الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية ميراث الندم بقلم الكاتبة أمل نصر

انت في الصفحة 163 من 192 صفحات

موقع أيام نيوز


زمجرة نسائية تأتي من خلفه مرافقة لصوت مأمأة غنم وكأنها ټتشاجر معه
التف برأسه ليجد بالفعل فتاة تسحب پعنف احد الخرفان من قرنيه الكبيران وفمها يردد بالسباب عليه فخرج صوته مشفقا
يا بنتي انتي مچنونة ما براحة ع الحيوان ايه القسۏة دي
توقفت الفتاة ذات البشرة القمحية بطرحة رأسها التي تدلت منها بعض الخصلات في الأمام نتيجة المجهود الذي تقوم به فظلت للحظات تطالعه بعدم استيعاب حتى سألته

انت بتكلمني انا
اجاب سؤالها بانفعال
ايوة انتي طبعا حلي ايدك شوية عن الخروف دا كدة ممكن تقصفي رقبته ولا تكسري قرنه حرام عليكي.
ظهرت التسلية على وجه الفتاة لتردد من خلفه بسخرية
اجصف رجبته ولا اكسرله جرنه كمان يا حلاوة يا ولاد انتي مين انت من جمعية الرفق بالحيوان ولا يكونش جاي من حاجة تبع الاممم المتحدة بناءا  على شكوى متجدمة ضدي
تببسمت في الاخيرة بسماجة استفزته ليعلق ردا لها
يعني انا بكلمك ع الرحمة يا انسة وانتي بتتريقي طب حتى افتكري انه روح ربنا خالقها ويجب علينا نعامله برفق شوية.
رفعت يديها الاثنان عنه فجأة لتعبر مضيفة على قوله 
نعامله برفق وحنية كمان بس انتي متزعلش يا سعادة الباشا ياللا يا زينهم. 
قالت بالاخيرة تدفع الخروف نحو مدخل الحوش الذي سبق الدخول فيه من قبل اقرانه
فتكلم هو ردا له
انا كنت فاكرك بتتريقي بس كون انك سبتيه اساسا دي عندي كبيرة اوي.
ردت بنفس النغمة الهادئة وهذه السخرية التي تتخلل نبرتها
با سيدي ولا يكون عندك فكر انت تؤمر يا باشا ياللي انا مش عارفة اسمك انا بجدر فعلا وجهة نظرك الخاصة بالخرفان والرفق والحنية عليهم.
وجهة نظري!
تفوه بها بعدم فهم وقبل ان يسألها عن الغرض من كلماتها اجفل بدفعة قوية غبية على مؤخرته في الخلف جعلته يطير من أمامها حتى سقط بالكامل داخل احدى أحواض الخضرة  رفع رأسه مصعوقا بنظرة ڼارية نحوها فتفاجأ بهذا الخروف الذي كان يدافع عنه منذ قليل يطالعه متحفزا  لاعادة الكرة بنطحه مرة ثانية وابتسامة متسلية على ثغر الفتاة تعقب له
احنا آسفين يا باشا بس دا زينهم اللي انت عايزاني اعاملة برفق وحنية اتفضل دي الهواية المفضلة عنده نطح أي شيء يديله ضهره.
قالتها وانطلقت بضحكة عفوية لم تقوى على كتمها على قدر ما استفزه صورته المخزية امامها واستهزائها به على قد ما اطربه الصوت العفوي منها حتى انتفضت على اثر الصوت الجهوري المنادي باسمها
بت يا ورد انتي يا مضړوبة الډم بتعملي ايه عندك.
خلاص يا روح انا اتصلت....
قطع قاصدا حين اجفلها بالدخول مباشرة الى  داخل الغرفة بعدما انهى المكالمة التليفونية مع احد اشقائه وقد كانت هي متسطحة على فراشها في طريقها للنوم  بعد ان غلبها التعب وسهر الامس قي التفكير ترتدي هذه البيجامة الضيقة المنحسرة عليها بدون السترة التي تعلوها لتظل بهذا الجزء الداخلي الملتصق بها بدون اكمام
استفزه مشهدها حينما انتفضت تعتدل بجذعها باضطراب فور ان فاجئها بدخوله ونظرة كاشفة منها وكأنها توبخه ليقابل حنقها بابتسامة ماكرة معلقا
ايه كنت عايزاني استأذن جبل ما ادخل
قطبت تستدرك وضعها الجديد كزوجة له فتراجعت عن غباء تفكيرها قائلة بأسف
لا طبعا ازاي بس دي اوضتك وانت من حجك تدخل في الوجت اللي انت عايزه انا بس اللي لسة متعودش.
ميأمرش عليك ظالم .
قالها بدعابة ثم تحركت اقدامه للخروج  وتركها بتخبطها وارتباكها مبعثرا بأفعاله كيانها حتى تسائلت بداخلها عن سبب دخوله بالاساس.
وكأنه قرأ ما يدور برأسها فتوقف يخبرها قبل ان يخرج من باب الغرفة
نسيت اجولك واد عمك ناجي خد الطريحة اخوكي غازي جام معاه بالواجب وزيادة بس للأسف فتنة دخلت في الموضوع وولعتها ودلوك هيتعمل جلسة في المندرة للبحث في الأمر
لطمت على خدها وكأن التهمة التصقت بها هي لقد حدث ما كانت تخشاه وكبر الموضوع بفضله حتى وصل الأمر لشقيقها
يا مرك يا نادية يعني الجلسة اللي في المندرة هناك معمولة عشاني  معمولة عشاني ياما
زفرت جليلة بحنق متعاظم ترد عليها
ما انتي لو كنتي اتكلمتي في يوميها مكنش دا كله حصل كان اخوكي جطع مع الزفت ده وغازي رباه بمعرفته.
صاحت ترد عليها
طب ما هو راح رباه ياما وكانت النتيجة ايه اهو كبر الموضوع وكل واحد هيزود من مخه انا كان مالي انا ومال المرار ده انا كنت عايزة اروح بيتي كنتوا سبيتوني اروح  بدل المرار والشندلة دي
سقطت على كرسيها ترثي نفسها وحزنها
ما انا كنت عايشة مع جوزي في امان الله ليه بس الدنيا تجلب عليه بوشها العفش وتديني ضهرها 
استغفر الله العظيم .
تمتمت بها جليلة لتأمرها بحزم
استغفري ربنا دا كل حاجة عنده بتدبير خلي عندك ثقة فيه.
سمعت منها وتمتمت متضرعة قبل ان تردف بتصميم
ونعم بالله عدلها من عندك يارب.....  بس انا برضك لازم امشي.
لقد تم ما اراده المتبجح
 

162  163  164 

انت في الصفحة 163 من 192 صفحات