الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية ميراث الندم بقلم الكاتبة أمل نصر

انت في الصفحة 161 من 192 صفحات

موقع أيام نيوز


واطي والظاهر ان من كتر معاشرتك للخواجات والناس السو خلتك افتكرت انك ان كل الحريم واحد لا يا ناجي شكلك كدة عايز تتربى من جديد عشان تفكر الف مرة بعد كدة جبل ما تكلم مرة حرة وتتجرأ عليها.
اتجرأت عليها!
خرجت من الاخير باستهجان ساخر قبل ان يفاجأه بتبجحه
ولما انا اتجرأت عليها هي متكلمتش ليه كانت مكسوفة مثلا تجول ع اللي عملته ولا خاېفة مني وع العموم يا سيدي ساهلة خالص اهي اتجوزها ونلم الموضوع.

تلم مين يا كلب هي كانت مبعترة 
صړخ بها يدفعه من طول ذراعه حتى سقط فوق كوم من القش وتحفز غازي يشمر أكمامه ليردف بإجرام قبل ان يتقدم نحوه
طلبتها ونولتها يا ناجي.
واضعا كفيه في جيبي بنطاله والنظارة السوداء تغطي على عينيه لتحميه من حرارة الشمس فتضيف مزيدا  من هالة جاذبة ټخطف الأبصار نحوه بالإضافة لأناقة المظهر المميزة
وتسائلا لا يتوقف من الافواه عن هوية الغريب المرافق لبسيوني في سيرهم عبر طرقات البلدة في جولته لتفقد البلدة الريفية الغريبة بأجواءها عنه
ما شاء الله يا بسيوني البلد كلها كأنها جنينية كبيرة   في كل حتة اراضي مزروعة عروش العنب ولا اشجار المانجة الكبيرة محاوطة كل بيت .
عقب بسيوني بزهو يكتنفه
البركة في الدهشان الكبير هو اللي استصلح الصحرا  وبعدها الدنيا اتعمرت زي ما انت شايف كدة وعياله كملوا الرسالة ربنا يباركلهم هما كمان.
فعلا عندك حق بس انا بقى عايز اشوف جنانين الفاكهة اللي بنصدر منها هنلحق نروحها على رجلينا ولا نرجع على البيت الكبير ونروح بالعربية
تبسم يجيبه بمشاكسة
يا بيه ما انا جولتلك من الاول نطلع بالعربية بس انت اللي جولت عايز اتمتع بالهواء النقي.
مط بالاخيرة ليثير الحنق بداخله  حتى استنكر هاتفا به
بتتريق عليا يا بسيوني طب انا فعلا بقى مش تعبان وايه رأيك بقى هكمل معاك كدة على رجلينا حتى لو هنلف كل البلد المهم انت متتعبش يا حبيبى.
رد بهدوء يغيظه
يا سيدي على كيفك زي ما تحب وانا ايه اللي يتعبني يعني دا حتى البلد بلدي والسكة سكتي .
رمقه بغيظ حتى هم ان يعقب على كلماته  قبل ان يتفاجأ بالوجه الصغير المألوف وهي تركض نحوه
عمو يوسف 
ايه ده ايه! انتي ايه اللي جابك هنا يا بنت
تمتم بها يفتح ذراعيه للصغيرة قبل ان يجفله بسيوني بلكزة خفيفة يهمس له بإشارة خفية نحو المنزل الذي خرجت منه الصغيرة
دا بيت جدها طليجة غازي جاعدة فيه.
اااه
تمتم بها بتفهم ليتلقف الصغيرة بعد ذلك وخلفها شقيقاتها يداعبهم ويلاطفهم بحكم معرفته بهم من منذ حضوره الزفاف مع والدهم.
وفي الأعلى كانت تراقب من شرفتها باهتمام شديد لهذا الغريب الذي يداعب صغيراتها وكانه على معرفة وثيقة بهما
غلبها الفضول حتى ارتدت عبائتها وهبطت اليهم لترى من هو هذا الغريب الانيق ولكنها لم تلحق به وقد ذهب يكمل جولته مع بسيوني همت ان توقف ابنتها الكبرى لتسألها ولكنها تفاجأت بزوج شقيقتها الكبرى عفيفي يركض قادما نحو المنزل حتى اذا دلف من الباب الخارجي هتف بها لاهثا
اللحجي يا فتنة غازي الدهشان داير طحن في اخوكي في الحوش اللي ورا البيت وشكله كدة هيخلص عليه .
ايه ده ايه ده حصلت نصيبة ولا ايه
غمغم بها سعيد بجزع قبل ان يهجم وزوج من أبناء شقيقه الأكبر يامن ليفصلوا ناجي من قبضة ابن عمه الذي كان يكيل له من الضربات الموجعة على وجهه وكامل جسده
صړخت فتنة بدورها بعد ان اتت مع زوج شقيقتها الكبرى ضاربة بنصائح والدتها في الانتظار وعدم الخروج من المنزل نظرا لحساسية الوضع  بينها وبين طليقها عرض الحائط متحدية الاعراف وأحكام الدين وكل شيء.
طالج نفسك زي الطور الهايج على خلق الله إيه فرحان بنفسك بكرة ربنا ياخد عفيتك دي اللي بتفتري بيها.
بس يا بت اجفلى خشمك انتي
صاح بها يامن بحزم ينهرها ولكن والدها كالعادة عاكسه بتأيدها وهو يرفع ابنه عن الارض بمساعدة عبد البر واسماعيل كي يستطيع الجلوس على الأرض
وانت عايز تسكتها ليه يا يامن مش اخوها دا اللي غرجان في دمه بسبب واد اخوك اللي عامل فيها كبير طب تجدر تجولي دا يرضي مين ده
خرج رد غازي بتحدي صارخ لڠضب الجميع
عنه ما رضى حد  ولدكم غلط وخد جزاءه بس على كدة.
شايف واد اخوك وافتراه يا يامن.
علق بها سعيد مستنجدا بأخيه الذي صاح بدوره عليه
مينفعش الكلام دا يا غازي انتوا الاتنين كبار مش عيال صغيرين علمنا يا ولدي بالسبب اللي خلاك تعمل فيه كدة.
السبب بيني وما بينه يا عمي هو غلط وخد جزاءه على كدة وخلصنا. 
لا مخلصناش ولا انت فاكرها سايبة وعشان ما منصب نفسك كبير على عيلتك يبجى خلاص مش هتلاقي حد يحكم عليك.
صاحت بها امام الجميع بجرأة تعدت الأعراف السائدة لحكم انفصالهم
 

160  161  162 

انت في الصفحة 161 من 192 صفحات