رواية "لحن الزعفران"(كاملة حتى الفصل الأخير)بقلم شامه الشعراوى
لما نشوف أخرتها ايه.
هبت فيروزة واقفة وكأن لدغتها أفعى فهى تخشي هذا اليوم التى ستتزوج به وتترك تلك العائلة ثم قالت بتوتر
أنا هقوم اشوف ماما محتاجين مني أي حاجه أعملهالكم.
نظر إليها والدها وأجابها لا ياروزا ومامتك هتلاقيها قاعدة فى الجنينة مع مرات عمك.
مساء فى مستشفى الهلال الخاصة..
كان جالسة أنيس فى مكتبه مجتمعا مع بعض الأطباء لمناقشة بعض الأمور المتعلقة بتجديد وتطوير المستشفى بعد مرور ساعة خرجوا الأطباء بعد الاتفاق الذى دار بينهما تحدثت الممرضة قائلة
أردف أنيس ببرود وقال
وأنا مش همضى وياريت يا أنسة تتفضلى على شغلك وتبطلى كل شوية تقدميلى طلب استقالتك الشغل هنا مش لعبة مش وقت ما تزهقى وتقرري تمشى هنحققلك رغباتك.
تحدثت بنفس البرود قائلة وأنا مش تحت أمرك اتفضل أمضى.
ولو ما مضتش هتعملى ايه يعني!
اطلق صوت ضحك عال وهو يعبث بالقلم ليقول باستفزاز امممم قلبك بقا مېت ياديدي ثم أستدار بالكرسي ليعيطها ظهره و أكمل حديثه
ماشى ياستى أبقى وريني هتعملى ايه ويلا بقا طرقينا مش ناقص ۏجع دماغ واه متنسيش تبعتيلى عمو عبده بالقهوة يلا ياماما يلا ياحبيبتي برا مش عايز عطلة ورايا شغل.
بعد بضع دقائق فتح الباب بخفة لتنظر الأخرى بداخله ابتسمت بهدوء وهى تراه يضع رأسه بين يديه ويبدو عليه الإرهاق تحدثت بنبرتها الجميلة قائلة
دكتور أنيس تسمحلي بالدخول.
رفع رأسه إليها ثم أبتسم بسعادة ليهب واقفا اقترب منها ليضمها برفق قائلا ياعمرى أنتى ايه المفاجأة السعيدة دي بجد فرحت بشوفتك.
طبعا عجبتنى جدا أنتى بقالك فترة كبيرة مجتيش تزورينى هنا.
مدت يديها إليها لتعطيه بوكيه الورد الأبيض قائلة
واديني ياسيدي جيت أزورك.
اردف بسعادة غامرة وقال يااااه ياروزا وكمان جيبالى ورد دا انتي عسل اوي ابقى تعالى بقا كل يوم زورينا.
أى خدمة علشان تعرف بس ان اختك بتحبك قد ايه.
قبل جيبنها برفق قائلا
مفيش مناسبة حبيت أجى ازورك ونخرج نتعشى برا بقالى فترة مقعدناش مع بعض والشغل بقا واخدك منى ياأنوسه.
قلب أنوسه من جوا ويلا ياست البنات هخرجك أحلى خروجه.
فى مطعم هادئ وراقي وضع الجرسون أمامهما الطعام تحدثت فيروزة متسائلة بهدوء أنيس هى مين البنوتة اللى كانت بتبصلك واحنا خرجين پغضب وكأنها عايزة تولع فيك.
امممممم وطب كانت بتبصلك كدا ليه هو انت عملت ليها حاجة.
ابدا ياستى كل الحكاية والرواية أن هى عايز تستقيل من الشغل وانا رفض طلبها.
أردفت فيروزة بفضول قائلة طب وأنت رفض ليه ما كنت تسيبها.
أرجع ظهره مستندا على الكرسى ليزفر بضيق مينفعش أن هى تمشى ياروزا مينفعش ابدا.
قطبت حاجبيها بعدم فهم نعم ودا ايه اللى مخليه مش نافع صمتت لوهلة ثم أضافت بشك أنيس هو في حاجة مابينكم يعنى بتحس باتجاهها بحاجه.
أجابها بالموافقة قائلا ايوة ياروزا انا بس مش بحس بحاجة أنا بحبها اوي وهى كانت بتبدالنى نفس الشعور وكنا مبسوطين وحتى قولتلها أنى هاجي أخطبها كانت فرحانة اوى لكن معرفش مرة واحدة اتغيرت معايا وبقت عايزة تبعد وماتكملش ومش عارف ولا فاهم ايه السبب وكل ما اسألها تقولى احنا مينفعش نكمل ونكون لبعض لحد ما أتخنقت حاسس ان هى ما بقتش تحبنى أو مكنتش اصلا بتحبنى.
يمكن فى حاجة ياأنيس مخليها تبعد عنك كدا وهى رافضة أنها تقولها لو بتحبها أتمسك بيها وحاول تعرف هى مالها.
فكرك أن انا مابحاولش والله بحاول بس خاېف أوي يافيروزة خاېف من الفراق انتي متعرفيش أنا بحبها قد ايه هى كل حياتي وروحي ومش هقدر أعيش من غيرها أنا كل اللى كنت بتمناه ان هى تبقى من نصيبى وحلالى.
أمسكت كف يديه تربت عليه بهدوء ثم ابتسمت برقة قائلة إن شاء الله كل حاجه هتتصلح ياحبيبى خلى ثقتك ويقينك بالله اكبر من كدا وربنا يحققلك مرادك.
ونعمة بالله حاضر ياحبيبتى.
فى قصر العائلة..
تحدث عامر بضيق قائلا أقسم بالله ياعمر لو ما اتهديت أنت والزفت دا لاقوم ارزعك كف يلوحك.
نظر إليه عمر وهو يمسك طارق من رقبته وقال
ماتقول لابن أخوك ياخويا يسيب شعرى وانا اسيبه.
قبض طارق يديه على شعره أكثر وهو يقول
وربنا ما انا سيبك غير لما تقلع التيشيرت بتاعى ياحرامي الهدوم دا انا لسه شاريه وملحقتش البسه تقوم انت واخدة من دولابي.
وأنا أعملك ايه ما انت اللى بتجيب لبس حلو وماركة حد قالك تعمل كدا.
أردف الأخر بضيق امال انت عايزنى أبقى معفن زيك وبخيل يلا يابخيل.
تحدث عمر بعصبية طب والله ما انا سيبك ياطارق الكلب.
هب عامر واقفا ثم أخرج الكرباك من تحت الأريكة التى يحتفظ به من اجلهم ثم اقترب منهما سريعا وهو يعزم على ان يلقنهم ضړبا مپرحا طب والله انتو اللى جبتوه لنفسكم.
تركوا خناقهم سريعا ليركضوا مهرولين بكل الاتجاهات وهم ېصرخون بينما بقية أفراد العائلة يجلسون بهدوء يشاهدون تلك المسرحية التى تحدث أمامهم مثل كل يوم وكان أبطالها عمر وطارق مجانين عائلة الراشد
وقف طارق خلف السفرة وهو ينهج ليقول
حرام عليك ياعمى دا مش اسلوب تتعامل بيه من ملايكة زينا.
نظر إليه بذهول وقال انتو ملايكة دا انتو شياطين وانا هربيكم من اول وجديد.
أردف عمر قائلا فعلا عندك حق انت معرفتش تربى.
توقف عامر مكانه ليرفع حاجبه الايسر
تصدق كلامك صح انا فعلا معرفتش اربي ولكن احنا لسه فيها ياحيوان بدأ يقترب منه بخطوات أشبه بالركض فهرول الأخر إلى ناحية باب القصر بس.
نظر إليه طارق بخبث شوفت ياعمى ابنك بيقول ايه علشان تعرف بس انه قليل الادب ومش متربي.
رمقه الأخر بنظرات توعد وقال
أخرس ياحريقة يابتاع سناء و شجرة الكلية وعصير الليمون دا انا هفضحك بكرا فى الجامعة كلها وهقولهم بتاع سناء راح و بتاع سناء جه ورقصني ياجدع.
قاطع والده حديثه قائلا ما انا هرقصك فعلا يابن نازلى وبعدين انت ماسك أختك كدا ليه ابعد عنها احسنلك.
وضع يديه فى وسطه وقال
ياسلام عايزني ابعد عنها علشان تنى طب وربنا ما انا باعد ها.
اشتدت ملامح وجهه لتتحدث فيروزة سريعة قائلة
حقك عليا انا يابابا معلش متزعلش نفسك دا واحد متخلف سيبك منه وانا هشوفلى صرفه معاه علشان خاطرى أهدي واقعد وريح أعصابك وماتدايقش.
ثم أمسكت أخيها من طرف أذنيه تجروا خلفها وفعلت مع طارق نفس الشئ وأتجهت إلى الطابق الثانى.
دخلت بهم إلى غرفتهم وجلست بهدوء على طرف ال مش هتبطلوا شغل العيال دا انتو شباب فى تانية كلية المفروض تبقوا واعيين وعقالين أكتر من كدا ولا ايه.
تحدث طارق بضيق قائلا قولى لاخوكى اللى مش بيسمع الكلام وكل مرة هو اللى بيبدأ.
امممم الكلام ليك وله وبعدين ياطارق انتو وهو بتلبسوا هدومكم مع بعض اشمعنا بقا النهاردة اللى اټخانقتوا.
عشان التيشيرت لسه جيبه وكنت هخرج بيه بكرا لكن هو ماصدق لطشه ولبسه.
نظرت إلى أخيها الذى اشاح بوجهه بعيدا عنها فقالت
استاذ عمر مش هتتنيل تبطل رخامتك دي وازاي تسمح لنفسك تلمس حاجه مش بتاعتك يابيه دا تصرف ناس همجية وقليلة الذوق ومعندهاش ډم وبجحه اتفضل اعتذر من ابن عمك واياك اشوفك بتعمل حركات العيال دي تاني.
أخفض رأسه حرجا من كلام أخته ثم قال بنبرة حزينة
أنا بعتذر منك ياطارق وأسف لو كنت مديت ايدي على حاجاتك وأوعدك مش هكررها تانى ولا هلمس اي حاجه تخصك بعد كدا.
اقترب منه طارق الذي تبسم بحب أخوي ليرفع رأسه قائلا
أياك توطي رأسك فى الأرض تاني
وانت بتكلمنى وانا معنديش أى مانع فى إنك تاخد حاجاتى أنا بس انفعلت النهاردة عشان كنت محضر الطقم دا لمقابلة الحتة بتاعتى بكرا لكن انت خطفته منى يلا مش مهم أنا وأنت واحد وكمان حقك عليا متزعلش منى انا بردو كبرت الموضوع وهو مكنش مستاهل.
خلاص مش زعلان المهم أيدك بقا على مية جنية حق الاستشوار اللى انت بوظته.
ضحكت فيروزة وضړبت كف على كف لتقول
والله العظيم البيت دا مليان بالمجانين وبعدين متنسوش تنزلوا تعتذروا من بابا ياحلوين.
الفصل الثانى
فى صالة التدريب كان يقف اللوء عامر يشرح لبعض الخريجين الجدد بعض المعلومات
الخاصة بالمهمة الجديدة وكان
من ضمنهم
ابنه أدم تحدث عامر بجدية اتمنى تكونوا فهمتوا ايه المطلوب منكم هناك مش عايز أى غلطة لان قصدها حياتكم وكمان المقدم عمران هيبقى القائد بتاعكم والمسؤل عنكم هسيبكم دلوقتى تتعرفوا عليه وهيعرفكم أكتر عن المهمة اللى هتقوموا بيها.
تقدم منهما عمران ليون له السلام تعظيما ووقار لمقامه فهم يسمعون عنه كثيرآ فهو ظابط مخابرات ذو شخصية قوية وله انطباع حاده وعمره ٣٢ سنة ومن أمهر وأكفأ الظباط فى مقر المخابرات وهذة فرصتهم حتى يتعلمون من خبرته.
وقف أمامها بوقار ليقول بصرامة وهو يعطى لهما ملف
دا ملف فيه فى كل المعلومات اللى تحتاجوها وطبعا دى اول مهمه هتكون لينا مع بعض وفى شوية حاجات كدا لازم تعرفوها هقولكم عليها لكن مش دلوقتى واه كمان لازم تبقوا عارفين أى مهمه هنقوم بيها هنواجه المۏت و ممكن منرجعش منها ف اللى خاېف على نفسه وروحه يقدر من دلوقتى يتفضل يعتذر عن طلوعه للمهمة دى.
أردفوا بحماس بأنهم على أستعداد لتلك المهمة بينما قال أدم بسعادة وياترى بقا المهمة دى طالعنها فين.
نظر إليه عمران بطرف عينيه قائلا بنبرة تحمل قدرا من السخرية
هو حد قالك أن احنا طالعين رحلة سعيدة نفرفش على نفسنا فيها ونغير جو لا صحصح كدا معايا انت وهو احنا رايحين للمۏت برجلينا والمهمة اللى رايحنها فى سيناء على الحدود وهنتعامل مع أرهابيين وناس مسلحة والغلطة الواحدة هناك هتقضي على الكل مش عليك و بس فهمتوا انا مش عايز اشوف استهتار من أى حد فيكم أستدار بضهره مبتعدا عنهما قليلا ليكمل حديثه مرة أخرى قدامكم ست
هى الهانم خارجة ولا ايه
زفرت فيروزة بهدوء وقالت اه خارجة عندك مانع .
وياترى على فين العزم إن شاء الله.
خارجة مع لارين والبنات هنشتري شوية حاجات من المول.
تحدث وليد ببرود بس أنتى مدتنيش خبر بأنك خارجة ولا حتى استأذنت منى ياهانم.
أردفت بتعجب قائلة
بس أنا استأذنت من بابا وهو وافق ومرفضش.
وضع يديه فى جيبه وقال ببرود
اولا مفيش الكلام دا الأذن تاخديه منى انا مش من أبوكى أنتى ناسية إن أنا خطيبك يا أستاذة ومش