الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية "لحن الزعفران"(كاملة حتى الفصل الأخير)بقلم شامه الشعراوى

انت في الصفحة 40 من 60 صفحات

موقع أيام نيوز


بۏجع وقهر فنظر إليها بقسۏة ليقول بعجرفة
قدامك خمس دقايق والاقيكي لابسه الفستان فاهمة عريسك مستنيكي برا على ڼار مش عايز تأخير ياهانم.
قعدت مكانها تبكى بأنهيار فقتربت منها والدتها وضمتها إليها قائلة بحزن 
قومى ياحبيبتى قومى البسي الفستان بدل ما الظالم يجي يك تانى وأنا مش هقدر عليه ربنا ينتقم منك ياعادل.

أرتدت ذاك الفستان فكان بمثابة كفن لها بعد لحظات كانت تجلس بجانب هذا العجوز الهالك منذ زمن فكان أصلع الرأس وحاجبيه كثيفة للغاية ومنغلقة فهى مثل أعواد المقشة الخشنة فكان ينظر إليها بابتسامة كشفت عن أسنانه السوداء من كثرة الټدخين فشعرت هى بالأشمئزاز من رائحته الكريهه التى تفوح منه فأخذت عينيها تزرف دمعا على حظها فوالدها أجبرها على الزواج من رجل أكبر من عمره ولم يشفق عليها.
تحدث عادل بسعادة
ايه رأيك ياشكرى كل حاجة تمت زى ما أنت عايز ثم وجه نظره إلى المأذون يلا يامولانا أكتب الكتاب.
لكن قاطعهم صوت قوي زلزل المكان قائلا 
أزاى بس يامولانا هتجوز واحدة مڠصوبة على العجوز ده.
اتمنى لكما قراءة ممتعة
الفصل السابع
على الطريق كان عمران جالسا فى المقعد الخلفى من سيارته التى كانت تقف بجانب الطريق فكان منتظر سائقه أن يأتى له من مكانا ما أخذ يعمل على حاسوبه بدقة ليقطع شروده سائقه الخاص به قائلا
حضرتك الأمور ماشية زى ما خططنا له.
نظر إليه عمران من نافذة السيارة وقال
حد منهم شافك أو لاحظ حاجة.
أبدا حضرتك وبعدين متقلقش انا واخد بالي كويس ومحدش يقدر يكشفني بالسهولة دى.
قال عمران بهدوء فين الكاميرا 
مد يديه إليه وهو يعطيها له فقال اتفضل أهى أنا صورت كل حاجة زى ما طلبت منى وعرفت كمان أن هما هيسلموا الشحنة بعد أسبوع من النهاردة.
أبتسم عمران وقال
عفارم عليك يارامز فعلا أنت كل يوم بتثبتلي أنك قد المسؤلية اللى بكلفك بيها.
على الجانب الأخر تقف فيروزة بجانب سيارتها وهى تزفر بضيق قائلة هو دا وقتك أنك تعطلى.
نظرت إلى هاتفها فوجدته فاصل القته بداخل السيارة بعصبية أعمل إيه أنا دلوقتى كل حاجة جاية تبوظ فى نفس الوقت .
نظرت حولها لعلها تجد أحد يساعدها ثوان واقترب منها ثلاث شباب فقال أحدهم محتاجة مساعدة ياقمر.
حدقت النظر بهم فلم ترتاح لهم منذ قدومهم فقالت بقلق لا شكرا مستغنيه عن خدماتكم.
وضع الشاب يده على ه وقال بخبث
مينفعش نمشي ونسيبك لوحدك فى حته مقطوعة زى دى ميصحش بردو دا احنا ولاد بلد وجدعان أوى ولا ايه ياشباب.
تحدث الاخر وهو يحاول لمسها طبعا ولازم نقف جنب بنت البلد ونعمل معاها الواجب.
أبتعدت فيروزة عنه فقالت بقوة
أيدك لتوحشك وبعدين يلا اتفضلوا من هنا.
الشاب الثانى لو ما بعدناش هتعملى ايه يعنى.
فيروزة پغضب وصوت عال بعض الشئ
هصوت وألم عليكم الناس.
الشاب اوه بجد طب حاولي كدا وورينا إذا كان فى حد أصلا هيسمعك .
الشاب الأخر بس يالا حرام تزعل المزة الطلقة دى.
بينما الشاب الثالث أقترب منها وامسكها پعنف من يديها فقامت بدفعه بعيدا عنها وهى تصرخ بوجهه قائلة أنت مچنون ازاى تسمح لنفسك تلمسني بالشكل ده دا انا
هوديك فى ستين داهية .
ضحكوا عليها فقال الأخر تعجبني القطة الشرسة نفسي أعرف أنتى جايبة الثقة دى منين.
نظر إليها الشاب الثاني وقال بإبتسامة خبيثة
أعملى فيا اللى عيزاه بس مش قبل مدوق الحلاوة دى.
لتجد شاب وسيم قوي البنية فتحولت نظرات عيونها إلى نظرات مندهشة فقد قام بجذبها خلفه فقال أحد الشباب بسخرية وياترى بقا مين العصفور الجميل اللى نفاش ريشة علينا ومعرضها على الأخر.
نزع عمران نظرته بكل هيبة ووقار وهو يضعها فى سترته وقال بثقة
عزرائيل وجاى ياخد روحك النجسة.
الشاب بضيق طب ليه الغلط بقا ولما اعملها معاك تيجي تزعل.
نظر إليه عمران ببعض من الغموض وقال بهدوء
وأنا حابب أعرف هتعملها ازاى معايا ياسبع البرومبة.
تقدم الشاب منه محاولا أن يلكمه ولكن بحركة سريعة قام عمران بكل مهارة بكسر يديه فى لحظة تسمروا الآخرين مكانهم فقام أحدهم بوضع مطوة على رقبة فيروزة التى أرتجفت خوفا وشحب وجهها بشدة 
فقال الشاب پخوف ابعد عننا بدل ما أدبحها قدامك.
نظر إليه الأخر بسخرية
والله سيب المفروض كنت سيبتك تقعى على الأرض وتتفتح رأسك أو كنت سبته خلص عليكى بالمطوة.
أبتعدت عنه پعنف وهى تقول تصدق أنك مستفز.
بعد ما أنهت جملتها رأت الدنيا حولها تسود لم تلبث قليلا وسقطت فاقدة للوعى به.
تنفس بهدوء وهو يحملها بين يديه ووضعها بعربيته وأغلق الباب عليها ثم استدار به المفتول للشابين الساقطين على الأرض بعد أن فر الثالث هاربا أمر سائقه أن يطلب له أحد من أفراد
الظابط أن يأتي إليه.
بعد مدة من الوقت فى المستشفى وتحديدا أمام غرفة الفحص فهب واقفا عندما خرجت الطبيبة فقالت مرات حضرتك فاقت وهى دلوقتى كويسة تقدر تشوفها ثم تركته وغادرت.
وضع يديه على قلبه الذى نبض مرة أخرى وهو يشعر بغرابة أمره
فسرح بخياله لمدة ثوانى ثم ادرك نفسه سريعا مستحيل اللى بتفكر فيه ده ياعمران فوق لنفسك كدا واعقل.
فتح باب الغرفة ليجدها تحاول أن تقوم من على
ال أقترب منها بهدوء وهو يشعر بأن المكان يضيق عليه رويدا من فرض ما حل به ليقول
حمدلله على سلامتك يا أنسة مش أنسة بردو.
نظرت إليه بعينيها الفيروزية المشرقتان وقالت بتوتر من نظراته ايوة أنسة و شكرا لحضرتك على وقوفك معايا.
اردف عمران بأبتسامة لا شكر على واجب وبعدين أنتى كنتي بتعملى ايه فى طريق مقطوع زى دا.
تحدثت فيروزة قائلة كنت راجعة من مشوار وضيعت طريقي ومن سوء حظي عربيتي عطلت ومعرفتش أعمل إيه .
الحمدلله أن محصلش ليكى حاجة وحشه لقدر الله وأني جيتلك فى الوقت المناسب قبل ما الزباله يعملوا فيكى حاجة.
أجابته فيروزة قائلة الحمدلله على كل شئ معلش تعبت حضرتك معايا ياأستاذ..قطبت حاجبها وقالت متسائلة هو حضرتك اسمك إيه.
رد عليها بأبتسامة جميلة بينت غمزاته قائلا
اسمي عمران المنشاوى وبعدين ياستى أنا فى خدمت الشعب دايما.
لم يتلقى منها ردا بسبب فقالت بهدوء أهدى أنا كويسة دا مجرد خدش بسيط بسبب المطوة اللى كانت علي رقبتي.
ازاى مخدش بالي ان الحيوان چرحك لولا أن هو دلوقتى م كنت روحت خلصت عليه وخدت حقك منه.
أردفت فيروزة ببراءة كأنها طفلة صغيرة هو حضرتك جبت المسډس دا منين هو أنت حرامى.
أطلق ضحكة رجولية جعلتها تتوه مرة أخرى فى ملامحه الرائعة فقال هو حرامي ايه بس ياأنسة وبعدين هو فى حرامي هيجيب واحدة حلوة زيك كدا المستشفي دا كان زمانه خاطڤها.
قامت بأرجاع خصلة متمردة على وجهها للخلف فقد أحمرت وجنتيها بخجل ثم قالت احم انا مش قصدي بس غريبه أنك شايله كدا عادي وكمان انت طخيت الراجل.
ولا غريبة ولا حاجة وبعدين أنا مش أى حد أنا ظابط فى المخابرات ورتبتي مقدم عشان كدا طبيعي يكون معايا مسډس وبعدين الشباب اللى كانت بترخم عليكي اتقبض عليهم كلهم حتى التالت جبناه وهيتعاقبوا على اللى عملوه معاكى ودا غير أن احنا اكتشفنا أن هما عليهم قواضى تانيه هربانين منها.
كويس انك قبض عليهم خلى الناس ترتاح من شرهم.
نظر عمران إليها نظرة طويلة أربكتها ثم قال بتسأل
خلى فى علمك انتى لحد دلوقتى مقولتيش أسمك ايه.
أبتسمت بخجل وهى تقول اسمي فيروزة.
أردف عمران بانبهار قائلا ماشاءالله أسمك جميل زيك يافيروزة.
شعرت بارتباك عندما نطق اسمها فأدرك هو
هذا ثم اخذ يتسأل عيونك دى ولا لينسز.
إجابته فيروزة بهدوء عيوني.
تبارك الرحمن عيونك لونها فيروزية ماشاءالله علشان كدا لايق عليكي اسمك فيروزة فعلا أهلك عرفوا يختاروا الاسم المناسب.
دى حقيقة..صمتت لوهلة ثم أضافت بملل
هو أنا همشى امتي.
عمران دلوقتى لو تحبي.
ياريت علشان انا مش بحب قاعدة المستشفيات.
تمام هنادي على الدكتورة ونطمن عليكي وبعدها نمشى.
بعد دقائق خرجوا من المستشفي وقام بتوصيلها إلى منزلها
تحدث عمران بهدوء عربيتك انا خليت حد يروح يشوفهالك ولما تتصلح هتتبعتلك على هنا.
أردفت بامتنان قائلة بجد أنا مش عارفة أشكرك ازاى على وقفتك معايا وأنك مسبتنيش لحد موصلتنا قدام البيت معروفك دا عمرى ما هنساه ليك ياسيادة المقدم.
أبتسم إليها بهدوء أهم حاجة أنك بخير.
شكرا عن أذنك..فتحت باب العربية ونزلت منه واغلقته خلفها نظر إليه من النافذة قائلا
أتمنى أني اشوفك تانى.
ردت عليه بأبتسامة ناعمة بإذن الله.
دخلت إلى القصر وهى تشعر بسعادة تغمرها بشدة قابلها أنيس الذى تحدث بتوتر ابوكى عايزنا احنا الاتنين جوا وهيئته لا تبشر على خير وقالى لما الهانم الكبيرة تيجي تعالولى فورا .
خير ربنا يستر تعالى ندخله بدل ما يومنا يبقى أسود.
دخلوا المكتب بهدوء تام فأغلق أنيس الباب خلفهم استدار عامر لينظر إليهم ثم قال أخيرا البهوات شرفوا ممكن أعرف بقا الحلوين كانوا فين النهاردة.
نظر أنيس لفيروزة بقلق يخشي أن يكون علم بما فعلوه مع والد دارين فتحدثت فيروزة بهدوء
خير يابابا هو فى حاجة.
عامر بضيق و هو يجي من وراكم خير وبعدين أنا سألت سؤال تجاوبي عليه من غير ما تسألي أنتى سامعة.
أخفضت فيروزة رأسها بحرج وقالت كنت فى الشركة.
نظر عامر إلى أنيس بنظرات لا تبشر بخير فقال والبيه التاني كان فين.
أنيس بتوتر كنت فى المستشفي.
أبتسم عامر أبتسامة جانبية فقال وقبل كدا كنتوا فين بقا دى الأجابة اللى عاوز اعرفها حالا .
فيروزة حضرتك احنا كنا فى شغلنا هنكون فين يعنى.
ضړب بيده على المكتب افزعهم من مكانهما وقال پغضب بتكدبوا قدامى بكل بجاحة ياست فيرزوة ليه شيفاني عيل برياله قدامك علشان تضحكي عليه بكلمتين.
أبتلعت ريقها پخوف قائلة أبدا والله يابابا .
أردف أنيس بتوتر بابا احنا مش قصدنا نزعل حضرتك مننا وكمان احنا مش بنكدب عليك.
والله والمفروض أصدقكم صح أولا أنتو النهاردة محدش منكم راح على شغله مش صح كلامي ومش عايز كدب.
تحدثوا فى آن واحد قائلين صح.
قام عامر من مكانه ووقف أمامهم وقال
وياترى العروسة اللى كنتوا عندها أخبارها ايه ياأستاذ أنيس.
نظر أنيس إلى أخته وجبينه يقطر على وجهه عرقا
عروسة ايه أنا مش فاهم قصد حضرتك.
دارين اللى روحتوا ومشيتوا من دماغكم واتفقتوا مع أبوها على الجواز يادكتور أنيس مش دا اللى حصل هو انتو فاكرنى معرفش تحركات اى حد فيكم ولا ايه.
نظرت إليه فيروزة وقالت بهدوء
ايوة يابابا فعلا احنا روحنا لوالد دارين عشان نوقفه عن اللى هو بيعمله .
زعق والدها بها وأنتى مالك بيهم هى كانت من بقية أهلك.
هبت فيروزة واقفة وقالت يابابا البنت والدها كان هيجوزها لراجل عجوز قد جدها وهى طلبت مني المساعدة وبعدين أنيس بيحبها وعايز يتجوزها فأيه المشكلة.
عامر فتقومى حضرتك واخدة أخوكى وراحة تخطبى له كأن مفيش راجل كبير تستأذنه منه الأول كأن ماليش اهمية فى حياتكم لا يافيروزة أنا لسه
 

39  40  41 

انت في الصفحة 40 من 60 صفحات