الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية ميراث الندم بقلم الكاتبة أمل نصر

انت في الصفحة 65 من 192 صفحات

موقع أيام نيوز

 

بادرها بالحديث مازحا
الواد عنده تلت سنين يا بت عمي يعني راجل سيبيه ينزل على الأرض ويسلم على عمامه 
خرج صوتها كالهمس بارتباك
خليه في يدي احسن لما يعرف البيت الأول وياخد عليه بعدها هبجى انزله.
تجاهل الرد عليها واتجه للطفل الذي أشرق وجهه يبتسم له متمتما ببعض الكلمات الغير المترابطة والتي لم يفهم منها إلا تاح ليردد غازي بتفهم وكفيه الاثنان ارتفعت له بإشارة مفهومة

مفتاح يا بطل طب تعالى تعالى وانا اديك كل المفاتيح اللي انت عايزاها.
تفاجأت بطفلها الذي تملص منها ليرتمي نحو الاخر والذي تلقفه بين ذراعيه يضمه إليه باشتياق شديد وعاطفة لا يعلم لها مسمى اجتاحتحه من الداخل لقد شعر من البداية بوجود رابطة ما تجمعه بهذا الصغير ولكنه تأكد الان من قوتها.
طبع على وجنته بصوت عالي ليدور بينهم حديث سريع أمام والدته التي وقفت كالمتفرجة تشاهد هذا التناغم بين طفلها الذي تعلقت ذراعيه بهذا الرجل وكأنه يعرفه منذ زمن يتفاعل مع غمرته القوية له والاخر غير ابها بنظرات رجاله المنصبة نحوه.
هتفضل واجفة كدة مكانك يا نادية ما تتحركي يا بت عمي .
اجفلها من شرودها بقوله قبل أن يتحرك يسبقها مستطردا
ياللا بينا يا جماعة هنخش نشرب شاي الأول....
نشرب فين احنا مش داخلين ع الاستراحة
قاطعته تشير بذقنها نحو الأخيرة في الجهة الأخرى فجاء رده بدماثة يخاطبها وعينيه انتقلت نحو والدتها وشقيقها
يا ستي حاضر بس يعني يرضيك تاجي لحد هنا ومتسلميش على ستك الحاجة فاطنة ولا روح بت عمك دول جاعدين على ڼار مستنينك من امبارح ولا انتو رأيكم ايه يا جماعة
على الفور ردت جليلة بعفويتها المعتادة
وه كيف دا يا ولدي دا الحجة فاطنة هي والست روح على راسنا من فوج ودا برضوا كلام ياللا يا نادية دا الاتنين وحشوني جوي.
قالتها وتحركت نحو مدخل المنزل على الفور يتبعها ابنها عزب.
اضطرت هي الأخرى أن تتحرك لتلحق بهما وقد توقف هو مسلطا انظاره عليها وكأنه ينتظرها حتى إذا خطت جواره تتخطاه وصل لأسماعها ما جعلها تتوقف مبهوته للحظات
نورتي بيتك.
ومن شرفتها في الأعلى
وقفت محلها تشاهد بغيظ يفتك بها لا تصدق أنه نفذ وعده وفعلها هذا الرجل يتفنن في تحديها وكأنه يختبر صبرها غير ابها بڠضبها ولا حتى النيران تسري بأوردتها الان وقد أغلق فمها بتهدايداته.
مساء الأمس.
انتفضت من أمام مراتها لتلتفت اليه بأعين مشټعلة ترفض تصديق ما التقطته أسماعها
هي مين اللي هتيجي من بكرة وتنور الاستراحة إنت بتتكلم جد يا غازي
طالعها بنظرة مستخفة ساخرة قبل أن يجلس على طرف تخته يجيبها ببساطة وبيده يخلع عنه حذاء قدميه
اهزر! لا يا ست فتنة انا معنديش وجت اهزر والله بس نعيد من تاني.
توقف يردف الكلمات بتمهل مقصود
بت عمك هريدي نادية الدهشان من بكرة يا غالية هتنور استراحة جدك الدهشان الكبير يعني يا ست الكل تنزلي دلوك تشرفي ع الخدم اللي بينضفوا.......
هي مين اللي تنضف
صړخت بها مقاطعة وقد استعادت وعيها وتأكدت الان جيدا مما سمعته لتتابع صائحة بوجهه وقد فقدت زمام سيطرتها على لسانها الذي تحرر فاقدا لكل درجات الحكمة والتعقل
بجى انا فتنة انزل على يد الخدم واشرف على راحة المحروسة طب هي إيه اللي جايبها من أساسه بيت ابوها ۏجع مثلا ولا مش لاجية حتة تلمها بعد ما اترمت من الناس اللي كانت متجوزة ولدهم.....
قطعت هذيان كلماتها وقد باغتها ولأول مرة تمتد يده عليها ليقبض على ذراعها ولفه لخلف ظهرها يردف بفحيح قرب أذنها وصوت أنفاسه الهادرة ټحرقها
لتاني مرة بتجلي أدبك وتغلطي في واحدة المفروض انها بت عمك اللي عايز اعرفه بجى ايه سر الكره في جلبك ناحيتها هي مش برضوا كانت صاحبتك في المدرسة كرهاها ليه يا فتنة
صعقټ مذهولة لفعلته حتى غلب الألم كبريائها لترد بصوت باكي
انت بتمد يدك عليا يا غازي حصلت تمد وتهيني عشان واحدة زي دي
الله ېخرب بيتك.
تمتم بها يزيد بالضغط بقبضتة على ساعدها ليزيدها ألما فهي بالفعل تتعمد اخراج شياطينه حتى أنه تعوذ بداخله منها يتابع بعدها بتحذير
انا فاض بيا منك لمي لسانك الزفر ده صبري جرب ينفد منك يا بت سعيد لمي شياطينك عني.
دفعها لتسقط على التخت حتى لا يؤذي نفسه بأذيتها لقد كان على وشك كسر ذراعها الذي تدلكه فهتف بها معنفا
يعني حتى مبتدنيش فرصة افهمك لاجل ما تعرفي بالظرف اللي اضطرنا نجيبها هنا في حمايتنا بعد اللي حصل النهاردة لولدها ولا اللي بيحصل في بيت جوزها الله يرحمه دماغك دي فيها ايه نفسي افهمك ليه مصرة متسمعيش ولا تفكري غير في نفسك وبس
تجاهلت الرد عن إجابة السؤال او المقصود من مغزى حديثه لتعتدل جالسة بجذعها تريد كسب استعطافه بادعاء الضعف
كدة برضوا يا غازي هونت عليك تهني وتضربني دا انت في
 

64  65  66 

انت في الصفحة 65 من 192 صفحات