روايه فيروز كامله الاجزاء
بالشرفة بجواره يحتسون اكواب من القهوة نظرت الي القمر بابتسامتها الرائعة و من ثم نظرت إليه قائلة
_ تعرف اني بشوفك في القمر
نظر هو الاخر الي القمر مبتسما يجيبها قائلا
_ هتشوفيني فيكي اكيد
ضحكت بسعادة و هي تهز رأسها نافية
_ لا جرب تفكر في اي حد غالي عليك او بتحبه و انت باصص علي القمر هتلاقي وشه ظاهر ادامك في القمر
_ علي كدا انتي بتحبيني اوي لاني شوفتك فعلا في القمر
ابتسم خجلا و هي تنظر الي الكوب بيدها و من ثم قالت تغير مجري الحديث قائلة
_ هو انت عارف انا روحت كلية الطب لية
_ ايوة عارف قولتيهالي يوم ما طلعت نتيجة ثانوية عامة و لسة في عقلي
تبادلا النظرات و هم يتحدثون سويا بذات الجملة التي قالتها له فيروز من قبل
_ انا هدخل كلية الطب عشان ابقي زيك حتي في مهنتك
باك
صړخ متأوها يخرج من ذاكرته علي ألم شديد بقلبه وضع يده علي صدره يضغط عليه حتي يخفف من حدة الألم الذي يشتدد بقلبه وقف بصعوبة يستند علي الاثاث الموجود بالشقة حتي وصل الي الشرفة فتحها بقوة يقف بها يستند علي سور الشرفة و مازال واضعا يده علي صدره وجه بصره نحو الستار العازل بينهم و من ثم نظر الي القمر دقق به و الذكريات تتقافز الي عقله دفعة واحدة يكاد يجن من ذلك الألم صورتها تأتي له علي القمر مشوشة تارة و تارة اخري حزينة ل يسقط جالسا علي ارض الشرفة لازال ينظر الي صوتها التي لم تكون الا بعقله هو لا يراها الا بقلبه اغمض عينه يضع يده علي وجهه و هو يهمس مټألما
طرق بكف يده بقوة علي الارض و هو يردد جميع كلمات الاعتذار الذي يجيدها و الذي ابتكرها هو الآن يهمس و يهمس يشكو لها مر قلبه
و الذي غير قادر لسانه علي النطق به ل يبوح به بينه و بين ذاته فقط
انتهت تخطيطات والدها للقيام برحلة عائلية ك كل عام يجمع السيد اكرم عائلته و الذهاب الي اي مكان يريدون الذهاب اليه امسكت حقيبتها تخرج بها من الغرفة و أخيرا سوف تريح رأسها قليلا اغلقت باب الغرفة و هي تقول بصوت عالي بمرح
ل يتحدث والدها الذي يخرج حقيبته و حقيبة زوجته خارج الغرفة قائلا
_ و احنا كمان اختك اللي اتأخرت
شحبت فيروز و ارتجف جسدها و هي تقول پصدمة
_ هي ياسمين جاية معانا
هز والدها رأسه ل تجيب والدتها عليها
_ ايوة يا حبيبتي انا كلمت ياسمين امبارح و قالتلي انهم جايين معانا يلا ننزل نستناهم تحت احسن
اغلق باب الشقة سريعا مستعدا للهبوط ل تبتسم هو ساخرة و هي تقول
_ انا فاهمة انت وافقت علي الرحلة بسرعة كدا لية يا شهاب عشانها مش كدا
_ اكيد مش وافقة تستناك و اراهنك لو بصت في وشك مرة واحدة بس يا حبيبي ريح نفسك
اغمض عينه و هو يبعد يدها عنه دون ان يلاحظ والدها ل يتوجه شهاب نحو سيارته و هي خلفه منطلقا خلف سيارة والدها
ب احدي المشافي ذات القطاع الخاصة كان يتسطح شاب ذات الثلاثين ربيعا شعره مبعثر علي الوسادة عينه المحاطة بهالات سوداء شفتاه الباهتة محاط باجهزة المشفي وقفت الممرضة جواره تتفحص سلامته حتي دلف الطبيب الي داخل الغرفة ل تتحدث الممرضة قائلة
_ فاق يا دكتور من دقيقة بالظبط قال اسم ايلين مرتين و دخل تاني في الغيبوبة
تفحصه الطبيب جيدا و هو يقول
_ كويس دا مؤشر حلو ان شاء الله هيفوق قريب
انتهي من تفحصه ل يخرج من الغرفة و خلفه الممرضة ل يلتفت اليها الطبيب قائلا
_ بلغي اهله ان مش كل يوم لازم يجه مفيش داعي
هزت الممرضة رأسها بايجاب و هي تقول بطاعة
_ حاضر يا دكتور
الفصل الخامس
ارتدت زينة الاسدال الخاص بصلاتها حتي تنزل ل تأتي ببعض الاشياء من البقالية اسفل البناية خرجت من الشقة تنزل الدرج وقف عند شقة عمها تنظر الي الباب لعله يخرج من الباب شهقت بقوة حين فتح الباب بقوة و كأنه رأها خلف الباب كادت ان تركض هاربة الا انه امسك بحجابها من الخلف يجذبها نظرت اليه بطرف عينها و هي ترفع سبابتها بتحذير الي الاعلي تشير بها بالنفي و هي تقول بارتباك
_ نزل ايدك يا حسام انا لا اسمح
حركها بيده و لازال يمسك بحجابها و هو يقول بحدة
_ بتعملي اية قدام باب شقتي واقفة كدا لية
تلعثمت و هو يكبح ضحكته علي مظهرها قصر قامتها بين يديه و كأنه امسك بفأر صغير من ذيله ل تتحدث هي بتوتر قائلة
_ و انا هقف ادام بيتك لية انا كنت نازلة اجيب حاجات من السوبر ماركت
جعلها تلتفت اليه و هو لازال يمسك بها ك اللصوص قائلا
_ انا شوفتك واقفة من امتي و انتي كدابة و لا خلاص اتعودتي علي الكذب عليا
حاولت امساك يده و ابعاده عنها و هي تقول پغضب
_ ابعد عني يا حسام اوعي ايدك دي
ابعد يده عنها ل يقف عاقدا ذراعيه أمام صدره ينظر إليها بتمعن ل ترمقه پغضب و ما كادت ان تتحرك ل يشير اليها بيده و هو يقول بحدة
_ استني عندك
وقفت تتأفف بضيق و من ثم التفتت و هي تقول
_ نعم ماما هتقتلني لو اتأخرت ممكن تسيبني امشي انا لا وقفت و لا نيلة
تقدم عنها يقف امامها يسد عنها
الطريق و هو يقول
_ عايزة اية و انا هنزل اجيبه
هزت رأسها بنفي و هي تقول
_ لا او سمحت عديني مش عامل فيها عم المقموص ابعد بقي
رفع حاجبه و هو يقول بحدة
_ و لسة لحد دلوقتي بس مش هتنزل و انا واقف فانجزي
بدأن تملي عليه بعض من الاشياء التي تريد شراءها أخرجت بعض من الاموال و مدت يدها اليه ل ينظر الي يدها و الي الاموال التي تمدها له و نظر اليها بأبتسامة صفراء ل يتحدث بضيق حاول إخفائه
_ اطلعي يا زينة
نظرت اليه و هي تهز كتفها بعدم فهم ل ېصرخ به قائلا
_ بطلي غباء يا زينة و غوري من وشي
نزل درجتين ل تردد اسمه بنداء ليلتفت اليها بتساؤل ل تقول بهدوء
_ هو يعني احنا كدا اتصالحنا
مال برأسه نحو اليمين و هو يقول بنفي
_ لا طبعا و اطلعي بقي
دبت بقدمها علي الارض و هي تتأفف صاعدة الي الاعلي و هي تتمتم بكلمات غير مفهومة ل يبتسم هو و هو يكمل نزوله الدرج
بالاسكندرية اتجه الجميع الي الشقة الخاصة بالسيد اكرم بعد ان وصل علي مع والدته جلس الجميع بالردهة يتبادلون النكات والضحك مع بعضهم البعض و تصنعت فيروز الانشغال بهاتفها و عدم الاهتمام للحديث في حين كان يتطلع اليها يطالعها بخفية عنهم يتفحص ملامحها التي اشتاق اليها بكامل تفاصيلها عيناها التي لم يراها فهي لا ترفع رأسها ابدا عن الهاتف يعلن جيدا انها تفعل ذلك حتي لا تراها يعطيها كامل الحق و اكثر من ذلك أيضا يعلم ما داخلها كله و لن يسامح نفسه علي ما فعله بها و هو يعلم انها لن تسامحه ابدا مهما فعل انتبه شهاب الي صوت السيد اكرم الذي آفاقه من شروده بها يوجه حديثه إليها قائلا
_ اه صحيح يا روز كنت كلمتلك واحد صاحبي عنده مستشفي كبيرة و قالي انه هيعينك في المستشفى بعد اما النتيجة تطلع
انتبهت بكامل حواسها الي حديث والدها و اتسعت عينها بقوة و هي تقول بعدم تصديق
_ احلف
_روز
قالها والدها بتحذير ل تتنحنح و من ثم تقترب من والدها تقبل وجنته بفرحة و هي تقول
_ حبيبي يا بابتي ربنا يخليك ليا يارب
نظرت اليها ياسمين بابتسامة صفراء ناظرة اليها من اعلي الي اسفل و هي تقول ل والدها
_ اشمعنا انا بقي يا سي بابا مساعدتنيش اشتغل
نظر اليها والدها و هو يقول بهدوء مشيرا الي شهاب
_ و الله لو جوزك موافق علي شغلك اي مدرسة تتمناكي قدمي في اي مدرسة قريبة من البيت و لا انت اية رأيك يا شهاب
نظر إليها شهاب بنظرة علمتها جيدا نظرة ساخرة مستفزة و هو يقول بثبات
_ معنديش مانع طبعا يا عمي
ل يميل قليلا نحوها بشكل غير ملحوظ و يهمس بخفوت شديد مسموع لها فقط قائلا
_ اهو ارتاح من خلقتك
ل تبتسم هي باتساع و هو يقول بدلال
_ عشان كدا هفضل جنبك يا روحي
اغمض عينه بعصبية و هو يشيح بوجه الي الجهة الاخري استمعوا الي صوت جرس الباب ل يقف والدها عن المقعد يشير الي الباب قائلا
_ دا اكيد الدليفري وصل
اضطر ان يقيم معها بذات الغرفة امام العائلة لا يصح ان يكون بغرفة و هي بغرفة اخري ل يترك و يجلس علي مقعد من البلاستيك بالشرفة ينظر إلي الخارج و يستمتع بالهواء المنعش حتي يبرد قلبه الثائر بنيران تشتعل بروحه اغمض عينه و هو يتنفس بهدوء في حين تقدمت هي منه وضعت يدها برقة و تنحني ل تهمس جوار اذنه مبتسمة
_ مش ناوي تحن عليا و تكون جنبي يا شهاب
انتفض واقفا بحدة حتي سقطت يدها عن كتفه و اجبرها علي الابتعاد عنه ل يصك علي اسنانه پغضب يمسك بذراعها بقوة و هو يصيح بها بعصبية مفرطة يدفعها الي داخل الغرفة قائلا
_ اياكي تقربي مني