الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية غيوم ومطر لداليا الكومي

انت في الصفحة 15 من 38 صفحات

موقع أيام نيوز


دائرة مفرغه لا خلاص منها لكنها قررت كسر الدائره برحيلها اليوم ستعلن للجميع بعد الوليمه التى يعد لها محمد عن قرار رحيلها للخارج ابتهلت في صمت ان تصمد نور فقط لساعتين عادت بأفكارها الي عمر فهو اختفي تماما بعد ان اوصل جدتها كان يبتسم ببرود وكأنه يقوم بواجب ثقيل انسحبت للخلف بصمت لحظة نور ومحمد الخاصه لا ينبغي التطفل عليها اصطدمت بباقة ورود عملاقه تقف خلفها الباقه كانت بجوار باقات التهنئه المقدمه اليها من زملائها ومن العائله لكنها شعرت بإختلافها علي الفور حتى بدون قراءة البطاقه المرفقة بها علمت مصدرها كانت وكأنها تسخر منها بأصابع مرتعشه التقطت بطاقه التهنئه قرات كلمات بسيطه لكنها عرتها امام نفسها علي البطاقه الصغيره كتب بخط لا يمكن ان تنساه يارب تكونى حققتى اللي نفسك فيه حتى بطاقته التى كانت تعلم جيدا الغرض منها حملتها بحرص ووضعتها في حقيبتها مع بعض الوردات اه لو تستطيع حمل البوكيه بأكمله لما كانت ترددت لكن السؤال الذي ينهش عقلها لماذا حضر انه لم يكن يعنى تهنئتها في ملاحظته بل كان يتعمد السخريه لكنها سبقته في السخريه من نفسها واحتفظت فقط بالملاحظه لانها تحمل خط يده كانت مجبره لانهاء بعض الاوراق قبل مغادرتها مع العائله للاحتفال لذلك اتجهت الي مبنى الموظفين لانهاء التوقيعات الضروريه ما ان خرجت من بوابة المبنى حتى فوجئت بعمر يستند علي سياره جديده فارهه لم تري مثلها من قبل وكان يبدو في كامل اناقته ووسامته يا الله كم اشتاقت اليه حمدت الله علي انها كانت تضع نظاراتها الشمسيه فما اقرب الدموع اليها اليوم انتبه اليها واعتدل علي الفور اما هى فترددت بين اكمال طريقها وتجاهله اوالتحدث اليه

لكنه انقذها من حيرتها وبادرها بلهجه خاليه من التعبير مبروك 
اكثر ما تتمناه الان هو التحكم في دموعها فأخر ما تريده هو ان يري دموعها التى تهدد بالنزول في اي لحظه اجابته بحزن مبروك ليك انت كمان ارادت تهنئته بالخطوبه فهى بالفعل تتمنى له السعاده عمر هز رأسه بدون اهتمام كأنه ينهى الحديث الذي يبتلعه رغما عنه هى سترحل حالا وتتركه لكنها مدينة له علي الاقل بالشكر ان كانت مازالت لا تملك الجراءه وتعتذر عن سوء خلقها معه لسنوات لكنها علي الاقل تستطيع شكره هو ايضا كان يضع نظاراته الشمسيه لذلك لم تستشف تعبير وجهه وهى تستجمع الحروف لتنطق بجملة الشكر الواجبه قالت اخيرا عمر عمر شكرا علي تكفلك بمصاريف كلية رشا وكمان عشان العقد اللي انت وفرته لمحمد عمر تأملها مطولا ثم قال بسخريه وانت بتشكرينى ليه انت مش معنيه بالموضوع ده ابدا ده موضوع بينى وبين خالتى وعلي وجه الدقه ده كان وعد وعدته ليها وانا لايمكن اخلف وعدى ابدا لكن انت مش طرف ابدا فريده اطرقت برأسها ارضا عمر يواصل تعريتها امام نفسها هو لم يكن يضعها في حسابه وهو يتكفل بإخوتها لكنه كان يفي بوعده الڠضب عاد اليه وكأنه كان يخفيه بصعوبه تحت قناع البرود كانت تدرك جيدا انه يضغط علي نفسه كى
يتحدث بهدوء يخالف ثورته المفاجئه قال پحده شديده اوعى تكونى فاكره انك تستاهلي المبالغ اللي انا دفعتها فيكى ولا تفتكري انى دفعت مصاريف كلية رشا عشان خاطر سواد عيونك للاسف انا مأخدتش منك غير جسمك ومظنش ان المرات اللي امتلكتك فيها تستاهل المبالغ اللي دفعتها 
امثالك ليهم اسم لكن انا بحترم المكان اللي احنا فيه وصلة القرابه بينا ومش هقوله فجأه انهى هجومه وركب سيارته دموعها التى اطلقت لها العنان شكلت حاجز سميك منعها من رؤية طريقها لكنها لمحت فاطمه تراقبها من بعيد اثناء هروبها الذليل 
عندما عادت الي المجلس الملحق بقاعة المناقشه بعد ان انهت اوراقها شاهدت فاطمه تتطفل علي جلسة العائله انها اصبحت تكره رؤيتها عندما كان لديها الوقت لمراجعة الامور بعد طلاقها علمت ان فاطمه لم تنصحها باخلاص يوميا وانها كانت السبب المباشر في تنغيص حياتها لكنها لا تحملها الذنب فهى من كانت غبيه وضعيفه واستمعت الي سمها لكنها علي الرغم من ذلك لا تطيق رؤيتها الان ارادت طردها لكنها للاسف لا تملك الجراءه لفعل ذلك بعد لحظات من وصولها عمر انضم اليهم كان في ابهى صوره ملت عيونها من وجهه الوسيم كان يرتدى بدلة اخري تكاد تماثل في اناقتها تلك التى ارتداها يوم زفاف اسيل ولكن ما زلزل الارض تحت قدميها كان اعلانه الدرامى اعلن بصوت هادىء كأنه يقر امر عاديا جدا قال بهدوء يا جماعه نوف عازمه الجميع علي الغدا في مطعم الفندق اللي هى مقيمه فيه وقبل ان تستطيع الصړاخ بإنهيار او حتى الاعتراض عمر اعطاها هاتفه المحمول وقال كلمى نوف 
فريده وجدت نفسها امام الامر الواقع ارادت القاء الهاتف المسكين ارضا  
صوت نوف الرقيق تسرب الي اذنيها كانت تقول بنعومه هلا حبيبتى كيفك ان شاء الله بخير هديك اليوم ما كنت بعرف انه عيد ميلادك واليوم حابه اعزم كل العيله مبارك عليكى النجاح يا وهى اصبحت بيضاء مثل الامۏات وترتعد اما عمر فكان يتكلم بهدوء وسيطره خرافيه علي النفس وكأن الامر لا يعنيه البته جدتها قالت بصرامه بلهجة لا تقبل النقاش بلغ خطيبتك ان عزومتها مقبوله 
لم يكن امام فريده الان الا تنفيث غيظها في فاطمه انها
تعلم انها متطفله وستصحبهم الي الغذاء اذا لم تتدخل وتوقفها عند حدها ليس فقط بسبب رغبتها في التنفيث ولكن ايضا لن تحتمل تشفي فاطمه فيها عندما تري نوف ربما هى الان علمت بخطوبة عمر لكنها لن تسمح لها برؤية نوف شخصيا اخيرا استاطعت القول بوقاحه اعذرينا يا فاطمه لازم نمشي عندنا مناسبه عائليه 
اخيرا فريده استاطعت اتخاذ اللازم لاحراج فاطمه ونبذها خارج محيط حياتها هى ادركت بعد فوات الاوان ان فاطمه كائن طفيلي يتغذي علي الاخرين ويمتص كل ما يستطيع امتصاصه لو لم تردعها لكانت صحبتهم في عزومتهم الغبيه تلك شاهدت فاطمه وهى تنظر اليها بدهشه ثم تنسحب الي الخارج ما ان تنفست الصعداء برحيلها لتجد المهندس عماد ينضم اليهم يوم المتطفلين العالمى ولكن ماذا يفعل هنا علي أي حال  
علمت فورا اجابة سؤالها عندما اقترب منهم عماد ووجه حديثه الي محمد قائلا انا المهندس عماد رضوان صديق طارق يشرفنى اطلب منكم ايد الدكتوره فريده 
محمد تلعثم بشده ولم يستطع النطق عيناه جالت في القاعه يبحث عن الدعم راقب عمر بطرف عينه ليري تعبيرات وجهه لكنه صدم بوجه جامد خالي من التعبير نظر الي والدته فوجدها تحنى رأسها وتخفيها ارضا بعيدا عن نظرات اختها وابنها ونور رمقته بنظرات عتاب قټلته لكنه الان المسؤل الوحيد عن اجابة طلب عماد الذى لا يعرف كيف يجيبه لدهشته الشديده تدخلت شريفه لتقول في حزم شرفنا البيت يا بنى في أي يوم عماد ابتسم في ابتهاج وقال ان شاء الله لما طارق يرجع من شهر العسل هاجى معاه هو عنده كل المعلومات عنى واي استفسار انا تحت امركم فريده هوى قلبها في ارجلها ومادت الارض من تحت قدميها عندما اكملت شريفه حديثها في خبث تام اكيد طارق راجع بكره خليه ياخد موعد من عمر عشان يرتب اموره عمر كبير العيله ولازم تخطبها منه 
الحلقة العاشرة 
رواية غيوم ومطر 
للكاتبة داليا الكومي 
10 اخطبها من زوجها يا ويلي من الغيرة التى تمزقنى وتعبث بسلامى
الداخلي 
عندما توضع الانثى في منافسة مع اخري تبدأ في التخبط والتصرف بغرابة حتى انها لم تعد تفهم نفسها هى لم تقارن نفسها أبدا من قبل بأي انثى اخري لكن رغما عنها بدأت في وضع نوف تحت المجهر تفحصت مظهرها الرشيق الأشبه بعارضات الازياء كانت اطول منها بكثير وتكاد تقارب عمر في الطول غير محجبة وشعرها أسود داكن يفوق سواد شعرها بمراحل أما هى فكانت ضئيلة طفولي وبشرتها قمحية لا شيء مميز فيها البتة نعم انها جذابة لكنها لم تكن يوما جميلة بالمعنى المعروف فقط عمر كان يراها جميلة نوف كانت سيدة اعمال ناجحة ومتحدثه لبقة جدا لكن الأهم كانت تقدر عمر وعائلته كثيرا علي الرغم من اموال والدها الطائلة الا انها تعلمت من صغرها كيف تعامل زوجها وعائلته وتعطيهم الاحترام اللائق بهم من حبها لعمر حاولت تعلم اللهجة المصرية وكانت تجاهد للتحدث بها فأصبحت لهجتها خليط غريب لكن محبب ورغما عنها اعجبت بها جدا وكانت تريد قټلها في نفس الوقت اليوم هى انتهت من مرحلة هامة جدا في حياتها نالت ما استحقت تماما الله سبحانه وتعالي لا يظلم ابدا وهى نالت ما سعت لتحقيقه تسألت عن مدى معرفة نوف عن علاقتها السابقة بعمر هل تعلم من هى بالتحديد انها تعاملها بكياسة شديدة ولزيادة دهشتها بعد انتهاء الغذاء الكارثى وفي اثناء تناول الحلوي سألتها بعفوية عن خططها للفترة القادمة ها قد اتت الفرصة التى تنتظرها ستخبر الجميع الآن عن بعثتها القريبة  
كانت تتحين الفرصة ونوف اعطتها الشجاعة للبدء ستهرب من العريس المحتمل الذى لن توافق عليه أبدا فقلبها كتب عليه الشقاء إلي الأبد  
حاولت التحدث بصلابة لا تظهر صوتها المهزوز المرتعش قالت بخفوت  
انا جالي بعثه للولايات المتحده واشنطن بالتحديد وهسافر في خلال شهرين ان شاء الله  
سكوت تام اعقب تصريحها الدرامى لم يقوى احدا علي الرد فتصريحها كان كالقنبلة التى اڼفجرت علي طاولة الطعام جدتها نظرت إليها بصرامة وقالت 
والراجل اللي أنا قلتله يجى يتقدملك في البيت انسي موضوع السفر ده خالص علي الاقل لحد ما تكونى في عصمة راجل فريده ارادت الاحتجاج جدتها تهينها بقسۏة كرامتها تداس تحت الاقدام نعم هى تستحق لكن 
انها لم ترغب في السفر من اجل مستقبلها العلمى أو ما شابه لا انها ترغب بالهرب والاختفاء في فضاء الدنيا الواسعة ذكاء نوف الخارق جعلها تنسحب من الحديث فهى علمت انها فتحت موضوع شائك وتركت فريده في مواجهة عائلتها المستثارة بسبب قرارها الجريء الجميع كان يبدو عليه التوتر
فقط عمر كان يرتدى قناع جليدى لا يظهر ما يعتمل في صدره وكأن الامور كلها لا تعنيه حتى انه وافق جدته عندما طلبت منه مقابلة عماد العريس المحتمل لها وافق بسهوله مزقت قلبها عمر اصبح لديه كامل الاستعداد بتسليمها لرجل اخر بيديه ليتها اصرت علي رفض دعوة نوف
لكن
 

14  15  16 

انت في الصفحة 15 من 38 صفحات