رواية حان الوصال(من الفصل الاول الى نهاية الفصل الاخير ) بقلم أمل نصر
ورفض قاطع لاخباره لكن بذات الوقت تعجزها الحيلة عن إيجاد رد مناسب لتتلجلج بالكلمات امامه
اهوو بقى..... عرفت وخلاص.... لمااا سمعت واحد ااا بيسأل الريسبشن على اجرة الليلة......في المستشفى ساعتها حسبتها وقلبي وقع في رجلي........
امممم.
زام ليتحرك عائدا لمقعده خلف المكتب وهي لا تعرف ان كان صدقها ام لا...
ماشي يا بهجة يعني افهم من كدة انك عرفتي بالصدفة
ايوة بالصدفة..
صدرت منها سريعا لتردف موجهه له السؤال
دلوقتي بقى هسددلك ازاي..... انا مخي هيوقف من التفكير.
تبسم ساخرا لمعاناتها
طيب يا بنتي ومخك يقف ليه من التفكير هو انا طالبتك انا مش عايز منك حاجة يا بهجة افهمي بقى.
فهمت.......... بس مينفعش.
مينفعش ليه
سألها بابتسامة حاول لملمتها بصعوبة فكان جوابها
عشان هو كدة المبلغ كبير قوي وانا اخته يعني لازم اتكفل بمصاريفه قولي بقى هسدده ازاي دلوقتي اخد قرض اسدد نصه والباقي مثلا يبقى يتقسم على شهور
يتخصمو من قبض كل شهر
خلاص يا بهجة انتي قولتي اللي عندك وانا هفكر او لو لقيت طريقة تاني هبقى ابلغك بيها ممكن بقى تسبيني اكمل شغل دلوقتي
لم تتحرك على الفور وكأنها تريد منه المزيد من التوضيح فواصل قائلا لها بأمر
ما قولنا خلاص يا بهجة اخرجي ياللا خليني اكمل شغلي وروحي انتي سلمي على دادة نبوية .
صدرت منها بلهفة وابتسامة اشرقت بمحياها بطيبة جعلته يوميء رأسه لها ببطء وعيناه تتأمل فرحتها بانشداه حتى اذا انصرفت من امامه ذاهبة نحو المرأة ظل هو لمدة من الوقت يطالع اثرها بشرود يعيد برأسه كل خلجة وكل همسة صدرت منها بشغف شغله عما كان يعمل به قبل اقتحامها عزلته وحين عاد في محاولة لاستعادة التركيز على الملفات وجد نفسه يدفعها عنه بقرف وكأن عقله يرفض مشاركه احد ما غيرها ولو حيزا ضئيلا من فكره.
جاء رد نبوية باعتزاز
طبعا يا حبيبتي دي عشرة عمر بحاله قبل انتي حتى ما تتولدي يا ست بهجة بسنين .
تصنعت الدراما بقولها
اخص ع الصدمة دا انا كنت قربت اصدق اني بقيت حبها الوحيد لدرجادي كنت مخدوعه فيكي يا نوجة.
نوجة.
تمتم بها هو فور ان اقترب منهم يجفلهم بحضوره فتدخل مرددا باندهاش
نوجة! دا اسم جديد دلع لماما يا ست بهجة .
اخجلها بسؤاله المباغت حتى جعلها تبرر بحرج
لا يا فندم دا مش اسم جديد ولا حاجة انا بس خدت بالي اني كل ما أدلعها بتبقى هادية ومتتعبش قلبي في اي طلب اطلبه منها.
امممم.
البيت كان ناقص من غيرك يا دادة وماما زي ما انتي شايفة ولا كأنها لقيت مامتها.
ردت نبوية بطيبة ليست بغريبة عنها
البيت منور بأهله انا كمان في بيتي وكنت حاسة كأني غريبة عن المكان وان دا بيتي الاصلي اما عن الهانم دي كانت وحشاني اوي.
قالت الأخيرة بإشارة نحو نجوان التي زادت من تشبثها بها وكأنها فهمت الكلمات ليتفاجأ هو حينما وجد بهجة تنهض من جوارهم متمتمة بتأثر
ربنا ما يحرمكم من بعض يا دادة اقوم انا اشوف شغلي بقى في المصنع مدام الحمد لله ربنا يسر الأمور.
خدي اليوم اجازة يا بهجة وابتدى من بكرة .
همت ان تفرح بعرضه السخي ولكنها تذكرت عودة المنزل في ذلك الوقت والوحدة في انتظار عودة اشقائها من محل دراستهم لتعبر بالرفض على الفور
لا يا افندم الف شكر نأجل الاجازة لوقت تاني اصل انا وحشني اوي المصنع وصحابي وحبايبي اللي فيه عن اذنكم بقى.
قالتها وما همت ان تستدير عنهم حتى اوقفتها نجوان بقولها
عائشة.
يا نهار ابيض تاني برضو
صدرت من بهجة تلوي فمها بابتسامة ثم تردف بعدها
في اقرب وقت هاخدك ليها ان شاء الله عن اذنكو بقى.
اعتدل بجذعه على الفراش بعد فترة طويلة من التململ والتقلب على تخته بدون فائدة وقد ذهب عنه النوم منذ نهوضها من جواره حين تسحبت بهدوء بظن منها انه مازال نائما لتتجه نحو المرحاض وتغيب به لأكثر من نصف ساعة حتى اثارت قلقه عليها لولا استماعه لصوت المياه من الداخل لظن ان بها شيء ما.
يعلم انه كان قاسې معها بالأمس ولكن ماذا كان بيده ونيران قلبه لم تخمد حتى الان لا يصدق ان تلك كانت ليلة عمره التي كان يخطط لها ويجهز المفاجأت. ان تمر بهذا السوء هو اپشع كوابيسه.
انتبه على صوت باب الحمام الذي اندفع تخرج منه
ترتدي منامة قطنية وشعرها المبتل يحاوط وجهها
بوجه احمر ندي رغم هذه الانتفاخات البسيطة حول عينيها ليتيقن من صدق ظنه انها كانت تبكي بالداخل .
تبدو المنامة منزلية بالأساس بربع كم وبنطال صغير بالكاد يغطي ركبتيها.
صوت ضعيف خرج منها في القاء التحية نحوه قبل ان تعطيه ظهرها وتتجه نحو المراة لتصفف شعر رأسها امامها
صباح الخير.
صباح النور .
خرجت منه جوفاء بوجه خالي من أي تعبير لتتركز ابصاره بها يقيم تفاصيلها بعين الرجل الخبيرة بمفاتن زوجته التي رأها بالأمس لديها جسد يغوي القديس على الخطيئة وهو ليس بمحصن فرغم كل غضبه لم يستطع منع نفسه عنها فصارت رغبة امتزجت پعنف غضبه لتؤدي الى هذه النتيجة وتزيد من اشتعال رأسه ان احد ما اطلع على ملكه غيره حتى وقد تأكد من صدق قولها باحتفاظها بعفتها إلا ان باقي التفاصيل الأخرى.....
انتفض كالملسوع عن الفراش كي يهرب من افكاره السامة فيصبح خلفها تماما ويظهر لها انعكاس صورته امامها بانعقاد حاجبيه وصوت انفاسه الهادرة حتى اصابها التوتر لتلتف له متسائلة
ايه في حاجة
ظل على وضعه صامتا لمدة من اللحظات يتأمل بشرتها وتلك العلامات المتبقية من اثار معركة الأمس حتى وقعت عيناه على تلك الشامة التي نال منها غير مكترث بما يسببه من الم لها وقد وضح الاثر جليا عليها الان لتندفع حمم سائلة بأوردته ورغبة جامحة تدفعه لتكرار الامر
وفي نفس الوقت صوت ما بداخله ينادي بالترفق بها
وما بين ذاك وذاك لم يشعر إلا بيده قد ارتفعت لتطبق اصابعه على وجنتيها المكتنزتين وهذه الشفاه المنتفخة بإغراء فدنى نحوهم دون سابق انذار ليلتهمهم بنهم يرتشف منهما ما يسكر عقله ويرطب عليه من التفكير المستمر. غير واعي ان كان شغف او جموح او عڼف وذراعه تعتصر خصرها فلم يستفق الا بدفعتها القوية له لتلتقط انفاسها ثم قالت لتوقفه وبصوت يهتز برجفتها
امي زمانها على وصول هي واخواتي البنات وعيلتك كمان دا الميعاد اللي قالوا عليه من امبارح.
بعد قليل
وقد اجتمعت الاسرة في منزل الزوجية الجديد قبل ذهاب العروسين الى رحلتهم في قضاء شهر العسل في احدى المنتجعات الشهيرة كما هو مخطط من البداية.
وكما فعل بالأمس أجاد تمثيل الزوج السعيد بمهارة اذهلتها يتبادل النكات والمزاح مع اهل العروس ووالديه وشقيقته يظهر مشاهد السعادة الجمة بينها وبينه وهي تحاول مجاراته رغم حزنها المتفاقم لجرحه وما تسببت به من اذى لرجل بأخلاقه فهي الاعلم الان بحجم معاناته كم ودت ان يعود بها الزمن وتصلح كل ما فات او تمحيه من ذاكرة الزمن وذاكرتها لو كانت تعلم بما يخبئه القدر لها من عوض جميل ما كانت ابدا قللت من ذاتها بالارتباط بشخص فاسد وقميء مثل ابن خالتها ابراهيم فليجازيه الله بأفعاله.
وفي محبسه
بالتحديد داخل مبنى المراحيض بزاوية مختصرة بعيدة عن اعين رجال الامن اجرى مكالمته الهاتفية عبر الهاتف النقال الذي استأجره من احد المساجين القدامى.
مع والدته والتي ما ان سمع بردها على سؤاله حتى صاح لها باستنكار
ايه اتجوزت وعملت فرح عليوي كمان........ وما استغربش ليه ياما شكل الظابط بتاعها دا راجل قلة ومعندوش حرارة............. ايوة معندوش حرارة وانا برضو مش هحلهم من دماغي....... عشان تبقي عارفة......... سيبك ياما من الهرتلة دي وركزي مع محامي الزفت ادفعيلو ودفي جيبه بالفلوس خليه يخرجني في اقرب وقت انا دمي بيغلي.......... متقوليليش اهدى انتي تعملي اللي بقولك عليه وتخرجيني هو دا اللي هيريحني........ ماشي ياما اسيبك بقى.
فور ان انهى المكالمة أختطف الهاتف من يده بواسطة الرجل الذي يملكه يحدثه بصوته المتحشرج
شاطر يا حلو دقيقة تانية وكنت هحسبها عليك بالضعف عشان دي تتسمى بعرفنا ضريبة الوقت الزايد.
ختم بضحكة سمجة اثارت سخط الأخر يرمقه بازدراء ثم يبتعد عنه مغادرا من المرحاض المقرف ليتناول احدى السچائر من علبتها يشعلها بالقداحة يغمغم بالتوعد داخله
ماشي يا بنات ناصر الدكش انا مفيش ورايا غيركم .
على الاريكة التي كان مضجعا عليها يشاهد مع شقيقه احدى برامج تحليل القنوات الرياضية
يدعي الاندماج مع نقاش المذيع مع المحلل الرياضي وعيناه تذهب كل دقيقة نحوه بابتسامات خبيثة كان يتجاهلها الاخر في البداية حتى فاض به لينهره بحنق
ما تتلم يا عمنا انت في يومك ده شايفني اراجوز قدامك ولا وشي فيه حاجة مش عاجباك
اطلق سامر ضحكته الصاخبة ليردد
حاجة واحدة! قول حاجات انت وشك كله متشلفط يا باشا بقى عامل زي الطريق الدائري....
ختم ضاحكا مرة اخرى ليستفز الأخر حتى هدر به
احترم نفسك يا سامر اقسم بالله انا على اخري منك.
ببرود شديد واصل سامر ضاربا پغضب شقيقه عرض الحائط
طب بدل ما تعصب نفسك وتتنزفز كدة ما تريحني وقولي على صاحب الخناقة الحقيقية اللي سببلك الپهدلة دي في وشك قولي يا اخويا عشان اروح اخدلك بتارك من سواق الغبرة اللي زنق عليك بعربيته.
زفر يكظم حقده يود لو يفتك به فتلميحات هذا الأحمق تثير بداخله الريبة ولكنه يأبى كشف الحقيقة امامه
لا يا اخويا اطمن وحط في بطنك بطيخة صيفي انا ظبطت الراجل ومسحت بيه بلاط الشارع يجي ايه اللي في وشي ده عن اللي انا عملته فيه.
يا بطل.
تمتم بها سامر ليطلق ضحكة رنانة أذهبت الباقي من عقل شقيقه لينهض فجأة يهجم عليه يمسكه من تلابيب ملابسه وقد ضج من سخريته
تحب اعرفك عملي انا عملت فيه ايه شكلك مش مصدق وانا بقى عايز اثبتلك.
صدح صوت دريه من خلفه يوقف المعركة من اولها
في ايه يا زفت انت وهو فاكرين نفسكم عيال صغيرين وهنحوش ما بينكم ولا ديوك وهتتناقروا شيل ايدك عن اخوك يا سمير.
صدحت الاخيرة