الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية غيوم ومطر لداليا الكومي

انت في الصفحة 12 من 38 صفحات

موقع أيام نيوز


كل الفخر قالت بتأثر عمر ابنى ما فيش منه اتنين طيب وحنين علي الكل هتفرحونى امتى بحفيد الډماء ارتفعت پعنف الي دماغ فريده حفيد كيف ستبرر لهم تأخر الحمل نظرت في اتجاه فاطمه بقلق فهى خشيت من اكتشاف جريمتها في حق عمر لسه بدري يا ماما مش عاوز أي حد يشاركنى فيها انا انانى جدا واكيد هغير من طفل هياخدها منى يا الله عمر ذبحها بكلماته انها هى الانانيه وليست هو هى كانت تعلم جيدا ان خالتها لم تكن تتدخل في حياتهما لكن من فرط سعادتها كانت تريد ان تري الاحفاد والدتها نفسها تمنت اليوم نفس الامنيه وعمر الخلوق لم يحرج والدته ولم يحرجها هى لقد تصرف بذكاء متقد الحفله انتهت في وقت متأخر الطعام كان راقي بدرجة مذهله وقائمة الاسعار كانت لا تصدق التخت الشرقي الراقي عزف ابدع الالحان والمكتبه الغنيه بأروع المؤلفات اضافت اثراء ثقافى علي المكان كان بالفعل مقهى النخبه المثقفه لابد وان تعترف مع نفسها انه مكان يشرفها امام صديقاتها مقهى يونيك قريبا سيصبح اشهر مقهى في البلد فريده انتهزت فرصة انصراف معظم الحضور اقتربت من عمر الذى كان يوليها ضهره قالت بصوت هامس مبروك عمر استدار علي الفور عيناه امتلئت بالشوق سألها بلهفه عجبك المكان فريده هزت رأسها بالايجاب عمر تطلع اليها بحب ثم قال طيب يلا نروح انت وحشتينى اوى لحظات الانسجام قاطعتها فاطمه التى قالت بوقاحه ايه مش هتوصلونى الوقت متأخر عمر كتم لهفته علي فريده وقال بأدب طبعا

من الممكن ان يفهم الحب المطلق علي
انه ضعف فريده استغلت حب عمر لها لاقصى درجه مع مرور السنوات تعودت علي تدليل عمر لها وتغاضيه عن وقاحتها وبرودها تقدمت في دراستها بدرجه ملحوظه حتى انها ارتفعت في ترتيبها في السنة الرابعة والخامسه واصبحت من العشر الاوائل اعتادت علي تلبية عمر لكل طلباتها واعتبرته عبدا خاضع يتمنى لها الرضى في بعض الاحيان عمر كان يغضب ويعتزلها لايام لكنه كان من نفسه يعود ليراضيها الان عندما تتزكر رفضها منحها نفسه لها والتعلل بالانشغال في المزاكره تحتقر نفسها اشد احتقار عمر تحمل ما يكفي لسنوات وظل حبه يغطيها
علي الرغم من اخطائها مقهاه الجديد نجح نجاح باهر وافتتحوا فرع اخر له تولي مصطفي ادارته بالكامل لذلك اصبح عمر المسؤل الوحيد عن الفرع الاصلي ومع عمله الصباحى في الفندق اصبح منهك تماما كان بامكانها مساعدته بعض الشيء في ادارة شؤن المنزل لكنها كانت تتصرف بلا مبالاه وتترك له التصرف في كل شيء فلم يعد لديه وقت للطبخ في المنزل وأصبح يعتمد علي طباخ المقهى لاحضار الوجبات اليوميه الي المنزل عمله ليل نهار لتحقيق طموح فريده لم يترك له أي وقت للممارسة الرياضه فازداد وزنه بدرجه ملحوظه في السنه الاخيره وعندما طلب منها عمر مره في عطلتها ان تطبخ له بنفسها رفضت بوقاحه وتعللت بأنها لا تعلم كيف تطبخ فريده فريده فين قمصانى مش لاقي ولا قميص فريده اجابته بلا مبالاه فين اكيد في الدولاب عمر نظر اليها پغضب لا يا فريده الدولاب فاضى وانا لازم انزل الشغل حالا اعمل ايه يالا غبائها تزكرت ان الخادمه المنزليه لم تحضر منذ اسبوع وعمر طلب منها قبل سفره الي دبي في رحلة عمل ارسال قمصانه الي المغسله وهى نست تماما لاول مره عمر يطلب منها الاهتمام بعمل منزلي وهى تجاهلت طلبه فريده حاولت الاعتذارلكن نظرات الڠضب الواضحه علي وجه عمر كانت تنذر بالانفجار هى كانت تعلم جيدا ان القميص لم يكن سبب غضبه الرئيسي لكن رفضها له بالامس كان المحرك الاساسي لغضبه  
ڠضبا شديدا احتله وبالاخص لانه كان مشتاق اليها بقوه بعد عودته من السفر هى نفسها لا تدري لمادا رفضته بالامس ووبخت نفسها بالنيابه عنه انها تتصرف بغرابه وبدون سبب لا بل ربما هى تعرف السبب جيدا السبب انها تسلم اذنيها لفاطمه التى تستطيع تقليبها علي عمر ببساطه وكأنها طفله غبيه لا عقل لها فبعد ان علمت نتيجتها منذ يومين وفي اثناء سفر عمر وكان ترتيبها الرابعه علي كل دفعتها وفاطمه دأبت علي بخ سمها اسمعتها الاسطوانه المعتاده الرابعه علي الدفعه يعنى تستحقي دكتور ومن هيئة التدريس كمان وفي الاخر اخدتى سياحه وفنادق والله صعبانه علي يا بنتى ربنا معاكى بعد دقائق عمر غادر المنزل غاضبا وهو يرتدى نفس قميصه من الامس بالطبع فريده جمعت القمصان المتسخه والتى لاول مره لم يغسلها عمر بسبب سفره وارسلتها الي المغسله ولكن ربما فات الاوان علي تفادى غضبه لكن عودة عمر في الليل وهو يحمل اليها هديه بمناسبة نجاحها جعلتها تشعر بالحقاره  
عمر لم يعطيها الهديه مباشرة بل كتب بخطه علي ورقه ورديه تهنئه لطيفه وترك فستان اسود مغلف مع عطرها المميز وعلبة الشيكولاته الفاخره التى تحبها علي وسادتها 
اجابت رنين جرس الباب لتجد خالتها منى تقف منتظره الدخول رحبت بها بلطف وادخلتها الي الصالون كانت مندهشه من زيارة خالتها فكيف وجدت الوقت لزيارتها وزفاف ندا غدا فور جلوسها منى بدات في الحوارات العاديه علاقتها بخالتها توترت كثيرا في الاشهر الماضيه لم تعد العلاقه سلسه وطبيعيه كما كانت ربما فريده كانت السبب فهى اصبحت متحفظه بل ومتجمهمه في معظم الاحيان خالتها سألتها فجأه فريده مفكرتوش تعملوا تحاليل تشوفوا ايه سبب تأخير الحمل لحد دلوقتى فات اكتر من سنتين وانتم ولا في دماغكم فريده ارتبكت بشده وتلعثمت وهى تحاول تجميع الكلام لسه خالتها ربتت علي كفها بحنان ولم تفتح معها الموضوع مجددا لاخر جلستها لكن فريده كانت غاضبه
والدة عمر كانت تحدثها عن الاستعدادات التى يعدونها لزفاف ندا غدا الزفاف شغلها وانهك الجميع في الاستعداد له لكن فريده ظل فكرها مشغول وشيطانها يوسوس لها فلم تشارك خالتها فرحتها السؤال الذى سبب لها الصداع لماذا والدة عمر تتدخل في حياتهم  
فرغت جام ڠضبها في عمر عند عودته هاجمته بدون مبرر فور رؤيتها له قالت له بوقاحه شديده عمر مامتك بتدخل في حياتنا ليه عمر نظر اليها بدهشه شديده ولم يستوعب ما تقوله فوالدته ابعد ما تكون عن التدخل في حياتهم كانت ايضا ابعد ما تكون عن شغل الحموات المدمر الذى يهدف الي الخړاب كانت والده حنونه متفاهمه مراعيه عمر نظر اليها پغضب وقال فريده في ايه مالها ماما اجابته غاضبه سألتنى النهارده الحمل اتأخر ليه عمر حاول تهدئتها عادى يا فريده مجرد اهتمام اكيد طنط سوميه سألتك نفس السؤال ليه مكبره الموضوع بالفعل والدتها نفس السؤال مرارا ومع انها هى المذنبه وتعلم چريمة الحبوب جيدا لكن شيطانها اليوم كان حاضرا وبقوه قالت پغضب عاتى مش من حقها تسألنى عمر نظر اليها نظره ناريه وقال خلاص يا فريده انا من حقي اسألك انا ابدا مكنتش ناوى افتح معاكى الموضوع ده لكن بما انك غضبانه
اوي خلاص لازم نشوف ايه السبب فريده مازالت غاضبه وشيطانها يحتلها بالكامل اجابته بوقاحه لما الحمل بيتأخر لازم الراجل يعمل التحاليل اللازمه الاول لان غالبا السبب بيكون منه عمر فاجأها بقوله عملت من زمان يا فريده ومافيش عندى أي سبب يمنع الحمل سليم الحمد لله وانا راضي بيكى بأطفال او بدون لانى بحبك لكن انتى فاهمه حبي ليكى غلط انا بدأت اتعب يا فريده بدأت اتعب وازهق كمان يا الله لماذا اوصلت الامور الي تلك الدرجه ومع ذلك لم تتراجع عن موقفها غادرت غاضبه الي غرفتها واغلقت الباب خلفها بقوه كيف يتجرأ عمر ويصيح فيها بهذه الطريقه المشينه بل ويتجرأ ويفصح عن شكواه الا يعلم انها تنازلت وقبلت به في اليوم التالي رفضت الذهاب الي زفاف ندا علي الرغم من كل محاولات عمر لاقناعها لم تكلف نفسها حتى بفض غلاف الفستان الذى اهداها اياه حتى لتشاهده بل علقته في الخزانه بدون اهتمام عمر كان اهتم بكل احتياجاتها للزفاف ولكن عندما حان وقت الاستعداد فوجىء بها تخبره انها مشغوله ولن تذهب لن تنسي ابدا حزنه يومها مهما حييت من عمر لم يكن غاضب بل كان حزين طلب منها برفق مجددا مرافقته فأجابته بجفاف عندى مزاكره انت عارف سنه سته صعبه وكل يوم له اهميته عمر الح فريده النهارده الخميس وانتى اجازه بكره رفضت بوقاحه وقالت اسفه مش هقدر بمجرد نزول عمر بمفرده ندمت بشده هى نفسها لا تفهم سبب رفضها منذ اسابيع وهى تتصرف بصوره غريبه غير مبرره وغير منطقيه تقوم بايلام عمر بقوه وبدون سبب تفتعل المشاكل مع والدته وشقيقاته بدأت البكاء بدون توقف فهى لم تفسد علاقتها بعمر فقط بل افسدتها بكل عائلتها واظهرت نفسها علي انها متكبره وضيعه جاحده وناكره للجميل فات وقت الندم ومهما ندمت لن تصحح الغلطه القاتله التى ارتكبتها وبدون مبرر لماذا سمحت لشيطانها بټدمير حياتها بماذا ستنفعها كل شهادات العالم عندما تخسر كل عائلتها وتصبح مكروهه منبوذه هى فى طريقها فعليا لذلك بل وتجاهد وتسرع الخطى من اجل تحقيق الكره الكامل من كل المحيطين بها لو كانت تستطيع لكانت ارتدت ملابسها وذهبت الي الزفاف فورا لكن لن تجنى سوى المزيد من الاحتقار لاول مره منذ زواجهم عمر يقضى ليلته خارج المنزل وهو غاضب الان علمت انها دقت مسمار اخر في نعش زواجهم لماذا دائما تبدى عكس ما تشعر به لماذا لم تشعر يوما عمر بحبها له او علي الاقل باهتمامها واخلاصها لاول مره تواجه نفسها وتسألها عن حقيقة مشاعرها غيابه عن المنزل المها بشده علمت ان حياتها من اليوم اتخذت منحنى مختلف للغايه عن حياتها السابقه علمت انها
لن تعود مدللة كما كانت من قبل لكنها تجنى ما صنعته يداها مع شروق الشمس نامت من شدة البكاء وحيده منبوذه حتى والداتها كانت غاضبة منها فلم تتصل وتسألها عن سبب تغيبها عن الزفاف وسادتها اصبحت بحيره من الدموع والجميع احتفل ولم يسأل عنها احد 
استيقظت السبت في العاشره صباحا علي حركه غريبه في غرفتها لتجد عمر يضع
ملابسه
 

11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 38 صفحات