روايه فيروز كامله الاجزاء
الموضوع دا تاني انتي فاهمة
كبحت هي ضحكتها علي تعبيرات وجه والدها المضحكة و لغته الصارمة التي لا تليق بما يعبر به و ما ان انتهي من جملته حتي اقتحم شهاب غرفة المكتب بحدة ل ينظر اليه عبد العزيز پغضب مصطنع و هو يهب واقفا عن مقعده و هي تقف جوار والدها متحدثا بحدة
_ انت ازاي تدخل بالھمجية دي اطلع برا
نظر شهاب الي فيروز يذكر بذلك الوعد ل تشير بيدها بان يهدئ قليلا الا انه رمقها پغضب ثم نظر الي والدها قائلا
تقدم من فيروز سريعا انتشلها من جوار والدها يحملها علي كتفه و بنطلق بها الي الخارج وسط صړاخ عبد العزيز به و اتهامه بعدم التهذب و انه عديم التربية و لكنه لم يهتم شهاب بما يقول أو انها ټضرب ظهره و كتفه بقوة و هي تنهره و تطلب منه ان ينزلها عن كتفه صړخت به و هي تتحرك بقوة حتي تقع عن كتفه قائلة
اسرع نحو البوابة و لكن قد صدر امر من السيد عبد العزيز ل حارسه ان لا يسمح له ان يتخطي البوابة و يخرج بابنته وقف امامه الحارس يسد عنه الطريق و هو يقول
_ ممنوع تخرج من هنا
انزلها اخيرا عن كتفه ل تنظر اليه بغيظ و هي ټضرب بذراعها بطنه بحدة من شدة الڠضب ل يتاوه هو پألم و هو يضع يده علي بطنه ل تبتعد عنه و هي تتحدث اليه بعصبية
_ انتي قولتي لو ما تفهمتيش معاه هتخرجي معايا عشان نروح للمأذون
تحدث بها بصوت جهوري ل يتقدم منهم عبد العزيز يحاوط كتفها قائلا
_ انت حيوان ازاي تعمل حاجة زي دي
صمت شهاب و لم يتحدث انما بداخله ڠضب منه يكفي لان يقول
له كلمات وقحة لم يتوقعها ابدا انكا فضل ان يري ما نهاية كل ما يحدث معه ل يشير اليه عبد العزيز الي الخارج قائلا بصرامة
كاد ان يتحدث شهاب ل يقاطعه عبد العزيز بذات التعبير قائلا
_ الا و معاك اهلك و المأذون
اتسعت اعين شهاب پصدمة و هو ينظر اليه بعدم تصديق و قلبه يدق بقوة حتي ظن انه سيصاب بأزمة قلبية نظر الي فيروز التي ابتسمت بهدوء ل يتحدث بتلهف
_ ربع ساعة و اجيب اهلي و المأذون و الجيران و اجي
_ متستعجلش خليك لاول الشهر عشان انا مسافر
امتعض وجه شهاب بضيق و هو يتظر اليه قائلا
_ ما تأجل السفر السفر يتأجل الجواز ميتأجلش
ل يرد مجيبا عليه
_ الجواز يتأجل الشغل ميتاجلش يلا بقي اطلع برا و متقربش من فيروز تاني غير لما ارجع
خرج من المنزل و حين كاد ان يغلق الحارس البوابة اسرع شهاب يفتح البوابة مرة أخري ينادي باسم فيروز التي انتبهت اليه ل يرسل اليها بالهواء و يخرج سريعا ل تنظر الي الاسفل هي تكبح ابتسامتها من الظهور
جلست فيروز علي مكتبها تستعد لاستقبال المړضي في حين رن هاتفها امسكت الهاتف بابتسامة عريضة فتحت الاتصال و وضعته علي اذنها قائلة بمرح
_ عروستنا احلي عروسة صباح الفل يا عروسة
ل ترد زينة من الطرف الاخر بضحك
_ صباح النور يا روحي .. انتي فين يا بنتي سيباني كدا مبتسأليش عليا
تحدثت فيروز بهدوء و هي تمسك ببعض الاوراق بيدها
_ هو انا انساكي يا هبلة انتي انا اجازتي خلصت و نزلت المستشفى تاني و هجيلك لما اخلص ان شاء الله
ل تجيب عليها زينة بضيق
_ ما انتي عارفة ان النهاردة الحنة يا فيروز مستأذنتيش لية
_ معرفتش و الله يا حبيبتي و بعدين متقلقيش هخلص اللي ورايا بسرعة و اجيلك
اجابتها فيروز ل ترد زينة بعد تنهيدة
_ ماشي مستنياكي علي الله تتأخري
ما كادت ان ترد عليها فيروز ل يطرق الباب أذنت للطارق بالدخول ل تقبل عليها الممرضة بابتسامة هادئة و هي تقول
_ نورتي المستشفى يا دكتور وحشتيني اوي و الله
_ تسلميلي يا حبيبتي و انتي كمان وحشتيني و الله
مدت الممرضة رسالة مطوية و هي تقول
_ الجواب دا وصل لحضرتك يوم ما خرجت من المستشفى بسرعة و ملحقتش اوصله لايدك
امسكت فيروز الرسالة تنظر اليها باستغراب ثم نظرت الي الممرضة تشكرها برقة و لطف حتي خرجت من الغرفة ل يصدح صوت زينة من الهاتف من الطرف الاخر و التي استمعت الي ما دار كله
_ جواب بقي و حركات اوعي يا معلم
ڼهرتها فيروز و هي تصك علي اسنانها بغيظ
_ بس يا جذمة اقفلي اشوف الجواب دا فيه اية و هكلمك تاني
اغلقت الهاتف معها و وضعته علي المكتب و امسكت بالرسالة تفتحها و تري ما بداخلها تبدلت ملامحها الي الحزن الشديد و هي تري خط يد ياسمين يدون الكلمات اعلي الورقة البيضاء تبدو انها بعثت لها قبل ان تخضع لتلك العملية تنفست بقوة و هي تقرأ الورقة و ما مدون بها
كنا اقرب اتنين لبعض في الدنيا دي يا روز فاكرة كلمة روز اللي كنت اول واحدة اقولها انا عارفة انك اكيد بتكرهيني دلوقتي و ليكي حق انا ندمت علي كل اللي عملته دا يا فيروز يارتني ما خسړت اخت زيك كنتي دايما بتحبيني في يوم كنت معدية من جنب اوضة بابا و ماما لقتهم بيتكلموا انك مش بنتهم و مش اختي زعلت اوي و قعدت اعيط كتير ازاي مش اختي و بعدين لاحظت الفرق بيني و بينك في كل حاجة يعني كنت فاكرة ان بابا و ماما بيعاملوكي كدا عشان انتي الصغيرة لكن انتي أصلا مش بنتهم لية يعاملوكي احسن مني حتي لية تدخلي كلية اعلي مني و يصرف
بابا عليكي كل دا لية بابا و ماما يجيبوا بنت احلي مني و يخلوها اختي و كل ما حد يشوفها يمدح في جمالها و انا لا عينيكي اللي بتدوب كل اللي يشوفك حتي لية يبقي عندك واحد بيحبك الحب دا كله و يتمسك بيكي سبع سنين حتي علي اللي انا حبيته و كنت اتمناله الرضا يرضي بيحبك انتي و عايز يتجوزك انتي و ھيموت عليكي و عملت اللي عملته لما عرفت ان علي لما كان في شركة الادوية اخترعه حباية تخليكي مش عارفة تتحكمي في نفسك و في نفس الوقت ناسية كل حاجة يعني في وعيك و مش في وعيك في نفس الوقت حطيتها لشهاب في الاكل و روحتله البيت يا فيروز لمسني لكن مكنتش حامل منه هو انا كنت حامل من قبل ما يلمسني انا كنت حامل من علي بس مرضتش اقوله و فهمته بردو اني حامل من شهاب روحت لعم شهاب عشان يقف جنبي و يخليه يتجوزني و فعلا وقف جنبي و انا مضيتك علي ورق يبقي سلاح في ايدي ضد شهاب عشان اهدده بيكي و بعد دا كله بردو مكسبتش اي حاجة في قلب شهاب شهاب بيحبك اوي يا فيروز و مش ممكن اي حد يكسب اي غزوة ضدكوا غزوتكوا اقوي كسبت غزوة الحب يا فيروز سامحيني و ادعيلي بالرحمة
تركت الرسالة من يدها و هي تبكي بحړقة و شهقاتها المتتالية تتعالي قلبها يؤلمها و بشدة بالفعل فقدت من كانت تعدها شقيقتها و كانت تحارب حتي لا تصبح سعيدة نظرت الي الرسالة من جديد و هي تجهش بالبكاء بقوة حتي الآن يظن شهاب ان من كانت تحمل به ياسمين ولده هو يا ليت يعود الزمن و لا تخسر ياسمين و لا يحدث اي مما حدث رن هاتفها ل تمسك بالهاتف تجيب علي شهاب المتصل و لكنها لم تكن تستطيع السيطرة علي بكاءها حتي وصلها صوت شهاب القلق
_ فيروز مالك انتي تعبانة في اية
ازداد حدة بكاءها و عينها لا تفارق تلك الورقة ل تتحدث بصعوبة من بين شهقاتها قائلة
_ شهاب ياسمين كان حامل في ابن علي مش في ابنك انت
في الزنزانة المحتجز بها علي كان يجلس علي الارض يضم نفسه بذراعيه و هو شارد الذهن لا يعبر عن اي شئ .. فتح باب الزنزانة و دلف الي الداخل رجل ضخم الچثة يشبه لاعبي الملاكمة نظر اليه بأعين ضيقة يركز علي ملامح وجهه حتي وجد انه ذاته من اتي هنا لاجله انه ذلك الحقېر علي تقدم منه الرجل و نظر اليه باشمئزاز و صړخ به بصوت جهوري
_ قوم يلا اقف
هو يقول پغضب
_ انا مش بكلمك ياض تقوم تقف و ترد عليا سامع
و أيضا ظل علي مستسلم لا يبدي اي ردة فعل ل ينظر اليه الرجل مرة اخري من اعلي الي اسفل و هو يقول
_ انت بقي علي انت اللي بتلعب ببنات الناس و لما يعرفوا انك ابن كلب تقتلهم
حاول علي ابعاده عنه الا انه .
_ و الله لهتحصل ميرنا يا ابن الكلب
صك علي اسنانه پغضب شديد و بلحظة و بكل قوته . لينال جزاءه من ما فعله بحياته حتي الآن و اخرهم كان نفس بغير حق
الفصل الرابع و العشرون
يقف حسام امام المراه يهندم من نفسه مستعد لحفل زفافه الذي طال انتظاره كثيرا و الذي لطالما كان ينتظر هذه اللحظة ابتسم الي انعكاسه بالمراه و هو يعقد رابطة العنق متخيلا هيئتها الملائكية بفستان زفافها الابيض أطلق صفير من بين شفتيه و هو ينهي كل شئ علي اكمل وجهه ل يظهر بأحسن صورة ثم التف حول نفسه يري هيئته كاملة و هو يصفق يتغني بكلمات مفرحة من احدي الاغاني
_ آدي الزين وآدي الزينه
قالو الجنه هيه جنينه
وعاليسمينا نشوف اسامينا
لو زفينا الزين ع الزينه
قهقه بفرحة عارمة و هو يمسك بزجاجة العطر الخاصة به و اخذ يغرق نفسه بالرزاز الذي يخرج منها و من ثم وضعها غالقا ازرار سترته و ما كاد ان يخرج من الغرفة
حتي استمع الي صوت جرس الباب يدق بشكل متتالي ل ينظر الي ساعة يده و هو يقول باستغراب
_ هما فاكروني هربت و جايين ياخدوني و لا اية
تقدم يفتح الباب و