رواية حان الوصال(من الفصل الاول الى نهاية الفصل الاخير ) بقلم أمل نصر
يا امين اكيد حسن نايم وهي بتغفله كعادتها.
صاحت تسكتهم هما الاثنان بنزقها
دا مش وقت هزار الله يخليكم انا جاياك في سؤال يا
امين ارجوك تجاوب عليه لو تعرف.
لفتت بجديتها انتباههم ليتخلى امين عن عبثه سائلا لها بتوجس
ايه الحكاية يا شهد قلقتيني تعالى ادخلي الاول مش هتفضلي واقفة ع الباب.
في الاخيرة هم ان يجذبها من قماش عبائتها للداخل ولكنها تشبثت بالأرض معبرة عن رفضها
اختفى! وليلة حنة العروسة كمان! ازاي يعني
انا هشوف الواد دا راح فين يا شهد متقلقيش اتصلي على أختك وطمنيها عصام من اول ما اتعرفت عليه وهو راجل يعني لو في أي حاجة هيتكلم على طول مش هيقل بنفسه ولا يستندل في شيء مهم زي ده.
تبعته زوجته الى الداخل وقد اصابها القلق هي الأخرى وتوقفت شهد تلتقط انفاسها بتوتر يعصف بها تتابع اتصاله في محاولات باءت بالفشل لعدم استجابة الاخر بالرد عليه لينتقل شعور القلق داخله هو الاخر فجاء رده الحاسم
ردت باستجداء تخاطب نخوته
ياريت يا امين دا البت ما قادرة تنام من امبارح ھتموت من القلق والخۏف دا عمره ما عملها ولا ردش على مكالمتها الا لو في الشديد القوي اللي يمنعه.
اومأ يوافقها الرأي فهو الاعلم بلهفة الاخر في الارتباط والزواج من شقيقتها وعقله الان على وشك التوقف بحيرة اصابته عن ماهية هذا التحول العجيب في ظرف هام كهذا.
كانت هذه صيحة زوجها بنبرة الجزع التي تعلمها لتدافع مبررة على الفور
انا كنت جاية في طلب مهم يا حسن وماشية اهو .
قالتها وكادت ان تميل بسيرها لولا ذراعيه التي لحقت عليها كي تسندها فغمغم بتوبيخ
وتجيلو انتي بنفسك ليه ما كنتي كلميني انا وانا اجره من قفاه لحد عندك عايزة تتعبيني في اللف وراكي وبس يا شهد.
طب انت هتخرج كدة من غير ما تحدد وجهتك مدام بتقولك ان اهله مش عارفين مكانه يبقى كدة هتروح على فين تسأل عليه بقى
الوو يا صبري انا الظابط امين............ يا أهلا وسهلا بيك يا حبيبي معلش انا كنت بتصل في استفسار سريع كدة...... تسلم يا حبيبي الله يخليك شوف يا سيدي انا عارف طبعا ان انت كنت مرافق عصام في مشوار المحكمة امبارح ونقل المساجين و.......... بتقول ايه........
اعتدلت لينا من جسلتها تتابع رد فعل زوجها في تقلص ملامحه وهو يستمع الى الطرف الأخر عبر الهاتف وسرده عما حدث دون انتظار السؤال
ازاي يعني اټخانق في المحكمة ومع مين........ السجين ابراهيم بتاع قضية الخطڤ والقتل القديم.......
تمتم الاخيرة بملامح انقبضت تعابيرها بشدة وهذه المفاجأة بذكر اسم هذا البغيض تشعل برأسه ملايين التساؤلات عما قام بفعله ليحدث هذا التغير بشخص هاديء كعصام.
خرج من غرفة مكتبه بعد فترة طويلة من مراقبتهم من خلف الحائط الزجاجي وحالة السكون تلك التي تميز بها والدته هذه الايام رغم قلقه في بعض الاحيان فهي ليست مضمونة على الإطلاق ولكنه لا ينكر ارتياحه باندماجها مع هذه الجميلة كزهور الحديقة من حولها تشيع بهجة بالمكان رغم حزنها مشرقة مثلهم وصافية بصفاء السماء فوقها وخضار العيون الساحرة يمتزج مع لون الخضرة بجوارها بامتزاج يثير الدهشة.
صباح الخير.
القى التحية بصوته الرخيم مفاجئا لهم ف انتفضت والدته برد فعل اعتاد عليه ولكن اثار غيظه
في ايه بقى يا ماما مش عفريت انا واقف قصادك يعني عشان تتخضي كل مرة كدة .
لطفت بهجة على الفور بعد ترديدها التحية وكأنها تولت مهمة الدفاع عنها
معلش يا رياض باشا بس هي كدة مع الكل شكل نجمها خفيف زي ما بنقول عندنا في الحارات الشعبية.
حدق بيدها التي كانت تضعها على ذراع والدته كدعم لها وكأنها تبثها الاطمئنان بلفتة بسيطة جعلته يعلق بابتسامة
ماشي يا بهجة نديها عذرها طب ممكن تسمحولي اشاركم الجلسة على الترابيزة ولا اشرب من العصير اللي بتشربوه
يا نهار ابيض يا فندم اتفضل حضرتك.
تفوهت تنهض عن مقعدها بفعل اثار استيائه
انا بقول اشاركم يا بهجة مش تقومي واقعد مكانك.
اكتنفها الحرج لتعود لجلستها تتمتم بالاسف بكلمات غير مترابطة من فرط ارتباكها وجلس هو مقابلا لها بقرب اثار الخجل بها رغم المسافة الفاصلة بينهم بالطاولة لديه هالة وهيبة تثير بقلبها الرهبة فتفقدها التوازن على الاقل داخلها
ما قولتليش بقى عن سر تعلق ماما بعائشة الصغيرة.
على اثر سماع الاسم انتفضت نجوان بانتباه جعله يعلق بمرح
يااه للدرجادي عائشة معلقة معاكي
تبسمت تجيبه بسجيتها
يمكن عشان بترغي معاها اصل انا اختي ما تتوصاش ابدا في الحتة دي تجيب الشرق ع الغرب وما بتملش انا وجنات وايهاب بنتعب منها ونسيبها أما بقى نجوان هانم بحسها تنبسط من رغيها مش عارفة ازاي
ختمت باتساع ابتسامتها التي زادتها جمالا ليحدق بها برهة من الوقت جعلتها تعود لخجلها حتى استدرك هو ليتحمحم من حالته تلك ليقول بجدية
على فكرة انا كلمت دادة نبوية من شوية طمنتني المرة دي عليها وبشرتني انها هتعود قريب لمزاولة شغلها .
بجد يعني انا هرجع لشغل المصنع من تاني
قالتها بلهفة بقدر ما ادهشته بقدر ما اثارت استياءه من الداخل ليشاكسها بلؤم
زهقناكي وتعبناكي اوي معانا يا بهجة صح
افتر فاهها واغلقته عدة مرات وقد غمرها الحرج كطفلة صغيرة تعجز عن الرد للحظات حتى تمكنت بتلعثم
لا والله يا فندم..... ااا مش حكاية اني زهقت ولا تعبت انا بس اشتقت لشغلي ولصحبة البنات الغلابة اللي زيي والريسة صباح.
لطف يخفف عنها رغم استمتاعه بهذا الوهج الذي طغى على بشرتها الشفافه حتى اصبحت كتلة ملتهبة امامه ثم برائتها التي تكاد ان تطيح بعقله.
انا فاهم يا بهجة مفيش داعي تبرري مهمها كان المميزات هنا لكن انتي برضو محتاجة تخففي عنك المسؤولية.
قال الاخيرة بنظرة جانبية نحو والدته التي تتابع وكأنها تفهم ما يدور بعقله رغم ان الظاهر غير ذلك .
تحمحم يستفيق من حالته لينهض فجأة عن الجلسة الممتعة متذكرا ما ينتظره من اعمال
انا هقوم اشوف الشغل اللي ورايا رغم ان القعدة هنا ما يتشبعش منها محتاجة حاجة يا بهجة قبل ما اخرج
انا يا فندم لا طبعآ.
نفت بها وعلى الفور حتى تسبب في ضحكة عابثة على شفتيه ليعود موضحا
انا بسأل يعني عن الست الوالدة يا بهجة ولا دي كمان مش محتاجة
تبسمت باضطراب لتتذكر ما ينقصها من دواء
اه صحيح حضرتك انا كنت عايزة اقولك عن العلاج المستورد هو قرب يخلص والاحسن يعني نجيب غيره قبل ما ينقص مننا بس انا دلوقتي مش فاكرة اسمه اصله تقيل اوي اروح بسرعة اجيبهولك.
اشار لها بالجلوس
مفيش داعي خليكي مكانك لما تدخلي جوا ابعتي الاسم او صوريه في رسالة.
ابعتلك رسالة فين يا فندم
اجاب عن سؤالها بابتسامة مستترة
عم طريق الواتس يا بهجة ولا عايزة تقولي ان معندكيش واتس
ردت بعفويتها المعتادة
لا طبعا عندي يا فندم.
ابتسامة مشاغبة سيطر عليها بصعوبة قائلا قبل ان يغادر
كويس اوي متنسيش بقى.
حينما غادر ظلت لبرهة من الوقت تتطلع في ظهره حتى اذا انتهت تنفض رأسها من العبث الذي اصبح ينخر بها عادت لنجوان وجدتها تحدق بها بنظرات لم تفهمها على الإطلاق ولا تجد لها تفسيرا.
بفاه منفرج ظلت لمدة من الوقت تستوعب ما قد وصلها من اخبار عبر الهاتف من إحدى الطبيبات التي تعمل بالمشفى التخصصي المشهور وتملك العائلة جزء كبير من اسهمها
عن زيارات رياض الشبه اليومية لها منذ قرابة الاسبوع ورعاية شاملة لهذا الفتى شقيق الملعۏنة التي اصبحت كطيف شبح لها هذه الايام يطاردها في الصحو والمنام
لا تصدق تلك المبالغ الكبيرة في علاج هذا الفتى سوف يتم اختصامها من نصيبه السنوي.
كيف يفعل شيء كهذا لمجرد عاملة بمنزله تعلم عنه الكرم خصوصا مع العاملين على خدمة والدته كمثال نبوية التي تحظى بكل الاهتمام لاجل مكانتها عبر السنين.
انما هذه اي مكانة قد صنعتها في هذا الوقت القصير يبدو أنها قد استهونت بأمر هذه الفتاة
يا ترى قدمتي ايه تخليه يتكفل بالمبلغ الضخم دا عنك يا بهجة الزفت.
كان هذا هو السؤال الذي دوى داخلها حتى تفوه بها لسانها
مبقاش انا لورا ان ما لقيتلك صرفة.
وصل الى منزل عائلته ليضغط على الجرس بحرج لا يعلم من اين سيدخل اليهم بتساؤله بعدما سأل معظم الاصدقاء والمعارف التي يعرفها في السؤال عنه وعما ان كان قد قضى السهرة معهم وحين مل من عدم الوصول إلى نتيجة قادته قدماه الى هنا ربما وجد ما يدله عليه منهم.
فتحت شقيقته لتتلقاه بابتسامتها العذبة
اهلا حضرة الظابط امين مشرفنا ومنورنا.
لحق يبرر عن سبب مجيئه في الوقت الباكر من اليوم
صباح الخير معلش لو جيت في وقت غير مناسب بس انا كنت جاي اسأل على عصام.
الله وهو حضرتك غريب يعني دا انت تيجي في اي وقت ع العموم هو نايم في اوضته حاليا اتفضل ادخل وصحيه الكسلان ده يشوف اللي وراه دا اليوم طويل اوي النهاردة.
قالتها تنزاح بجسدها من امامه ليعبر خلفها الى داخل المنزل تغمره الدهشة فإن كان الامر طبيعيا الى هذا الحد فما سبب الغياب عن عروسه وعدم السؤال.
بعد لحظات قليلة
كان عنده بداخل الغرفة يتطلع الى نومه الهاديء پسكينة مناقضة تماما لحالة القلق البالغ والتوتر التي اصابت اهل العروس.
انت يا باشا انت يا زفت انت ياللي نايم وسايب الدنيا تتطربق برا.
استيقظ عصام يفتح اجفانه للضوء فيقابل وجه رئيسه فوق رأسه متابعا بإصرار
اصحى ياض انت واتعدل خليني اتكلم معاك انا مش فاضيلك .
قطب عصام يستجيب له ليعتدل بجسده متمتما بابتسامة متكاسلة
سيادة الباشا امين بذات نفسه في اوضة نومي وبيصحيني كمان دا ايه النهار النادي ده
عبس موبخا
له
يا برودك يا اخي مأنتخ وصاحي ناموسيتك كحلي والبت واهلها مفكرين انك هربت وطفشت يوم فرحكم.
قطب يدعي عدم الفهم
بنت مين قصدك امنية