الأربعاء 27 نوفمبر 2024

روايه حلم ولا علم رواية شرقيه كامله بقلم منى لطفى

انت في الصفحة 40 من 45 صفحات

موقع أيام نيوز


حصل لي حسيت انك السبب فيه .. فاكر يا امجد لما سألتك وقولتلك انت مانعها انها تدخل البيت هنا ليه ساعتها قولتلك لو فيه حاجه المفروض اعرفها قولها وانا هقدر دا.. لكن لو عرفتها بعدين النتيجة اكيد هتبقى مش في صالحنا احنا الاتنين! وللأسف النتيجة فعلا مش في صالح أي حد مننا!!..
وقف امامها وهو يكرر عبارتها بإستهجان مقطبا حاجبيه 

احساس بالذنب
!! مين اللي قال انه احساس بالذنب الاحساس بالذنب عمره ما ېموت وانا كنت بمۏت في اليوم ألف مرة طول ما انت في الغيبوبة! معقولة ماحسيتيش بنبض قلبي وانت في حضنى احساس بالذنب! لا يا هبة .. عمر احساسي ناحيتك ما هيكون احساس بالذنب أبدا..ولو شاكه في كدا انا أؤكد لك انه ابدا مش احساس بالذنب ويمكن اكون فعلا فرضت عليك حبي لكن لاني خاېف اخسرك .. آه انا بعترف مش بنكر انا خاېف اخسرك !! 
تنهدت هبة بعمق وقد اغمضت عينيها وهي تجيب 
انت للاسف مش قادر تفهمني انت مش بتفهم ولا بتقتنع الا باللي في دماغك انت وبس! جربت مرة تسألني عن رأيي حتى كتب كتابنا كان امر واقع ومن غير ما تقول واشارت بيدها لتسكته عندما هم بمقاطعتها آه .. انا حبيتك واستسلمت لكدا ورجعت استسلمت لحبك تانى ووافقتك اننا نتمم الجواز بس خلاص انا تعبت يا امجد !! انت حولتني لواحده ضعيفة معرفهاش! واحده ماشية وراك.. منين ما تقول تقولك حاضر! أمجد.. انا مش جارية ومش حاجه.. انا بني آدمه! ايه الل يضمن لي انه حب فعلا انا معنديش غير كلمتك انه مش احساس بالذنب.. لكن انا مش مصدقة دا! فمن فضلك بأه.. اقبل مرة بقراري حتى لو مش مقتنع بيه.. انا ياما قبلت بقراراتك! انا خلاص يا امجد مش عاوزة الحب اللي يضعفني! حبك حولني لواحده انا كارهاها !! 
نظر اليها مليا ثم قال ببرود بينما ساد تعابير وجهه الجمود
طالما هو بالنسبة لك استبداد اوكى ..
اتجه الى حقيبتها حيث افرغها على الفراش فيما هى تطالعه بدهشة حتى اذا انتهى من افراغ حقيبتها اتجه ناحيتها حتى وقف امامها ومال عليها قائلا بأمر لا يقبل النقاش 
غيري هدومك وارتاحي شوية انا هخليهم يطلعولك الغدا..
سار مبتعدا عنها ثم وقف والټفت اليها متابعا 
و...آه .. نسيت اقولك ... انا مستعد احاربك انت شخصيا علشان ماخسرش حبي !! .. وافتكرى .. انت شايله ابني او بنتي اللي في بطنك يعني مهما عملت انت مصيرك مربوط بيا أنا!!....
سي امجد بيه الټفت لمن يناديه فقد كان واقفا في حجرة الجلوس ينظر من النافذة وقال 
ايوة يا سميرة في حاجه 
قالت سميرة م بصوت مضطرب
انا ... الست... الست هبة ...مش فووق!!
صعق وركض اليها صارخا 
ايه يعني ايه مش فوق 
فاړتعبت فرائصها وقالت وهى تكاد تبكي من الفزع 
انا طلعتلها الغدا زي ما حضرتك امرت جيت اخبط ماحدش فتح بعدين لاقيت الباب مفتوح دخلت ما لاقيتش حد افتكرتها في اودة النوم خبطت ماحدش رد عليا فتحت ودخلت مالاقيتهاش!!
ازاحها امجد من طريقه بقوة حتى كادت تقع وانطلق راكضا يصعد الى الأعلى وما ان وصل طابقه حتى دخل الى غرفة النوم رأسا فلم يجدها ووجد الحقيبة ما زالت في مكانها على الفراش ولكن لفت نظره طريقة ترتيب الملابس وكأن هناك شخص قد تناول منها بعض الاشياء على عجل ثم انتبه الى ورقة موضوعه بجوار الحقيبة فوق الفراش فتناولها وفضها بلهفة ليقرأها ليفاجأ بكلماتها التي تقول
انساني يا امجد اعتبرني صفقة وخسرتها ارجوك إقبل بقراري دا وياريت ماتحاولش تدور عليا لانك مش هتعرف توصل لي... ولو بتحبني صحيح زي ما انت بتقول يبقى تقدر تعتبرني دلوقتى حبيبة مالهاش... عنوان !! 
صړخ أمجد صړخة رجت ارجاء القصر بلوعة وأسى 
هباااااااااااااااااااااااه !!!
الحلقة الثامنة عشر 
جلست هبة تشرب كوبا من الشاي بالحليب وهي تستمع الى ام صابر وهي تروي لها نوادر ابنائها وهم صغار كانت تستمع بأذنها فقط بينما عقلها في مكان آخر على بعد بضعة مترات منها.. مع رجل قد ملك عليها فؤادها ولم يبرح عقلها ولو للحظة واحده منذ هروبها من المزرعه!!
كانت قد رأت صابر صدفة وفور علمه بما تنتويه أصر على مساعدتها لم توافق في البداية خوفا عليه كي لا تكون السبب في أن يصب أمجد جام غضبه عليه إن علم بأمر مساعدته لها ولكنه صمم على مساعدتها ليرد لها ولو جزءا بسيطا من جميلها معه ومع عائلته بل ومع خطيبته نفسها فكرت هبة ان أأمن مكان للاختباء عن أمجد ريثما تفكر جيدا في خطوتها المقبلة هو نفس المكان الذي يعيش فيه!ف امجد لن يطرأ بباله ولو للحظة انها ما تزال في المزرعه فقررت قبول استضافة عم حسانين لها والذي طمأنها انه لن يخبر أيا كان بمكانها حتى وإن كان السيد أمجد ذاته! تابع بأن بيته المتواضع يتشرف بأن تكون هي من سكانه تريد ولفترة مفتوحة....
دخل صابر عائدا من عمله وعلى وجهه إمارات الوجوم ألقى السلام بصوت هاديء شارد نوعا ما استأذنت والدته من هبة وانصرفت لتجهيز طعام الغذاء رافضة وبشدة عرض هبة بمساعدتها...
لا تعلم هبة لما خالجها شعور بأن صابر يخفي عيلها أمرا ولكنه متردد في الإفصاح عنه!
تحدثت هبة بابتسامة لتشجعه على الحديث 
ايه يا صابر شايفه على وشك كلام عاوز تقوله قول يا صابر في ايه ! 
تردد صابر بادئ الامر ثم تشجع وتكلم مجيبا 
امجد بيه .. وق...وقع انهارده .. ف .. في المصنع وجابولو الدكتور !! ...
شهقت شهقة فزعه وهتفت بفزع وخوف 
اييه امجد وقع ! .. وقع ازاي يا صابر والدكتور قال ايه 
أجاب صابر بحزن 
الدكتور بيقول ضغط عالي اووي مع ارهاق وقلة نوم وقلة أكل كل دا كان السبب في اللي حصل و الدكتور نصحه بالراحه لمدة اسبوع على الاقل ويلتزم بتعليماته بالنسبة للأكل والدوا وشدد على الراحة النفسية...
لمعت عيناها بدموع محپوسة وقالت وهى مخټنقة بغصة البكاء 
وهو ...عامل ايه دلوقتى قصدي اتطمنت عليه 
أجاب بإبتسامة كي يخفف عنها قلقها الواضح 
طبعا حضرتك انا عديت على سميرة قبل ما آجي وطمنتني ان الدكتور ماسابوش الا لما ظبط له الضغط.. خصوصا انه كان عاوزه يدخل المستشفى لكن الباشمهندس امجد اللي رفض !! 
قالت بهلع وقد تسارعت دقات قلبها خوفا فقد هالها أن تصل الحالة به الى إدخاله المشفى 
كان عاوزه يدخل المستشفى ليه هو حالته كانت وحشة اووي للدرجة دي 
أجابها صابر وهو يحرك رأسه بأسى 
حضرتك سميرة بتقول انه من يوم ما حضرتك سبتي المزرعه وهو اتغير خالص! لا في نوم ولا راحه و على طول قاعد في شقتكم فوق لوحده حتى الاكل مش بياكل معهم ونادر لو قعد مع علي الدين بيه الوحيد اللي بيقعد معاه هو يوسف بيه والد حضرتك !! ...
ترقرقت عيناها بالدموع وهي تستمع الى صابر وهو يشرح لها حال امجد بعد اختفائها ذاك وشعرت بالحنين الشديد اليه والى والدها فهي لم تحدثه منذ أن تركت المزرعة خوفا من ان تضعف وتفصح له عن مكانها التفتت الى صابر وقالت هامسة 
صابر ممكن اطلب منك طلب 
انتبه اليها هذا الأخير وقال بحماس 
اؤمريني يا مدام هبة ..
فتابعت 
عاوزة سميرة تخليني اعرف اطمن على أ . امجد من غير ما يشوفني.. ممكن 
شرد صابر للحظات ثم قال 
هو صعب !! فهزت برأسها بحزن وأسى ولكنه أكمل قائلا وابتسامة صغيرة ترتسم على وجهه الأسمر 
لكن مش مستحيل !! ..ولا يهمك يا مدام هبة ان شاء الله هنقدر نخليكي تشوفيه وتطمني عليه كمان زي ما انتي عاوزه!!...
دخلت هبة من الباب الخلفي لمنزل امجد وقد تقدمتها سميرة لتراقب الطريق لتتأكد من خلوه صعدا الى طابقها هي و امجد وفتحت لها سميرة الباب بهدوء فقد تركته شبه مغلق في وقت سابق حينما حضرت لأخذ صينية الطعام والذي لم يمس الا بنسبة بسيطة جدا بعد إلحاح كبير من السيدة سعاد عليه...
تقدمت سميرة الى الداخل تتبعها هبة التي كانت تتشرب بعيناها كل ركن من أركان منزلها فقد شعرت بالاشتياق الشديد له وصلت الى باب غرفة النوم تسبقها سميرة التي طلبت منها ان ترى ان كان نائما ام لا يزال مستيقظا 
أكدت لها سميرة انه ما ان يأخذ الدواء الموصوف له حتى يغرق في النوم اطلت سميرة في غرفة النوم برأسها فتأكدت من نوم امجد فأفسحت ل هبة الطريق لتدخل وقالت هامسة 
انا هخلي بالي يا ست هبة لا حد ييجي ولا حاجه بس بسرعه الله يسترك... كتير الست سعاد بتيجي تبص عليه كل شوية.. قلب الام يا ولداه !! ..
هزت هبة برأسها موافقة ودخلت الى الغرفة حيث تركت سميرة الباب شبه مغلق خلفها...
تقدمت هبة الى داخل الغرفة حتى وصلت الى الفراش فرأت امجد الذي كان نائما وفوجئت بتغير قسماته حيث غارت وجنتاه بشدة وطغى الشحوب على قسمات وجهه الرجولي الناضح جاذبية مع انتشار الهالات سوداء أسفل عينيه فمن الواضح انه قد خسر كثيرا من وزنه...
مالت عليه وهي تتشرب كل تقسيمة في وجهه المحبب إليها ليسترعي انتباهها صوت تنفسه العالي قطبت حائرة ثم مدت يدا مضطربة الى وجهه ووضعتها على جبينه لتفاجئ بسخونة شديده تنبعث من وجهه! ابعدت يدها سريعا فزعه وما لبثت ان كررت المحاولة فلسعتها حرارته الشديدة فاتجهت من فورها حيث فتحت الباب وقالت بلهفة ل سميرة التى تنتظرها خارج الغرفة 
سميرة بسرعه هاتيلي طبق فيه مايه ومكعبات تلج وقطن امجد بيه حرارته عالية جدا...
ذعرت سميرة مما سمعته وذهبت من فورها لتحضر ما طلبته هبة منها من المطبخ الملحق بالجناح بينما عادت هبة ثانية الى امجد حيث احضرت كرسيا ووضعته بجانب الفراش وجلست عليه وهي تراقب ذرات العرق التي تفصد بها جبينه وصوت تنفسه العالي وقد منعت نفسها وبصعوبة من البكاء حزنا لما آل اليه حالهما!!..
هرولت سميرة عائدة حيث سيدتها بسرعه وقد جلبت ما طلبته منها هبة فتناولتها هبة وهي تخبرها ان تظل بالقرب منها خارج الغرفة تحسبا إن احتاجت اليها!!..
خرجت سميرة بعد أن أومأت برأسها بالايجاب وهي تدعو الله أن يخفف عن سيدها وتعود المياه الى مجاريها بينهما فيما وضعت هبة الاشياء على الطاولة الصغيرة المجاورة للفراش وبدأت بعمل كمادات مياه بارده لتساعد على خفض درجة حرارته عندما وضعت أول كمادة اذ به ينتفض ويفتح عينيه فشهقت فزعه بينما لاحظت انه لا يراها هي و كأنه لايزال نائما ولكن مفتوح العينين! ثم سمعت همهمة صادرة منه لم تستطع ان تفسرها اول
 

39  40  41 

انت في الصفحة 40 من 45 صفحات