الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية من نبض الۏجع عشت غرامي بقلم فاطيما يوسف

انت في الصفحة 27 من 105 صفحات

موقع أيام نيوز


الثانية ظهرا قبل موعد وصول ماهر بساعتين 
فقد اشتاقته كثيرا ولكن دون أن توضح له أما هو يعاند حاله كثيرا فطيلة فترة
غيابها يشعر بنقصان بدونها ولكنه لم يهاتفها مرة واحدة مما جعلها تحزن دلفت إلى مكتبها ونظرت إليه بمحبة فقد استوحشت أوراقه وقضاياه ثم دلفت الي مكتبه ومان إن رأت صورته الموضوعة على مكتبه نظرت إليها بتعمق نظرة عيناه فيها غموض مثير لاهي مبتسمة ولا هي حزينة 

لاهي مخيفة ولا هي خائڤة مختلف انت يارجل ماذا ورائك 
أقسم برب السماء وأشهده انك اقټحمت أسواري ولكن سأبدل نظرتك الغامضة إلى واضحة سأجعلك تنطقها دائما وأنت لاتريد سأستخدم معك مكر حواء كي تلين 
وقفت متسمرة مكانها ترى الصورة والمكتب بأكمل وهي تتشبع منهم قدر الامكان 
ثم نظرت إلى الساعة المعلقة على الحائط وجدت أنها شردت كثيرا بدأت في مهامها بالمكتب وبعد أن أنهت ترتيب الملفات قررت أن تغير من نظام المكتب كي تعطي طاقة متجددة للمكان 
بعد نصف ساعة نظرت إليه باستحسان ثم قامت بتشغيل الجهاز المعطر للمكان وأزاحت الستار من على الشباك ودخلت شمس النهار أنارت المكتب وأدفئته ثم خرجت إلى مكتبها وبدأت في عملها 
بعد قليل دلف كل من ماهر وجاسر ابن عمها ويبدوا أنهم عائدين من إحدى الجلسات 
دلفا إليها وألقى جاسر السلام على ابنة عمه أما ماهر فور أن رآها أحس بشعور الاحتواء ونظر إليها بعيناي طفل فقد أمه ولكن من تحت نظارته السوداء القاتمة فهو انتقى ذاك النوع من العدسات خصيصا كي لايري أحدا نظرة عيناه 
ثم هتف مباشره دون سلام أو كلام 
بلغي الشؤون المالية تصرف مكافئة للمتر جاسر وإنت تعالى معايا على المكتب 
غمز لها جاسر بعيناه مع ابتسامة نامية على وجهه ودلف وراءه رأى ذلك الماهر تلك النظرة فور أن دلف مكتبه وعيناه نظرت إلى الكاميرات مباشرة وشعر للمرة الثانية بالڠضب الشديد الذي لم يفسر معناه إلى الآن 
أما هي ابتسمت على مشاغبة ابن عمها وأصبح الآن الذراع الأيمن لماهر في مكتبه 
جلس جاسر أمامه مرددا بامتنان
مش عارف أشكرك إزاي يامتر على المكافأة مكنش ليه لزوم نكلف سعاتك يافندم 
أدار بالكرسي يمينا ويسارا وهتف 
مفيش شكر ياجاسر إنت النهاردة اديت مرافعة في المحكمة تستاهل ولازمن تاخد مكافئتك عليها وبزيادة كماني انت قدرت تثبت براءة الراجل من القضية من خلال شعرة القاټل الحقيقي ودي ثغرة محدش يتوقعها إلا محامي كبير وأنت ماشاء الله بقيت مكار القضايا ياجاسر 
حسس جاسر على صدره وهو يردد بامتنان
كله بتوجيهات سعاتك يافندم وكلها حاجات اتعلمناها منك أنت الأب الكبير لينا ياماهر باشا 
هز ماهر رأسه بإشادة ثم أعطاه ملفا لقضية العمال المنفصلين قسرا من وظيفتهم وهو يدلي تعليماته
اتفضل يامتر دي قضية العمال اللي انفصلوا من مصنع الحديد والصلب اجبارا لان الشريك اللي أخد المصنع مش عايزهم عايزك بقي توريني همتك وترجع للعمال دي حقها ومكانها في المصنع وعايزة اعرفك على حاجة كمان إن القضية دي مفيهاش أتعاب العمال دول غلابة وقصدوني وكانو هيبيعو اللي حيلتهم علشان يوكلوني بس أنت عارف لينا قضيتين تلاتة في السنة لله واني حابك تاخد إنت الثواب وكمان القضية دي لو كسبتها هتفتح لك
طاقة القدر أولا لأنها لربنا وثانيا لأنها بقت راي عام يالا يابطل وريني همتك 
أخذ منه الملف واحتضته بين يداه بسعادة غامرة وردد 
متقلقش يافندم هبذل قصارى جهدي وبإذن الله هرجع للعمال دول حقوقهم على داير مليم والله المستعان ومننحرمش من كرم سيادتك يافندم 
ثم أكمل حديثه مستئذنا
هستئذن اني تؤمرني بحاجة تانية ياباشا 
حرك رأسه بنفي
لا اتفضل على مكتبك تابع اللي معاك ومتشغلش وقتك بشغل المكتب هخلي رحمة تكلف كل واحد بقضيته ومتنساش الميتنج بتاع بالليل مع الدكتورة عاليا ميعادنا النهاردة 
استمع إليه بتركيز ووعده بأنه لن يتأخر ثم انصرف وأغلق الباب خلفه استند ماهر بجسده على الكرسي وهو يدلك رأسه من الم الصداع ثم لفت انتباهه رؤية جاسر ورحمة يتحدثون بابتسامات عريضة على وجوههم ومن حركة شفاه لها استنتج أنه يداعبها وهي تستجيب لخفة ظله معها ولكن هو ابن عمها وفي منزلة أخيها لذالك لن يقدر على محاسبتها أو ملامها أحس بوخزة في قلبه وعيناه ترتكز عليهما ولم يستطيع تفسير تلك الوخزة ظل منتبها معهما حتى غادر جاسر وعادت هي الي عملها وجد نفسه يرفع سماعة الهاتف مرددا بصوت متعب 
تعالي حالا 
شعرت بالإجهاد في نبرة صوته فتركت مابيدها ودلفت إليه وجدته مسترخيا على الكرسي مغمض العينين بإرهاق فوقفت أمامه مرددة 
حضرتك كويس يافندم 
أجابها وهو على وضعه 
لا مش كويس اتفضلي اقعدي 
عرضت عليه مساعدتها 
تحب أساعد حضرتك بحاجة معينة 
ردد بتعب
اه عايزك تطلبي الصيدلية وتجيبي حبوب للصداع وكمان هاتي الحبوب داي
ثم فتح الأدراج وأخرج منها العلبة الفارغة وأعطاها إياها كي تحضر له مثلها وأكمل
وكوباية قهوة كمان لأن دماغي مش مظبوطة وحاسس بالإرهاق 
انفتح فاهها على وسعه وتسائلت بدهشة وهي تقرأ محتوى العبوة 
هو حضرتك بتاخد منوم يافندم دي غلط على صحتك جامد يامتر 
فرك جبهته بيداه و أجابها
معرفش أعيش من غيرها يالا بسرعة علشان مش قادر 
اعترضت رأيه ورددت بنصح 
هجيب لحضرتك القهوة وحبوب الصداع لكن المنوم لا 
اعتدل بجلسته وهتف منزعجا
ايه اللي بتقوليه ده ياأستاذة إنتي هتفرضي عليا أوامر ولا ايه ! اتفضلي على مكتبك ونفذي اللي قلت لك عليه 
اعترضت رأيه ونطقت بتعقل 
أنا مديرة مكتب حضرتك ومن واجبي إني أحافظ على صحتك وحضرتك إكدة بتدمر صحتك 
تأفف من ثرثرتها وأشار إليها مرددا 
يوووه من كلامك الكتير اللي ملهش عازة واصل طب بسرعة هاتي الحبوب والقهوة اعمليها تقيلة ومتتأخريش علشان دماغي هتتفرتك 
رأت أن تقترح عليه اقتراحا جال ببالها 
طيب أني عندي اقتراح ايه رأيك حضرتك تعمل لك ركن اهنه في المكتب ويكون فيه سرير نجيب مهندس ديكور يظبط لك الدنيا وقت ماتحس بالتعب والارهاق ترتاح ساعة وتقوم نشيط بدل العلاجات عمال على بطال داي 
نظر إليها بتفحص وهتف بتعمق قاصدا ارباكها 
للدرجة دي خاېفة عليا وعلى صحتي ياآنسة 
توترت من سؤاله ولكن تماسكت كي لا يظهر توترها وأجابته 
طبعا ده حضرتك خط المحاكم ولازم نحافظ على صحتك ده إنت أستاذنا ومنك بنتعلم أصول المهنة 
رفع حاجبه معجبا بردها المغلف بالفطنة ثم أشار اليها بموافقة على ردها ثم طلب منها قهوته خرجت من مكتبه وهي تتنفس الصعداء وتنطلق أنفاسها الحبيسة في وجوده فهي تشعر كأنها مسؤلة عنه ولا تريد له الأذية ومن الواضح أنه وحيدا ليس له زوجة كما علمت أن زوجته ماټت منذ عامهم الأول وليس له أما أو أبا

ويبدوا عليه التشتت لذلك التمست له أعذار لجموده أنهت تحضير قهوته ودلفت إليه بالدواء والقهوة ثم وضعتهم أمامه ورددت 
أجيب لحضرتك حاجة تانية يافندم ولا اكده تمام 
سألها عن طلبه منها فقد تركها شهرا بأكمله حتى أنهت امتحاناتها
مقلتليش ردك على طلبي موافقة ولا لا 
استدعت الهدوء واصطنعت أنها لم تفهم شئ وسألته باندهاش مصطنع
طلب إيه يافندم حضرتك أني لسه جاية النهاردة ومكنتش موجودة اهنه من شهر ومفكراش حضرتك طلبت مني ايه 
نظر إليها بنصف أعين فحقا ماكرة أنتي تلك الأنثى وعقلك عقل امرأة محنكة وليست بنتا صغيرة ليس لها في مكر النساء فتحدث 
تمام هعمل نفسي مصدق انك مفكراش وهفكرك مرة تانية عايز أعرف ردك على لما طلبتك للجواز استنيتك كتير بس قلت علشان امتحاناتك وأهه أديكي خلصتي على خير 
توترت من عرضه مرة ثانية ودق قلبها نحت مكرها جانبا وتحدثت بلسان الأنثى التي تود أن تعشق تود أن ترى اللهفة في عين حبيبها لها تود سماع كلمة أحبك لديها أحلام الفتيات تريد حكواها لأميرها فهو يريد أن يحرمها من كل ذلك لاااا لن تستكين ولن تهدأ حتى تسمع أذناها تلك الكلمة وتطرب قلبها بها وليس فقط بل ستشعر بها كل لحظة في همساته ولمساته ونظراته فتحدثت وهي تتأنى ۏجعا استشعره من كلامها 
خاېفة أوافق أندم على موافقتي وخاېفة أرفض أندم بردو على موافقتي إنت ناضج
جدا وأني لسه في مرحلة الاحتياج إنت احتياجاتك غير احتياجاتي تفكيرك مختلف عن تفكيري وفي نفس الوقت مش قادرة أرفض 
واسترسلت حديثها وهي تخرج كل مافي قلبها بصدق أحس به 
أني صادقة جدا في مشاعري وفي كلامي ومش حابة اللف والدوران علشان بحب الوضوح وخاصة في البدايات 
كلمة واحدة منك تخليني أوافق وكلمة تخليني أرفض 
انتابه شعور ېهدد الحصار الذي وضعه حول أعضاء الحس لديه وبالتحديد قلبه فقد وعد نفسه أن لايعشق امرأة ولا يسمح للعواطف أن تقترب من أسواره مرة أخرى وحاولت معه نساء غيرها ولكن لم تجدي محاولتهن نفعا وخاصة أنه كان صريحا مع جميعهن أما تلك يشعر أمامها بأنه ليس رجلا قارب على مشارف الأربعين كان متفهما لكل كلمة قالتها فأشار إليها بعينيه أن تكمل فتابعت هي 
ايه احساسك من ناحيتي ياماهر 
استمع الى اسمه من بين شفتاها من غير أي ألقاب يا الله وكأنه لم يسمع اسمه بدون ألقاب منذ أن كان طفلا من شفاه امرأة غير والدته كم كان له لذة أعطت روحه راحة حين سمعه منها لم يجيبها على سؤالها لانه تعمق في ملامحها وحركة شفاها وهي تنطق اسمه ويعيده في ذاكرته أمامها أما هي فسرت سكوته بأنه رافض حتى مبدأ الحوار في ذاك الموضوع وقررت إعطائه هدنة قبل الانقلاب عليه وقامت من مكانها وهي تردد بعملية ستجيب لها وفضل اللعب مع أصحابه شبه ذلك بذاك الموقف منذ قليل ومن بعدها يندم على عدم تمسكه بالفرص التي تحيي قلبه ولكنه قرر إعطاء هدنة الآن لنفسه وبعد قليل من التفكير خرج من هالة الحنين وعاد إلى صلبه وجموده مرسومين على ملامحه وترك قلبه وأمره بيد رب العباد يقلبه كما يشاء فأنا أريد وأنت تريد والله يفعل ما يريد 
مرت الأيام وكل في ملكوته هائم الى أن جاء اليوم المنتظر كتب كتاب عمران وسكون ذاك اليوم الذي سيشهد قلب السكون فيه انتصارا عظيما حققه لها رب العباد كانت ترتدي فستانا باللون الأبيض القاتم ويزينها حجابا بنفس اللون وعلى رأسها تاجا من الورود ووجهها مزين بالمكياج الذي تضعه لأول مرة كان جمالها هادئا غير مفتعلا كان الجميع يجلسون حولها يهنئوها ويرددون التكبير عليها بأعين تلمع حبا 
أما عند عمران ارتدى هو الأخر قميصا باللون الأبيض وبنطالا باللون الأسود ومصففا شعره لأعلى بعناية وضع البرفيوم الخاص به بغزارة وارتدي ساعته ذات اللون الأسود المحببة إلى قلبه وهبط الأدراج وجد الجميع ينطلقون بالزغاريد فرحة بوحيدهم عمران وانطلقوا جميعا وبجانبه صديقه محمد الذي لم يتركه من بداية موضوعه 
سمعت سكون وأهلها وصولهم بالتهليل والزغاريد المتعالية التي هزت أرجاء القرية 
دق قلبها كثيرا وشعرت بأن قدماها لم تستطيع
 

26  27  28 

انت في الصفحة 27 من 105 صفحات