روايه حلم ولا علم رواية شرقيه كامله بقلم منى لطفى
..
تبادل الجد و والدها الضحك بينما علق يوسف قائلا
هى دى هبة بنتي معلهش لما بتحب حد بتاخد عليه وتحب تهزر معاه ...
العبارة الأخيرة لفتت انتباه أمجد فهو لا يتذكر ان هبة بادلته الضحك والمزاح كما تفعل مع جده او حتى مع اخاه اللذان لم ترهما سوى بالامس فقط وليس هما وحدهما.. بل امه واخته ايضا حتى سميرة الخادمه! اذن لم هو أترى العيب فيه ام لانه لا يزال بعيدا عنها مما جعلها تعتمد الاسلوب العادي الأقرب الى الرسمية في حوارها معه حتى اسمه لم تنطقه سوى مرة واحده عندما اجبرها على النطق به !! لابد ان يعلم شها تجاهه.. ولكن كيف بالامس عندما شعر انها تضايقت من سارة لا يعلم لما فرح بداخله هل لانه اراد ان
استأذن أمجد من والد هبة قائلا
لو سمحت يا عمي ممكن آخد هبة أفرجها على المزرعه نظر والد هبة اليها وأجاب
تطلعت الى والدها متجاهلة النظر الى أمجد وقالت
اللي تشوفه يا بابا ... فنظر أمجد اليها واشار بيده لتتقدمه ...
سارا بين الاشجار كانت هبة مستمتعه بالنظر الى الطبيعه الخضراء حولها أما أمجد فكان يشرح لها كل ه من الارض وما الذي يتم زراعته فيها .. سارا حتى وصلا الى اصطبل الخيول فرأت حصان يخرج راسه من نافذة خشبية صغيرة تقدم أمجد وربت على وجه الحصان وهو يمسك براسه قائلا وابتسامة زهو تحتل وجهه
الاحصنة بتحب السكر اديهاله وماتخافيش ..
بعد ان تعرفت الى عنتر نادى أمجد سائس الخيول وطلب منه ان يحضر مهرة صغيرة ويجهزها للركوب ويجهز عنتر أيضا ثم الټفت الى هبة وقال مبتسما
انت بتركبي خيل
اشارت براسها بالنفي فتابع
ارتاعت هبة من الفكرة وقالت
ايوة بس انا بخاف مش هقدر لا.. ازاى اركبها افرض وقعت من عليها لا انا خاېفه مش هقدر ..
امسك بمرفقها واقترب منها ينظر فى عينيها وهو يقول
خاېفه حتى وانا معاكى
ها
كرر عبارته مبتسما
هتخافي وانا معاكى يا هبة تفتكرى انى هخلى اي شئ يحصل لك ما تخافيش.. انا عاوزك تتعلمى الخيل علشان نبقى نخرج نجري بالخيل سوا دي امتع حاجه انا بحب اعملها وانا عاوز اي حاجه اعملها انت تكونى معايا فيها ايه رايك
ابتلعت هبة ريقها بصعوبة وقالت بهمس
حاا.. حااضر .. بس لو وقعت ذنبي في تك ..
مال على اذنها هامسا لها
الحاجه الوحيده اللي عاوزك تقعى فيها هي .... وبتر عبارته ناظرا في عينيها ولكن قبل ان يواصل حديثه تواصلهما وصول السائس بالحصانين فإبتعد أمجد عنها وهو يحمد الله في سره على وصول السائس في الوقت المناسب هو لايعلم ما الذي دهاه فهو ما ان ينظر الى عينيها حتى يتوه عن عالمه ويبحر في عالم خاص بها فقط!!...
ساعدها على الركوب وصعد الى حصانه وامسك بلجام حصانها لح على مقربة منه وهو يقول
ما تخافيش انت او نفسك عليها.. ايوة كدا انا ماسك اللجام هنمشي بشويش سوا لغاية ما تتعود على وزنك وانت تتعودى عليها ياللا ..
وابتدآ السير قليلا حتى اعتادت هبة على الفرسة واعتادت الفرسة على وزنها وشدت ظهرها كما قال لها ثم ترك اللجام قليلا وما زالا يسيران بخفه بعد برهة من الوقت عادا الى الاصطبل حيث ترجل من فوق حصانه واعطاه للسائس ليدخله الى حظيرته وتقدم من هبة ليساعدها على الترجل هي الأخرى ولكن قدمها علقت في الركاب فسرعان ما تناولها بين ذراعيه ليتفادى وقوعها وانزلها على قدميها وهو ما يزال ممسكا بها ونظرا الى أعين بعضهما البعض!
لم يعلما كم مر من الوقت وهما على وضعهما ذلك ولكن كان أمجد أول من خرق الصمت الم بهما حيث قال بخفوت
هبة ...
أجابته بهمس
همممم !!
فقال وهو يميل اتجاهها
انا .. انا بح..... وفجأة
يا سلام يا سلام ايه دا.. انور وجدي وليلى مراد
الټفتا الاثنان متفاجئان من الصوت الذي عليهما خلوتهما والذي لم يكن سوى صوت ... سارة !!...
ابتعدت هبة سريعا عن أمجد في حين الټفت هو الى سارة وقال بترحيب متحفظ
اهلا سارة ازيك عرفت منين اننا هنا
وهو في قرارة نفسه لا يعلم أيشكرها ام ينهرها صارخا
ايه اللي جابك دلوقتى ..
حركت سارة راسها وقالت ببراءة مزيفة بينما ابتسامة صفراء تعتلي تيها القرمزيتين
ابدا عادي مامتك قالت لى انك بتفرج ..... هبة ونطقتها بمنتهى البرود المزرعه وانا عارفة ان اول حاجه هتوريهالها عنتر اكيد يعني حسبة بسيطة ..
علق قائلا
تمام طيب ياللا اتفضلوا نشرب الشاي أكيد سميرة جابته دلوقتي.. كانت هبة تنوى الاستئذان منصرفة ولكنها تذكرت كلام والدها و علاء فشدت نفسها ورفعت قامتهاوسارت وسطهما بتصميم منها لأن تضع هي هذه ال..طمطم عند حدها!!...
تناولوا الشاي في غرفة الجلوس وانفردت سارة بالحديث الى أمجد متجاهلة هبة تماما والتى لم ترى أيا من والدها او جدها فكلاهما في مكتب الجد حيث يتناقشان ويقرآن بعض الكتب و مدام سعاد تستريح قليلا في غرفتها وشعرت بالحرج لتستفسر عن مكان تواجد علا او علاء فهى لم ترهما ..
حاول أمجد إشراكها بالحديث كثيرا ولكن كل محاولاته قد باءت بالفشل فقد اصطنعت سارة حوارا تروي فيه ذكريات حدثت بينهما وكانها تريد ان ترسل برساله الى هبة تخبرها انها تتشارك مع أمجد ايام وذكريات لا تعلم هي عنها شيئا .. تمتمت هبة بينها وبين نفسها بنزق وهي ترمق سارة بنظرة حنق عميقة
حسبي الله فيكي يا بعيدة روحي كان خلاص ابتدى يستهجها وينطقها جيتي زي البتاع خليتي الكلمة تقف في زوره روحي يا شيخه الهي يا رب الماية تقف في زورك كدا لا تعرفي تبلعيها ولا تخرجيها تقف لك في النص كدا ة سد!!..
انتبه أمجد الى تمتمة هبة فقطب ومال عليها متسائلا
بتقولي حاجة يا هبة
انتبهت هبة الى سؤاله فرسمت ابتسامة ضة على وجهها وقالت بمرح مزيف
ها... انا وانا فتحت بؤي ولا نطقت حتى! خليك انت تابع نشرة الاخبار بتاعت ذكرياتكم لا تفوتك حاجة ولا تطلع لها مديون بمصاصة ولا كيس كاراتيه في سنك دا لو اتعرفت تبقى کاړثة!!..
رمقها بنظرة تحذير وهو يخبأ ابتسامته ثم أعاد تركيزه لسارة متابعا ما تقوله الاخيرة والتي رمقت هبة ببرود وعنجهية وتابعت سرد احداث 24 ساعة على مسمع أمجد!!..
فتح باب غرفة الجلوس بعد وهلة زمنية كادت فيها هبة أن تتسبب بعاهة مستدية في تلك المسماة سارة تكمن في اسكات فمها عن العمل مطلقا!!.
اطلت علا من باب غرفة الجلوس والتى كانت مبتسمه ولكن سرعان ما خبت ابتسامتها لدى رؤيتها سارة رحبت علا بها ببرود ثم قالت لاخيها
معلهش يا أبيه أمجد عاوزة شوية حاجات من البلد هنزل اجيبهم وكنت عاوزة اسالك او اسال هبة محتاجين حاجه اجيبها معايا
كادت هبة أن ترجوها أن تدعها تصاحبها في مشوارها ذاك ولكنها خجلت ف علا لم تعرض مرافقتها وهى بالتالى لا تستطيع فرض نفسها ثم اذ ب علاء يظهر قائلا
ايه دا انتى قلتى 55 دقايق تشوفي ال واليمامه عاوزين حاجه ولا لأ مسنترة هنا ليه
استغرب أمجد وقطب حاجبيه وهتف مستنكرا
نعم يمامه مين يمامه
أجابه علاء بمرح وهو يغمز بمكر
هو في غير يمامه واحده هنا !
قالت سارة وقد اغتاظت من تدليل علاء لهبة وحمل صوتها نبرة برود
ليه انت مش شايف انا و .. هبة احنا الاتنين موجودين
أجاب علاء ببرود شديد وهو يبتسم ابتسامة مغيظة لها
انا بقول يمامه ! يمامه ! ونظر الى هبة وهو يبتسم ثم ما لبث ان اعاد نظره الى سارة قائلا
مش حداية !!!
هتفت سارة مندهشة ومصډومة في آن واحد في حين كتمت كل من هبة وعلا ضحكتهما
ايه انت بتقول ايه
قاطعه أمجد بصرامه قائلا
علاااااااء اظن عيب ! مهما كان سارة ضيفه عندنا ما يصحش التهريج بالشكل دا..
قلب علاء تيه ممتعضا من كلام اخيه وقال
معلهش
يا انت عارف هزارى ودلوقتى بأه هتيجي ولا لأ وهو ينظر ل علا ثم ما لبث ان طرأت على باله فكرة ونفذها فورا فقال ببراءة مزيفة
ايه رايك يا هبة تيجي معانا منها تتفرجي على البلد وبالمرة نروح المركز كمان اهو تغيير من جهة.. وتروقي دمك من جهة تانية
لو كان بمقدور هبة لكانت عانقت علاء فرحة باقتراحه! فهى فعلا قد شارفت على الانفجار!!
اومأت براسها موافقه وهتفت وهي تنهض واقفة بحماس
ثانية واحده ابلغ بابا بس...
ثم هرعت الى ابيها لتطلب اذنه و أمجد يمتاز غيظا..وهو يفكر في نفسه
هرعت لتسأل أبيها فقط وهو ما مكانه بالنسبه لها اتراه ان رفض ذهابها واباها وافق من الذي سترضخ لقراره هو أم والدها
عادت سريعا بعد ان تأكدت من أن هيئتها تصلح للخروج وقد وضعت بعض من ملمع الاه الةردي وبضعة قطرات من العطر وقد صففت شعر ها على هيئة ذيل فرس طويل وقالت بابتسامة ضة لقرب ابتعادها عن هذا الجو المثقل الخانق الذي يكاد يطبق على أنفاسها
انا جاهزة ..
تحدث أمجد بغيظ مكبوت من بين اسنانه
معلهش ممكن شوية يا هبة ودون أن ينتظر سماع جوابها قبض على ذراعها وسار بها بعيدا عن اسماع الباقين ثم أوقفها ووقف أمامها وهتف بها پغضب
بأه حضرتك أخدت اذن والدك بس وانا ايه إن شاء الله موقعي ايه من الاب بالظبط
نظرت اليه بدهشة وأجابت بتلقائية مزيفة
انت مبني للمجهول !!
تساءل بدهشة وهو عاقد حاجبيه
نعم مبني للمجهول ازاى يعني مش فاهم
فقالت وهى تجذب ذراعها من قبضته والتي ارتخت بفعل دهشته من عبارتها السابقة
يعني لسه
مافيش شئ يخليني اسالك أو أخد الإذن منك! لما تبقى مبني للمعلوم تأكد انى ساعتها هاخد رأيك