الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية ميراث الندم بقلم الكاتبة أمل نصر

انت في الصفحة 187 من 192 صفحات

موقع أيام نيوز


الاتفاق الذي تم بموافقة شقيقها لإخراص جميع الألسنة وغلق باب القيل والقال من الأصل ليختم بمطلبه امام سكون الأخرى والتي التزمت الصمت بجلستها معهم وقد بدا ان طاقتها نفذت من كل شيء تنتظر فقد انتهاء الأمر
كدة يا ست سليمة ابجى انا بينت ووضحت كل شيء جدامك وانتي ست عجلك يوزن بلد أكيد تعرفي الحل لوحدك وانا بجولها اها معتز في كل الحالات انا معتبره ولدي اللي مخلفتهوش من صلبي هو وامه في حمايتي لحد ما ربنا يفك الكرب او حتى على مدار عمري كله..

صمت دقيقة امام تركيز الثلاث نساء معه ليزفر خاتما بمطلبه
يمكن تكون تجيلة عليكي بس انا بطلبها منك زي ما طلبتها من اخوها انا طالب يد نادية منك بصفتك والدتها اللي خاېفة عليها هي وولدها...

سليمة يا خيتي اديكي شوفتي بنفسك المچنونة بتي وعمايلها وغازي واد عمنا وكبير عيلتنا يشهد ربنا ما شوفنا منه غير كل خير والكلام اللي جالهولك من شوية ما كدب في حرف منه وبيعمل غير للصالح وبس.
ايوة بس انا برضوا لحد دلوك مش موافقة مش موافجة يا جدعان يلبسوني في الكلام والحديت ليه
عقبت بها نادية بدفاعية تبرء ساحتها فقاطعتها سليمة
لكنك مخطوباله بالفعل يا نادية ولا انتي مش واخدة بالك منها دي
شحبت تجيبها برفض تام
لا طبعا هو جالي انه مستني رأيي زي ما جالك انتي كمان دلوك ولا يكون فاكراني هتجوز بالطريجة الغبية دي واتبع كلامهم والاتفاق الزفت ده يولع ناجي بجاز ۏسخ ايه هيهمني
بهمك ولدك يا نادية. 
تفوهت بها سليمة توقف استسرالها لتتابع مستطردة وكأنها تحدث نفسها
حتى بعد ما بعدتكم عن البيت برضك الڼار محاوطاكم من كل ناحية مفيش فايدة مكتوب علينا التعب يعني حتى لو عملتي اللي في دماغك وسيبني البيت برضك مش هيبطلوا تلسين ولا كلام وحديت عليكي مفيش مهرب من المكتوب.
سألتها بعدم فهم 
يعني ايه انا مش فاهماكي.

كنت عارف اني هوافج!
هتفت بها فور ان اقتربت منه اسفل المظلة الخشبية الكبيرة بحديقة المنزل والتي اتخذ جلسته عليها بعدما غادرهم وكأنه كان يعرف بمجيئها.
ارتفعت رأسه اليها يشير لها أن تجلس مقابلة له مخاطبا لها بتوقير
عشان عارف ان عجلك يوزن بلد وان أمان معتز وامه اهم عندك من الدنيا وما فيها.
عقبت تجفله بردها
بس انت الأمر عندك مش معتز وبس انا شايفة دا في عيونك زين .
مباشرة كالقطر على قدر ما ضاعفت من دهشته لفطنتها وذكائها الشديد في كشفه على قدر ما احرجته بصراحتها حتى انه اضطرب على غير إرادته في الرد مقرا لها

الله يرحمه ويصبر جلبك عليه يارب.
تمتم بها بمؤازرة ليخرج بسؤاله الملح رغم تردده

قال بلهفة جعل الأخيرة تتبسم على غير ارادتها تطالع الرجل المهيب وقد غلبه عشق امرأة ضعيفة لا حو لها ولا قوة وكم من عروش وممالك اهتزت لنفس هذا السبب.
اخوكي عملها يا روح.
هتف مجلجلا بضحكاته ليجبرها على الخروج سريعا من المرحاض بمئزرها الأببض والمنشفة التي كانت ومازالت تجفف بها شعر رأسها لتسأله بلهفة
عمل ايه المچنون دا يخليك تضحك وتفتحها كدة ع الرابع
سقط يجلس بركبتيه على الاريكة أسفله ليجيبها غامزا بعد أن توقف بصعوبة عن ضكاته
خد الموافجة اخيرا وهيتجوز حلم عمره بت هريدي جبلت بيه يا روح
يا سلام. 

توسعت عيناها واشټعل الشغف برأسها لتجلس جواره
على الفور تخاطبه بإلحاح
طب ومستني ايه ما تجول على طول يا عارف.
تحركت رأسه بالنفي يشاكسها بتسلية
بالساهل كدة عايزاني اعترف واجرلك على سر صاحبي ببلاش طب اغريني اديني اللي يعوضني عن عڈاب الضمير بعد ما اعترفلك...
زمت فمها بغيظ تكبت ابتسامتها ثم ما لبثت ان تهجم بقبضتيها على تضربه معبرة حنقها
لا وانت ضميرك صاحي جوي بطل غلاسة يا عارف مش بعد ما شوجتني باقتباس مشوق تخلى بيا .
قهقه بصوت العالي يسيطر على قبضتيها ليزيد عليها
يا ستي وانتي مالك مش ليكي تفرحي باخوكي وبس وسيبي الاسرار الصحاب ولا هي حشريه من الحريم وخلاص.

نادية انتي لسة صاحية
هتفت بها جليلة وهي تدلف اليها بالغرفة لترد الأخيرة بعد أن رقعت اليها رأسها
نعم ياما كنتي عايزة حاجة
سلامتك يا عين امك مش انا اللي عايزاكي يا حبيبتي تعالي برا كلمي .
سألتها تعتدل بجذعها عن الفراش باهتمام
مين اللي عايزني برا .
اكتنف جليلة التردد تتمتم مجيبة لها بتعلثم
ااا خ... خ.. بصي ما انتي اطلعي تشوفي بنفسك.
ايه هو اللي اشوفه بنفسي مين اللي جاي يزورنا في الوجت ده والساعة تمانية

لا ولا يهمك انا أصلا مش غريب .
قالها ثم جلس على الكرسي القريب منه يدعوها للجلوس هي الأخرى
اجعدي يا نادية انتي هتفضلي واجفة
عضت على نواجزها بسخط داخلها لهذا البرود الذي اتخذه منهجا معها غير عابئا بجلافتها في الحديث
 

186  187  188 

انت في الصفحة 187 من 192 صفحات