رواية من نبض الۏجع عشت غرامي بقلم فاطيما يوسف
بطولك
رفعت حاجبها باستنكار ورددت بسخرية
ايه هي عفاريت الشيخة مبلغوكيش اني اتجوزت سيد رجالة قنا الحاج سلطان المهدي
اهتز فك تلك السيدة بسخرية مماثلة
وهما عفاريت ستنا الشيخة فاضيين يشوفوا حضرتك ويتابعوا أخبارك ياست الكونتيسة
وتابعت حديثها بحدة
قصره يختى اني خلقي ضيق ومعنديش طولة بال للت معاكي الزيارة قدامهم عشر دقايق ويمشوا ايدك بقى على رسوم الدخول يختيى
هاتي كمان ٥٠٠ جنيه يا برنسيسة
رفعت شفتيها لأعلى هاتفة باستنكار
٥٠٠ ايه ياعنيا ! ده ليه إن شاء الله
مدت لها الظرف بما يحتويه قائلة ببرود
خدي فلوسك أهي يختيي ويفتح الله اتكلي على الله وسيبي مكانك لسائل غيرك مبنبعش طماطم إحنا علشان نفاصل
خدي ياستي ومتبقيش أفوشة اكده خدي وادي مع الناس علشان طريقتك داي هطفش الزوار للست
هزت تلك السيدة رقبتها ناهرة إياها
والله اللي ميعجبهوش يبقى مع السلامة للي عايز يمشي والمركب اللي تغور يختيي ومترجعشي
فضلت السكوت أمام تلك السليطة كي لا تفقد طاقتها
بعد مرور ربع ساعة أشارت إليها تلك السيدة
يالا يا حلوة ادخلي برجلك الشمال
نظرت لها بامتعاض ودلفت إلى الشيخة وهتفت وهي تلقي السلام بنظرات زائغة
عليكي السلام والأمان ياشيخة
أشارت إليها الشيخة أن تجلس ثم قالت
وعليكي مبروك عليكي جوازة الكيد ياوجد لعبتيها صح
بسم الله حابس حابس إنتي عرفتي منين
ألقت البخور في الن ار المش تعلة في ذاك الإناء المستدير
مش هرد على سؤالك جاية ليه
أجابتها بعيناي تتسلط شړا وهي تخرج من حقيبتها كيسا وناولته إياها
خدي ياستنا ده كيس فيه قطر اللي عليها العين والنية لابساه وعرقانة فيه كمان عايزاكي تعملي لي شغل متعملش قبل اكده عايزاه شغل مترتب يبدأ بالكره لجوزها والمړض لجسمها والخړاب لبيتها والهلاك لروحها وتبقى عايشة وبتتنفس بس حالها حال الميتين عايزاهم يلفوا بيها الشرق والغرب مايلاقوا لها حل ولا ربط عايزاكي تعقديها لي عقدة مايحلها الف شيخ وشيخ عايزاها تعمل عمايل ميصدقهاش عقل عايزاهم يظنوا فيها السوء ويفتكروها من اللي ماشيين على حل شعرهم
ودي تبقى الداكتورة مرت حبيب القلب اللي نفر وفاتك
ده انتي متوصية بيها قووي الله يكون في عونها البنية
وأكملت وهي تطلب منها
بس كل حاجة بتمنها يعني المړض بتمن والخړاب بتمن والفرقة بينها وبين جوزها بتمن واكده هتدفعي كتييير
بنظرات تنطق ش را وتطلعا للأمام أكدت عليها
عايزاها تنام ماتقوم وتقوم ماتنام وتتوجع ماتلاقي دوا وتكره ماتعود تحب وتعمل اللي ميخطرش على بال حد وتبقى شينة في نظر الكل
هزت الشيخة رأسها بموافقة
تمام كمان أربع ايام تاجي لي ويا المغرب وتعملي اللي هقول لك عليه بالظبط والله يعينها البنية على اللي هيصيبها وهينوبها
باين حد داعي عليها في ليلة قدر ووقعها في طريقك الواعر وتجيبي معاكي أربعين ألف جنيه مينقصوش جنيه
انتهي البارت
من نبض الۏجع عشت غرامي
بقلمي فاطيما يوسف
مستنية رأيكم وتوقعاتكم
بسم الله الرحمن الرحيم
لاإله إلا الله وحده لاشريك له يحي ويميت له الملك وله الحمد وهو علي كل شئ قدير
البارت السابع عشر
من نبض الۏجع
عشت غرامي
بقلمي فاطيما يوسف
خرجت وجد من ذاك المكان الذي دلفته وهي سعيدة بفعلتها وداخلها ينطق فرحا وسرورا بتلك الخطوة التي اعدت لها كثيرا وانطلقت الى المنزل بأقدام سريعة كي لا يلحظ سلطان خروجها من المنزل ولا تعرف بما تجيبه وبعد حوالي ربع ساعة وصلت الى البيت فقد قابلتها في الطريق صديقه لها ووقفن يتحدثن مع بعضهن قليلا ثم افترقت كل منهن الى طريقها
دخلت الى المنزل وهي تتلفت يمينا ويسارا كي ترى من بالمنزل ثم تنفست الصعداء عندما لم تجد احدا فالجميع مشغول بتجهيزات الفرح صعدت الى غرفتها وما ان دلفت حتى وضعت يدها على صدرها وشهقت عندما راته جالسا على الأريكة الموجودة في الغرفة
أما هو سألها
حمد لله على السلامة يا برنسيسة كنتي فين اكده من بقالك ساعتين وكيف تخرجي من البيت من غير ما تستأذنيني وتعرفيني
حاولت ان تصطنع الهدوء وأجابته بأعصاب باردة اصتنعتها جيدا كي لا يلحظ توترها
كنت بشوف حاجه البسها في فرح ابنك ما هو انت بردك مهانش عليك تقول لي تعالي يا وجد يا مرتي هاتي لك حاجة احضري بيها فرح عمران ولا سألت فيا واصل
قام من مكانه واقترب منها وتساءل وهو ينظر الى يداها الفارغتين
مشايفش حاجه في يدك يعني ولا انتي جايبة لبس ولا يحزنون
ثم اقترب منها وأمسكها من كتفيها وهزها پعنف وهو يعيد على مسامعها نفس السؤال بصوت هدر مغلف بالحدة
انطقي يا بت كتي فين يا اما هخلي يومك ما هيعديش عليكي النهاردة يابت المركوب إنتي
اصطنعت الۏجع والبكاء وهي تنظر الى كتفها المټألم من قبضه يديه وهي تجيبه
انت كيف تشك فيا يا حاج وانت عارف ان ملياش في اللف ولا الدوران !
انا كنت بلف على المحلات علشان اشوف عباية تناسبني لفرح ابنك لكن ما لقيتش حاجة النهاردة وقلت هبقى افصلها على كيفي عند الخياطه اللي بتعمل لي على طول ولو مش مصدقني اتصل لك بصاحبتي اللي كانت وياي وهي هتقول لك انها كانت معايا واني مش بكذب عليك عاد
نظر إليها بتفحص ثم أمرها
ماشي يا وجد بعد اكده ما تخرجيش من باب البيت الا باذن مني حتى لو راحة تشتري حاجة من جنب البيت ممنوع تعملي اكده مرة تانية انتي بقيتي في عصمة راجل مينفعش مرته تروح وتاجي من غير اذن منه مش طرطور اني !
حاولت ان تهدئ من توترها كي لا يلحظ ثم اقتربت منه وبنبرة يملؤها الدلال رددت وهي تحتضنه من كتفيه بطاعة كي تتقى ش ره
حاضر يا سلطان ما هعملش اكده تاني
وبعدين هو اني اطول ان يكون وياي راجل ېخاف علي من الهوا الطاير ويغير عليا كماني
الا بصحيح يا ابو عمران انت بتحبني قوي اكده وبتغير علي كمان
مازال يشعر بالغ ضب تجاهها ولكن هدئ من نبرة غضبه عندما رأى اقترابها وطريقتها المدللة عليه وتحمحم قائلا بصوت خشن
وكيف يعني مغيرش على اهل بيتي اللي مني واحافظ عليهم !
وهما يبقوا طوعي وتحت امري وما يخالفوش اوامري واصل
دلكت كتفيه بنفس الدلال ونطقت بمحبه اصطنعتها ببراعة
يا خراشي عليك وعلى كلامك الزين يا سيد الرجال ما انحرمش منك ولا من غيرتك وحبك وحنانك يا سلطاني
واستطاعت تلك الماكرة بحركاتها والاعيبها ان تنسيه الأمر كله بدلالها الأخاذ لذاك الرجل الشائب ومر الموقف عليه بسلام وكأنه لم يحدث
اما بعده ساعتين من ذاك الوقت دلفت تلك اللعېنة الى الشرفة الخاصة بغرفتها وجلست تفكر ماذا تفعل الى ان اهتدى بها الأمر أن ترسل رسالة الى تلك السكون وبعد تفكير دونت رسالتها من رقم آخر جديد قد ابتاعته وأرسلت لها
حذرتك قبل اكده من الطريق اللي انت رايحة له يا بت الناس وما سمعتيش كلامي وافتكرتيني بوقع بينك وبينه لكن لازم اعمل اللي عليا واقول لك على سر خطېر ان جوزك عشقان لمرت ابوه وأني شفت عشقهم بعنيا دول ولما لاقاها اتجوزت ابوه جه وخطبك واتجوزك وكان مراهنها كمان انه في خلال شهور هيتجوز وهي حړق قلبها
خليكي اكده على عماكي يا داكتورة لما الطوبة تقع في المعطوبة وتدخلي عشك المتحاوط بالن ار وبلاش توري له رسالتي عشان تكتشفي بنفسك الكلام اللي
قلته لك دلوقتي وقبل سابق
أنهت رسالتها وضغطت زر الارسال وهي تحرك شفتيها بمكر لتلك الخطوة التي جعلت داخلها يهدا من نيرانه قليلا
في المشفى التى يرقد بها مجدي حيث ذهبت إليه مها زيارتها المعتادة له وهي في كل مرة تشعر بأنها متعبة من تلك الزيارة جلست أمامه تحادثه كمن يسمعها ولكنه مازال في غيبوبته من تلك الحمى التي أصابته فاهتز فكها بسخرية وهي تردد
شفت الفرق بينا يامجدي اديني اهه باجي لك كل يوم وبطمن عليك وأدخل اقعد جارك بالساعات وأسأل عن صحتك
وهتخف امته
فاكر يامجدي لما وقعت ورجلي انك سرت من كذا سنة عميلت وياي ايه وعادت بذاكرتها لسنوات مضت تتذكر كيف عاشتها مع ذاك الجامد بنبض وج ع لم ينتهي
فلاش باك
خرج مجدي من الحمام ووقف أمام مرآته يصفف شعره بإهمال وإذا به يستمع إلى صوت صړيخ مها خرج إليها وجدها تجلس أرضا تتأوه وهي تمسك قدماها هرول إليها متسائلا
مالك يامها حوصل إيه ووقعتي كيف
انذرفت ډم وع عيناها وهي تبكي بغزارة من تألم قدمها وأجابته من بين شهقاتها
أه رجلي بتص رخ علي جامد يامجدي ااااااااه اتزحلقت ووقعت مقدراش أتحمل الوج ع أاااااااه الحقني حاسة بن اار في رجلي
تأفف مجدي بضيق وكعادته نظر إلى ساعته ثم هتف باستعجال
مټخافيش يامها وبطلي دلع حريم عاد هي بټوجعك من الوقعة بس دلكيها واربطيها برباط ضغط وهتبقي زينة متقلقيش
ثم تابع حديثه وهو يقوم من مكانه وينظر إلى ساعته
أني مضطر أمشي دلوك عندي معاد شغل مهم قووي مع عميل ومينفعش يتأجل قومي متتدلعيش
اتسعت مقلتيها بذهول من قلبه المتحجر فهو لم يهتم بوج عها ولا حتى حاول إسنادها كي تقوم لا بل والأدهى اتهمها أنها تصطنع التعب وتتدلل وتركها وحمل أشيائه وخرج لعمله كما قال دون أن يبالي أما هي ظلت تص رخ مكانها پألم نفسي بعذاب لايضاهيه أعظم ألم جسدي
يا الهي لقد تركها تمسك قدماها وتبكي بغزارة
ظلت على حالها ساعات لم تقوى على الحراك من ألم قدمها ثم زحفت بمؤخرتها وهي تتوج ع والتقطت هاتفها كي تتصل بوالدتها تستنجد بها وظلت تهاتفها ولكنها لم تجيبها ويبدو أنها كانت نائمة وسكون في ذاك الوقت في جامعتها ومكة صغيرة ولا يوجد معها هاتف فتلك عادتهم فوالداتهم لم تمسك احداهن هاتفا إلا وهي في الجامعة ظلت أكثر من ساعة تهاتف والدتها كي تستنجد بها ولكنها لم تجد ردا ولم يتبقى أمامها سوى عامر فقامت بمهاتفته وما إن آتاها الرد حتى ص رخت من وج ع قدمها
الحقني ياعامر وقعت ورجلي بتوجعني جامد وبتص رخ عليا ومقدراش اقف عليها
أحس بألمها من ص راخها ثم طمئنها وهو يخرج من شقته ويهبط إليها
اني نازل لك اهه دقيقة واحدة هدي حالك وإن شاء الله خير
وبالفعل نزل إليها وزحفت كي تفتح له الباب فقدمها منتفخة ويبدو عليها التورم رأى حالتها تلك وبكائها الشديد الواضح من عينها ثم سألها