الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية ميراث الندم بقلم الكاتبة أمل نصر

انت في الصفحة 32 من 192 صفحات

موقع أيام نيوز


تسيبك لوحدك انتي بتنا.
عادت تومئ برأسها بتململ وكأنها تدعوه للإنصراف لن يلومها فهو بالفعل قد اطال رغم قصر الوقت ولكن ماذا بيده ود لو ظل العمر كله يتأملها وقد زادها الان حمرة جميلة اللهبت وجنتيها لتبدوا كطقعة للتفاح ناضجة.... تبا
زمجرة خشنة خرجت من حلقه قبل ان يرفع كفه أمامها بجملة اخيرة قبل الإنصراف

ع العموم دلوك هي فرصة عشان اعزيكي جبل ما أمشي البجية في حياتك ومتنسيش اللي جولتلك عليه.
استجابت تبادله المصافحة برد روتيني
في حياتك الباجية مش هنسى ان شاء الله
كان سلاما عاديا كفها فقط لامست كفه سريعا ولكنها مرت كشرارة كهرباء سرى مفعولها على جميع جسده لتجعله يقبض على اثرها حتى الان لا يصدق ليونتها ورقتها لا يصدق كم هذا اللطف والجمال المتمثل بها وحدها ليته لم يتركها أبدا ليتها كانت من نصيبه.
استفاق من شروده على دلوف شقيقته بملابسها السوداء لداخل البوابة الحديدية الكبيرة للمنزل انتفض واقفا ينتظرها حتى اذا اقتربت من الدرجات الرخامية للباب الداخلي هتف مناديا باسمها
روح. 
الټفت على النداء تجفل على جلسته في الظلام وقد أطفا انوار الأعمدة الصغيرة من حوله ارتدت بخطواتها لتغير الاتجاه نحوه تبادره بسؤالها
جاعد عندك في الضلمة بتعمل ايه اقسم بالله ما خدت بالي منك وانا جاية.
ابتسامة خفيفة شقت زاوية جانبية لفمه قبل أن يتود لجلسته ويدعوها هي الأخرى
يا ستي انا عايز الضلمة والهدوء تعالي اجعدي معايا بس ونسيني شوية تعالي.
فكت طرف حجابها في الأمام لتجلس به مغطيا شعرها فقط وقالت توافقه
بصراحة عندك حج الهدوء هنا مع صوت الليل وريحة الخضرة اللي جاية من الشجر والزرع كمان مع نسمة الهوا اللطيفة حاجة تسحر يا عم غازي تصفي النفس وتهدي الروح.
ردد خلفها بتفكه وقد راقه حديثها
يا حلاوتك انتي يا روح بتجولي شعر يا بت
تبسمت لتعقيبه ترد بخجل
يا عم مش شعر انا بس كدة اتأثرت بالجو اللي عامله لكن مجولتليش يعني ايه اللي مخليك منزوي مع نفسك كدة مش برضك دا وجت جعدتك مع شباب العيلة في المندرة ولا انت جفلت منهم.
ايوة يا اختي جفلت منهم.
قالها متبسما لتخمينها قبل أن يردف بتردد
ما انتي كمان جاية متأخر من واجب صاحبتك كل ده حتى بعد ما جطعوا التلات تيام برضك مش سايباها.
اعتلى وجهها طيف من الحزن تجيبه بتأثر
واسيبها ليه بس هي مصيبتها جليلة يعني امشي واعمل اني عملت اللي عليا وخلاص دي اترملت في عز شبابها حبيبتي خمسة وعشرين سنة الله يكون في عونها.
اومأ برأسه بشيء من الأسى يردد خلفها
ياللا بجى محدش بياخد أكتر من نصيبه لكن معني كلامك كدة انها اصغر منك ومع ذلك اها مش سيباه دي المحروسة اللي كانت معاها في نفس الفصل مش سائلة.
فهمت بمقصده عن زوجته التي ذهبت تعزيها كالأغراب وبعدها انقطعت حتى عن الاطمئنان عليها عبر الهاتف لذلك فضلت الاكتفاء صامته بابتسامة ضعيفة فواصل هو سائلا بفضول ېقتله
بس اللي انا عايز اعرفه ومجنني هي كيف بت هريدي واد عمي وانا معرفهاش كانت مختفية يعني ولا ايه
تبسمت هذه المرة بمرح ترد على كلماته
لا يا سيدي مكنتش مختفية بس هي اساسا كانت جلوعة عشان اصغر خواتها من يومها متحبش الطلوع كتير من بيتهم حتى لما كانت تاجي في تجمعات العيلة في الأفراح والليالي مكنتش بتتحمل غميز الحريم وغلاستهم عليها في الكلام اللي انت عارفه هتتجوزي مين يا بت وامك بتشغلك في البيت ولا لا هتاخدي ولدي يا بت وهي هادية اساسا متحبش الرط والرغي كانت تلم نفسها وتمشي على طول دا غير انها اتجوزت صغيرة جوي في سنتها الأخيرة في الصنايع جبل حتى ما تظهر نتيجتها مكنتش مكملة حتى سبعتاشر سنة.
يعني رباها على يده كمان ومدهاش فرصة حتى تشوف من الرجالة غيره وانا اللي كنت زي المخبل بدور عليها وهي جمبي 
غمغم بها ساخطا بصوت خفيض جعل شقيقته تسأله
أنت بتجول حاجة يا غازي.
نفى كاذبا ليتابع سحب الكلمات منها
لا متشغليش نفسك انتي كملي بجى على بت عمك الغريبة دي بعد ما اتجوزت مكنتش كمان بتاجي هنا ولا حتى حضرت أي ليلة من اللي بنعملها كل سنة
رغم استغرابها لتحقيقه إلا انها تغاضت لتردف له
لا طبعا مجاتش غير مرتين تلاتة ع الأكتر بس بنتت عمك بجى الله يباركلهم اللي تجول ابويا جابلي كذا واللي تجول جوزي جابلي وعملي عشان بس يغيظوها انها طلعت من العيلة وهي اساسا كانت راضية ومبسوطة مع جوزها المهم انهم خلوها منعت خالص.
ضړبة ډم تاخدهم.
علق بها بانفعال حقيقي ظنته هي مزاح ولم تخبره ان زوجته هي أكثر من كان يقوم بهذه الأفعال معها قبل أن تنتبه على انعقاد ملامحه وهو يتابع بسؤاله
على كدة مخلفة كام عيل منه
عيل واحد.
كيف
ضحكت تشاكسه
هو ايه اللي
 

31  32  33 

انت في الصفحة 32 من 192 صفحات