روايه حلم ولا علم رواية شرقيه كامله بقلم منى لطفى
الزاوية.. فانا سأقبل ولكن لأجعل منك أمجد فارسي الذي أتمناه....
انصرف أمجد بعد ان انهى قهوته وقد مد يده مصافحا اياها وقال بصوت منخفض وهو يقبض على يدها
تسلم ايدك الكيكة كانت تحفه شكلك استاذه في كل حاجه تخص القهوة منتظر اليوم اللى تعمليهالى فيه واحنا في بيتنا على شوق .
ثم ضغط بيده على يدها قبل ان يفلت اصابعها بصعوبة و كأنه لا يريد افلات يدها من يده ...
اتى يوم السفر وكان مشمسا ورائعا فارتدت هبة بنطال من الجينز كحلى اللون وتي شيرت اصفر جاكيت جينز قصير باللون الكحلي وحذاء رياضي.. قامت بتصفيف شعرها على هيئة ذيل حصان طويل وقد جهزت حقيبتها حيث قامت بوضع ملابسها العملية التى تحتاجها في سفرتها ولم تأخذ سوى فستانين للسهرة وبدلة رسمية للاحتياط مع حقيبة صغيرة بها ادوات الزينه والاكسسوار ...
حمدلله على السلامة يا ....عروسة ..
رفعت نظرها اليه متفاجئة وقالت بشدة
لسه ما بئيتش عروسة !
اجابها بابتسامة ماكرة
ما ان همت بالرد عليه حتى سمعت صوت باب يفتح التفتت فوجدت فتاه شابة لا يتعدى عمرها 20 عاما تقترب راكضة بسرعه منهما ورمت
بنفسها بين ذراعي أمجد وهى تصيح قائلة
أمجد وحشتنى اوووى اووى ايه الغيبة الطويلة دى خلاص نسيت لولو
نظرت هبة الى وجهه ولفت نظرها تبدل معالمه عند ابتسامته التى كانت من اعماق قلبه وهتف
ابعدت نفسها عن ذراعيه وهى تبتسم ثم التفتت ل هبة ووالدها الواقفين مبتسمين من حرارة اللقاء الذي يبين مدى تعلق عائلة أمجد به والذي يدل على بره وحبه لهم بالمقابل سلمت علا على والد هبة ثم التفتت لتسلم على هبة وهى تغمز أمجد وتقول
تصدق زوقك خطييير ما كنتش اعرف ان اخويا الكبير نمس بالشكل دا ...
فنهرها أمجد بمزاح
بنت عيب ماتكسفيش هبة بعد ان لاحظ خجلها من كلام اخته واكمل قائلا وهو يلتفتت لينظر الى هبة
مع ان معاكى حق فعلا ...
ثم دعاهم للدخول وما ان دخلوا من الباب حتى شاهدت هبة سيدة تتقدم منهم واضح عليها ان عمرها يناهز ال 50 عاما وان كانت لا تظل تحتفظ بلياقتها البدنيه تتقدم منهم باحترام وهدوء وبسمه حنان تزين تيها وتقول وهي تمد يديها لابنها الذي تلقفهما بين يديه
اهلا اهلا امجد وحشتني يا حبيبي قبل امجد يديها ومال عليها مقبلا وجنتيها وهو يقول
ازيك يا أمي وحشتيني جدا .. ربتت امه على وجنته بحنو وقالت
وانت اكتر يا حبيبي ..
ثم التفتت الى هبة ووالدها حيث رحبت بهما ثم التفتت الى أمجد قائلة
كان عندك حق في كل اللى قلته عن هبة يا حبيبي فعلا زى ما وصفتهالنا ..
ثم وجهت كلامها ل هبة وتابعت
أمجد كلمنى عنك كتير وعن السيد والدك الذي اشار لها برأسه يشكرها لترحيبها بهما ثم أكملت موجهة حديثها لابنها البكر
أمجد حبيبي جدك منتظركم في الصالون انت عارف انه صحته مش اووي والا كنت شوفتو في استقبالكو معانا ..
قال والد هبة
لا طبعا خليه مرتاح واحنا نروح لغاية عنده ..
اشارت لهم والدة أمجد مدام سعاد باتجاه الغرفة وتقدمتهم هى و أمجد حيث وصلوا الى غرفة استقبال الضيوف وقلب هبة يدق في ها باضطراب ووجل فهي تشعر وكأنها في انتظار امتحان شديد الصعوبة ...
فتح أمجد باب الغرفة حيث جده بعد ان طرقه وسمعوا صوتا أجشا قويا يأمر الطارق بالدخول تقدمتهم سعاد فوالد هبة ثم هبة و أمجد الذي شعر بقلقها ومال عليها خلسة هامسا لها
جمدى قلبك انا اللى هتجوزك وانا اخترتك وخلاص مقابلتك بعيلتي وبالأخص جدي بناءا على تك انت.. اتماسكي واوعى تحسيسيه انك مش واثقة في نفسك دا جدي وانا عارفه كويس اوي جايز هو كبير في السن لكن عقله لسه عقل شاب عنده 20 سنه وبنفس الذكاء والمكر ايام شبابه!!..
أومأت برأسها وتقدمت معه لتسلم على جده صافح أمجد جده مقبلا يده وقبل جبينه ثم ابتعد ليسمح لها بالتقدم للسلام على جده الذي انشغل بالترحيب بوالدها وما ان نظر اليها ليرحب بها ورفعت عينيها اليه حتى رأت فيهما نظرة قوية تشبه الى حد بعيد نظرة أمجد وواضح جدا الشبه بينهما حتى في البنية وتقاسيم الوجه وان كان أمجد أطول من جده ولكنها علمت انه عندما يكون أمجد بعمر جده سيكون على نفس الهيئة صافحها الجد بانشداه وهو يقول بصوت قوي خاڤت لا يصدق ما يراه أمامه
انت هبة مش ممكن !! كأن الزمن بيعيد نفسه تانى !! نفس النظرة ونفس لون الشعر حتى الملامح فيها شبه غريب مش ممكن الصدفة دى!!..
قطب أمجد حاجبيه وتقدم حيث كان جده ما يزال يمسك بيد هبة بين أنامله وهو يقول لجده
معلهش يا جدي صدفة ايه دى وملامح مين
أجابه جده وهو يضع يده الاخرى فوق يده الممسكة بيد هبة
جدتك يا أمجد ... فريدة هانم.. نفس الملامح والابتسامه كأنى رجعت بالزمن لورا اكتر من 50 سنة لما كانت بنت 20 سنة وانا 23 وشوفتها بالصدفة في بيت حد من قرايبنا ساعتها على أد الصالة ما كانت مليانه ضيوف لكن عيني ما جابتش غيرها زي هي بالضبط عينها ما جابتش غيري وفي شهر كنا متجوزين.. دى اعظم مفاجأه ممكن تجيبهالى يا أمجد انا دلوقتى بس حسيت بسعاده جمييلة وانا شايف فريدة زي ما تكون رجعت لى من تاني!! ...
فغر أمجد فاه من الدهشة في حين حدق جميع الموجودين في وجوه بعضهم البعض مستغربين مما قاله الجد علي الدين ...
ترى ماذا كان يقصد الجد بكلامه هل سيعترض على اختيار أمجد لهبة عروسة له وما ذا سيكون رد فعل هبة تجاه الجد وهل ستظل على خۏفها منه ام ان خۏفها سيتحول الى خوف من نوع آخر فبدلا من ان تخشى قبول الجد لها فردا في العائلة هل سيتحول ليصبح خوفا مما يريده منها جده ان تكون مكانتها في العائلة
الحلقة السادسة
نظروا الى بعضهم البعض بعد عبارة الجد انها افضل هدية جاءته من حفيده البكر سكت قليلا الجد ثم صرح قائلا بابتسامة بهيجة
نورت يا عروستنا الجميلة ...
ارتاحت معالم أمجد لدى سماعه جده يلقبها بعروسة فمن الواضح جدا انها قد لاقت استحسانه وبنجاح فيما اضطربت هبة قليلا في حين تبسم والدها شاكرا للجد ترحيبه بهم بعد ان جلسوا وتبادلوا التعارف دقت مدام سعاد جرس الخدم فحضرت على الفور صبية في ال 15 من عمرها طلبت منها مدام سعاد ان تقود الضيوف لغرفهم والتفتت الى ضيوفها قائلة
اكيد انتو تعبانين من المشوار اتفضلوا مع سميرة هتوصلكم اوضكم علشان ترتاحوا والغدا ان شاء الله الساعه 2 ..
شكرها يوسف وهبة وذهبا مع الخادمه ترافقهم علا في حين الټفت أمجد الى جده الذي قال له
صبرت ونلت يا أمجد كدا انا اطمنت عليك فعلا البنت فعلا تتحب...
قطب أمجد جبينه قليلا وأجاب
معلش اسمح لي يا جدي هو ايه اللي كان قالقك من الاول انا راجل وناضج وناجح الحمد لله في شغلي.. موضوع الجواز لما جه وقته فكرت فيه ..
رد عليه جده بهدوء
صح يا أمجد انت رجل اعمال غنى ومر وذكى ومن عيلة وعقلك حاد ودا اللى كان مخوفنى عليك!..
قطب أمجد ونظر اليه مستفهما فتابع الجد موضحا
ايوة قلقان عليك من عقلك اللي مش بيبطل يحسبها ومن جمود قلبك اللي من كتر ما انت متجاهله بأه بارد وطموحك اللي مالوش حدود زى الحصان الجامح اللي من غير لجام ..
سكت أمجد قليلا مقطبا ليجبه بعد ذلك قائلا
غريبة انك انت اللي
تقول الكلام دا يا جدي! انا اتوقعه من أمي ونظر الى والدته لكن منك انت.. غريبة انت كنت دايما مثلي الاعلى على أد ما رفضت تكون بدايتي في شركتك كنت عاوز ابتدي من الصفر زيك بالظبط انا فاكر انك مرة قولتيلي الواحد علشان يكون رجل اعمال ناجح العواطف لازم ما يكونش لها مجال في حياته علشان ينجح والا هيلاقي نفسه انتهى قبل ما يبتدى ! ...
أجاب الجد قائلا ببسمة يشوبها بعض الحزن وعينيه تلمعان من توارد الذكريات على عقله
بس انا كان ليا لجام ! ونظر اليه مكملا
جدتك فريدة هى كانت لجامى!.. كانت الوحيدة اللي مقدرش قلبي يفضل بارد ناحيتها وبالتالى كانت فيه بعض المشاعر اللي مامتتش بمۏتها حتى لأن القلب اللى يتعود على الاحساس مهما كان فيه برود عمره ما ېموت لكن انت قلبك كان بارد لدرجة انى خفت تصحى في يوم وتلاقيه ماټ لكن بعد ما شوفت هبة فكرتنى بالمرحومة! تمام نفس النظرة البريئة.. نظرة الطفلة اللي تحس انك عاوز تحميها حتى من نفسها اللي تخليك تعمل اي شئ علشان تبصلك بنظرة الفخر بيك زي الطفلة اللي بتفتخر ببطلها وبيبقى نفسك انك انت تكون بطلها! برائتها وطفولتها هي اللي هتصحى قلبك من نومته الطويلة اللي انت فرضتها عليه وهى ابتدت فعلا.. بدليل اختيارك ليها أمجد اللي انا اعرفه لما يحب يرتبط
كان هيرتبط بواحده ظروفها نفس ظروفه يعني يكون بينكم