الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية ميراث الندم بقلم الكاتبة أمل نصر

انت في الصفحة 68 من 192 صفحات

موقع أيام نيوز


ترمقه بمقت فقد اصبح حديثه يحمل تلميحات مبطنة لا تعجبها فتابع يحسم ترددها
جومي ياما وخليني اكمل نوم عشان لو جعدتي معايا لبكرة حتى برضوا مش هتحرك من مكاني وكفاية جوي عليا اني سمعتك ولا اجولك روحي ابلفيه انتي بكلمتين أحسن جومي جومي إنتي أكيد مش هتغلبي.
قالها وسرعان ما استلقي جانبها جاذبا الغطاء حتى رأسه لا يبالي تركها بجواره او حتى انصرافها ولا بتأثير كلماته عليها مما اضطرها ان تنهض متمتمة بحنق

جلبك بجى جاسي وغليض جوي يا ولد بطني وانا اللي كنت فاكراك محروج عليا وبتدافع عني وانت أتاريك بتعمل كدة بس عشان تتحداه وتبين جوتك جدامه.
وكأن الكلمات لم تخترق اذنه تجاهل ليعود لغفوته غير ابها بأي شيء
وفي داخل غرفته.
دلفت اليه لتصطدم بنظراته القاتمة نحوها واجما يعتلي الهم قسماته ليزيده كبرا فوق سنوات عمره وكأنه تعدى السبعون ربيعا انفاسه الهادرة تبدوا واضحة إليها بقوة بصعود والهبوط السريع بصدره تقدمت نحوه ترسم ابتسامة أجادتها
إنت رجعت يا سبعي دا انا افتكرت واحدة من البنتة جات من الدرس لما سمعت صوت الباب
خطت لتتخذ مقعدها جواره سائلة
جيت بدري من الشغل يعني.
ظل على صمته لتتابع قاصدة فك جموده
تحب احضرلك غدا ولا اجهز الحمام تسبح وتريح جسمك من التعب انت أكيد هلكان.
أرفقت كلماتها الأخيرة بالمسح بكفيها الناعمتين على عظام صدره والذراعين ليدنو بأبصاره نحو ما تفعله من حركات مكشوفة شبع منها وحفظها وغزت ابتسامة ساخرة شفتيه تحولت بعد ذلك لضحكة صاخبة استعجبت لها لتناظره مبهوتة حتى توقف يصعقها بقوله
انتي جاية تبلفيني زي ما جالك ولدك يا شربات.
على الفور اشاحت بوجهها عنه تعوج شفتيها على زاوية واحدة وقد تأكدت بسماع حديثها مع ابنهما مالك دار ذهنها سريعا لتتذكر ان كانت أخطأت هي الأخرى أم لا حتى تأكدت من سلامة موقفها لتعود اليه سريعا بتبرير
متخداتش عليه يا خوي ولدك فاير والسن ده اللي بيجولوا في التليفزيون سن الخطړ هو من حرجته عليك وع اللي جرالك معرفش يعبر .
مال بوجهه نحوها مرددا بملامح مشتدة وقد ذهب عن وجهه الهزل
يعني هو يجل ادبه عليا عشان معرفش يعبر يا شربات بذمتك انتي مصدجاها دي طب حتى جولي بحاجة تدخل العجل.
على الفور تلبست ثوب المسكنة لتوجه الحديث نحو الوجهة التي تريدها.
لا يا خوي مش هكدب عشان هو ده اللي حازز في نفس الواد ومدمره من جواه انت فين حدك يعني لما عيل كدة طالع على وش الدنيا يلاجي ابوه مش عارف يجيب حجه من ناس حاطة يدها عليه وهو زي العاجز ومش عارف يلاجي صرفة.
عرفت جيدا انها وصلت لهدفها حينما رأت الوجوم الذي کسى ملامحه مع هذه النظرة التي تعرفها جيدا منه لتزيد عليه قائلة
معلش عاد اهو نصيبه كدة.
قالتها لتنهض من جواره وقد نجحت في صرف حقده عن ابنها بعد أن وجهته للجهة الأخرى التي تريدها.
على المائدة الكبيرة والتي ارتصت عليها العديد من أصناف الطعام تجمعوا جميعا لتناول وجبة الغداء التي أعدتها روح مع باقي العاملات في المنزل بطاقة عالية من النشاط ابتهاجا بحضور رفيقة لها وقد عزمت داخلها أن تزيد من صلة القرب بينهما.
كلي يا نادية وسيبي الواد طبجك جاعد زي ما هو مجربتيش عليه يا بت.
هتفت بها تضع قطع أخرى من اللحم امامها لتزيد من خجل الأخرى والتي تخضب وجهها بالحمرة الشديدة بعد أن كشفتها وهي اللي اتخذت إطعام ابنها حجة.
انتبهت عليها جليلة تتدخل بينهم
هاتيه منها يا روح هي طول ما هي جاعدة توكل الواد مش هتعرف تاكل.
رفضت الأخيرة ترفع الطفل من والدته
وانا روحت فين يا خالة 
قالتها تضحك موجهه نظرتها بمرح نحو نادية بعد ان اجفلتها بخطڤ الصغير منها تأمرها بحزم محبب قبل أن تجلس وتضعه بحجرها
كلي يا بت كلي.
حاولت أن تتجاوب معها بابتسامة ظهرت وقد غلبها خجلها لتهمس لها بنظرة محذرة
خلاص يا روح.
زادت الأخيرة بمشاكساتها
معندناش خلاص احنا والكلام الفاضي ده اسمعي الكلام بجولك.
تدخلت الجدة بحزم هي الأخرى
ما تاكلي يا بتي خلي البت دي تهمد على حيلها دا اكنها اتجنت بجيتك النهاردة.
ضحك الجميع على مزحة الجدة إلا فتنة فقد اجبرت نفسها على الابتسام بصعوبة وڼار ټحرقها برؤية ما يحدث امامها يعيدها لنفس العادة القديمة بخطڤ الانظار نحوها والتسابق للإهتمام بها ضغطت ټلعن زوجها فقد كان ينقصها إعادة احقاد الماضي الان.
أما هو فقد كان في عالم اخر يدعي الحديث مع عزب ويوزع اهتمامه بالصغيرات يخطف النظرات نحوها كل دقيقة وقد وضعت همها بالطعام حتى تتخلص من إلحاح شقيقته وورود الوجنتين نتيجة حيائها الشديد تدعو المتيم لقطافها تفتح الشهية برؤيتها يشعر بلذة الطعام بحلقه وكأنه يتذوقه لأول مرة
مساء الخير عليكم. 
اغمض عينيه وقد علق الطعام بوسط حلقه بمعرفة جيدة لصاحب الصوت تلتقط اسماعه حركة تقدمه نحوهم
 

67  68  69 

انت في الصفحة 68 من 192 صفحات