاوز تزعلها بس انا عمها وادرى بيها وبمصلحتها وهي مينفعش تكمل معاك اهمهم انها لو عرفت ان ليك أهل هاتتصدم فيك صدمة عمرها واحتمال متقمش منها وكمان أهلك لو عرفوه هايبقى ايه منظرك قدامهم من الافضل انك تنفذ وعدك.
هز مالك رأسه بحزن قائلا يالا بينا..
هتف مالك وتملك منه بحة غريبة اه ده انسب وقت.
جلست بشقتها تراقب عقارب الساعة منتظرة مجيئه وخاصة عندما ابلغها فارس بمجيئه جهزت بعقلها العديد من الاسئلة مسحت دموعها للمرة الالف تقريبا وحاولت رسم الجمود على وجهها فشلت كالعادة وعاندتها دموعها وهبطت بغزارة انتبهت على قرع الجرس نهضت واتجهت بخطوات بطيئة فتحت الباب وجدت رأفت امامها ... ابتسمت بسعادة ومسحت دموعها واقتربت منه تحتضنه وحشتني يا عمو وحشتني أوي.
رفعت بصرها وجدت مالك يقف خلفه وملامح وجهه جامدة ابتعدت عن رأفت وهتفت بتهكم نورت يا مالك نورت بيتك أخيرا.
دلف مالك الى الشقة وتجاهل نبرتها ف ربت رأفت على كتفها مالك في ايه..
تعلق بصرها بمالك فدلفت خلفه تتحدث بعصبية في ايه انت بتتجاهل كلامي كده ازاي!!.
وجدها مالك فرصة مناسبة ف تحدث بعصبية هاتجاهل بدام بتكلميني بالطريقة دي.
جلس مالك وتحدث ببرود ظاهري شغلي ولازم تقدريه..
تقدمت منه قائلة بحزن وان مقدرتش..
تشجنت ملامحه وقبض على يده ليقول بخفوت يبقى نطلق.
رغم خفوت نبرته ولكن كانت قوية أصابت قلبها رمشت بعيونها عدة مرات تحاول استيعاب حديثه الخالي من اي مشاعر لهذه الدرجة نطقها بسهولة اين وعوده لها!! اين مشاعره اختفت بهذة السرعة ..رفعت رأسها وهي تبتلع تلك الغصة بحلقها لتقول بكبرياء يبقى نطلق.
شهقة قوية صدرت منها حاولت كتمها ففشلت توقف للحظات واندلع الصراع بداخله في ان يلتفت لها ويحتضنها ضاربا بكل مخاوفه عرض الحائط او ان يسير في طريقه ..انتبه لصوت رأفت يقول بجمود قومي يا ندى لمي هدومك..
ثم وجهه حديثه لمالك بحدة مزيفة في اقرب وقت تبعتلها ورقة الطلاق..
الټفت مالك برأسه يرمقه بكره وحقد لنبرته تلك تحدث وكأنه المذنب وليس هو... هو المذنب الاول والاخير بهذه القصة .. غادر مالك الشقة بسرعة واستقل سيارته ضاربا بيده المقود شعر باختناقه .. لم يدري بنفسه الا وهو امام منزله.. هبط بجسد مرهق وقلب جريح.. ودلف يبحث عن والدته بعينيه تجاهل حديث ليله ويارا وتقدم صوب والدته وانتظر ريثما تنهي صلاتها.. جلس على الارض امامها وانتظر حتى انتهت تماما عندها اندفع نحوها يحتضنها بقوة .. جعدت جبينها بقلق فيك ايه انت مجتش قعدت كده غير لما ابوك ماټ.
هتف بهمس حزين متسألنيش بس انا تعبان ومحتاجك يا أمي.
مسدت على ظهره بحنان وانا معاك يا قلب أمك ارتاح وارمي همومك عليا.
_ صعب أوي صعب.. همي ده هايفضل ېخنقني على طول..
حاولت التحدث فقاطعها قائلا انا سبت كل الدنيا وجتلك انتي علشان عارف انك مش هاتضغطي عليا وتسأليني زي ماعودتيني من صغري اجاي واحضنك وانام.
ربتت ماجي على شعره لتقول بنبرة حزينة وخاصة عندما شعرت بنبرته الموجوعة والحزينة نام.. وحاول تنسى زعلك انا معاك.
ساعدتها خديجة في ترتيب ثيابها في الحقائب راقبتها خديجة بعيونها وجدتها
هادئة تنتقل من هنا الى هنا بخفة وكأن لم يحدث شئ منذ ساعات قليلة قطبت جبينها وتقدمت منها وجعلتها تقف قائلة بقلق انتي كويسة صح!.
هزت ندى رأسها وابتسمت اه كويسة ..
احتضنتها خديجة لتقول بحزن طيب عيطي او طلعي الي جواكي حتى..
ابتعدت ندى عنها ورمقتها بحزن أشد عيطت كتير واللي جوايا انتي عارفاه كويس.
حاولت خديجة اخراج كلمات مناسبة ندى دي مش نهاية الدنيا ولا نهاية حياتك أكيد هاتقابلي حد تاني وتنسي مالك وتكوني حياة تانية جميلة... وسعيدة ..
سقطت دمعة ساخنة على صفحة وجهها قائلة پانكسار بس دي نهايتي انا وعمري ما هافتح قلبي لحد غيره قلبي اتكسر يا خديجة وصعب انه يتصلح تاني كفاية اوي اللي عيشته معاه بحلوه ومره هاكمل واعيش على ذكراه..
همست خديجة پبكاء انتي بتحبيه اوي كده.
هزت ندى رأسها واستسلمت مجددا لنوبة البكاء التي سيطرت عليها اه اوي ربنا يسامحه علشان انا مش هاسامحه ابدا.
الفصل الثاني والعشرون..
تململت بفراشها ب غرفتها الجديدة في الشقة التي استأجرها عمها بالإسكندرية لم تعرف سبب برودة جسدها رغم الغطاء الثقيل الذي يحتضن جسدها بقوة حاولت فتح عيونها ولكن فشلت لتورمها وانتفاخها الزائد بسبب بكائها اللعېن الذي لم تستطيع ان تتحكم به حتى الان ورغم ان مر على طلاقها أسبوعا كاملا أسبوعا وتنتظره يوميا أن يأتي خلفها او على الاقل يجري اتصالا بها ولكن خابت كل أمالها أرهقت عقلها بالتفكير به وبما فعله وأرهقت قلبها بذكرياتها معه نجحت أخيرا بأن تقف على قدمها رغم تلك الهزة التي تحدث بجسدها كلما حاولت ان تقف تقدمت بخطوات بطيئة نحو ذلك الصندوق الصغير الذي أخفته عن عمها فتحته بأصابعها الرقيقة وهي تجذب من داخله قميصا له وعالقة به رائحته وضعت قميصه عند أنفها تستنشق عبقه واغلقت عيونها تستمتع بتلك اللحظة انسابت دموعها مجددا بلا رحمة على صفحات وجهها وتعالت شهقاتها ضغطت بيدها على قميصه وكأنها تدواي به چراحها انتبهت على طرق الباب وضعت القميص بسرعة وأخفت الصندوق مكانه مسحت دموعها وهي تتقدم باتجاه الباب فتحته بعد ثواني بعدما نجحت أخيرا في تنظيم أنفاسها رسمت ابتسامة صغيرة وهي تفتحه قائلة بصوتها الهادئ صباح الخير يا عمو.
رمقها رأفت بعتاب بردوا بټعيطي يا ندى.
الټفت بجسدها تهرب من عيونه لتقول برقة انا فين ده
تقدم رأفت خلفها ثم جلس بجانبها ليقول على أساس ان مبسمعكيش بليل والصبح يابنتي حرام عليكي نفسك العياط هايفيدك بأيه...
هزت كتفيها لتقول پبكاء عندما لمس عمها چراحها مش هايفيد بحاجة بس يمكن ارتاح..
زم رأفت شفتيه وحاول اقناعها بشتى الطرق لازم ترتاحي وتشوفي حياتك لانه أكيد شايف حياته دلوقتي.
نهضت واتجهت صوب النافذة تفتحها تحاول استنشاق الهواء لشعورها بالاختناق وانقباض قلبها فقالت بلامبالاة ظاهرية ربنا يوفقه مع حد أحسن مني.
شعور رهيب يكاد يفتك برأفت بعدما فعله بها لم يتخيل انها ستحزن بهذة الطريقة لوهلة فكر انه قد حسبها خطأ هو وسمير لقد جنى بفعلته عليها ولا مجال للرجوع في خطته...
تقدم منها وتابع بعيناه تلاطم الامواج ببعضها فقال بهدوء انا فكرت كتير انا حاسس ان كبرت وعاوز اعيش اللي فضيلي من عمري معاكي يابنتي...
الټفت له تتابعه بعيونها الحمراء ف أكمل هو حديثه انا قررت ان اقدم استقالتي ونسافر انا وانتي لأي مكان تحبيه .
هتفت برجاء ياريت انا نفسي أسافر انا حاسة اني مخڼوقة أوي طول ما أنا هنا في مصر..
ابتسم رأفت بسعادة ليقول انهارده هاسافر القاهرة أروح أحاول أقدم استقالتي .. ونبقى نرتب للسفر بعد كده.
اؤمات بموافقة فقال هو هاروح ألبس علشان الحق أسافر..
غادر الغرفة والټفت هي تنظر للبحر بعيونها الحزينة راقبت الامواج وتلاطمها القوي ابتسمت بسخرية على حالها الذي تبدل في لمح البصر بين يوم والآخر الامس كانت مشاعرها تتلاطم بقوة في حضرته تتصارع مع بعضها البعض رغم محاولتها الكثيرة لاخمادها والان تلاطمها أصبح ضعيف يكاد يكون محسوس بداخلها اخمدت فعلا وليس بإرادتها بقيت
مشاعرها الحزينة والتعيسة فقط ... وضعت يديها على قلبها عندما زادت انقباضاته همست ب خوف لم تعلم مصدره في ايه قلبي واجعني اوي ليه..
رفع وجهه يرمق قائده باستفهام قولت حاجة يا فندم..
جذبه قائده بعيدا عن زملائه في ايه مالك انت مش مالك اللي انا اعرفه ولا مركز في القضية ولا أي حاجة ..
حمحم مالك بحرج وحاول ان يبرر فقاطعه قائده بحزم وصرامة ايا كان اللي شاغل بالك ومخليك تايه لدرجاتي ف شغلك في المقام الاول والاخير لاننا مبنشتغلش اي شغلانة احنا الغلطة تودينا في داهية..
أحمر وجهه من حديث قائده الصارم له ف عاد وتحدث القائد مالك انت من أكفأ الظباط عندنا ياريت مضيعيش مستقبلك خلينا نخلص القضية دي على خير ونرجع شغلنا وحياتنا.. روح دلوقتي الوحدة ارتاح شوية وفكر في كلامي...
هز مالك رأسه وغادر غرفة العمليات واتجه للوحدة والتي كانت على مسافة قريبة من
ذلك
المبنى دلف غرفته وخلع قميصه باهمال ثم القى بجسده على الفراش مغلقا عيناه للاستسلام لحالة النوم التي بات في الآونة الأخيرة يرحب به بصدر رحب خوفا ان يغرق بالتفكير بها وتقوده مشاعره نحوها ك حال كل ليلة ..
جهز حقيبته واستعد للسفر جلس على فراشه بإنهاك .. اكثر من أسبوع لم يستمع لصوتها او حتى شبعت عيونه برؤيتها المحببة له التقط هاتفه يجري اتصالا بها ناظرا بملل للهاتف لتأكده انها لن تجيب عليه ولكن فاجئته عندما أجابت بصوتها الهادئ ألو..
تنهد ليقول بهدوء مماثل لها مش متصل علشان نتخانق بس بقولك ان انا مسافر..
صمتت لبرهة ثم قالت اممم ويااترى شغل !!.
توتر للحظات عندما سألته لو علمت سبب سفره الحقيقي حتما س تغلق الهاتف بوجهه فأجاب امممم شغل.
ردت بجفاء متكذبش وقول انك رايح لمليكة اخت ياسمينا عادي يا فارس ما هي بعتتلي مسج تطلب رقمك وانا بعتوهلها...
بلع ريقه وهتف مبررا مكنتش عاوز أقولك لانك أكيد هاتزعلي مني وه نتخانق .
أجابته ببرود ونتخانق ليه مفيش بيني وبينك حاجة أكتر من أخوة ورديت عليك علشان انت اخويا ... هاتعوز حاجة مني قبل ما أقفل ..
هتف باقتضاب لا سلام .
اغلق الهاتف