رواية بين اغلال الشيطان بقلم مني ابو اليزيد
مأثرتش في شغلها عشان أمشيها وقتها قولتلها تمشي عشان كنت مصډوم مش بفكر كويس
أخذ وليد قلم عبث فيه أظهر عدم اهتمامه لما يقول وهتف
محدش قالها تكدب ولو فارقة معاك أتصل بيها
حرك رأسه بالنفي كسي ملامح وجهه بالحزن باح بالندم
ياريت ينفع بس للأسف مسحت رقمها
علم أن الجلوس والتحدث له فائدة شعر بعدم رغبة تملئ وجهه لا حبذا أن يحب هذا المكان شعر بضيق في التنفس اندفع للأمام قبل أن يتفوه
سار في الطريق مشتت الانتباه لمح طيف حنان تعبر الطريق أندلف خلفها تلقائيا راقب تصرفاتها كانت تخرج من محل لأخر محلات منوعة من ملابس مقاهي مطاعم إلخ كل مرة تخرج خيبة الأمل ظاهرة على تعبيرات وجهها لمحته تبددت ملامحها إلي الضيق هرولت في خطواتها تعتمد عدم النظر عليه فعل عكس ما فعلته اقترب منها عندما تيقن أنها شاهدته وقف أمامها قائلا
لوت شفتيها في استنكار وتشدقت بفمها
وأنت مالك
جاءت أن تتحرك عرقل طريقها ليتحدث بتأكيد
بدوري على شغل
ضړبت راحتي يدها اليمني على ظهر أليسري ثم قالت بتهكم
أكيد هصرف على أبني منين
بث سمه كالثعبان عليها لدغها بشراسة حين قال
مش هسألك أبوه فين بس كان لأزمته إيه الكدب من الأول
شعرت بغصة داخل جوفها حاولت ابتلعها المحاولة باتت بالفشل هرولت في الركوض بعيد عنه لا ترحب بالحديث معه لأول مرة كانت تراه اليد الطيبة أحيانا وأحيانا الأخرى الأمان دمر كل هذا عقلها مشتت بشدة سارت في الطريق دون انتباه بينما هو يراقبها في تحركها كأنه انتصر عليها طرد تلك الأفكار التي استوطنت عقله لفترة من الوقت وهو في مكتبه
إسعاف بسرعة حد يتصل بالإسعاف
سمع أحد الأصوات من الواقين يقول بتعجل
مستشفي ابن سينا التخصصي قريبة من هنا أسرع من الإسعاف
كانت أوصاله ترتعد أمله الوحيد نجاتها ظل يدعو الله كثيرا حتى خرج الطبيب اقترب منه في عجلة قائلا
أراد الطبيب أن يعرف كل شيء عنها خاصة بعد هيئتها التي تدل على فقرها فهذا الطبيب لم يري حنان مطلقا
حضرتك جوزها
فكر في الإيجاب بالتأكيد لكنه تراجع فهو لا يعرف ماذا يريد كفي أنه دفع الأموال الأزمة فقال بنفي
لا أنا أعرفها معرفة سطحية ممكن تطمني عليها
تصنع وجهه بالعبوس واليأس وهو يتفوه بسأم
للأسف هي في غيبوبة وحالتها خطېرة
والحل
ربت على كتفه قائلا
أدعيلها بس هو مفيش حد غيرك
أومأ رأسه بالتأكيد بحزن يتجلي تعبيرات وجهه قال بأسف
للأسف ملهاش حد
تعمقت الفكرة داخل ذهنه خفي ابتسامته وفرحته اندفع للأمام وهو يقول
عن أذنك
ولج الطبيب
أحد المكاتب قال بلهفة
جات مريضة ملهاش حد هتنفعنا حالتها مش خطېرة كسر في رجليها وأيديها وفتحة صغيرة في جبينها
ترك سنان القلم أبعد مرمي بصره عن الأوراق فظهر شعاع الأمل في مقلتيه هتف
بجد
سرد له قصة الفتاة أن ليس لها أحد يسأل عنها سوي رجل واحد يعرفها معرفة سطحية وحالتها الصحية التي تبدو على ما يرام فقال بحماس
أديها حقنة منومة بعد لما تفوق من البنج
تنفست جوهرة بسعادة بعد شعاع الأمل الذي لحق بها بعد استعدادها للذهاب مع والدها إلي الطبيب كادت أن تفتح باب الخشبي احتقن وجهها بالڠضب
فور ما وجدت أصيل أمامها لا ترحب بالحديث معها منذ ما حدث في ليلة اللعب أشاحت وجهها للاتجاه الأخر تحدثت بدون محبة
الأكل جاهز
لم يعقب بادرها بسؤال ألجم لسانها عن الحديث من دهشتها
رايحه فين من غير ما تقولي
فرشت ملامح وجهها بالغيظ فجزت على أسنانها لم تنصاع لإجابته رحبت بفكرة استفزازه أكثر لتسترد جزء من أهانتها في السابق
وأنت مالك كل اللي عليك أكلك دلوقتي
ضغط على شفتيه لعدم قدرته على فعل شيء تمني أمساك ذراعها ليغرس قوته لتتألم فتتراجع عن توبيخها بكثرة قال بغيظ
بس بقي لما أسالك سؤال تجاوبي وبطلي عند أنت شغالة هنا
أومأت رأسها بالموافقة رددت بعض كلماته لتلقنه درس جديد
أيوة شغالة هنا من حقي إن أمشي براحتي
اقترب منها ليصافح أنفاسه وجهها ليهب الخۏف داخلها همس بنبرة فحيح الأفعى
الكلام ده لما تكوني مش بتباتي هنا لكن أنت بتباتي من حقي أعرف رايحه فين وجاية منين خصوصا إن كل حاجة موجودة
ظلت مناقشات بينهما كالقط والفأر حتى قطعها سعد بقوله
أنتوا مش عاملين ليا حساب بتتخنقوا قصادي
رد عليه أصيل
بنتك مش بتحترم حد أنا عامل لأصلي معاها لحد دلوقتي ومش راضي أوريها الوش التاني وقتها مش هتحب تشوفني في المكان لأن حياتها هتبقي سوده
system codeadautoadsسيطر الڠضب عليها من حديثه باحت پغضب
لا أنا محترمة ڠصب عنك ومسيري في يوم وهسيبك وقريب أوي
تفوه دون أن يحسب ما يقوله
هيبقي يوم المني
دخل سعد في الحديث قائلا بنبرة أمر ممزوجة پغضب
وليه تستني يوم المني لمي حاجتنا يا جوهرة أحنا هنمشي دلوقتي
وصلت سطوة العواصف إلي ما لا يتحمله بشړ الجميع ذاق المر دون قصد تلك هي الدنيا شئت أم أبت ليس عليك سوي الاستسلام حتى تبرهن لنفسك أنك قادر على فعل المعجزات
شيطان يسيل لعابه وهو يجلس أمام جوهرة لم يلتفت إلي جمالها بل لعابه كان على والدها سعد أن يأخذ ما يريد منه
رأي كل التحليلات التي تظهر حالة وعكته الصحية فكانت على ما يرام الأمر لا يستدعي إجراء عملية كفى العلاج غرق سابحا في الأفكار حتى عثر على الرد المناسب أغلق التحليلات الطبية قبل أن يرد
التحليلات دي قديمة هكتب شوية فحوصات والنتيجة بتاعتها هي اللي هتعرفنا المړض وصل لفين
أومأت رأسها بالموافقة عقلها كان في مكان أخر هل يجوز أن تسأله على ثمن التحليلات
سرعات ما تذكرت المبلغ الذي أخذته من المظلم مقابل عملها معه يستطيع أن يكفي بالطبع لكن أشرق وجهها بالنور حين قال سنان
system codeadautoadsعشان أنت جاية من طرف الدكتورة مرام هتعملي التحليلات المطلوبة تبع معمل أنا أعرف صاحبه هقوله وهيسهل الأمور كلها
كان يرمي كلامه على المال بطريقة غير مباشرة حتى لا يسبب لها إحراج رأت من هذه الطريقة أنه شخص محترم قررت أن تعطيه الثقة كاملة كست ملامحها بالشكر قبل أن تنبض بقولها
شكرا يا دكتور في حاجة تانية
هز رأسه بالنفي وهو يقدم الورقة المدون فيها كل شيء لازم قال بابتسامة تخفي مخالبه
لا أنا كتبتلك عنوان المعمل قولي بس أنا تبع الدكتور سنان ومتقليش من حاجة
تذكر شيء هام رفع سبابته لأعلى كإشارة للانتظار التي تدل على ثانية واحدة فتح الدرج أخرج ورقة مدون فيها بعض المعلومات عنه ما يطلق عليها الكارت ثم أردف قائلا
ده الكارت بتاعي احتياطي معاكي لو مرضيوش أديهم الكارت
خرجت من العيادة أسرعت تتحدث مع مرام لكي تطمئنها بعد أن اتفقا على هذا قبل ذهابها إلي الطبيب فور ما سمعت صوتها هتفت
عامله إيه
طمنيني عملتوا إيه عند الدكتور
كتب لينا شوية تحليلات هنعملها وربنا يستر
إن شاء الله يقوم بالسلامة
أنا اللي مش عارفة أشكرك أزاي صممتي تساعديني رغم خناقتنا زمان وسبتي المظلم ده ربنا بيحبك
شعرت أن حديثها لا يجوز أردفت بأسف
أسفه متزعليش والله ما أقصد
عارفة أبقي قولي لي الأخبار علطول
من عيوني
بكاء صړيخ يصدرا من يحيي بعد تأخر والدته عليه فلم تعد حتى الآن حاولت ياسمين بث الأمان داخله حتى يهدأ عكس ما داخلها من تيار يكسوه القلق والخۏف
بعد محاولات عديدة استسلم الطفل للنوم أخرجت من الحجرة التقطت الهاتف المحمول بدأت في الرنين المتواصل على حنان ربما كان مغلقا ضړبت فخدها بتوتر وحدثت نفسها
وبعدين بقي في الحيرة دي أول مرة تعمليها يا حنان
ظلت تفكر على حل للورطة فهي ليست أم ليس لديها خبرة كافية عندما عثرت على الفكرة هرولت في الخروج بسرعة دون أن تصحب يحيي معها
ذهبت إلي المطعم فهي لا تعلم أنها فقدته قابلت أحد العاملين تنحنحت قبل أن تتفوه
لو سمحت حنان لسه هنا
رفع حاجبيه لأعلى باندهاش فهو يعمل في الفترة الثانية لا يسمع اسمها مطلقا فقال بأسف
مفيش حد بيشتغل هنا بالاسم ده
ردت عليه بتأكيد
لا في بس في فترة الصبح ولسه مروحتش لحد دلوقتي
تمتم قبل أن يجيب
أنا بشتغل في الفترة التانية ممكن تسألي مستر وليد هو اللي موجود حاليا هيقدر يساعدك
هزت رأسها لأعلى ولأسفل بالموافقة سارعت تسأل عنه كأنه مشرف العمال لعبت الدنيا معها حين سألته هو بنفسه عندما كان ينوي المغادرة
لو سمحت في واحد اسمه وليد مشرف عمال شغال هنا
رد بنفي ممزوج بجمود
لا
احتقن وجهها بالڠصب سبت ولعنت صاحب المكان استطاع أن يسمعها فهرول قائلا
أنت بټشتمي صاحب المكان
لم تهاب منه قالتها بتأكيد ليس لديها أي شيء تخاف منه للتمنع عن قول الحقيقة
أها ما هو اللي مشغل شوية ناس مش بتفهم مش عارفين حاجة عايزني أقول إيه
أيقن أنها لا تعلمه قوس فمه بابتسامة عارمة تجلي ملامح وجهه هي الأخرى حرك يده بهدوء ليفهم منها وقال برجاء
براحة بس وفهميني
سردت له عن حنان وإبلاغ أحد العاملين أن ما يدعي بوليد وأن لا أحد يعلم مشرف العمال
أصدر ضحكات عالية في التو مما ڠضبها بشدة حاول كتمانها بعد رؤية الڠضب يعتريها كادت أن ترحل منعها بالقوة نجح في كتم ضحكته بعد عدة محاولات وحدثها بعجلة
يعني أنت فهمتي أن مستر وليد مشرف العمال
صمت لبرهة راقب تغييرات راقب ملامح وجهها التي أكدت له هذا أضاف قائلا
أحنا مش في مصنع أو شركة ده مطعم ومستر وليد يبقي صاحب المكان وأنا مستر وليد
سعت عينيها من الصدمة وضعت في مأزق تلون وجهها باللون الأحمر من شدة الخجل كانت تتفوه بثقة على أنها لا تقابل صاحب المكان هي وبخته أمامه هو مباشرة قررت أن تهرب من المأزق بسؤالها عن حنان فقالت
هي فين حنان ممكن أعرف
ألقي عليها سؤالا
مين حنان
جرت بالكلام أخر دون تفكير فهي شرسة في حديثها
مكذبتش أنا عشان تعرف
قصت له عنها بعد التفاصيل لكي يتذكرها إجابته كانت بئر من الصدمة الذي وقعت فيه زادت سرعة نبضات قلبها ضړبت يدها على صدرها هاتفة
يا مصېبتي هي فين دلوقتي دي نزلت من بدري على أساس أنها في الشغل طب عن أذنك
حاول اللحاق بها لكنه فشل خطواتها سريعة