الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية ميراث الندم بقلم الكاتبة أمل نصر

انت في الصفحة 178 من 192 صفحات

موقع أيام نيوز


رده مخالفا
لا دي ولا دي يا خالة انا راجع من السفر عليكم على طول ھموت من الجوع عندكم عشا اتعشى معاكم
وه انت بتسأل دا احنا عندنا الخير كله يا ولدي شكلك واد حلال وحماتك هتحبك جبل ما تاجي على طول كانت داخلة تسخن ياللا نادية سخني كل اللي في التلاجة.
أومأت تحرك رأسها بزهول يشل افكارها لتزعن على مضض لتنفيذ الأمروقبل أن تستدير بجسدها أوقفها بقوله

ياريت يا نادية لو فاضل محشي من بتاع امبارح تلحجيني بطبج ولا يكون خلص وانا مليش نصيب ادوج منه .
لاه والنعمة فيه مش بجولك واد حلال. 
صاحت بها جليلة بلهفة تخبره قبل ان تعيد بتوجيه الأمر نحو تلك التي ما زالت لا تستوعب حتى الان ما يحدث أمامها وهذه الاريحية المبالغ فيها منه 
سخني الحلة كلها يا نادية دا باين غازي وصل النهاردة مخصوص عشان يفتح نفسنا والله حمد ع السلامة يا غالي.
تسلمي يا خالة امال فين الواد معتز واد يا معتز .
معتز نايم هجوم اصحيهولك
في صالة منزله الجديد وبعد انتهاء الزفاف امام المراة التي تتوسط الحائط وقف يتطلع لنفسه الان بها في انتظار خروج العروس اليه الى حين أن تنتهي من تبديل ملابسها يتسائل داخله
أين هي فرحة العرس.
لقد فعل كل شيء ليلة حناء صاخبة شهد عليها القاصي والداني وقد ذاع صيتها على كل ارجاء البلدة وما حولها واكثر نظرا للشهرة الواسعة التي يتمتع بها النجوم الذين أحيوها والفرقة والفقرات المتنوعة والذبائح ثم اليوم وهذا الزفاف الاسطوري في القاعة الفخمة في المحافظة
انه لم يترك شيء للتفاخر والزهو حتى انه اندمج مع ما يحدث بالأمس وظن انه قد نسي وعاش ليلة الأمس بفرحها وصخبها ولكن ومع بزوغ الصباح ورؤيته بالصدفة لها اثناء مرور السيارة التي كانت تقلها مع هذا المدعو زوجها وابن عمها لقد كانا يضحكان يعيشان السعادة التي كان يوعد نفسه بها معها
انتفض يستفيق من شروده مع صوت فتح الباب ثم خروج هذه الصغيرة والتي تقدمت حتي وصلت اليه

كانت كالكتاب المفتوح أمامه ليس بها الخجل الذي يتوقعه الرجل الشرقي من عروسه في ليلة كهذه بل هي امرأة راغبة نظرتها مشبعه بإعجاب قادر على ارضاء غروره كرجل بدعوة صريحة للغرق معها في بحر العسل ولكنها ليست هي
ليست عروسه التي تمناها ودفع ثمن الوصال بها من عمره ليست هي الحلم الذي عاش من أجله ليست هي من كسرت قلبه الذي ذاب عشقا بها حتى أصبح خيال رجل في انتظار اكتمال لن يحدث.
ولكنه الان على أرض الواقع والمفروض به ان يفرح ان يتجاوز ان يكون عريسا لهذه العروس
صدرت شهقة مجفلة منها بعد أن طوقها فجأة بذراعه بوجه متجهم ليس له أي صلة بما كانت ترسمه في خيالها ازدردت ريقها بتوتر تحاول السيطرة على خفقان قلبها وسبابته تمر على ثغرها يحدثها بصوت وكأنه يأتي من البعيد بعد أن تاهت بهذا الوجه الغريب منه
لتكوني خاېفة مني
ها.
تمتمت بها بعدم تركيز ثم سرعان ما حركت رأسها نافية رغم فزعها بالفعل منه 

يبجى أحسنلك تخافي

امممم دوج يا واد الحلاوة دوج يسلم ايدين اللي عملته اول مرة اكل محشي كرنب بالحلاوة دي.
عقبت جليلة ضاحكة وكأنها تلبست الدور هي الأخرى تسلم ايديها هي بجى ما هي نادية هي اللي عملاه وانا والنعمة ما اعرف اعمله بالحلاوة دي زيها
نقل بنظره نحوها بغزل مبطن
رغم ان جدتي كانت حاكيالي عن طعامته بس والله حسيت بنفسها فيه..
حسيت كيف يعني
سألته بتحفز رافعة حاجبا واحدا بشړ قابله بعبث ابتساماته المستفزة لها وتباسط والدتها معه يجعل عقلها على وشك الانفجار فما يجري حولها الان يشعرها وكأنه.......
نفضت رأسها رافضة الفكرة ان تطرا بعقلها من الأساس لتضع همها في الطعام ولكن كيف لها التناول وسهام انظاره المتربصة لها منصبة عليها ولا تتركها
كفاية يا ولدي دا باين النوم غلبه من تاني ومعدتش فيه نفس للوكل اساسا.
هتفت بها جليلة بالإشارة نحو معتز الذي غفى بالفعل على صدره قبل ان تنهض من محلها مردفة
هات اخده اغسله وشه وخشمه جبل ما احطه يكمل نومه ع السرير من تاني.
خليكي انتي كملي وكل انا اللي جايمة عشان شبعت. 
لا انتي استني يا ناادية..... 
تفوه يوقفها بكف يده التي صدرها امامها لتلتزم محلها على مضض يكتنفها احساس انه قد تجاوز بالفعل ولابد لها ان توقفه انتظرت حتى ذهبت والدتها بصغيرها لتبادره السؤال
نعم كنت عايزني استنى ليه
لم يكترث لحدتها بل ادهشها بتحول ملامحه فجأة لتغلف بتجهم تناقض تماما مع هيئته منذ قليل يجفلها هامسا بأعين تطلق شررا من الچحيم
طلعتي ليه من غير ما تبلغيني ولا تبلغي حد من الرجالة بسيوني دا اللي رازعه تحت امرك وامر معتز مكنتيش جادرة تديله خير
اكتنفها فزع كاد ان يوقف
 

177  178  179 

انت في الصفحة 178 من 192 صفحات