الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية ميراث الندم بقلم الكاتبة أمل نصر

انت في الصفحة 74 من 192 صفحات

موقع أيام نيوز


لهما.
بجولك خدهم وراح بيهم مشوار يا ناجي اغنيها ع الربابة عشان تفهم. 
صړخت بها عبر الهاتف متخصرة في غرفتها التي اغلفتها عليها لتبتعد عن الجميع وجاء صوته باستهجان
لمي نفسك يا فتنة انا مش ناجص جلة أدبك دي ع المسا يعني هيكون خدها هي وامها ولدها وراح فين يعني يفسحهم مثلا
حد عارف ما يمكن يعملها صح ودا بيهمه حد اصلا واد عامك مفتري ومحدش جادر يلمه.

الله ېخرب بيتك يا شيخة يا بت انتي عايزة تحرجي دمي وبس اجفلي خشمك يا فتنة انا جايلك اصلا اشوف اللي حاصل واشوف خدها وراحوا فين بس انتي امسكي لسانك ده مش عايزين نصايب.
ماشي يا واد ابوي هسكت واعمل نفسي مش واخدة بالي ان شالله حتى يكون بيفسحها ولا يوكلها جيلاتي زي اللي بيجيبوا للبنتة.
إنت وجفت ليه
هتفت متسائلة بدهشة بعد ان اجفلها بتوقفه أمام أحدى المحلات العريقة بالمحافظة لصنع المثلجات وجاء رده بابتسامة بريئة
معلش يا جماعة بس انا متعود انزل هنا دايما كل ما اجي المحافظة اجيب ايس كريم للبنتة لازم ارضيهم أحسن ميدخلونيش البيت.
استجابت جليلة بابتسامة تعقب بعفويتها
وماله يا ولدي ربنا ما يحرمهم من دخلتك عليهم دا البنات دول زينة الدنيا كلها.
اسبل اهدابه عنهما قليلا بصمت قطعه بعد لحظات موجها قوله لهما
طب انا ليا عشم عندكم يا خالة بصراحة بجى انا نفسي ادخل بمعتز خليه يشوف منظر النيل دا في الناحية الورانية من المحل دا حاجة كدة حلو جوي خلوا الواد يشم هوا بدل الحبسة
دلف الى منزله عائدا من دوام عمله بوجوم آثار ريبة زوجته والتي توقفت تطالعه حتى سقط ليجلس على اريكته الخشبية يتلاعب بشعر ذقنه بشرود واضح جعلها تقترب لتحتل مقعدها جواره وتسأله بفضول
مالك يا اخوي داخل كدة ومش داري بالدنيا ايه اللي شاغل بالك
التف إليها يزفر بأنفاس متحشرجة قبل أن يجيبها
ابويا فاج يا شربات كل اللي يشوفني من ساعة ما نزلت من العربية يبشرني بالخبر المهم.
امتعضت ملامحها لترفع طرف شفتها بتهكم صريح.
دا على اساس يعني ان احنا هنتنططوا من الفرحة بفوجته ناس فاضية بالها.
رمقها بنظرة غامضة لم تفممها حتى تسائلت بتوجس
اوعى تكون زعلان على فوجته لا يا حبيبي اطمن انا سألت وعرفت ابوك ملوش جومة منها تاني ايام معدودة حتى بعد ما فاج دلوك.
زاد غموضه وقد اعتدل مواجها لها بجذعه
وانتي مين جالك اني زعلان على فوجته ولا خاېف لا يبلط فيها
أمال ايه
صدر استفسارها وقد ازدادت حيرتها من جموده قبل أن يصعقها بقوله.
هو شكله صح بيودع بس طالب يشوفني .
وعلى عكس المتوقع اشرق وجهها وتراقصت الأطماع برأسها لتردف له على الفور تبتغي اقناعه
طب ومستني ايه اطلع على طول يا فايز روح شوفه يمكن يكون ربنا هداه وحس بغلطه جايز يصالحك جبل ما يسيب الدنيا ويفارجنا.
هذه المرة توقف صامتا يطالعها للحظات مرت عليها ببطئ شديد تنتظر الرد منه قبل ان يصعقها بقوله
بس انا مش عايز يا شربات عشان عارف نظرته ليا هتبجى ازاي اخاڤ ليتهمني پتهمة انا بريء منها اخاڤ اخد غضبه على شيء ملياش يد فيه.
ابتلعت ريقها وقد فهمت مقصده لتقترب منه وتربت بيدها على ذراعه بدعم ولكن الشغف بالمال جعلها تحاول بسياستها معه
مدام عارف نفسك زين يا اخوي ميهمكش حتى لو كان يعني ما هو اللي ظلمك الاول لما حرمك من حجك في البيت انت مينفعش تجعد وتستنى أكتر من كدة دي حتى تبجى عيية في حجك دي الناس اللي راحة جاية ع المستشفى اللي هو فيها من ساعة ما اتشاع الخبر انه فاج يبجى انت اللي هتجعد عشان يسألوا ولده فين
اعتلي ثغره ابتسامة مستخفة معقبا على قوله
لا اطمني يا اختي محدش هيسأل هو في حد طايجني فيها العيلة المخروبة دي عشان يسأل ولا يطمن عليا
عوجت شفتيها على جانب واحد تكظم غيظها من سلبيته المفرطة في التحرك نحو شيء تظن فيه المصلحة حتى تسائلت بيأس
طب وبعدين يعني انت دلوك قررت ايه هتروح تشوفه ولا هتجعد
دارت عينيها في الأجواء الهادئة حولها مشهد النيل من خلف الحاجز الزجاجي الرقي المبالغ فيه لهذا المكان الذي لأول مرة تطئه بقدميها لا تصدق أنها استجابت لإلحاحه كيف لها ان تطيع والدتها وتترجل معهما لماذا أتى من الأصل معهما
أنا عايزة امشي ياما.
هتفت بها تجفل جليلة من شرودها هي الأخرى مستنكرة هذا الأنبهار الذي يعلو قسماتها والتي قطبت حبينها تسألها باستغراب
بسم الله الرحمن الرحيم تمشي فين يا بتي والراجل لسة مجاش بالواد اساسا
احتدت نبرتها في الرد عليها
ما هو انتي السبب ياما مكانش لازم توافجي ابدا على النزلة هنا ولا كنا رضينا بأنه ياخد الواد يفرجه ع المكان هو احنا جاين في ايه ولا ايه بس
حاولت
 

73  74  75 

انت في الصفحة 74 من 192 صفحات