الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية ميراث الندم بقلم الكاتبة أمل نصر

انت في الصفحة 129 من 192 صفحات

موقع أيام نيوز


كمان اشكري واتغزلي فيه ما هو انا مش بتك دا هو اللي ولدك
زمجر ناجي بحنق منها ومن أفعالها
يا جزينة ما تهمدي اتهدي يا بت شوية مش عارفين نلاحج ولا نلم وراكي اتعدلي يا فتنة عشان واصلة معانا للاخر.
استخفت تردد خلفه باستهزاء
ليه يا حبيبي توصل معاك للآخر بسببي جاعدة فوج راسك مثلا ولا في بيتك لا يا بابا انا جاعدة في عز ابويا.

يوووه
صاح بها ينهض ليغادر مرددا بسخط
انا ماشي وسايبهالك ارمحي فيها على كيفك يا فتنة.
تطلعت في اثره تغمغم بمزيد من السخرية
روح يا خوي وخدها فرصة انت كمان اجطع دراعي ان ما كان متلم على واحدة من الخواجات اللي بيروح يسهر معاهم ولا ضارب ورجة عرفي مع واحدة من اياهم
عادت لوالديها لتجفل منتبهة لهذا التجهم الذي کسى ملامحهما وقد وضح الضجر جليا من والدها والذي خاطبها ببعض اللين
وبعدين يا فتنة اعجلي كدة ومشي امورك يا بتي متخليش الكل يطفش منك اخوكي دا اللي طلع ېصرخ دلوك ما في ابرد منه معانا في البيت دا غير خواتك البنتة اللي بيروحوا على بيت جوازهم من نص اليوم بسببك 
عشان هما اللي بيستهبلوا عليا وعلى بنتتي يا بوي .
اندفعت بها ثم سرعان ما استدركت لغضبه منها فاسنطردت بضعف تدعيه
ما هما برضوا لازم يجدروا يا بوي انا مخنوجة وفيا اللي مكفيني وان ما كانش اخواتي يفوتولي دلوك مين هيفوتلي.
استطاعت بكلماتها ان تؤثر على هذا الجزء الضعيف من العاطفة حتى اشفقا عليها ظنا انها تعاني ابتعادها عن زوجها وعدم تجاوزها صدمة الانفصال في هذه السن الصغيرة 
كان هذا ظنهم قبل ان تجفلهما بطلبها
انا عايزة اطلع واتفسح واشوف الدنيا ينفع اخلي البنتة معاكي ياما تراعيهم بكرا على ما ارجع انا من مشواري في المحافظة عايزة الف ع المحلات واشتري شوية هدوم.
تجمدت رئيسة تطالعها بعدم تصديق لعدة لحظات قبل ان تستفيق ليخرج ردها پصرخة
بوو عليا وعلى سنيني هو انتي مش حاسة انك في عدة يا جزينة يعني لا ينفع تطلعي ولا تخشي حتى دي مش عتجاها يا فتنة
لم يكن امر طلب المقابلة معه بالأمر المفاجيء فهذا الشيء قد توقعه منذ البداية المفاجيء هو كان رد فعله برؤيته امامه هذا الشعور الذي يكتنفه الان بالڠضب بعدم الارتياح وكأن الذنب يخصه وحده او انه كان على غير ارادة شقيقته!
منور يا عمر بلدك كلها نورت برجعتك .
قالها كترحيب روتيني قد يفعله مع الجميع وجاء رد الاخر بامتنان
الله يعزك يا غازي بيه دا بس من زوجك البلد منورة بناسها
استجاب بابتسامة ليس لها معني يخاطبه
ربنا يبارك فيك يا سيدي..... انا سمعت انك واصل من كام يوم .
دا حجيجي انا فعلا مفاتش على رجعتي غير ايام جليلة يدوب لحجت اخلص من زيارات الناس ومباركتهم برجعتي بالعافية وعشان كدة طلبتك وكنت عايز......
بس انت اتأخرت جوي في الغربة يا عمر
باغته بالسؤال مقاطعا ليجبر الاخر على السير في نفس وجهته
دا صحيح بس يعني معوجنش جوي دول كلهم خمس سنين.....
ولا مرة نزلت أجازة فيهم
للمرة الثانية يواصل بأسئلته ليتسرب الى الاخر شعور غير طيب وكأنه داخل جلسة تحقيق
الظروف مكنتش تسمح ان انزل كنت ضاغط على نفسي بالجامد عشان اوصل للي انا عاوزه. 
التقط الاخيرة ليردد سائلا بهدوء خطړ
وايه هو اللي انت عايزه بجى
انه بالفعل يجفله بردوده كما أنه يسشف الحدة من خلف أسئلته
هذا ما شعر به عمر ولكنه تمالك يجسر نفسه متذكرا ما وصل اليه بالإضافة إلى الاموال التي بإمكانها ان تقوي قلبه للطلب مباشرة من الاخر
بصراحة اللي انا عايزة هو حاجة غالية غالية جوي تستاهل الصبر وتستاهل الغربة ومرارها تستاهل كل شيء عشان ابجى مناسبلها....... انا عشمان في كرمك يا غازي بيه في انك مترودنيش خايب الرجا انا جاي وطالب ايد الانسة روح اختك اشيلها فوج راسي واحطها جوه عيوني من جوا.
توقف غازي عن الشرود بكلماته المنمقة وبزغت بزاوية ثغره ابتسامة ضعيفة ثم قال
كلامك جميل يا عمر بصراحة اهنيك على لسانك الحلو ده دا انت ناجض تكتب قصيدة شعر
 

128  129  130 

انت في الصفحة 129 من 192 صفحات