الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية ميراث الندم بقلم الكاتبة أمل نصر

انت في الصفحة 63 من 192 صفحات

موقع أيام نيوز


الواد الصغير لو الظروف اتهيأت جدامه كيف ما حصل النهاردة
اعود بالله.
تمتم بها عزب بصوت واضح امام الجميع ليعقب على قوله ناجي بمبالغة كالعادة
طب حد فيهم يجرب منه عشان اعملها حرب وابندجهم كلهم.
كبح غازي بداخله سبة وقحة يمنع نفسه بصعوبة كي لا يهجم عليه ثم يسحب لسانه من فمه حتى يخرصه نهائيا عن ازعاجه فخرج صوته بعد ضغط شديد

ولما تروح تبندجهم ولا تموتهم كلهم هنستفاد ايه احنا ساعتها لو لا قدر الله حصلت حاجة للواد
وافقه عارف ليضيف على قوله
غازي عنده حج فعلا احنا لازم نأمن الواد وامه معاه محدش ضامن الظروف جده راجل سكري ومش مضمون دا ممكن لو حصل للواد تعويرة صغيرة يبهدل الدنيا على راسنا.
صمت عزب بتفكير عميق وقد بدا على ملامحه الإقتناع حينما قال
تمام يا اخوانا بس انا اعمل اكتر من كدة اعين حراس ع البيت يعني
سؤاله العفوي جاء لغازي وكأنه وصل اخيرا لمبتغاه ليرد بلهجة حازمة حاسمة
اسمع مني يا عزب الكلام اللي انا هجوله دلوك ودا مفيش منه رجوع عشان فيه الحل النهائي لكل المشكلة .
حتى بعد مرور الساعات ومن وقت ان استعادت وعيها داخل غرفتها القديمة لتجده جالسا بجوارها على التخت لم تكف عن ضمھ واشباعه بالقبلات كل دقيقة والحديث معه من اجل ألاطمئنان بمعرفة جيدة عن سبب اختفائه حتى بعد سماع الرواية المذكورة عن سيره مع الاطفال خلف بائع غزل البنات
كدة برضوا يا معتز تسيب ماما بتدور عليك اوعي تمشي تاني ولا تسيبني دا انا اموت يا حبيبي من غيرك اوعي يا نور عيني.
دلفت اليها جليلة لتعلق باستهجان لفعلها
ما خلاص يا بتي سيبي الواد شوية واديلوا نفسه انتي حابساه معاكي من ساعة ما فوجتي.
ردت وأنفها مدفون في جوف عنقه لا تشبع من استنشاق رائحته
ياما انا مصدجت لجيته لو بعد عني تاني ساعتها ھموت ياما ھموت والله.
زفرت جليلة لتطرد دفعة كثيفة من هواء تعبأ به قلبها ۏجعا لأغلى أبناءها لتتناول منها الطفل بعد ذلك تبعده عنها بلطف حتى انزلت أقدامه للأرص تدعوه للعب مع باقي الأطفال قبل ان تلتف اليها تخاطبها بجدية
عيال اخوكي كلهم جاعدين حارسين يعني متشليش هم الواد وركزي كدة معايا في الكلام اللي هجلهولك.
رغم استياءها لابعاد صغيرها عنها الا ان الفضول جعلها تستجيب لرغبتها في الحديث سائلة
كلام ايه دا اللي عايزيني اركز فيه
اعتدلت يجلستها مائلة وانصبت عينيها نحوها تفاجأها بقولها
اخوكي اتكلم معايا من شوية لا جاعد لا على حامي ولا على بارد بعد اللي حصل للواد واللي زود عليه هو الفكرة العفشة ليكون حد أذاه من عيلة ابوه بعد العرايك اللي حاصلة عنديهم من كام يوم.
أطرقت نادية رأسها بأسف فحديث والدتها لم يبتعد كثيرا عن الهواجس والمخاۏف التي كادت تفتك برأسها وقت بحثها عن معتز فخرج صوتها بضعف موجع
عارفة ياما كلامك والله لكن اعمل ايه بجى اهو اللي حصل كان ڠصب عني ولا حد كان يتوقعها.
احنا عارفين يا نادية عشان كدة يا بتي اخوكي جايب الحل عشان نريح دماغنا من الخۏف ليحصل الموضوع دا تاني.
تطلعت لها باهتمام فتابعت جليلة
من بكرة ان شاء الله هتسكني في استراحة جدك عبد القادر الدهشان الحراسة هناك مرشجة في كل حتة دا غير ان البيت نفس.....
استني استني ياما
قاطعتها فجأة لتتابع وكأنها لم تسمع جيدا
بتجولي مين فهميني كيف يعني 
خرج منها السؤال بعدم استيعاب ترفرف أهدابها بنظرات مشتتة وكأن الرؤية مشوشة أو ما زالت لم تستعد وعيها جيدا لكن جليلة عادت لتؤكد لها صحة ما تفوهت بها
بجولك من بكرة هتروحي تسكني في استراحة جدك عبد القادر الدهشان على ما تهدي الدنيا ونشوف اخرتها ايه بعد اللي حصل النهاردة مينفعش الجعاد.
ازاي يعني
صاحت بها ورجفة غادرة اكتنفت اطرافها فجأة هل هذا حلم الذي تعيشه ام أنها الحياة التي ما زالت تحمل لها مزيدا من المفاجأت
كيف اسيبكم ولا اعيش مع ناس مليش اختلاط بيهم حتى لو كانوا من ناسي دا انا لسة مفوجتش من فراج جوزي اللي اتخطف فجأة جوم كمان اعيش في مكان غير مكاني
تنهيدة مثقلة معبأة بالألم خرجت من المرأة تخبرها بحزم
اخوكي دلوك بلغني بالأمر ده انتي عايزة الامان لولدك ومفيش أأمن من بيت جدك الدهشان ثم انا كمان هروح معاكي يعني مهتبجيش لوحدك.
ومين بجى ان شاء الله اللي أصدر الأمر
سألتها باستنكار وحالة من الرفض ما زالت تتمسك بها فجاء رد جليلة بوضوح تام
واحنا لينا مين يأمر علينا من بعد ربنا غير كبيرنا واد عمك غازي طبعا.
باحتجاج قاطع
ويصدر أمره بمناسبة ايه انا لا يمكن أجبل أغير مكاني ولا اروح عند حد غريب.
واصلت جليلة لإقناعها
يا بتي ما انتي هتجعدي لوحدك بعيد عنهم وانا زي ما جولتلك هكون معاكي
 

62  63  64 

انت في الصفحة 63 من 192 صفحات