روايه حلم ولا علم رواية شرقيه كامله بقلم منى لطفى
أمجد الذي لم يعر لفتتها انتباها وقالت
ايه رايك تيجي معايا دلوقتى تشوفه
ثم نظرت الى هبة وقالت
وطبعا هبة تيجي معاك لو عاوزة
نظر أمجد الى هبة التى أجابت برسمية وابتسامة صغيرة توين ها الوردي
لا معلهش اعفيني انا انا عندى معاد مش هقدر اتأخر عليه عن اذنك...
ونهضت منصرفة من دون أن تنتظر سماع أي تعليق سواءا منها أو من أمجد فما كان من أمجد والذي نظر اليها في دهشة وتساؤل ما ان سمع تصريحها بأمر خروجها في معادها المزعوم ذاك بينما بدأت نفسه تجيش بالڠضب الا أن استأذن من سارة وقام مسرعا ليلحق ب هبة..
انت ... انت مش بتقفي ليه مش أنا ناديتك وقلت لك تستني..
نقلت هبة نظراتها بينه وبين يده القابضة على معصمها وقالت بسخرية خفيفة
اغمض أمجد عينيه وزفر بحنق طويلا ثم نظر اليها مجيبا بحدة وعتاب
اظن مافيش داعى للتريئة! سارة عرضت علينا احنا الاتنين اننا نروح معاها وانت كنت ممكن توافقى وتيجي معايا هى جاية بتعرض بأدب انتي حتى ما سبتيليش فرصة اني ارفض واتصرفت على اساس انى وافقت! وبعدين .. تعالى هنا قوليلي .. مشوار ايه اللى انت هتتأخري عليه دا
علاء....
هتف تنكار
نعم علاء وانت رايحه مع علاء فين ان شاء الله من غير ما تقوليلي
أجابت بهدوء مغيظ
انا كنت هقولك قبل ما ....طمطم هانم ت وكنت ناوية اقولك تيجي معانا..
ابتسم بسخرية وڠضب وقال غاضا النظر عن نعتها لسارة بطمطم فلا يريد الخوض في امور جانبية وترك الکاړثة الكبرى التي تلقيها عليه بمنتهى البرودة والاستفزاز بأنها خارجة مع ... أخيه هو وانها كانت ستتكرم عليه وتعرض عليه مرافقتهما فعلا لقد أثبتت طيبة قلبها!!
والله يعني بدل ما انا اعرض عليك انك تخرجي معايا انا واخويا انت اللى بتبلغيني انك خارجه مع اخويا ومن غير ما اعرف كمان! وكنت هتعزمى عليا .. لا تصدقي فيكي الخير .. وممكن اعرف بأه على فين العزم كدا ان شاء الله
حركت كتفيها تهانة وأجابت بتلقائية زائفة
مش طالبه تريئة يا أمجد المشوار دا جه فجأه وجدك ووالدى كانو حاضرين و علاء بيقول ان زميلهم اللى بيعزف بيانو مريض جدا ومش هيقدر يحضر البروفة النهائية للفرقة بتاعتهم وبما انى حافظة اللحن اللى كان بيتدرب عليه هو و علاء ومش بس كدا لأ...ولعبته اكتر من مرة ع البيانو هنا فبابا هو اللى اقترح انى ممكن اروح معاه علشان انقذ الموقف مش اكتر ..
انت بتستعبطي!! مراتى انا تروح تلعب بيانو مع شوية طلبه!! وبعدين من امتى وانت بتعزفي بيانو وازاي انا معرفش حاجه زى كدا يعني انا جوزك معرفش و اخويا يعرف
تطلعت اليه بسخرية خفيفة وقالت
والله دى مشكلتك انت مش انا .. كونك ما خدتش بالك من كدا في حين ان عيلتك كلها عارفة يبقى اكيد الغلط مش عندى ..
دا مش موضوعنا دلوقتى .. ازاي يا هانم توافقي على حاجه زى كدا من غير ما تاخدى رأيي
حاولت جذب ذراعها من يده ولم تفلح فأجابته بحدة وڠضب
بابا هو اللى اقترح دا اييه عاو اكسفه واقوله استنى اما آخد رأي أمجد الاول
صړخ غاضبا
لا.. المفروض تاخدي رأي جوزك الأول يا هانم هي كلمة واحده انسي انك تروحى في حتة من غيري تانى او تعملى اي شئ من غير ما ترجعيلي أنا والدك على عيني وراسي لكن انا جووووووزك دلوقتى! ورأيي هو اللي يمشي ..
نظرت اليه بغرابه وقالت
انت اټجننت اقولك بابا تقولى جوووزك مافيش مقارنه بين الاتنين ...
لم يعطها الفرصة لتتم عبارتها موضحة ما عنته بقولها فقد نما الى عقله أنها تعني ان والدها هو الاهم في حين ان كل ما قصدته بعبارتها تلك ان هو له مكانه ولوالدها مكانة أخرى لديها! قاطعها حانقا وقد لمعت عيناه تفزاز ونيران الڠضب تتراقص بين فحم عينيه المشتعل ڠضبا وغيظا و....غيرة
أيوة عليكي نور هو.. كدا انا مچنون! ايه رايك بأه
ثم افلت ذراعها بقوة وسار قليلا موليا اياها ظهره بينما وقفت تطالعه بانشداه ثم ما لبث أن الټفت اليها وقال ناظرا اليها من أعلى كتفه بنظرة سوداء عميقة بينما نبرة الآمر الناهي تلون صوته القاطع لأية محاولة منها في الاعتراض على حديثه
قودامك 10 دقايق بالظبط تجهزى نفسك علشان هتروحى معايا ف الحصان ومش عاوز اعتراض اظن مفهوم ولا كلمه زياده بعد كدا هسمعها منك انا مستنيكي في الجنينه ....
وأنصرف مغادرا في حين مسدت هبة ذراعها موضع قبضته ورفعته لتشاهد آثار اصابعه على بشرتها البيضاء وعلمت انها في الغد ستتدرج بألوان الطيف فبشرتها سريعه العطب احتلت نظرة تصميم وعزم واضحين عينيها وهمست بثقة وتأكيد بالغين
حااااااضر يا ... زوجى العزيز انا فعلا مش هقول ولا كلمه ..
ثم اتجهت صاعدة الى الاعلى حيث غر فتها وقد استقر تعبير من توصل الى حل نهائي وقاطع لا يقبل الفصال!! ...
نظر أمجد في ساعته اليدوية فوجد انه قد فات من الوقت ثلث ساعه ولم تظهر هبة بعد هو يعلم انه قد احتد كثيرا عليها ولكنها هى من تبرع في استفزازه وخاصة حين يشعر ان هناك من هو اقرب اليه منها حتى وان كان والدها!!...
شاهد سميرة فطلب منها الذهاب لغرفة هبة لابلاغها بانتظاره لها في الأسفل ولكنها فاجأته بقولها
ست هبة خرجت من زمان مع سي علاء يا سي أمجد ...
نظر أمجد اليها مذهولا في حين اقتربت سارة والتي شعرت بوجود أمر غريب بينه وبين هبة فانتهزت الفرصة لتزيد الحطب اشتعالا وقالت بخبث
تؤ تؤ تؤ .. بأه كدا ينفع يعني تفضل الخروج مع اخوك على الخروج معاك هى متجوزاك ولا متجوزه اخوك
نظر اليها أمجد بقوة فسكتت بينما اتجه منطلقا الى داخل المنزل وهو يرغي ويزبد بينما الشياطين تتراقص امام عينيه ....
الحلقة الة
سحب أمجد الكرسي في صالة المسرح الجامعى حيث تقوم بروفات الحفل السنوي وجلس في الظلام يستمع الى الالحان التى تصدح من جيتار اخيه و بيانو ... هبة ... لم يرها في البداية حتى اعتادت عيناه الظلام فاستطاع ان يتبين معالمها بسهولة ..استراح في جلسته واغمض عينيه وسبح مع الالحان الجميلة حتى افاق على صوت يقول وهو يصفق بيديه عاليا
هااايل .. برافو برافو ... ايه الجوهرة اللى انت جبتهالنا دي يا علاء كانت مستخبية فين ...
ال أمجد في جلسته ثم ثبت نظره على صاحب الصوت وما لبث ان نهض وسار حتى وقف وراءها وسمع صاحب الصوت يتابع بحماس
انتي مش ممكن بجد اقول ايه كروان بلبل صوابعك تتلف في حرير فعلا ...امتع موسيقى اسمعها من زماان .. على كدا بأه اسماعيل كان بيخبط في الحلل مش بيعزف!!..
لم ينتبه اي شخص لوجود هذا التنين التي تكاد النيران تخرج من انفه وفمه على حد سواء وسمعها تقول بخجل
شكرا يا أ. ممدوح دي شهادة اعتز بيها من فنان زى حضرتك..
أجاب ممدوح مبتسما وهو يشير بيده نافيا
لالا.. انا مش بجامل في شغلى ابداا واسالي علاء وهو يقولك بيسمونى الغول علشان مش برحم حد ...لكن بجد ماشاء الله عليك ..
قال علاء ضاحكا
خلى بالك دي مشغولة !! الخط مشغول مش فاضي !! واللى داخل في الخط مش سهل ابداا ! وانا اكبر نصير ليه علشان تبقى عارف...
تساءل ممدوح بمزاح
يا سلام وليه ان شاء الله يبقى مين يعني ...
أنا!!.... ت هذه الكلمة وبقوة من أمجد الواقف وراءهم متواري في الظلام ثم سار حتى اصبح في دائرة الضوء فالتفتت الأعين اليه في حين نبض قلب هبة بشده فهى تعلم انها تمادت في استفزازه هذه المرة ولكنها لا تطيق طريقته في القائه الاوامر وخاصة بوجود هذه ال سارة !!
افاقت من شرودها وهى تسمع
ممدوح يرحب بأمجد بينمايمد يده لمصافحته قائلا
اهلا اهلا استاذ أمجد فرصة سعيدة..
شد امجد على يده وهو يجيب تحيته بابتسامة صفراء
أنا اسعد ...
هتف علاء تغراب ودهشة
امجد ! غريبة ! ما قولتش انك جاى يعني دى اول مرة
تعملها!
أجاب أمجد ونظره مثبت على هبة والتي هربت بعينيها منه
لا ابدا قلت اخليها مفاجأه انا عارف انك عندك بروفة هنا وبعدين انا متأكد ان زيارتى دي مش هتكرر تانى ..
بينما هو ينظر الى هبة متوعدا ففهمت انه يلقي اليها بأمر كعادته وتحذير مبطن من أنها لن تأتي الى هنا ثانية ڠضبت هبة من طريقته الة في تناول الأمور ونظرت اليه بنزق في حين قال ممدوح
لالا يا أ . أمجد اسمحلي ! لازم تيجي ! على الاقل علشان تسمع احلى الحان من هبة ..
تضايق امجد حين سمعه ينطق اسم هبة مجردا بل لقد شعر أنه ينطقه كمن اعتاد مناداته كثيرا وكأنه على معرفة جدية بها وليس أقل من ساعة زمنية!! ..
ارتسمت ابتسامة صفراء على وجهه وامتدت ذراعه لي بها في حين كتمت شهقتها من المفاجأه في حين استمر ممدوح قائلا غير واعي بما يثيره من عواصف رعدية واعاصير
بجد انا بحسدك على هبة بلبل بيغرد ..صوابعها بتطلع الحان ما سمعتش في روعتها وانا اللي شغلى كله في الموسيقى واؤكد لك انها موهوبة لدرجة انها ممكن تعزف في الاوبرا ... فكرى في اللي قلتلك عليه يا هبة ولو وافقت سيبي كل حاجه عليا انا ...
قاطعه أمجد الذي كان قاب قوسين أو أدنى من لكمه على فمه حتى يخرس لسانه هذا الذي يلقي قصائد مديح فيها بينما هي لم تنظر اليه سوى نظرة حنق أشاحت بوجهها بعيدا بعد ذلك وتقف معاندة كطفلة صغيرة تم أخذ دميتها منها!!.. قاطعه مستأذنا بالإنصراف وقد أمسك بمرفق تلك الحانقة الفاتنة والتي لم تستطع الاعتراض أمام الواقفين!!
كان أمجد يسير مسرعا حتى أنها كادت اكثر من مرة ان تقع قالت وهى
تلهث
ايه يا أمجد بالراحه مش كدا هقع !!
وقف فجأه فاصطدمت بظهره وكادت تسقط لولا انه لف وأسندها قابضا على ذراعيها فتأوهت من قبضته وخاصة