الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية ميراث الندم بقلم الكاتبة أمل نصر

انت في الصفحة 105 من 192 صفحات

موقع أيام نيوز


دا انا جولت ان انت اكتر واحد هتحس بيا دونا عن الناس كلها.
التوى ثغره بامتعاض واضح وقد وصله مغزى ما يقصده هذا المعتوه عن عشقه اليائس من ابنة عمهما التي اتعبته في الركض خلفها دون امل وهو الشيء المختلف تماما عن رغبة قوية يتمسك بها فرد مثل ناجي وېحترق حتى ينالها.
طب وعشان انا بجى حاسس بيك انصحك تشيلها من مخك خالص عيش حياتك احسن دي واحدة عايشة على اطلال اللي راح مالك انت بيها

لون كلماته بغرض النصح ولكن الاخر لم يتقبل
يعني ايه مالي بيها هي دي برضوا مساعدتك اجولك كلم واد عمك عشان يأثر عليها وانت تجولي سيبك منها مكانش العشم يا عارف .
لم يتحمل الاخير حتى فاض به منفعلا
ما انت اللي كلامك مستفز يا عم بتجولي اكلم غازي اللي هي جاعدة عنده ضيفة طب بذمتك دا كلام يعجل دا كدة ممكن تفتكر انها ضيفة تجيلة ع الراجل 
ولا يكونش عايزو يشد عليها ولا يفرض رأيه كمان
وه انا جولت كدة يا عارف
لا مجولتش بس بصراحة دا معنى كلامك.
دافع يردف بالكلمات الحانفة ولكن عارف تجاهله عن قصد ليرى محتوى تلك الرسالة التي وردت اليه في اللحظة انتفض فجأة بوجه شاحب جاحظ العينين پغضب اعتلى تعابيره حتى انتبه عليه الاخر يسأله
إيه مالك شوفت خبر عفش ياك
نفى بتوتر ليتحرك بقدميه مغادرا
عن اذنك يا ناجي نكمل كلامنا في وجت تاني.
تطلع الاخير في الفراغ الذي تركه ابن عمه بذهابه ليغمغم باستغراب
ولا اكنه شاف نصيبة في التلفون يا ترى ايه اللي حصل
لم يكمل تساؤله حتى ورد على هاتفه هو الاخر نفس الرسالة وتأتيه الاجابة سريعا
ليعلق بسخرية متمعنا النظر في شاشة الهاتف
وه وه دا انت عندك حج تتخطف وتتسرع على كدة يا عارف اما دي حكاية يا ولاد
في شقته في العاصمة
وبعد ان غفى قليلا استيقظ على صوت الهاتف الذي كان يدوي بصخب بجوار رأسه حتى اجبره على الإستيقاظ ليتناوله من فوق الكمود يجيب عنه وهو يعتدل على الفراش
الوو.... ايوة يا فتنة .
الوو.... ايوة يا غازي كدة برضوا متتصلش بيا ولا تبلغني بوصولك
برغم استغرابه لهذا الاهتمام المفاجئ إلا أنه أجاب متجاهلا هذه الشعور بعدم الارتياح لربما كان هذا تمهيد منها لتصلح من نفسها وهو لن يخذلها فسوف يحاول ايضا
انا وصلت ع الإجتماع على طول شريكنا الأستاذ يوسف بهنسي ما صدج ولجاني جدامه ما سبنيش غير عشان اريح جسمي.
تثائب بصوت عالي ثم نهض يفرد ويثني في ساعديه وباقي أعضاءه ليفك عنه تشنج عضلات جسده والتي تيبست قليلا بنومه مستمعا لها وهي تردف بتردد
اااه يعني على كدة انت ماكنتش فاضي خالص عشان تتصل ولا حتى تبص ع التليفون!
فهم مقصدها انه عتاب فرد بسجيته
يا بت بجولك والله ما فضيت ع العموم بس اخلص المشوار اللي ورايا دلوك واتصل بيكي على ما ارجع حتى عشان اكلم البنات.
فتنة!
هتف منايا باسمها حينما لم يسمع لها صوتا حتى ردت بارتباك
ايوة يا غازي سمعتك.
طيب يا ستي هجفل معاكي دلوك عشان اللحق اتسبح جبل ما يوسف يطب فوج راسي ورانا اجتماع مهم مع عميل
ماشي يا غازي.... فهمت.... طب تبجى تتصل عاد ومتنساش.
لا مش هنسى هرن واتصل..... هو انتي عايزة حاجة يا فتنة
ها... لا... لا يا غازي انا بجولك عشان اطمن عليك يا حبيبي
تاني حبيبي!..... 
غمغم بها قبل أن ينهي معها المكالمة ثم تحرك نحو المرحاض بخطواته المجهدة وحدسه يخبره انها كانت تنتظر شيئا ما منه رغم نفيها ذلك والدليل تقطع الكلمات منها وخروجها بدون تركيز.
اما عنها فقد كانت تعض على شفتيها بغيظ مكتوم تهز قدميها بتوتر شديد فقد تأكد لها الان انه لم يرى الرسالة لقد ودت ان تكون هي اول من يسمع منه بل وترى رد فعله حينما يصدم بما يراه ليعلم بحقيقة مدللته أو كما يسمها شقيقة روحه.
هذا الهدوء في الأجواء يزيدها توترا وڠضبا وهذه الملعۏنة تمارس حياتها الطبيعية فلا يوجد بشائر لأي شيء حتى الان لنتيجة تلتمسها على أرض الواقع.
دارت الظنون برأسها حتى تناولت الهاتف
 

104  105  106 

انت في الصفحة 105 من 192 صفحات