رواية "لحن الزعفران"(كاملة حتى الفصل الأخير)بقلم شامه الشعراوى
معندهمش كلام غير على لبسك الحلو والقيم.
رددت عليها روفيدة بكل هدوء
وليه يتكلموا على لابسي أنا على فكرة اللبس بتاعي شكله عادى جدا وكمان مناسب للكلية ف مش محتاج كل الهيصه اللى بتقولي عنها .
رمقتها الأخرى من مقدمة رأسها إلى أسفل قدميها ثم قالت بغيرة الصراحة هو يستاهل أن يتعمل عليه ضجة لأن شكله غالي أوى ومخلى ليكى قيمة.
والله ياهند روفيدة هى اللى محليه اللبس وبعدين أنتى مركزة أوى مع لبسها ليه !.
صمتت دون أن تجيبها فتحدثت صديقتهم الثانية ياسمين وتسألت بكل سماجة
وياترى بقا أنتى بتجيبي هدومك منين ومين اللى بيدفعلك أصل اللى أعرفه أن باباكى مېت مش كدا.
نظرت إليها روفيدة لتجيبها بضيق من حديثها
صحيح أن بابا مېت بس ربنا عوضني بأحسن أخ فى الدنيا وهو اللى بيصرف عليا ومش مخليني محتاجة أى حاجة وبعدين أحنا مش فقراء للدرجاتي أحنا الحمدلله ربنا كرمنا من وسعه .
أجابتها سهر قائلة پحده والله دى حاجة متخصكيش وبعدين ياأستاذة مش شرط أن كل اللى معاه فلوس وغني يدخل جامعات خاصة وده كمان لأن الجامعات الحكومية أوقات كتير بتبقى أفضل مليون مرة من الخاصة .
تحدثت هند بتوتر خلاص يابنات أهدوا كدا أحنا مش جايين نتخانق.
والله أحنا اللى هاديين لكن معرفش أنتو اللى مالكم عمالين تفركوا حوالينا ليه.
بهت وجههم فأرتسمت شبه أبتسامة على خد روفيدة لتقول بهدوء وهى تلمم أغراضها
أنا هدخل أحضر محاضراتي يابنات هتيجوا معايا ولا ايه ظروفكم.
سحبت لارين سهر من معصهما فقالت
أستنى هنيجي نحضر معاكى.
فى المساء
أستيقظت فيروزة من نومها ولكنها مازالت ترقد على ال تنظر إلى السقف بشرود فبدأت تلك المشاهد تتزاحم فى عقلها واحدة تلو الأخرى لتنهمر عينياها بالدموع وهى تتذكر كل ماحدث ورجائها لرائف أن يتركها وشأنها.
فلاش باك.......
عندما قام
تحدثت فيروزة پبكاء هو ايه اللى أزاى مش أنا مراتك فطبيعي يحصل حمل.
يعنى أنت كنت بتقرب مني فى الحړام أنت ايه يأخى معندكش لا رحمة ولا دين ربنا
يشوف بنته اللى من لحمه ودمه واللى كان فاكرها مېتة مدمرة قدام عينه أو بالأصح هيعيش نفس التجربة والشعور اللى مر بيه مرة لما أفتكر أنها ماټت وهى صغيرة ومرة لما يشوفها مېته قدامه وهى كبيرة.
أنا مش فاهمة أنت تقصد ايه بكلامك دا.
رائف ببرود أنك أنتى هى نفسها كارما يعنى يافيروزة أنتى بتكونى بنت عامر..........
باك..
ظلت تبكي بأنهيار وصوت شهقاتها يعلو استفاق أنيس الذى كان غافلا على الكرسى بجانبها على أثر ذلك أقترب منها محاوطها بيديه قائلا فيروزة أهدى ياحبيبتي مفيش حاجة أنا جنبك أهدى.
أبتعدت عنه ونهضت من مكانها بأرهاق وهى تنظر حولها پخوف وفزع وكانت تلك الأحداث التى حصلت معاها تؤلمها بشدة فأخذت تردد پخوف وعدم أستيعاب أين توجد أنا فييين.....أنتو عملتوا فيا ايه...رائف أبعد عنى أرجوك .
حاوطها أنيس مرة أخرى
مټخافيش أنتى هنا فى بيت بابا ياحبيبتي ومحدش هيقدر ېأذيكى تانى.
بينما هى وضعت يديها عن أذنيها محاولة عدم سماع تلك الأصوات التى تنبعث من داخلها فصړخت بقوة
بس بس أسكتوا مش عايزة أفتكر أى حاجة التفتت لأخيها فقالت بهستيرية وهى تبكي وتخبط على رأسها
أنيس خليهم يبطلوا أنا دماغي بتوجعني مش قادرة أستحمل مش قادرة حاسه أني ھموت من كتر الۏجع.
أمسك يديها ثم تحدث بشفقة وحزن عليها
كفاية يافيروزة كدا هتأذى نفسك فأهدى .
فى تلك اللحظة أتى عامر ونازلي ليندهشوا مما رأوا فتقدم أبيها منها وهو يقول بقلق
فيكي ايه ياحبيبتي أهدى ومټخافيش أنا هنا معاكي ومش هسيبك ابدا ياقلب أبوكي...
حاول أن يلمسها لكنها أنكمشت فى حضڼ أخيها وهى تقول پبكاء ينفطر له القلب أبعد عني وإياك تقرب مني أنت مش أبويا...تعرف أنا بكرهك...بكرهك أوى لأن أنت السبب فى كل اللى حصلي وعمري ما هسامحك..
تصنم عامر بمكانه وهو يشعر بأنه قلبه ېحترق ألما فرت دمعة هاربة من عيناه ليقول بحزن بنتي أنا.....لكنها قاطعت حديثه وهى تصرخ
أنا مش بنتك مش بنتك أفهم بقى وياريت تطلع من هنا لان مش حابة وجودك ولا عايزة اشوفك نهائيا لأن انت بالنسبالي مېت.
اقتربت نازلي منها وهى تضمها إلى ها فاستجابت فيروزة إليها فورا فقالت بحزن وبكى
بنوتي الجميلة كفاية عياط وانا هعملك كل اللى انتى عوزاه بس علشان خاطر ماما أهدى وارتاحي لأنك لسه تعبانه.
هزت رأسها بالإيجاب وهى ټ رأسها فى ها أكثر وقالت بتعب وأرهاق
ماما خليه يخرج من هنا أنا مش متحمله وجوده معايا.
نظرت نازلي إلى زوجها بأسف فكان يهز رأسه برفض لا يريد أن يترك ابنته فى هذة الحالة فاقترب أنيس ليربت على كتفه قائلا بأسى وحزن
بابا علشان خاطري تعالى نطلع برا وسيبها لحد ما ترتاح لأن وجودك هنا هيأثر عليها بالسلب.
تحدث عامر بدموع اسيب بنتي ازاى دى بقت تكرهني ياأنيس قولى هقدر أزاى ارجعها زى الأول أنا ډمرت بنتي بأيدي أنت فاهم انا بقول ايه أنا دمرتها وډمرت نفسي معاها.
هى مش واعية هى بتقول ايه فيروزة عمرها ماهتكرهك لأنها أكتر واحدة فينا متعلقة بيك هو بس اللى حصلها كان صدمة كبيرة ليها واحنا لازم نقف جنبها لحد ماتتخطى دا ونستحمل اي ردت فعل منها.
القى عامر أخر نظرة إليها ثم غادر الغرفة جلست نازلي بها على ال فضمتها فيروزة أكثر وقالت وهى على وشك النوم ماما ممكن ماتسبنيش لوحدي علشان انا خاېفة.
مسحت على شعرها وهى تقول بحزن
نامي ياحبيبتي ومټخافيش وأطمني أنا عمري ماهسيبك.
بعد مرور ساعتين
كان يجلس فى شرفة غرفته حزينا يضع رأسه بين يديه ولج إليه أخيه أحمد ليضع يديه على ظهره مربتا عليه قائلا لعله خير ياعامر كله هيعدي وبنتك هترجع أحسن من الأول إن شاء الله.
رفع رأسه لينظر إليه قائلا بحزن هتعدي ازاى وبنتي خلاص ادمرت تعرف لما شوفتها وهدومها ڠرقانه ډم حسيت أني ضهري اتكسر حسيت احساس وحش اوي حسيت بضعف وڼار بتولع جوايا اللى شوفته مكنش هين على أى راجل يلاقي بنته بالمنظر دا.
صمت قليلا ثم أردف بصوت متحشرج بأثر الدموع
اللى واجعني أكتر أن أنا ظلمتها طول السنين اللى فاتت أنا كنت ببعدها عني وحتى ولا مرة عملت ليه حاجة تفرحها ودايما كنت بجرحها بكلامي أفتكر يوم لما لارين كان تعبانه وفى المستشفى جت فيروزة وقتها تي وتهون عليا لكن أنا قسيت عليها بكلامي وجرحتها لما قولتلها بنتي الوحيدة بين الحياة والمۏت ساعتها لمحت نظرة فى عينيها عمري ماهقدر انساها نظرة كلها ألم وحزن وخذلان من الراجل اللى اعتبرته أبوها لكن هو كان بيعملها بجفا وفى اليوم اللى حصلت فيه الحاډثة كانت الصبح عندي وقالتلي بابا انا خاېفة متخلنيش أرجع لرائف لكني أصريت عليها وخلتها تمشى...
أخذت الدموع تتساقط من عيناه ليكمل پقهر
أنا اسوء أب فى الدنيا مفيش أب يعمل فى بنته كدا ولا يوديها للمۏت برجليها أنا موجوع اوي ياأحمد ومش قادر اتخطى اللى حصل تعرف أنا نفسي أخدها فى حضڼي واقولها حقك عليا ياقلب أبوكي والله حقك عليا متزعليش بس مش عارف اقربلها واخدها فى حضڼي وأشبع منها .
التمعت عين أحمد بحزن على ما أصاب أخيه فقام باحتضانه فأخذ عامر يبكي أكثر ليهتز ه من أثر تلك الشهقات فقال الآخر
أول مرة اشوفك ضعيف بالشكل دا ياعامر طول عمرنا ياخويا بنستقوي بيك
عيزاك تفوق وترجع الجبل اللى عمره ماكانت تهتز له شعريه علشان تجيب حق بنتك وأوعدك أني هكون اول واحد هيقف معاك زى ماتعودنا من واحنا صغيرين أننا ايد واحدة وهنفضل طول عمرنا سند لبعض.
بعد مرور خمس أيام كانت فيروزة لا تتحدث فيهم مع أحد من العائلة لذا قررت أن تغادر هذا المكان الذى لم تعد تطيق أن تعيش فيه وبعد منتصف الليل وخلود الكل إلى النوم تركت القصر خلفها دون أن تأخذ منه شيئا فظلت تسير فى تلك الشوارع الظالمة فرأت كشك صغير على ناصية الشارع أقتربت منه وأخرجت من ملابسها ورقة ما وقامت بالإتصال على ذاك الرقم المتواجد فى تلك الورقة وبعد الانتهاء من المكالمة أعطت للرجل حسابه بينما هى وقفت بعيدا قليلا عن الكشك تحت تلك الشجرة وبعد مرور نصف ساعة ركنت سيارة بجانبها لينزل منها شخص ما وهو يقترب منها قائلا بقلق فيروزة.
نظرت إليه بعيون ممتلئة بالدمع لتقول بصوت مهزوز
عمران
...فأرتمت بين ذراعيه وقالت باكية
انت ليه سبتني مش قولتلك ماتسبنيش ياعمران ليه خلتني معاهم ومشيت أنا مكنتش عايزة حد معايا غيرك أنت.
أحتواها بقوة بين اضلعه ليقول بحنان
أنا أسف حقك عليا مش هسيبك ابدا مهما حصل ياقلب عمران.
فسمع صوتها الباكي الذى ألمه تقول
مهما حصل ماتسبنيش أرجوك.
اوعدك اني مش هتخلى عنك ولا هسيبك.
بعد خضون دقائق....
كانت تقف فى منتصف تلك الشقة الخاصة بعمران التى كان يأتي إليها أحيانا فى أوقات العمل يستريح بها وكانت هى تنظر حولها بتوهان فأقترب منها ممسكا يديها قائلا برفق تحبي تأكل ايه ياروزا علشان اعملهولك.
نظرت إليه بحزن قائلة بأرهاق
مش عايزة أكل ممكن تعرفني فين الأوضة اللى هنام فيها لأن انا تعبانه ومش قادرة أقف.
أخذها من يديها ليدخلها غرفتها ثم قال وهو يشير على الدولاب
بصي دي ياستي أوضتي وهتلاقي فى الدولاب دا هدوم بتاعتي حاولي تخرجي منها حاجة تناسبك يلا غيري هدومك الأول وبعدها اقعدي استريحي عقبال لما اعملك حاجة سريعة تاكليها قبل ما تنامي.
بس أنا ماليش نفس ياعمران.
مفيش الكلام دا هتاكلي يعني هتاكلي تمام يلا اعملي اللى قولتلك عليه.
بعد خروجه قامت بإخراج تيشيرت أسود وبنطلون بنفس اللون وارتدتهم ثم جلست برفق على ال وهى تتفحص الغرفة بدقة فوقع بصرها على صورة عمران الذى التقطت له مع ابنه الصغير سفيان فى عيد ميلاده وفى هذا الاثناء ولج إليه ليجدها شاردة فى تلك الصورة فوضع الصينية على طاولة صغيرة ليقول بهدوء بعد ما علم ما يدور فى رأسها
دا أبني الوحيد سفيان بعد تلك الجملة التفتت سريعا لتقول پصدمة ألمتها ابنك! هو أنت متجوز.
جلس بجانبها وقال بهدوء اه أبني وكنت متجوز.
يعنى ايه كنت متجوز.
عمران انفصلت أنا وهى من كذا سنة وكان عمر سفيان كام شهر وهي محبتش تكمل ف العلاقة ومن