روايه حلم ولا علم رواية شرقيه كامله بقلم منى لطفى
الرقصة وسط تصفيق من الحاضرين ثم انضم اليهما باقي الضيوف في الرقصة التالية ...
جاء وقت تقطيع كعكة الزفاف المكونة من عشرة أدوار حيث حضرت وسط دخان كثيف ملون وقد تزينت بشرائط ملونة وقاما بصعود سلم صغير لتقطيعها حيث تبادلا بعد ذلك اطعام بعضهما البعض منها ثم افتتحا مائدة الطعام والتي كان تضم كل ما لذ وطاب وما خطړ ومالم يخطر على بال الحاضرين من اصناف شهية وحلويات ...
فوغزته في خاصرته حيث تأوه وقالت
لا والله دا بابا وانا بنته يعني ايه يعني
نظر اليها متوعدا وهو يقول
طيب يا بنت يوسف اما خليتك تبطلي لماضة ما بئاش انا!! لا وهعرفك كويس اووى يعني ايه يعني !
جاءت تسير بين المدعوين وهى تتمختر في فستان سهرتها الأسود كسواد قلبها حتى اذا وصلت الى العروسين اللذان كانا واقفين لتحية الضيوف انصرافهما وقفت خلف ضيف كان يقوم بتهنئة العروسين وما ان انصرف حتى ظهرت هي بكامل هيئتها والتي ما إن رآها أمجد حتى ماټت ابتسامة الترحيب على تيه وهو ينظر مذهولا غاضبا متسائلا فهو قد حرص على ألا يحضر الزفاف الا من كان معه بطاقة دعوه حتى نزلاء الفندق رفض حضورهم حفل الزفاف فكيف أتت ....
لا تدري هبة لما انقبض قلبها فجأة عندما رأت هذه الفتاة واندهشت من أمجد الذي لم يقوم بعملية التعارف بينهما كما فعل مع باقي الضيوف حيث كان يميل هامسا في اذنها اسم الضيف حتى وان كان من صديقاتها وقد التقى بهم قبل الزفاف حتى لا يشعر اي شخص بأي شئ غريب مدت .... سارة يدها لمصافحة هبة والتي صافحتها وسط شها بالغرابة من نفسها وبهذا الاحساس الغريب الذي انتابها ما إن رأتها ولما هذا الش الذي كان يخالجها بأنها يجب أن ترفض مصافحتها!! ولكنها رمت ما توارد الى عقلها جانبا وشدت من قامتها وهي تحدث نفسها أن سبب شها ذاك هو عدم اخبار امجد لها بمن تكون..
آثر امجد مصافحة هذه الافعى الملعۏنة ليس عن خوف منها ولكن حتى لا يثير الاقاويل في نفس هبة قالت سارة بابتسامة خبيثة ولمعة مكر في عينيها
ثم نظرت الى أمجد طويلا وتابعت
مبروووك يا ..... موجي !! ثم ضحكت ضحكة سخرية صغيرة وابتعدت تاركة هبة وهي تقف غاية في الذهول والدهشة من طريقتها في مخاطبة أمجد مندهشة لا تعلم لما كان للقب موجي الذي نادته به هذه الفتاة هذا الوقع السيء في نفسها فهى تكاد تجزم انها سمعته قبل ذلك ولكن متى وأين لا ... تعلم!!
والتفتت هبة الى أمجد تسأله بجدية خفيفة
مين البنت دى يا أمجد شكلها مش مريح ! وايه حكاية موجي دي ممكن أعرف
نظر أمجد اليها وهو يحاول جاهدا ايجاد اجابة مقنعة فقد أفقدته مفاجأة حضور سارة سرعة بديهته في الرد على هبة في حين ظلت هبة واقفة في انتظار سماع جوابه وهي تنظر اليه نظرة مليئة بالشك.. أغلق أمجد عينيه وزفر عميقا وهو يدعو الله ان يلهمه الجواب الصائب ....
ترى ما سيكون جواب أمجد وهل ستقتنع هبة وما هي مفاجأة أمجد لعروسته في شهر العسل وماذا تخطط سارة لهدم سعادة العروسين وهل ستنجح في خطتها
الحلقة الثالثة عشر
استيقظ أمجد مع اولى خيوط الفجر وتطلع الى الوجه الملائكي الذي ينام بجواره لا يستطيع ان يصدق انها هنا بجانبه تنام ملئ جفنيها أمام عينيه لايستطيع تخيل ايامه ولياليه بدون طلتها الجميلة لا يريد تذكر ايام الحاډث فجسده يسري فيه قشرة شديدة البرودة كلما تذكرها! سيظل طوال عمره يشكر الله على اعادتها اليه ثانية وسيبذل كل ما في وسعه ليجعلها تحيا حياة سعيده خالية من الهموم فالتجربة التى مر بها جعلته يتيقن ان اليوم الذي يمر لا يعوض..
كان يخشى من حبها الذي جرفه كالطوفان كان يكابر ويعاند ولا يريد الاعتراف بحبها الذي اخذ يتسلل تحت جلده من دون ان يشعر هو لن ينسى حال والدته بعد ۏفاة والده لن ينسى صديقه المقرب وما آل اليه حاله عندما هجرته حبيبته من أجل س غني وإن كان من عمر والدها كان هو وخالد أصدقاء منذ الطفولة ولكن أسرة خالد كانت أسرة متوسطة وأحب خالد زميلتهما رحاب بل هام حبا بها واتفقا على الزواج ما إن ينتهيا من الجامعه ويحصلا على الشهادة الجامعية والتي ستتيح لهما العمل لبناء حياتهما سوية كان خالد رجلا بحق فقد تقدم رسميا لوالدها وحصل التواق بين العائلتين فعائلة رحاب من الطبقة الكادحة وبالنسبة لها خالد وعائلته مكسب كبير خاصة وأن خالد قد رفع عنهما أعاباء جهاز العروس وتحمله هو قائلا بأنه لا يريد عروسه سوى بحقيبة ثيابها فقط وأنهما سيعملان على بناء منزلهما الصغير سوية وتمت الخطوبة لا يزال يتذكر الفرحة التي كانت تتقافز في عينيه يوم خطوبته بمن اختارها قلبه وتخرج خالد وحنان من الجامعه وعملت حنان في شركة كبيرة ملكا لوالد زميلة لها كانت صديقتها طوال سنون الدراسة الجامعية وهي التي توسطت لها لدى والدها بينما خالد فقد تعب كثيرا الى أن وجد وظيفة صغيرة في احدى الشركات الصغيرة بمرتب ضئيل ولكنه كان متفائل أنه سيستطيع الحصول على وظيفة أفضل بمرتب أكبر ما إن يكتسب الخبرة اللازمة من عمله في هذا المكان...
وكما يحدث في الأفلام تماما لفتت حنان نظر رئيسها المتصابي بجمالها كان رئيسها المباشر قد شارف الخمسين ومتزوج وله من الأبناء اثنان يقاربان حنان عمرا وبدأ بالتقرب منها وخطوة خطوة بدأ خالد يشعر بتغير حنان من ناحيته ويشكي لأمجد الى أن جاء يوم أعادت فيه حنان خاتم الخطبة وجميع هداياه مع شقيقها الأوسط والذي شعر بالخجل الشديد من خالد كانت عائلتها جميعها تحبه وحزنوا لما فعلته ابنتهم ولكنها الحاجة التي جعلت الأب يصمت ولا يتدخل بإختيار ابنته التي ناصرتها أمها فهي تريد
لأبنتها السعادة والتي بالنسبة اليها تتمثل في المال والمال فقط وأن الحب ما هو الا كلام روايات لا يسمن ولا يغني من جوع!!
وتزوجت حنان و.... تبدل خالد تماما!! لم يعد صديقه الذي يعرفه كان أمجد يحاول مرارا أن يقنعه بالعمل معه ولكن خالد كان يرفض وبشدة حتى أثناء ارتباطه بحنان لم يكن يريد أن يعتقد أي شخص أنه استغل صداقته بأمجد في ايجاد وظيفة مرموقه له فكان أن رفض أن يسعى أمجد له في ايجاد وظيفة أفضل مما كان فيها ومن سخرية القدر أنه في ذات التوقيت التي فسخت فيه حنان ارتابطها به كان قد أزمع على الذهاب لأمجد كي يساعده في الحصول على وظيفة أفضل بعد كثرة الشجارات التي كانت تحدث بينه وبين حنان والتي خشي أن تسأم من طول المدة أو أن يضغط عليها أحد من أهلها فتتركه!!..
أصبح خالد شبح في صورة إنسان ليصاب بإكتئاب حاد وينهار فيدخل مصحة نفسية للعلاج و.... ېموت خالد!!
أفصحت معاينة الاطباء له أنه قد أصيب بتوقف مفاجيء في عضلة القلب مما أدى الى الۏفاة والعجيب في الأمر أن أمجد كان في زيارته بالمصح قبل ۏفاته بيوم وقد صرح له خالد بابتسامة ذابلة أنه يعتقد أنه لن يى قبل أن يتوقف هذا القلب عن العمل فهو سبب علته ودائه!!..
كل هذا
جعله يقرر انه ابدا لن يقع في تلك اللعڼة المسامة بالحب! بل إنه سيعمل عقله في كافة أموره حتى العاطفية منها فالعقل هو السبيل الوحيد كي يحيا الانسان حياة آمنة بعيدا عن القلب وتقلباته وأهوائه!!
كثيرا ما كان يعاند قلبه رافضا الافصاح عن حبه لهباه وكان كلما هددت هبة بتركه يوهم نفسه أن تشبثه بها وإصراره عليها انما لانه يريدها لأنه توافق شروطه في مواصفات شريكة الحياة التي يريدها وليس لحبه الشديد لها وولعه بها!! حتى حدث ما حدث... ليفاجيء انها ستضيع من بين يديه ولم يصرح لها بحبه ابدا ليقسم بينه وبين نفسه انه ما إن يكتب الله لها النجاة فهو لن يجعل يوما يمر من دون ان يصرح لها بحبه الشديد وعشقه لها ...
قطب متذكرا الليلة السابقة ليلة الزفاف وسؤال هبة عن من تكون سارة وكيف انه ارتجل الإجابة بأنها من معارفهم القدامى ونظرا لتربيتها المنفتحة فهذه طريقتها في التحدث معه وابتسم عندما تذكر رد هبة عليه قائلة وهي تقلب وجهها ممتعضة
نعم تربيتها!! قصدك تقول قلة تربيتها حضرتك!
ضحك ضحكة خفيفة وهو يعاود النظر اليها هامسا بحب
هو دا اللي شدني ليكي.. طفولتك وبساطتك.. مابتحاوليش تزوقي الكلام.. صريحة وواضحة و ...عنيدة! ودا اللي بيجنني ... بس على قلبي زي العسل .. اعملى اللي نفسك فيه أنا راضي .....
فوجئ بمن يتكلم بهمس خاڤت وعينين فيهما اثر النوم ويلمع فيهما لمعة شقية
اعتبر دا وعد!
ابتسم في وجهها ابتسامة واسعه وقال
صباح النور على احلى اميرة وعد ايه بأه حضرتك اللي عايزاه
فابتسمت بشقاوة
محببة وهى تجيب بدلال
وانا مالي انت اللي قلت ! اعملى ما بدالك وانا موافق .. ايه هترجع في كلامك
أجابها مبتسما
وانت حضرتك عاوزة ايه وعاوزانى اوافق عليه من غير كلام
قالت بابتسامه ناعمة
لا طالما